منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    أنا زلاتان (11): صعود و هبوط

    نسيم الأربعين
    نسيم الأربعين
    ملك التحدي


    ذكر
    عدد المساهمات : 6318
    العمر : 33
    المكان : سورية الغالية
    المزاج : عاشق لوطني سوريا وأفتخر به
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 4
    المستوى : 105
    نقاط : 8465
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009

    أنا زلاتان (11): صعود و هبوط Empty أنا زلاتان (11): صعود و هبوط

    مُساهمة من طرف نسيم الأربعين الخميس ديسمبر 15, 2011 12:29 am

    أنهينا
    في الحلقة العاشرة الفصل الرابع من كتاب "أنا زلاتان"، اليوم ندخل في
    الأيام الأولى لنجم هجوم ميلان زلاتان إبراهيموفيتش مع فريق مالمو و
    الكارثة التي حلت على الفريق مع وصوله و التي لم يأبه بها منذ البداية..



    أنا زلاتان (11): صعود و هبوط 35724hp2

    الفصل الخامس | في الفريق الأول لمالمو

    في
    مالمو، كان هنا ما يُسمى بالميل، و الميل كان مسارًا طويلًا بحيث كنا نركض
    من الملعب حتى برج الماء، سالكين طريق ليمهامنسفاجين حيث كنا نمر على
    مساكن جميلة كانت تُطِل على البحر و أتذكر أنها كانت وردية اللون و كان
    مشهدًا رائعًا و قلنا لأنفسنا "وو، أي نوع من الناس يعيش هناك؟ كم من المال
    لديهم؟" .. كنَّا نمر بحديقة الملك و ننزل النفق وصولًا إلى مدرسة
    بورجاسكولان في مكان مثالي لرؤية الفتيات. كنت أشعر بالقوة آنذاك و رأيت
    أنها لحظتي المناسبة للانتقام، فقد تحولت من صبي غريب الأطوار من روسينجراد
    يجد صعوبة في الحديث مع فتاة إلى ما أنا عليه الآن و لذا كنت أركض مع بقية
    الفتيان الأقوياء في مالمو إف إف و أعني ماتس ليليينبيرج و البقية.

    كان
    في حالة رائعة في تلك الأيام و كنت أضع لنفسي نظامًا محددًا. في البداية
    كنت أركض بأقصى سرعتي فقد كنت جديدًا على الفريق الأول و أردت أن أظهر ما
    أنا عليه، لكنني فهمت أن أهم ما في الأمر هو إبهار الفتيات الجميلات لذا
    كنا نتبع أنا و توني و ميتي بعض الحيل، حيث كنا نركض في الكيلومترات
    الأربعة الأولى ثم نختبئ في موقف الحافلات في طريق ليمهامنسفاجن.

    لا
    أحد كان يرانا فقد كنا دائمًا في الصفوف الأخيرة خلف بقية اللاعبين و كان
    سهلًا أن ننتظر الحافلة بهدوء ثم نستقلها. لكن كان علينا أن نتعامل مع
    مشكلة كبيرة، فالحافلة لم تكن تتوقف لنا أمام المدرسة و كان يجب علينا أن
    نقفز منه، ثم نرتح قليلًا و نختبئ في زاوية ما قبل أن يصل الآخرين، ثم ننضم
    لهم و نركض بأقصى ما لدينا أمام المدرسة. كنا نثير إعجاب الفتيات اللاتي
    كان يقلن "هؤلاء الفتيان أقوياء للغاية".

    أنا زلاتان (11): صعود و هبوط 128509_news
    في
    يوم آخر قلت لتوني و ميتي "هذا أمر سخيف، فلنسرق دراجة عوضًا عن ذلك" ..
    أعتقد أنهم كانوا مترددين قليلًا بشأن تلك الفكرة فهم لم يحظوا بنفس خبرتي
    في ذلك المجال. لكنني أقنعتهم و لذا استولينا على دراجة و قدت بهم و هم
    يجلسون على الصندوق الخلفي، لكن في مناسبات أخرى كنا نركض مع البقية. لم
    أكن الفتى الأكثر نضوجًا في ذلك الوقت كما أن توني كان أحمقًا اعتاد على
    المجيء و معه أفلام إباحية. كان يذهب إلى كونجسان و يؤجر شريطًا و يشتري
    الشوكولا عوضًا عن الركض، و كنا نجلس و نأكل الشوكولا بينما البقية يركضون.


    كنت
    سعيدًا لأن رونالد أنديرسون كان يصدق أعذارنا، و حتى لو لم يكن كذلك لكنه
    كان رائعًا. لكن بالطبع كان هناك الغضب من جهة أخرى حين كان يقوم "ما بال
    ذلك الفتى زلاتان؟ لماذا لا يُظهر أي تواضع؟" كما أنني كنت أستمع إلى
    الكلام القديم نفسه "إنه يراوغ كثيرًا و لا يفكر في الفريق". بالطبع البعض
    مما قيل كان حقيقيًا بكل تأكيد و كان لدي الكثير لأتعلمه، لكنهم في الواقع
    كانوا غيورين فقد شعروا بالمنافسة. كنت نشيطًا للغاية، ليس فقط في تدريبات
    مالمو بل في منزل والدتي أيضًا ساعة تلو الأخرى. كانت لدي خدعة أقوم بها،
    فقد كنت أخرج في روسينجراد و أصرخ بأعلى صوتي "من يتمكن من أخذ الكرة مني
    يحصل على 10 كرونات!" .. لم أكن أشعر فقط و كأنني في مباراة، فقد فعلت ذلك
    لأحدد قدراتي و قد علمني ذلك كيف أحمي الكرة بجسدي.


    حينما
    كنت أرفض القيام بتلك الحركة مع الأطفال الصغار كنت أعود للعب كرة القدم
    في المنزل. ذلك كان عبر ألعاب الفيديو و كنت أستمر لعشر ساعات متتالية و
    حين كنت أقوم بحركة في اللعبة كنت أجلبها إلى أرض الواقع. كانت كرة القدم
    تشغل بالي على مدار الساعة، يجب علي الاعتراف بذلك. لكن في تدريبات مالمو
    لم يكن سهلًا تنفيذ ما أتعلمه و ربما كنت أبالغ كثيرًا و كان الأمر كأنهم
    حصلوا على شيء غير عادي في الفريق، صبي لا يمكنهم فهمه. لو كان من يقوم
    بذلك لاعب آخر لمر الأمر بسلام، لكن حينما كان يتعلق الأمر بي كان يصبح
    الأمر كما لو كنت قادمًا من كوكب آخر. كنت أصب جام غضبي على الجميع، فأنا
    من روسينجراد!


    في النادي كان يقوم اللاعبون الجدد
    بارتداء بناطيل رياضية قصيرة و إلى ما غير ذلك من هراء، كان الأمر سخيفًا و
    الأجواء كانت سيئة منذ البداية. مع انطلاق الموسم توقع تومي سويدربيرج
    (المدرب الأسبق للمنتخب السويدي بين عامي 1998 و 2004) أن يفوز مالمو
    ببطولة الدوري، لكن منذ ذلك الوقت سار كل شيء بشكل خاطئ و أصبحنا في خطر
    الهبوط إلى الدرجة الثانية. لقد كانت تلك المرة الأولى منذ ستون عامًا و
    كان المشجعون غاضبون و قلقون، كما شعر الأعضاء القدامى في الفريق بضغط
    الكرة الأرضية بأسرها على كواهلهم. جميعهم علموا ما الذي عناه عدم البقاء
    في الدوري الممتاز للمدينة، كارثة حقيقية. لم يكن هناك وقت للاحتفال لكنني
    رغم ذلك كنت سعيدًا للغاية لوجودي في الفريق الأول و أردت أن أظهر ما
    أمتلكه حتى لو لم يكن الوضع مناسبًا، لكن هذا ما شعرت به في دمي فقد أردت
    أن أوقظ الناس و رفضت أن أستسلم أو أنكسر.


    حين قام
    الحارس جوني فيديل في اليوم الأول بالصراخ قائلًا "أين الكرة بحق الجحيم؟"
    صُرِعت خاصة حين رأيت الجميع ينظرون إلي و كأنهم توقعوا أن أذهب لجلب
    الكرات، لكنني ما كنت لأفعل ذلك طيلة حياتي حتى حين تحدث إلي بتلك الطريقة
    فصرخت قائلًأ له "إن كنت تريدها فلتجلبها بنفسك!" و لم تكن تلك الطريقة
    المعتادة للرد على اللاعبين الكبار في مالمو و كان ذلك عملًا قرويًا مرة
    أخرى رغم أنني لم أكن بالمنزل، لكنني حظيت بدعم رولاند و مساعده توماس
    سيوبيرج رغم أنهم آمنوا أكثر بقدرات توني بالطبع، فقد لعب و سجل في مباراته
    الأولى و أنا كنت على الدكة، حاولت أن أشارك لكن ذلك لم يجدي نفعًا. ربما
    كان علي أن أسعد لتواجدي في مباراة ما و ألا أستعجل بتلك الطريقة، لكنني لم
    أكن أعمل بتلك الطريقة فقد أردت أن أشارك و أظهر ما سوف أكون عليه منذ
    البداية.

    في النهاية بدا أسلوبي فعالًا، ففي الـ 19 من شهر سبمتمبر
    من عام 1999 التقينا بهالمشتاد خارج القواعد في ملعب أوريانس فال و كانت
    مباراة حاسمة، ففي حال فزنا أو تعادلنا كنا سنضمن البقاء في الدوري الممتاز
    و عدا ذلك كان صراعنا سيستمر حتى الجولات الأخيرة و لذا كان الجميع في
    الفريق عصبيون و مهزوزون. انطلقت المباراة و في بداية الشوط الثاني أصيب
    نيكلاس جودموندسون، مهاجمنا، بشد عضلي و كنت آمل أن أحل مكانه لكنني لم
    أحظَ بلمحة حتى من المدرب رولاند، و مر الوقت و لم يحدث أي شيء و كانت
    النتيجة هدف لمثله و كان ذلك يكفينا. لكن قبل نهاية المباراة بخمسة عشر
    دقيقة أصيب أيضًا القائد هاس ماتيسون و على الفور سجَّل هالمشتاد الهدف
    الثاني و رأيت الفريق بأكمله يضعف كثيرًا.

    في ذلك الموقف قام رولاند
    بتغييري، و بينما كان البقية يشعرون و كأنهم في حالة كارثية كان
    الأدرينالين يسري في عروقي. كنت في عامي السابع عشر و كانت تلك مباراة في
    الدوري الممتاز و كان هناك عشرة آلاف متفرج في المدرجات. كان قميصي مكتوب
    عليه إبراهيموفيتش و شعرت بشعور رائع، فلا يمكن لأحد أن يوقفني الآن و على
    الفور سددت كرة على المرمى ارتدت من العارضة. ثم حدث شيء ما، حصلنا على
    ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة و ليس من الصعب عليكم أن تدركوا أنها كانت
    مسألة حياة أو موت فإما أن تحفظ تلك الركلة الفخر للنادي أو أن ترسلنا إلى
    خطر الكارثة. تردد جميع اللاعبين الكبار و لن يجرؤوا على التقدم لتسديد
    الركلة، فقد كان كل شيء على المحك، إلا أن توني تقدم لها و قال

    "أنا سأسددها!"

    لقد
    كان أسلوبه صارمًا، أسلوب شخص بلقاني لا يتراجع أبدًا. لكن بعدها، كنت
    أرى أنه كان على أحد أن يوقفه، فقد كان شابًا للغاية على تنفيذ مثل تلك
    الركلة و أتذكر كيف سار للكرة و كيف حبس اللاعبون أنفاسهم جميعًا و نظروا
    بعيدًا. كان موقفًا مرعبًا. في النهاية تصدى الحارس للكرة و أعتقد أنه خدع
    توني قليلًا، فخسرنا و انتهى الأمر بتوني في الفريزر! كنت أشعر بالأسف
    للفتى و أعرف أن الصحفيين كانوا يرون تلك اللقطة كرمزًا للهزيمة. كانت تلك
    اللحظة التي ظهرت فيها، فتوني لم يعد يقدم أفضل ما لديه في كرة القدم و في
    المقابل أصبحت أنا أحصل على الفرصة بشكل أكبر.

    لعبت ست مباريات في
    الدوري الممتاز و في إحدى المقابلات وصفني رولاند بالماسة الخام. تلك
    الكلمات علقت في ذهني و سرعان من أصبح الأطفال الصغار يطلبون مني
    الأوتوجرافات بعد انتهاء المباريات. لم يكن ذلك شيئًا عظيمًا للغاية لكنني
    كنت أسعد به، و الآن أصبح علي أن أكون أكثر حدة، فلا أريد أن أخذل أولئك
    الأولاد الصغار! كنت أقول لهم "شاهدوا هذا. شاهدوا أفضل شيء في العالم" و
    أقوم بحركات جميلة. في الواقع كان ذلك غريبًا، أليس كذلك؟ فأنا لم أكن قد
    فعلت شيئًا بعد لكن بقي المشجعون الصغار يظهرون من كل مكان و أصبحت الرغبة
    أكبر لدي للقيام بالحركات.

    أولئك الأطفال الصغار منحوني الأفضل في
    كرة القدم، فلو لم يأتوا لرؤيتي لكنت أكثر لاعب ممل في الفريق! بدأت اللعب
    لأجل هؤلاء الأطفال و منذ اللحظة الأولى وقعت لهم على كل أوتوجراف طلبوه و
    لم أكن أترك أيًا منهم دون أن أوقع له. بالطبع كنت شابًا لكنني فعلت ذلك من
    منطلق إحساسي بنفسي لو كنت مكان أحدهم و لم أحصل على التوقيع كالبقية. كنت
    أوقع لهم ثم أقول "هل الجميع سعداء؟" ثم أرحل، و قد حدث ذلك كثيرًا حتى
    أصبحت لا آبه كثيرًا بسوء حظ الفريق.

    لقد كان شعورًا مجنونًا
    بداخلي، فقد بدأت أصنع اسمي في النادي وسط أكبر كارثة على الإطلاق، رائع!
    حينما خسرنا مباراة أخرى ضد تريليبورج بكى المشجعين و صاحوا قائلين "قدم
    استقالتك" لرولاند. كان على الشرطة أن تحميه و قد قُذِفت الحجارة على حافلة
    تريليبورج و امتلأ المكان بالحطام و القذارة، ثم جاء بعد أيام قليلة
    الإذلال من فريق إيه آي كي و حلت الكارثة فوق رؤوسنا.

    هبطنا من
    الدوري الممتاز و لأول مرة منذ 64 عامًا لم يلعب مالمو في الدرجة الأولى،
    فجلس الجميع في غرفة تغيير الملابس مختبئين خلف مناشفهم و قمصانهم بينما
    حاولت الإدارة أن تعيد الحيوية للفريق و تشعره بالارتياح، أو أيًا كان ما
    يحاولون القيام به، لكن بقي الإحباط و الآسف يخيم على الأجواء و نظر الجميع
    لي على أنني كنت تلك الفتاة الأسوأ بينهم لأنني كنت أركض و أقوم بالحركات
    في مثل تلك المباريات الجادة.

    لكنني بصراحة لم أكن آبه بالأمر فقد
    كانت لدي أفكار أخرى أفكر بها، فلحظة اختياري للعب في الفريق الأول كان لا
    تزال تثيرني فقد كنت في فريق مالمو فخر المدينة أو الذي كان كذلك. إلا أنه
    لم يكن هناك الكثير من الناس الذين أتوا و شاهدوا التدريبات، حتى ظهر رجلًا
    عجوزًا بعد الظهيرة رأيته من بعيد، لم أتعرف عليه لكنني لاحظت أنه ظل يحدق
    بنا من بين الأشجار هناك، فشعرت ببعض الغرابة.

    أنا زلاتان (11): صعود و هبوط 63279_hpانتابني
    ذلك الشعور الغريب فظللت أقوم بالمزيد من الحركات قبل أن أفهم، فقد اعتنيت
    بنفسي في طفولتي و لم يكن أحد بجانبي، و بالطبع قام والدي ببعض الجيد لكنه
    لم يكن مثل بقية الآباء الذين رأيتهم فلم يأتِ أبدًا لمشاهدتي في
    المباريات و لم يشجعني على الدراسة، بل كان يكتفي باحتساء الشراب و
    الاهتمام فقط بحروب البلقان (حروب انقسام يوغوسلافيا مع كرواتيا، البوسنة و
    كوسوفو).

    لكنه كان هو ذلك الرجل العجوز الذي أتى لمشاهدتي و حينما
    أصبت بذهول كامل، كما لو أنني كنت أحلم و بدأت ألعب تحت تأثير مضطرب
    "اللعنة! والدي هنا! غير معقول. انظر هنا! شاهد! ابنك هو أفضل لاعبي
    العالم!" .. أتذكر أنها كانت إحدى أفضل اللحظات التي عشتها و كأنني استعدته
    كما لو كان مفقودًا قبل ذلك. حين كانت تحدث أي أزمة كان يأتي كالوحش، لكن
    أن يأتِ الآن! كان حقًا أمرًا جديدًا بشكل تام. بعد ذلك ركضت إليه و تحدثت
    معه و كأن وجوده كان أمرًا طبيعيًا للغاية.

























    ما الذي دار بين إبرا و والده و كيف انقلب حال الأخير، و ماذا
    حدث حين بدأ إبرا كادابرا يحصل على الكثير من المال؟ انتظرونا في الحلقة
    الثانية عشرة للتعرف على المزيد..



    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:01 pm