منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    أنا زلاتان (12): توقف، نحن الشرطة !

    نسيم الأربعين
    نسيم الأربعين
    ملك التحدي


    ذكر
    عدد المساهمات : 6318
    العمر : 33
    المكان : سورية الغالية
    المزاج : عاشق لوطني سوريا وأفتخر به
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 4
    المستوى : 105
    نقاط : 8465
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009

    أنا زلاتان (12): توقف، نحن الشرطة ! Empty أنا زلاتان (12): توقف، نحن الشرطة !

    مُساهمة من طرف نسيم الأربعين الخميس ديسمبر 15, 2011 12:30 am

    بدأنا
    في الحلقة الحادية عشرة استعراض الفصل الخامس من كتاب "أنا زلاتان"، و
    الآن نستكمل الحديث عما دار بين إبرا كادابرا و بين والده و عن التغير
    الحقيقي الذي عاشه الأخير و حياة اللاعب الشاب بعد الهبوط إلى الدرجة
    الثانية..



    أنا زلاتان (12): توقف، نحن الشرطة ! 35833hp2

    كنا قد توقفنا في الحلقة الماضية
    عند لحظة دهشة إبراهيموفيتش بوجود والده في تدريبات مالمو بعد الهبوط من
    الدوري الممتاز، و الآن نستكمل القصة مستهلين حلقتنا بالحديث الذي دار بين
    الابن و أبيه..


    إبرا: كيف حالك
    والده: لعبت جيدًا زلاتان

    إنه
    أمر لا يُصدق. ربما أصيب والدي ببعض الجنون، هذا ما تبادر إلى ذهني .. لقد
    أصبحت أنا المخدرات التي يتناولها فقد بدأ في متابعة كل شيء أقوم به و
    بيته أصبح متحفًا لمسيرتي. كان دائمًا يقتص كل ما كان يُكتب عني و يحتفظ
    بكل المقتنيات الخاصة بي. اسألوه اليوم عن أي مباراة من مبارياتي سيأتيكم
    على الفور بها، فقد سجل كل لحظة لعبت فيها و احتفظ بكل ما قيل عنها، و
    الأمر ذاته ينطبق على جميع قمصاني، أحذيتي، جوائزي و كراتي الذهبية (جائزة
    أفضل لاعب في السويد). كل شيء موجود هناك، و ليس في فوضى كما كان يفعل
    سابقًا في حياته، بل بنظام رائع يجعلك تجد أي شيء في ثانية واحدة.

    منذ
    ذلك اليوم فصاعدًا بدأ والدي يعيش لأجلي و لأجل كرة قدمي و أعتقد أن ذلك
    جعله يحس بشعور أفضل، فالحياة لم تكن أبدًا سهلة بالنسبة له فقد عاش وحيدًا
    و تركته سانيلا بسبب إفراطه في شرب الخمور و مزاجه العصبي و الكلام الجارح
    الذي كان يوجهه لوالدتي. سانيلا كانت قلبه، و ستبقى كذلك، لكنها لم تعد
    تعيش لأجله. والدي أراد شيئًا جديدًا و الآن حصل عليه. لقد بدأنا نتحدث كل
    يوم و كل ذلك كان شيئًا جديدًا في حياتي أيضًا. لقد كان رائعًا و ظللت أقوم
    بالعمل الرائع في كرة القدم و ربما أصبحت أقاتل أكثر من ذي قبل. كم كان
    رائعًا هبوط الفريق للدرجة الثانية، فذلك جعل والدي أكبر المعجبين بي!

    لم
    أكن أعرف ما الذي علي فعله، هل علي أن أبدأ باللعب في الدرجة الثانية أم
    أن أبحث عن اللعب في مكان آخر؟ قيل حينها أن فريق إيه آي كي يسعى خلفي، لكن
    هل كان ذلك صحيحًا؟ ليست لدي أدنى فكرة و لم أكن أعرف كم كنت أثير
    الاهتمام فأنا لم أكن حتى أساسيًا في مالمو. كنت في عامي الـ 18 و كان علي
    أن أوقع على عقد الفريق الأول، لكنني ترددت كثيرًا فكل شيء كان غير مؤكد
    خاصة بعد إقالة رولاند أنديرسون و توماس سيوبيرج و قد كانا من آمنا بقدراتي
    حين كان البقية يبغضونني.

    سألت نفسي هل سأحصل على الفرصة للَّعب
    إذا بقيت؟ لم أكن أعرف و ترددت كثيرًا. أنا و والدي كنا مترددين و كنت أسأل
    نفسي "هل سأكون بخير على أي حال؟" لم يكن لدي أي درب أسير عليه و قد وقعت
    على القليل من الأوتوجرافات للأطفال، لكن بالطبع ذلك لم يَعنِ لي شيئًا و
    بدأت ثقتي بنفسي تتذبذب .. الفرحة الأولى لتصعيدي إلى الفريق الأول بدأت
    تتلاشي.

    ثم التقيت بلاعب من ترينداد و توباجو و كان ذلك قبل بداية
    الموسم، لقد كان مميزًا و خضع لبعض الاختبارات معنا، و بعد ذلك جاء لي و
    قال

    أنا زلاتان (12): توقف، نحن الشرطة ! 110224_news


    التريندادي: أيها الصبي
    إبرا: ماذا؟
    التريندادي: إن لم تصبح محترفًا خلال ثلاثة أعوام فهذا ذنبك!
    إبرا: ماذا تعني؟
    التريندادي: لقد سمعتني جيدًا

    و
    بكل تأكيد سمعته، لكنني احتجت لفترة كي أهضم كلامه. هل يمكن أن يكون ذلك
    حقيقيًا؟ لو كان شخص آخر قال ذلك لوجدت صعوبة في تصديقه، لكن هذا الفتى بدا
    كأنه يعرف ما سأكون عليه. لقد جاب العالم و ما قاله كان أشبه بطلقة في
    جسدي. هل كنت حقًا الموهوب الواعد أكثر من غيره؟ بدأت أؤمن بكلامه رويدًا
    رويدًا و لأول مرة فعلت و ذلك جعلني أكثر حدة من ذي قبل.

    أصبح هاس
    بورج، مدافع أسبق للمنتخب السويدي، مديرًا رياضيًا لنادي مالمو و قد كانت
    لديه مباشرة نظرة لينة لي و أعتقد أنه أدرك موهبتي، و قد تحدث مع الصحفيين و
    كان يقول لهم "يجب عليكم أن تشاهدوا هذا الفتى"، و في شهر فبراير من العام
    التالي كا هناك محرر من صحيفة إيفينينج بوست يُدعى رون سميث أتى
    للتدريبات. لقد كان شخصًا لطيفًا و ربما بمثابة صديق لي، و بعد أن تابع
    أدائي تحدث معي قليلًا لكن لم يكن هناك ما يجدر الإشارة إليه على الإطلاق.
    كنت أتحدث عن مستقبلي و عن الدرجة الثانية و أحلامي بأن أصبح محترفًا في
    إيطاليا كرونالدو، فابتسم رون و لم أكن أعلم ما يمكن توقعه منه فلم تكن لدي
    خبرة مع الصحفيين في ذلك الوقت. لكنه فعل شيئًا مهمًا، فقد كتب:

    "تحسسوا
    هذا الاسم الذي يمكنه تصدر عناوين الصحيفة في المستقبل: زلاتان، يبدو
    اسمًا مثيرًا و هو لاعب مثير، نوع مختلف من اللاعبين أشبه بطرد من
    الديناميت في الهجوم" .. و قد أشار مجددًا لمسمى الألماسة الخام مجددًا و
    قد تحدثت قليلًا بغرور و بلغة غير سويدية في المقالة، و لم أكن أعرف أنه
    سيفعل ذلك. كان ذلك رائعًا للغاية بشأن تلك القصة و الآن ازداد عدد الأطفال
    الصغار الذين يطلبون توقيعي حتى بعد الانتهاء من التدريبات، كما أصبحت بعض
    الفتيات الشابة تفعل ذلك أيضًا و حتى بعض البالغين. لقد كانت بداية
    الهستيريا كلها حول الهتاف باسم "زلاتان، زلاتان!" .. أصبحت تلك حياتي و
    كانت تلك هي أول مرة بالنسبة لي و لم أكن مصدقًا "ما الذي يحدث؟ هل هذا هو
    أنا الذين يتحدثون عنه؟"

    سأكون كاذبًا لو حاولت وصف شعوري. أعني،
    ماذا تعتقدون أنتم؟ لقد كنت أحاول جلب الانتباه إلي في حياتي و الآن فجأة
    انفجرت شعبيتي و خرج الناس لي طالبين الحصول على توقيعي. لقد كان أمرًا في
    غاية الروعة، أروع شعور في العالم و قد انفجرت تمامًا و امتلأت
    بالأدرينالين، كنت أشعر أنني أطير. سمعت بعض الناس الذين قالو "أوه، لقد
    حصلت على أكثر مما أريد، الناس يصيحون خارج نافذتي و يطلبون توقيعي. يالي
    من تعيس، إنه هراء" .. كم يبهجني هذا النوع من الاهتمام صدقوني، خاصة إذا
    حظيتم بما حظيت به و كنتم ذلك الطفل القروي من الضاحية .. إنه أكبر مصباح
    أُشعِل بداخلي لكن بالطبع هناك أشياء لم أعيها في ذلك الوقت مثل الحسد و
    الحروب النفسية التي تهدف لتدميرك خاصة بكل تأكيد حين تتواجد في المكان
    الخطأ و لا تتصرف بلطف كأي سويدي. واجهت أيضًا السخرية فقيل عني "لقد كنت
    فقط محظوظًا!" و "من تظن نفسك؟!"

    كنت أرد بأن أكون أكثثر غرورًا. ما
    الذي كان بوسعي فعله أيضًا؟ لم أعتذر لأحد فنحن في العائلة لا نقول "آسف
    آسف، يحزنني انزعاجك!"، بل نرد عليهم بالمثل. نحن نقاتل إذا اقتضى الأمر و
    لا نثق بالناس على أي حال و كان الجميع في العائلة ينفجرون غضبًا في من يقف
    أمامهم. كان والدي يقول لي "لا تكن متسرعًا فالناس فقط يريدون إغضابك" و
    كنت أستمع له و أفكر في كلامه لكن ذلك لم يكن سهلًا.

    في ذلك الوقت
    لاحقني هاس بورج كثيرًا و أراد التوقيع معي على عقد الفريق الأول، و قد كان
    رجلًا مدهشًا و قد أبهرتني الفكرة. شعرت أنني مهم لكن كان لدينا مدرب جديد
    بعدها و هو مايك أنديرسون و كنت لا أزال غير واثق بحصولي على المساحة
    للعب. مايك أنديرسون بدا أنه يُركز على نيكلاس كيندفال و ماتس ليليينبيرج
    في الهجوم على أن أكون بديلًا لهما.

    لكنني لم أكن مستعدًا للبقاء
    على الدكة حتى و أنا في الدرجة الثانية. ناقشت الأمر مع هاس بورج و قد قيل
    عنه الكثير من الأمور، لكن لم أكن أعتقد أن لديه أي فرصة للنجاح في الحياة
    المهنية. لكنه كان رجلًا مباشرًا و صريعًا و قادر على إقناعك بشتى الطرق و
    قد اكتسب خبرته من مسيرته الكروية. قال لي هاس "حسنًا أيها الفتى. سنعول
    عليك و ستكون الدرجة الثانية الحضانة الأنسب لك و لتحصل على فرصتك للتطور.
    وقع الآن و كفى!" شعرت أنني بدأت أقتنع بهذا الرجل. لقد دأب على استدعائي
    مرارًا و تكرارًا لمنحي النصح و سألت نفسي "لِمَ لا؟ إنه يدرك هذه الأمور
    جيدًا. لقد كان محترفًا في ألمانيا.

    فوق كل ذلك فقد قال لي ذات مرة
    "وكلاء الأعمال لصوص" و قد صدقته. كان هناك شخص يلاحقني و كان اسمه روجر
    ليونج و كان وكيل أعمال أراد التوقيع معي، لكن والدي كان مرتابًا من الأمر
    و كذلك أنا، فلم أكن أعرف أي شيء عن وكلاء الأعمال "ما الذي يعنيه هذا
    الأمر"، فعملت بما قاله لي هاس، الوكلاء لصوص، و وقعت على عقده و حصلت على
    مسكن في لورينسبورج و كان مجرد استوديو غير بعيد عن الملعب، و كذلك حظيت
    بهاتف خليوي عنى لي الكثير، فالهاتف في البيت كان خاصًا بوالدي و ليس بي،
    كما بلغ راتبي 16 ألف كرونا شهريًا.

    قررت أن أنطلق بقوة، لكنني بدأت
    بشكل سيء فكانت مباراتنا الأولى في الدرجة الثانية خارج مالمو أمام حفنة
    من الفاشلين في فريق جونيلس و كان ينبغي أن نفوز بنتيجة كبيرة، لكن الأقفال
    في الفريق ظلت موجودة و جلست طويلًا على دكة البدلاء. "اللعنة! هل هكذا
    ستسير الأمور؟" ملعب جراندشتاد كان مملًا و كانت الأجواء عاصفة بالرياح و
    حينها شاركت تلقيت ضربة شديدة بالمرفق على ظهري. هرعت إلى المنافس و ضربته
    في ظهره و أثرت الضجة، و هكذا أطلق الحكم في وجهي بطاقة صفراء! أصبح الأمر
    أشبه بالسيرك سواء في المباراة و في الصحف، و جاء إلي هاس ماتيسون قائد
    الفريق و قال لي أنني أنشر طاقة سلبية.

    "ماذا تعني بطاقة سلبية؟ أنا منفعل لا أكثر".

    رد
    قائلًا "لا تدع انفعالاتك تخرج سريعًا" و تبع ذلك ذات العبث الذي اعتدت
    سماعه و هو أنني لست النجم الذي أظن و أن الآخرين يجيدون القيام بالحركات
    بالكرة مثلي لكنهم لا يودون فعل ذلك طيلة الوقت، و أنني لست مثل مارادونا.
    أصبحت محبطًا و هناك صورة لي حين خرجت من الحافلة في جونيلس و كنت فيها
    شاحب الوجه. لكنني نسيت الأمر و بدأت ألعب أفضل فأفضل لأثبت أن هاس بورج
    كان على حق، فالسوبرتان (دوري الدرجة الثانية) منحني الوقت للَّعب و الفرصة
    للتطور. أصبحت ممتنًا لما حدث و سريعًا بدأت أمور أخرى تحدث و كانت حقًا
    مجنونة.

    لم أكن رونالدو في ذلك الوقت بعد، و لم تكن الصحف الوطنية
    في السويد مهتمة في العادة بكرة القدم في الدرجة الثانية، لكنها كتبت عني
    "سوبر ديفان (شاعر) في السوبرتان"، و قد استقبل نادي مشجعي مالمو بشكل غير
    متوقع عدد كبير من الفتيات الجدد كأعضاء في النادي فأثار ذلك استغراب
    اللاعبين الكبار في الفريق و تساءلوا قائلين "ما الذي يحدث؟" و لم يكن
    أمرًا يسهل استيعابه، على الأقل بالنسبة لي. كان الناس يرددون دائمًا
    "زلاتان هو الملك" و كان كل منهم يهتف و كأنه أبرع نجم أغاني الروك حين كنت
    أقوم بأي مراوغة. "ماذا حدث؟ لمن كان كل ذلك" لم أكن أعلم.

    لكنني
    خمنت أن ذلك كان ببساطة بسبب انبهارهم بحركاتي و عروضي و سمعت الكثير منهم
    يقولون "وو" و "أوه، أوه، أوه" الآن كما كان يحدث في منزل والدتي، فبقيت
    أركل الكرة و أركض وراءها. نمت الصورة في ذهني حينما تعرف علي البعض في
    المدينة و صاحت الفتيات و الأطفال و هم يركضون باتجاهي و معهم دفاتر
    الأوتوجرافات لكي أوقع لهم عليها. لكن بالطبع فاق الأمر كل التوقعات و لأول
    مرة في حياتي أصبح لدي المال و مع أول راتب حصلت عليه استخرجت رخصة
    القيادة بعد دورة تعليم مكثفة، فالنسبة لشاب من روسينجراد تُعد السيارة
    مهمة للغاية.

    في روسينجراد لا يمكنك التباهي بنزل جميل أو منزل على
    شاطئ البحر، لكن ذلك كان ممكنًا بسيارة جيدة و لذا أردت أن أظهر من خلال
    حصولي على سيارة مدى نجاحي في الحياة. في روسينجراد كان الجميع يقودون
    السيارات سواء برخصة أو بدونها، و حين حصلت على سيارتي من طراز "تويوتا
    سيليكا" كنت أخرج مع أصدقائي و في ذلك الوقت هدأت قليلًا، فالاهتمام الكبير
    بي في وسائل الإعلام تسبب في بقائي على البساط الأحمر و لذا حين بدأ
    أصدقائي في سرقة السيارات و ما شابه من تلك الأمور قلت لهم

    "هذا لم يَعُد يُجدي نفعًا الآن"

    لكنني
    ظللت بحاجة لبعض الحركات الجنونية و لذا قدت أنا و أصدقائي في شارع
    إندستريجاتان حيث كانت تتسكع الساقطات في مالمو. إندستريجاتان لم يكن
    بعيدًا عن روسينجراد و قد ذهبت إلى هناك كثيرًا حين كنت صبيًا صغيرًا. في
    إحدى المرات قذفت بيضة على رأس إحدى النساء هناك كالمجنون و لم يكن ذلك
    لطيفًا على الإطلاق. على أي حال فذلك لم يكن ما فكرت به حين كنت مع أصدقائي
    بالتويوتا، لكننا رأينا ساقطة تميل إلى سيارة و تتحدث مع زبون، و حينها
    قلنا "فلنذهب إليه" ثم ضغطت على دواسة الفرامل أمامه مباشرة، قبل أن نخرج
    إليه قائلين:

    "الشرطة، ارفع يديك إلى الأعلى!"

    لقد كان عملًا
    مريضًا و كانت معي علبة شامبو في يدي وجهتها تجاهه، لكن الغريب أن ذلك
    الرجل العجوز كان خائفًا للغاية و اختفى من أمامنا على الفور، و كأنني كنت
    أوجه له مسدسًا! لم نفكر بعاقبة الأمر فقد كان مجرد عمل ساخر قمنا به، لكن
    بعد أن انطلقت بالسيارة قليلًا سمعنا صافرة إنذار و خلفنا كانت هناك سيارة
    شرطة تُقِل ذلك الرجل العجوز من إندستريجاتان، فسألنا أنفسنا "ما الذي
    سيحدث؟ ما هذا؟" و بالطبع كان يمكننا أن ننطلق بعيدًا ففي النهاية لم أكن
    غريبًا عن مثل هذه الأفعال. لكننا عوضًا عن ذلك ربطنا أحزمتا و رتبنا كل
    شيء و كأن شيئًا لم يحدث ثم توقفنا بهدوء.

    قلنا للشرطة "لقد كنا
    نمزح فقط. ادَّعينا أننا رجال شرطة و لا مشكلة بالأمر، أليس كذلك؟ نعتذر"
    .. و سرعان ما انفجر ضباط الشرطة من الضحك، فالأمر لم يكن جللًا على أي
    حال، لكن بعدما ظهر رجل من بين هؤلاء الذين يجلسون بجوار راديو الشرطة
    للاستماع إليه طيلة اليوم، و قد قام بالتقاط صورة لي و بغباء منحته ابتسامة
    عريضة. كنت جديدًا على عالم الإعلام و لم أكن أفهم شيئًا لكنني اعتقدت
    حينها أن ظهور صورتي في الصحف أمر رائع سواء إذا سجلت هدفًا رائعًا أو لأن
    الشرطة أوقفتني. لذلك ابتسمت كالمهرج و أصدقائي فعلوا أكثر من ذلك، تلك
    الصورة ذهبت مباشرة إلى جميع وسائل الإعلام و كانت تتصدر صفحات الصحف في
    اليوم التالي.

    زينت تلك الصورة المقالة في الصحف و علقتها على حائط
    غرفتي، و ذلك الرجل العجوز، أتدرون ماذا فعل؟ لقد ظهر في المقابلات كأنه
    ألطف رجل خرج من الكنيسة فقط لمساعدة تلك الساقطة التي كاد يرافقها. انتشرت
    تلك القصة بسرعة حتى قيل أن بعض الأندية عدلت عن شرائي بسبب هذا الأمر.
    إنه حقًا هراء!

    لكن الصحف أصبحت أكثر غرابة في متابعتها لي و بعض
    أعضاء الفريق كانوا يصيحون و يشتكون مني قائلين "عليه أن يتعلم الكثير. إنه
    قليل الخبرة". ربما لم يكن ذلك سهلًا فقد كانوا يحاولون بخبث إسقاطي لكنني
    حصلت على المزيد من الانتباه خلال أسبوع بقدر ما حظوا به طيلة مسيرتهم، و
    أصبحت أرتدي الآن البزات الزاهية و الساعات الضخمة التي كانت متواجدة في
    بعض المعارض المملة.

    لعبت في هذا الموسم و بدأت أشاهد أشخاصًا لا
    ينتمون إلى هذا المكان يحدقون بي، لم أكن أعلم شيئًا عنهم و لم أفكر بالأمر
    لكنني بدأت أعي أن هؤلاء هم كشافون لأندية أوروبية أتوا لدراسة أدائي و قد
    جعلني الشاب التريندادي مستعدًا لذلك الأمر، لكنني كنت أشعر أن ذلك غير
    حقيقي و ذهبت إلى هاس بورج الذي لم يُعجب بحديثنا.

    إبرا: هل هذا حقيقي، هاس؟ أهانك أندية أجنبي تسعى حولي؟
    هاس: اهدأ يا فتى
    إبرا: لكن ماذا كان ذلك؟
    هاس: لا شيء و نحن لن نبيعك

    حينها
    فكرت و قلت لنفسي "حسنًا، لن أستعجل" و على النقيض تفاوضت على عقدي، فقال
    لي هاس "قدم أداءً جيدًا في خمس مباريات متتالية و ستحصل على عقد جديد" و
    قد فعلت ذلك و ليس في خمس مباريات، بل في ستة أو سبعة و بعدها جلسنا
    للتفاوض على بنود العقد. رفعت راتبي 10 آلاف كرونات أو ما شابه و ثم رفعته
    بعشرة أخرى في وقت لاحق و اعتقدت أن ذلك أمر جيد، و حين ذهبت إلى والدي و
    قدمت له عقدي الجديد بفخر لم يكن مندهشًا، فقد تغير و أصبح الآن أكبر مشجع
    لي، و عوضًا عن دفن نفسه مع حروب البلقان أصبح يجلس في البيت طيلة اليوم و
    يتابع كل شيء عن كرة القدم. فحين قرأ القسم الخاص بالانتقال إلى نادٍ أجنبي
    قال لي:

    والده: ما هذا بحق الجحيم؟ لا يوجد أي شيء بخصوص ما ستحصل عليه!
    إبرا: كم يجب أن أتقاضى إذن؟
    والده: يجب أن تتقاضى 10% من أي قيمة انتقال إذا تم بيعك و إلا فسوف يستغلونك

    فكرت
    في الأمر لكنني لم أكن أتصور كيف سأطلب ذلك، لكنني قلت لنفسي أنه في حال
    كانت هناك فرصة للحديث عن ذلك البند فلن يمانع هاس بورج، لذا سألته و لم
    أحصل على ما أريد بسهولة، فقد قلت لهاس "مرحبًا، ألا يمكنني أن أحصل على
    نسبة مما ستحصلون عليه إن تم بيعي؟"، لكنني بالطبع لم أكن أتوقع قوله
    "أعتذر أيها الفتى، الأمر لا يسير بتلك الطريقة".

    قلت لوالدي و ظننت
    أنه سيستسلم، لكن الوضع لم يكن كذلك فقد حدث العكس تمامًا. لقد جن جنونه و
    طلب مني رقم هاس و اتصل به مرة، اثتنين و ثلاثة و لم تَرُق له إجابات هاس
    على الهاتف، فطلب اجتماعًا و قد تقرر أن نلتقي بهاس بورج في العاشرة صباحًا
    من اليوم التالي في مكتبه، و يمكنكم تصور مدى التوتر الذي انتابني فوالدي
    هو والدي و كنت أخشى أن يظهر القليل من الجنون الذي اعتدت مشاهدته منه. و
    بالفعل، بدأ الاجتماع و بدأ والدي يضرب الطاولة قائلًا

    والده: هل ابني حصان؟
    هاس: بالطبع لا ابنك ليس حصانًا
    والده: إذًا لماذا تعاملونه كأنه كذلك؟
    هاس: نحن لا نعامله بتلك الطريقة

    و
    استمر النقاش و في النهاية قال لهم والدي أن مالمو لن يراني مجددًا و أنني
    لن ألعب دقيقة واحدة إلا إذا أُدخِل ذلك البند في عقدي، و حينها بدأ هاس
    بورج يستجيب له و حصلت على ما أريد. في الواقع أبي ليس الشخص الذي يمكنك أن
    تعبث معه، كما قلت سابقًا. إنه كالأسد و قد حصلنا على نسبة الـ 10% التي
    نريدها في العقد و ذلك عنى لي الكثير فقد حدث ذلك بفضل والدي و كان ربما
    بمثابة درس لي.

    لكنني بقيت مقتنعًا في المقابل أن وكلاء الأعمال
    لصوص ثقة فيما قاله لي هاس بورج. لقد كان معلمي و بمثابة الولاد الرائع
    النقي بالنسبة لي. لقد دعاني إلى مزرعته في بلدته بلينتراب، و قد التقيت
    بكلبه و أولاده و زوجته و رأيت جميع الحيوانات في المزرعة كما طلبت نصيحته
    حين اشتريت سيارتي المرسيدس المكشوفة بالقسط.

    أنا زلاتان (12): توقف، نحن الشرطة ! 37445_hp




    ماذا يمكنني أن أقول؟ بدأت أزداد حدة في الملعب و
    نمت ثقتي بنفسي و أصبحت أتجرأ على فعل الكثير و واصلت القيام بالمهارات
    التي كنت أتدرب عليها لساعات. كل شيء تغير الآن، فبينما كان يبغض الجميع
    حركاتي في فريق الشباب و كنت أسمع الآباء يقولون "أوه، إنه يراوغ مجددًا!
    إنه لا يلعب لأجل الفريق" و ما شابه من ذلك الهراء، تحولت كل شيء الآن إلى
    تصفيق و هتافات تشجيع من المشجعين و فهمت الأمر بسرعة، إنه قدري. لكن ذلك
    لم يكن أسهل من أن نفوز بالمباريات ليزداد حب المشجعين لي. الهتافات و طلب
    توقيعي من قبل المشجعين و لافتاتهم لي منحتني القوة و أتذكر في مباراة خارج
    القواعد ضد فاستيراس حين حصلت على الكرة من هاس ماتيسون في الوقت بدل
    الضائع، كانت المباراة شبه منتهية لكنني شاهدت ثغرة و رفعت الكرة فوقي و
    فوق عدد من المنافسين، و بالتحديد مايستوروفيتش، و كان أمرًا رائعًا و
    استطعت وضع الكرة في المرمى.

    سجلت 12 هدفًا في الدرجة الثانية أكثر
    من البقية و تأهلنا إلى الدوري الممتاز و كنت بلا شك اللاعب المهم للفريق.
    لم أكن فرديًا كما كان يقول البعض بل بدأت أصنع الفارق و ازدادت الهستيريا
    تدريجيًا من حولي و لم أكن قد دخلت في أي مشكلة مع الإعلام حتى الآن، فقد
    كنت لطيفًا مع الصحفيين و كنت أحدثهم عن كل شيء و عن أي سيارة أريد و أي
    ألعاب فيديو أقتني و قد قلت شيئًا مثل "هناك فقط زلاتان واحد" و "أنا
    زلاتان إبراهيموفيتش"، و هو ما اعتبره البعض بعيدًا عن التواضع و أعتقد أن
    ذلك كان شيئًا جديدًا، فلم أكن أقول ما كان يقال في العادة كـ "الكرة
    دائرية" و ما شابه من تلك الأمور.

    كنت أتحدث بحرية من كل قلبي و قد
    تحدثت كأنني في منزلي، حتى هاس بورج اعترف أنني لاعب كرة قدم عصري و أن
    الكشافة يواظبون على مراقبة أدائي من بين الأشجار، لكنه قال لي "عليك أن
    تكون هادئًا". بعد ذلك علمت بوجود وكيل أعمال يستفسر عني يومًا بعد يوم و
    أعتقد أن هاس شعر أيضًا أنني قد أنقذ النادي من مشاكله المالية إذا تم
    بيعي. لقد أصبحت الدجاجة التي تبيض ذهبًا كما قيل عني في وسائل الإعلام، و
    يومًا ما أتى هاس إلي و قال

    هاس: ما رأيك في القيام برحلة؟
    إبرا: قطعًا أريد ذلك!

    لقد كانت جولة صغيرة لمختلف الأندية التي كانت مهتمة بشرائي، و شعرت و كأن الوقت قد يحين لحدوث ذلك .. اللعنة!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:17 pm