منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    100 رسالة حب..نزار قباني..المجموعة5

    zezo939
    zezo939
    جامعي جديد


    ذكر
    عدد المساهمات : 68
    العمر : 39
    المكان : طرطوس
    المستوى : 0
    نقاط : 200
    تاريخ التسجيل : 14/11/2008

    100 رسالة حب..نزار قباني..المجموعة5 Empty 100 رسالة حب..نزار قباني..المجموعة5

    مُساهمة من طرف zezo939 الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 7:17 am

    ( 80 )
    لنْ يكونَ ذهابك مأساوياً
    كما تتصورينْ ..
    فأنا كأشجار الصفصافْ
    أموتُ دائماً ..
    وأنا واقفٌ على قدميْ ..
    ( 81 )
    بعد ما حترقتْ روما
    واحترقت معها ..
    لا تنتظري مني ..
    أن أكتبَ فيكِ قصيدة رثاءْ
    فما تعودتُ ..
    أن أرثي العصافير الميتة ..
    ( 82 )
    تقولين في رسالتك الأخيرة :
    " لقد خسرتُ الحربَ معكَ " .
    ومتى دخلتِ الحربَ ، يا صديقتي ، حتى نخسرينها
    أنتِ قاتلتِ على طريقة دون كيشوتْ ..
    وأنتِ مستلقية على سريرك ..
    هجمتِ على الطواحين ..
    وقاتلتِ الهواءْ ..
    فلم يسقط ظفرٌ واحدٌ ..
    من أظافرك المطلية ..
    وبم تنقطع شعرة واحدة .. من شعرك الطويلْ ..
    ولم تسقط نقطة دم واحدة ..
    على ثوبك الأبيضْ ..
    *
    أي حرب .. تتحدثين عنها ؟
    فأنتِ لم تدخلي معركة واحدة مع رجل حقيقي ..
    لم تلمسي ذراعهْ ..
    ولم تشمي رائحة صدرهْ ..
    ولم تغتسلس بعرقهْ ..
    وإنما ..
    كنتِ تخترعين رجالاً من الورقْ ..
    وفرساناً من الورقْ ..
    وخيولاً من الورقْ ..
    ونحبين .. وتعشقين .. على الورقْ ..
    *
    فيا أيتها الدونكشوتية الصغيرة ..
    إستيقظي من نومك ،
    واغسلي وجهك ،
    واشربي آكوبَ حليبك الصباحي ..
    وستعرفين بعدها ..
    أن كل الرجال الذين عشقتهمْ ..
    كانوا من ورقْ ..
    ( 83 )
    هل لديكِ حلّ لقضيتنا ؟
    هل لديك حل لهذه السفينة المثقوبة
    التي لا تستطيع أن تطفو
    ولا تستطيع أن تغرقْ ..
    *
    أنا شخصياً ..
    قابلٌ لجميع حلولك ..
    فلقد شربتُ من ملح البحر
    ما فيه الكفاية ..
    وشَوَتِ الشموسُ جلدي
    بما فيه الكفاية ..
    وأكلتِ الأسماكُ المتوحشة من لحمي
    ما فيه الكفاية ..
    *
    أنا شخصياً ..
    ضجرت من السفر
    وضجرت من الضجرْ
    فهل لديك حل.. لهذا السيف
    الذي يخترقنا .. ولا يقتلنا ؟
    هل لديك حلّ ؟.
    لهذا الأفيون الذي نتعاطاه ..
    ولا يخدرنا ..
    *
    أنا شخصياً ..
    أريد أن أستريحْ ..
    على أي حجر .. أريد أن أستريحْ
    على أي كتفٍ ..
    أريدُ أن أستريحْ ..
    فلقد تعبتُ من المراكب التي لا أشرعة لها .
    ومن الأرصفة التي لا أرصفة لها .
    فقدّمي حلولك يا سيدتي !
    وخذي توقيعي عليها قبل أن أراها ..
    واتركيني أنامْ ..
    ( 84 )
    جاءني صوتكِ بعد الظهر ..
    متوهجاً كسبيكة الذهبْ ..
    كان عندي امرأة ..
    كلمتكِ من بين نهديْها ..
    قفزتُ إليكِ من فوق جثتها ..
    من فوق أجساد جميع النساءْ ..
    أقفز إليكِ ..
    وأتركهنّ في الظلّ ..
    وأذهب معكِ ..
    *
    فظيع هذا الذي يحدث ..
    ومرعبٌ وبشعْ ..
    فظيع .. أن أغازلكِ ..
    وأنا واقفٌ على نهدين عاريينْ ..
    ولكني فعلتها ..
    ولكنني فعلتها ..
    لأتحداك بوفرة من أعرف من النساءْ
    ولأتحرر من بصمات أصابعك على أيامي ..
    *
    ولكنني حين سمعتُ صوتك في الهاتف
    يتوهج كسبيكة الذهبْ ..
    نسيتُ نسائي ، ومحظياتي على الأريكة
    وتبعتكِ ..
    فيا أيتها المستعمرةُ دقائقَ عمري ..
    إرفعي يديكِ لحظة .. عن شهواتي ..
    لأعرفَ ..
    كيف أستعملُ جسَدي ..
    ( 85 )
    أحببتني بالحساب . وأحببتك بالشعرْ ..
    وضعتِ رأسي على مخدةٍ من الحجرْ ..
    ووضعتُ رأسكِ على مخدةٍ من القصائدْ
    أعطيتني سمكة .. وأعطيتك البحرْ ..
    أعطيتني قطرة من زيت القنديلْ ..
    وأعطيتكِ القنديلْ ..
    أهديتني قمحة ..
    وطوبت لكِ البيدرْ ..
    أخذتني إلى المدن المسكونة بالزمهريرْ
    وأخذتك إلى المدن المسكونة بالدهشة ..
    كنتِ رصينة كمعلمة مدرسة ..
    وجليدية كالآلات الحاسبة ..
    لجأت إلى صدري ..
    لأنه كان دافئاً .. وكنت ميتة من البردْ
    ورضيتِ أن أطعم نهديكِ تيناً وزبيباً
    لأنهما لم يأكلا منذ قرون ..
    أعطيتني شفتيك ، وأنت خائفة من الزكامْ
    وصافحتني .. وأنت تلبسين قفازات الدانتيلْ ..
    أما أنا ..
    فقد تركتُ في فمك نصف فمي ..
    وتركتُ في راحتكِ .. نصفَ أصابعي ...
    ( 86 )
    إشربي فنجانَ قهوتك ..
    واستمعي بهدوء إلى كلماتي ..
    فربما ..
    لن نشرب القهوةَ معاً .. مرة ثانية
    ولن يُتاح لي أن أتكلم مرةً ثانية .
    *
    لن أتحدثَ عنكِ ..
    ولن أتحدثَ عني ..
    فنحنُ صفران على شمال الحبّ ..
    سطران مكتوبان بالرصاص على هامشهْ .
    ولكنني سأتحدث ..
    عما هو أكبر منكِ .. وأكبرُ مني
    وأنظفُ منكِ .. وأنظفُ مني ..
    سأتحدث عن الحبّ ..
    عن هذه الفراشة المدهشة ..
    التي حطتْ على أكتافنا وطردناها ..
    عن هذه السمكة الذهبية ..
    التي طلعت إلينا من أعماق البحرْ
    وسحقناها ..
    عن هذه النجمة الزرقاءْ
    التي مدّت إلينا يدها
    ورفضناها ..
    *
    ليست القضية أن تأخذي حقيبتك .. وتذهبي .
    كل النساء يأخذن حقائبهنّ
    في لحظات الغضب ويذهبنْ ..
    ليست القضية أن أطفئ لفافتي بعصبية
    في قماش المقعدْ ..
    كل الرجال يحرقون قماشَ المقاعد عندما يغضبونْ .
    القضية ليست بهذه البساطة ..
    وهي لا تتعلق بكِ .. ولا تتعلق بي
    فنحن صفران على شمال الحبّ ..
    وسطران مكتوبان بالقلم الرصاص .. على هامشهْ .
    القضية هي قضية هذه السمكة الذهبية ..
    التي رماها إينا البحر ذاتَ يوم ..
    وسحقناها بين أصابعنا
    ( 87 )
    أنا متهمٌ بالشهريارية ..
    من أصدقائي ..
    ومن أعدائي ..
    متهم بالشهريارية .
    وبأنني أجمعُ النساءْ ..
    كما أجمعُ طوابعَ البريد ..
    وعُلبَ الكبريت الفارغة ..
    وأعلقهنّ بالدبابيس ..
    على جدران غرفتي ..
    إنني لا أفكر في الاعتذار لأحدْ ..
    وليس في نيتي أن أوكل محامياً
    ينقذ رأسي من حبل المشنقة .
    فلقد شُنقتُ ..
    آلافَ المراتْ ..
    حتى تعودتْ رقبتي على الشنقْ ..
    وتعود جسدي ..
    على ركوب سيّارات الإسعاف ..
    *
    ليس في نيتي أن أعتذر لأحدْ ..
    ولا أريد حكماً بالبراءة ..
    من أحدْ ..
    ولكنني .. أريد أن أقول لكِ ..
    لكِ وحدكِ ، يا حبيبتي
    في جلسةٍ علنية .
    وأمام جميع الذين يحاكمونني ..
    بتهمة حيازة أكثر من امرأة واحدة ..
    واحتكار العطور ، والخواتم ، والأمشاط
    في زمن الحربْ ..
    أريدُ أن أقول :
    إنني أحبكِ وحدكِ ..
    وأتكمش بكِ ..
    كما تتكمش قشرة الرمانة بالرمانة ..
    والدمعة بالعين ..
    والسكينُ بالجرحْ ..
    أريد أن أقولْ ..
    ولو لمرةٍ واحدة
    إنني لستُ تلميذاً لشهريارْ
    ولم أمارس أبداً هوايةّ القتل الجماعيّ
    وتذويب النساء في حامض الكبريتْ .
    ولكنني شاعرٌ ..
    يكتبُ بصوتٍ عال ..
    ويعشق بصوت عال ..
    وطفلٌ أحضرُ العينين ..
    مشنوق على بوابة مدينةٍ ..
    لا تعرفُ الطفولة ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:32 pm