منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    أنا زلاتان (16) | الهستيريا

    نسيم الأربعين
    نسيم الأربعين
    ملك التحدي


    ذكر
    عدد المساهمات : 6318
    العمر : 33
    المكان : سورية الغالية
    المزاج : عاشق لوطني سوريا وأفتخر به
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 4
    المستوى : 105
    نقاط : 8465
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009

    أنا زلاتان (16) | الهستيريا Empty أنا زلاتان (16) | الهستيريا

    مُساهمة من طرف نسيم الأربعين الخميس ديسمبر 15, 2011 12:36 am

    أنهينا
    في الحلقة الـ 15 الفصل السادس من كتاب أنا زلاتان، و الذي تحدث فيه عن
    رحلته للبحث عن فريق جديد و محاولات آرسين فينجر مدرب آرسنال لضمه، وصولًا
    إلى التوقيع مع أياكس أمستردام .. و هنا ننتقل إلى الفصل السابع الذي تناول
    فيه إبرا الحديث عن آخر أيامه مع مالمو و بداياته مع المنتخب السويدي.



    أنا زلاتان (16) | الهستيريا 35947hp2

    الفصل السابع | حياة كالسيرك

    كما
    قلت دائمًا، حياتي كانت كالسيرك الكبير .. لقد قلت الكثير من الأمور
    المضحكة مثل أن المنتخب الوطني فاز بيورو 2000 معي! ربما كان ذلك مسليًا،
    لا أعلم، لكن ذلك لم يكن ذكيًا بعد أن تم اختياري فعلًا للمنتخب و كان ذلك
    في شهر أبريل كذلك. لقد سجلت ذلك الهدف للتو في مرمى إيفرتون و جن جنون
    الصحف فقد أصبح اسمي يتصدر عناوينها الرئيسية طيلة الوقت و يمكنني أن أخمن
    أن أولئك الذين قرأوا لم يعتقدوا فقط أنني شاب غير متواضع، بل فكروا كذلك
    في أن ليس هناك ما أخشاه، حتى و إن ظن لاعبون كبار كباتريك أندرسون و
    ستيفان شوارتز أنني مغرور مقرف!

    إنه أمر مهم أن أكون النجم في
    مالمو، لكن اللعب للمنتخب الوطني كان مختلفًا تمامًا! فقد كان هناك من
    فازوا بالميدالية البرونزية (في مونديال 1994) و صدقوا أو لا تصدقوا، كان
    لدي هدف لتغيير هذه النظرة في السويد فالحياة لا تتوقف عند ذلك الإنجاز،
    خاصة حين تكون عضوًا جديدًا في المجموعة. يا إلهى، لقد واصلت تصرفاتي و
    أردت أن أكون محبوبًا.

    أنا زلاتان (16) | الهستيريا 34488_news


    أردت
    أن يتفشى اسمي بين المشجعين لكن ذلك لم يكن أمرًا جيدًا للغاية، فحين
    ذهبنا إلى سويسرا لخوض معسكر تدريبي أحاط بي الصحفيين طيلة الوقت و ذلك كان
    أمرًا محرجًا للغاية. اللعنة! أردت أن أقول لهم "هنريك لارسون هنا أيضًا،
    اذهبوا إليه بدلًا عن التوجه إلي"، و رغم ذلك لم أقاوم.

    فخلال
    المؤتمر الصحفي في جنيف سئلت عن إذا ما كنت أذكرهم بعدد من اللاعبين الكبار
    الآخرين في العالم، فأجبت قائلًا "لا، هناك زلاتان واحد فقط" و كم كانت
    تلك الإجابة بعيدًا كل البعد عن نطاق التواضع، لكنني فهمت على الفور أنه
    توجب علي إصلاح الموقف فحاولت أن أخفف من جرأة تصريحاتي و بصدق لم يكن علي
    أن أرهق نفسي في القيام بذلك، فقد شعرت بالخجل أمام الأسماء الكبرى و بخلاف
    ماركوس أولباك، الذي شاركته في الغرفة، لم أتحدث مع الكثيرين.

    "إنه
    غريب الأطوار و يهتم فقط بنفسه!" هذا ما كتبته عني الصحف و قد بدا ذلك لي
    مثيرًا .. زلاتان الفنان المثير للاهتمام! لكن في الحقيقة لم أكن متأكدًا و
    لم أكن أريد كسب المزيد من العداوة، خاصة مع هنريك لارسون الذي كان بمثابة
    الإله بالنسبة لي!!! لقد كان محترفًا في سيلتيك و في ذلك العام، 2001، كان
    قد تلقى لتوه جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في جميع الدوريات الأوروبية.
    هينكي كان فكاهيًا في كل الأوقات و حين سمعت أنني سأبدأ معه في الهجوم في
    مباراة دولية ضد سويسرا شعرت أنه أمر رائع.

    قبل
    المباراة كتبت عدد من الصحف قصصًا طويلة عني. لقد أرادوا تقديمي بالشكل
    المناسب قبل مباراتي الدولية الأولى كأساسي، و قد تحدثوا عن كل ما يتعلق بي
    و ما قمت به في المدرسة و خاصة عن وضع مدرسة إضافية لي قالت أنني كنت أكثر
    طالب مشاغب عرفته خلال 30 سنة من التدريب، بلا بلا بلا .. لكن كان هناك
    أيضًا أشياء أخرى و أمل معقود علي من كافة وسائل الإعلام لكي أحقق أكبر
    نجاح في الأرض مع المنتخب الوطني. لقد أرادوا النجم و المتمرد معًا، و لذا
    شعرت بالضغط.

    لكن لم يكن هناك أي نجاح و قد تم استبدالي بين الشوطين
    و لم أذهب لمباراتي تصفيات كأس العالم المهمتين خلال ذلك العام ضد
    سلوفاكيا و مولدوفا، فلاجيرباك و سودربيرج اعتمدا على هينكي و أولباك في
    الهجوم و ذلك تسبب في جعلي مجهولًا بشكل أو بآخر، فلم أكن ألعب في الفريق
    إلا قليلًا. لا شيء سار على ما يرام بالنسبة لي. أتذكر المرة الأولى التي
    كنت فيها مع المنتخب الوطني في ستوكهولم حين كان يجب أن نواجه أذربيجان في
    راسوندا و كنت ضائعًا وسط المجموعة. العاصمة ستكوهولم كانت عالمًا مختلفًا
    بالنسبة لي أشبه بنيويورك، كنت ضائعًا و مترددًا و كان هناك العديد من
    الفاتنات في المدينة و كنت أكتفي فقط بالمشاهدة.

    بدأت كبديل و ملعب
    راسوندا كان ممتلئًا أو شبه ممتلئ، تحديدًا كان هناك 33 ألف متفرج و جميع
    اللاعبين الكبار بدوا واثقين من أنفسهم و يعرفون المكان سابقًا، بينما أنا
    جلست على الدكة و شعرت كأنني صبي صغير. لكن بعد مرور ربع ساعة من عمر
    اللقاء حدث شيء ما، قام المشجعون بالهتاف باسمي و لا يمكنني أن أشرح لكم
    شعوري، يمكنني القول أنني تحمست كثيرًا. كان هناك الكثير من اللاعبين
    المهمين على أرض الملعب كهينكي، أولوف ميلبيرج، ستيفان شوارز و باتريك
    أندرسون، لكنهم لم يهتفوا بأسمائهم. كان ذلك كثيرًا علي، فمذا فعلت لكل
    ذلك؟ فقط عدد من المباريات الجيدة في الدوري الممتاز!

    لكنني كنت
    أشهر من هؤلاء اللاعبين الذين لعبوا في أكبر الدوريات و فازوا ببرونزية كأس
    العالم. كان أمرًا مجنونًا و الجميع في الفريق نظروا إلي و لا أعلم إذا
    كانوا سعيدين لأجلي أم مكسورين لأجل أنفسهم، ليس لدي أدنى فكرة عن الأمر.
    كل ما أعرفه أنهم أيضًا لم يفهموا أي شيء، لقد كانت تجربة جديدة تمامًا لم
    تحدث من قبل، و بعد لحظات بدأ المشجعون يهتفون قائلًا "هيا يا سويد، هيا!"
    كما اعتادوا في جميع المباريات، و حين انحنيت لربط رباط حذائي، شعرت و كأن
    صاعقة كهربائية ضربتني.

    ظن المشجعون أنني على وشك التسخين و صاحوا
    قائلين "زلاتان، زلاتان" مرة أخرى بجنون كامل، و بالطبع رفعت يدي من على
    الحذاء. جلست على دكة البدلاء لكنني خطفت الأضواء في العاصمة بأسرها و قد
    كان خرقًا كاملًا للمعتاد و حاولت أن أجعل من نفسي غير مرئي، لكنني استمتعت
    بالأمر في أعماقي و شعرت بالقشعريرة و بالأدرينالين يملأ عروقي، و حين
    طلبي مني لارس لاجيرباك أن أسخن طرت من السعادة و مرة أخرى جاب هتاف
    "زلاتان، زلاتان" جميع أرجاء الملعب و كنا متقدمين بنتيجة هدفين دون رد.
    استقبلت كرة بكعب القدم، و هي إحدى أروع الحركات البسيطة التي تعلمتها من
    المزرعة ثم سددت على المرمى، لتشتعل الليلة في ملعب راسوندا و أشعر كأنني
    في مدينتي في ستوكهولم .. روسينجراد قدمت لي الكثير.

    خلال ذلك العام
    كنت مع الفريق ذات مرة في ستوكهولم و ذهبنا إلى نادي يونديتشي الليل الخاص
    بتوماس برولين و جلسنا هناك في هدوء، ثم جاء أحد أصدقائي من الضاحية و قال
    لي


    صديقه: زلاتان زلاتان، أريد مفتاح غرفتك في الفندق
    إبرا: لماذا؟
    صديقه: فقط أعطني المفتاح
    إبرا: حسنًا حسنًا

    أخذ
    مني المفتاح و لم أفكر في الأمر، لكن حين عدت إلى الغرفة خلال تلك الليلة
    كان صديقي هناك و قد أغلق الخزانة و بدا غاضمًا و متحمسًا، فسألته

    إبرا: ماذا تخفي هنا؟
    صديقه: لا شيء خاص، هزها
    إبرا: ماذا؟!
    صديقه: يمكننا أن نجني الكثير من المال منها يا زلاتان!

    أتدرون
    ما كان بتلك الخزانة؟ لقد كان عملًا مريضًا تمامًا .. لقد كانت حفنة من
    المعاطف ماركة كندا جوس التي سرقها من يونديتشي و بصراحة لم أكن دائمًا ذلك
    الرفيق حسن السمعة ..

    بالعودة إلى مالمو فقد بدأ الفريق يتذبذب في
    أدائه و كان شيئًا غريبًا أن أبقى في نادٍ و قد تم بيعي مسبقًا لنادٍ آخر، و
    عادة لم أكن ذلك الشاب القادر على التأقلم مع المتغيرات بسهولة. لقد
    انفجرت كما كنت دائمًا، لكن كذلك انفجر الوضع برمته من حولي. حين التقينا
    بفريق هاكين كنت قد حُذِّرت قبل المباراة لأنني سبق و أن انخرطت في مشادة
    مع حكم المباراة، كما كانت الأجواء ملبدة بالتلهف الشديد لرؤية هل سيفعل
    زلاتان شيئًا جديدًا أم لا!

    هاكين كان يدربهم توربيوم نيلسون، أحد
    أكبر النجوم السابقين للنادي، و كان الفريق يمتلك كيم كالستروم الذي كنت
    أعرفه جيدًا في المنتخب الوطني تحت 21 عامًا، و بالفعل كانت المباراة قبيحة
    منذ البداية و عرقلت كيم كالتسروم من الخلف قبل أن أوجه لآخر ضربة بالمرفق
    ليتم طردي، ثم أتت ثورة الغضب الحقيقية ففي طريقي إلى غرفة تغيير الملابس
    حطمت مكبر صوت و مايكروفون و لذا بادر فني الصوت بوصفي بالأبله، فذهبت إليه
    و قلت "من هو الأبله بحق الجحيم؟"

    لا أحد يصفني بالأحمق!! لذا أصبح
    ذلك الفني في مأزق أمامي و تدخلت الشرطة لفض الاشتباك بيننا و تحولت القصة
    إلى سيرك صحفي في جميع الصحف الكبرى، و بالطبع كانت التصيحة الأولى التي
    وجهت لي هي "عليك أن تغير من سلوكك، بلا بلا بلا و إلا سأكون سيئًا في
    أياكس" .. هراء، هراء! حتى أن صحيفة إكسبريس أجرت حوارًا مع طبيب نفسي قال
    أنني يجب أن أبحث عن مساعدة نفسية، فقمت بالرد على الفور قائلًا "من هو بحق
    الجحيم و ما علاقته بي؟"

    لم أكن بحاجة لطبيب نفسي بل كنت بحاجة فقط
    للهدوء و السلام. لكنني أعترف أنه لم يكن أمرًا سارًا أن أجلس في المدرجات
    و أشاهد جوتبورج يذلنا بسداسية نظيفة. اختفت انطلاقتنا القوية خلال الموسم
    و وجهت العديد من الانتقادات ضد مدربنا مايك أندرسون. حقًا لم يكن لدي شيء
    ضده و لم يكن هناك تواصل كبير بيننا، لكن لو كانت هناك مشكلة ما لذهبت إلى
    هاس بورج.

    كان هناك شيء بدأ يزعجني فقد كنت أعتقد أن مايك يكن
    الكثير من الاحترام للاعبين ذوي الأقدمية و الكبار في السن في الفريق و لم
    يكن سعيدًا بي خاصة بعد أن أضعت ركلة جزاء أخرى ضد أوريبرو، كان هناك بعض
    التوتر و قد لعبنا مباراة خلال التدريبات و كان ذلك في الصيف. مايكل
    أندرسون كان يقوم بدور الحكم و لم يكن هناك وئام بيني و بين الحارس جوني
    فيديل الذي كان أحد أكبر اللاعبين سنَّا في الفريق. مايك فضَّل جوني في
    إحدى الكرات التي اشتركت فيها معه، و حينها بدأت أرى السواد أمام عيني و
    هرعت إلى مايك.

    صحت في وجهه قائلًا "هل أنت خائف من الأقدمية؟ أنت
    رجل لعين تخاف أيضًا من الأشباح!" ثم قمت بالإطاحة ببعض الكرات، بوف، بوف،
    بوف. لقد أطلقتها كالقذائف و هبطت على السيارات خارج الملعب و بدأت "أعوي" و
    توقف كل شيء، وقفت كشاب همجي و قروي مغرور بينما حاول زملائي تهدئتي و
    كذلك مايك أندرسون الذي قلت له

    "هل أنت والدتي؟"

    كنت أستشيط
    غضبًا و ذهبت إلى غرفة تغيير الملابس و أفرغت خزانتي و نزعت اسمي من عليها و
    قلت أنني لن أعود أبدًا. لقد كان الآن وقت! وداعًا مالمو .. وداعًا لهؤلاء
    الحمقى! و لذا رحلت بسيارتي التويوتا سيليكا و لم أعد إلى التدريبات بعد
    ذلك، و تحولت في المقابل للعب البلايستيشن و التسكع مع أصدقائي. كنت
    كالمتغيب عن الدراسة و بالطبع اتصل بي هاس بورج و بدا صوته هستيريًا حين
    قال لي:

    أنا زلاتان (16) | الهستيريا 155413_hp


    "أين أنت؟ أين أنت؟ عليك أن تعود الآن!"

    و
    بالفعل لم يكن الأمر مستحيلًا، فبعد أربعة أيام هدأت و أصبحت لطيفًا و
    ودودًا مجددًا و بصراحة لم يعجبني وصول ثورة غضبي إلى حد الأزمة الكبيرة.
    مثل هذه الأمور تحدث في كرة القدم و دائمًا في عالم الرياضية يفيض جسدك
    بالأدرينالين، كما أنني لم أكن قد تركت الفريق لفترة طويلة و في كل الحالات
    كنت سأذهب إلى هولندا لذا لم يكن هناك داعٍ للقلق من أي عقوبة سخيفة بعد
    المباراة. في المقابل فكرت في الطريقة التي أراد الفريق بها تقديم الشكر
    لي، فقبل عدة أشهر كان الوضع ليصبح مأساويًا في مالمو بعد أن خسروا 10
    ملايين و كانوا غير قادرين على شراء بعض اللاعبين الكبار.

    الآن أصبح
    مالمو النادي الأغنى في السويد و قد منحتهم الأفضل دائمًا حتى أن بينجت
    مادسِن رئيس مالمو صرَّح قائلًا في الصحف "يولد فقط لاعب كزلاتان كل خمسين
    عامًا!" .. لذا لم يكن غريبًا أن أفكر في أنهم ربما يخططون لمنحي وداعًا
    رائعًا أو على الأقل "شكرًا للـ 85 مليون"، خاصة أنهم احتفلوا فقط قبل
    أسبوع بنيكلاس كيندفال أمام ثلاثين ألف متفرج في مباراة ضد هيلسنبورج، لكن
    بالطبع لاحظت أنهم جميعًا كانوا خائفين قليلًا مني فقد كنت أنا القادر على
    تدمير الصفقة مع أياكس بالقيام بالمزيد من التصرفات المجنونة و كانت
    المباراة الأخيرة لي في الدوري الممتاز قد اقتربت.




    ما الذي حدث قبل هذه المباراة، و كيف ودع إبرا كادابرا
    مالمو و ذهب لبدء مسيرته في أياكس أمستردام؟ من كان شبيهه في أياكس و ماذا
    سمع عن مدربه هناك، و من أول لاعب تعرف عليه في النادي؟ كل ذلك تجدونه في
    الحلقة السابعة عشر الذي نختتم فيه الفصل السادس .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 11:43 pm