منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


2 مشترك

    محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي

    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 37
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي Empty محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي

    مُساهمة من طرف محمد عفارة السبت مارس 14, 2009 11:58 pm

    يمكنك تحميل المحاضره كامله في الاسفل
    « الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات »

    الأزمة اقتصادية اجتماعية سياسية.. وهي سائرة إلى مزيد من التفاقم

    د.
    جميل استعرض بعض تصريحات مسؤولي ومنظري الرأسمالية، قبل الشروع في شرح
    الأزمة.. فأورد ما قاله بوش عن «أن الاقتصاد الأمريكي كله في خطر»..
    لاغياً كلاماً سابقاً: «أنا لا أفهم بالاقتصاد لكن الاقتصاد الأمريكي
    بخير»، وساركوزي: الذي أكد على «سقوط نظرية الرأسمال الحر، -الليبرالية
    الجديدة» وهو الذي وصل إلى السلطة على أساس ليبرالي حر، ووزير المالية
    الألماني الحالي: «على أمريكا أن تقتنع أنها لم تعد القوة الاقتصادية
    العظمى، وهذا الكلام أكده أوباما بخطاب التنصيب حينما قال: يجب الاعتراف
    بتراجع الدور الأمريكي»، و ميركل: التي أكدت على «سقوط شعار: دعه يعمل..
    دعه يمر»..
    يقول د. جميل: «هؤلاء ليسوا تشومسكي ولا لينين.. هؤلاء
    آباء وأمهات الليبرالية الجديدة.. ومادام هؤلاء يتحدثون هكذا فمن الضروري
    أن نفهم عمق المشكلة.
    وأود أن ألفت نظركم إلى أن الإعلام الغربي لا
    يعترف أبداً بحجم الأزمة، وهو دائماً متأخر في هذا، فعند بدء الأزمة كان
    هناك عدم اعتراف كلي بها، كان ينكر ويكابر.. وحين اضطر أن يعترف بالأزمة
    ولكنه رآها عابرة بسيطة وعندما كبرت قال: أزمة مالية كبيرة.. ولكن الأزمة
    صارت اقتصادية.. هم دائماً يكذبون، ويقولون اليوم أن 2009 هو أسوأ مراحل
    الأزمة وأنها ستنتهي بانتهائه، برأيي لا 2008 ولا 2010 سيحلان الموضوع.

    الأسباب العميقة.. والأسباب الثانوية

    يجب
    أن نعرف الأسباب الحقيقية للأزمة ونفصل بين الأسباب العميقة الأساسية
    والثانوية المباشرة.. يلعب الإعلام لعبته فيقدم لنا الأسباب المباشرة على
    أساس أنها الأسباب الوحيدة، ولكنها في الحقيقة هي الظاهرية التي تظهر على
    السطح، ويجري إخفاء الأسباب العميقة، فأين هي الأسباب العميقة للأزمة؟
    علينا الذهاب إلى أزمة عام 1929، حيث كانت تسمى بالأدب العلمي أزمة دورية،
    «فيض الإنتاج» بالمعنى الكلاسيكي. من حيث الفترة الزمنية استمرت هذه
    الأزمة من 29 ـ 39، وبدأت تحل مع بداية الحرب العالمية الثانية، وبنهاية
    الحرب انتعشت أمريكا وصارت قوة عظمى بكل المعاني الاقتصادية والسياسية
    والعلمية والتكنولوجية. هي أزمة خطيرة لأن العامل الجديد الذي حدثت فيه هو
    أنها كانت أول أزمة تحدث بوجود نظام نقيض اسمه النظام الاشتراكي، وهو
    النظام الذي ظهر على أثر ثورة أكتوبر عام 1917 ولأول مرة في التاريخ قدّم
    مكاسب اجتماعية كبيرة لم يكن الغرب يعرفها.. كالإجازة السنوية مدفوعة
    الأجر، وعدد ساعات العمل، والتأمينات الاجتماعية.. في الثلاثينيات، الرئيس
    «الديمقراطي» رزفلت اتهم بالشيوعية من غلاة المتطرفين الرجعيين في أمريكا
    لأنه أدخل هذه الإصلاحات التجميلية إلى النظام الرأسمالي، في حين أنه كان
    يحاول إنقاذ الرأسمالية. لذلك كان الاستنتاج الرئيسي بالنسبة لأولي الأمر
    في النظام الرأسمالي أنه (يجب ألا تتكرر أزمة بهذا الشكل) لأن ذلك يمكن أن
    يؤدي إلى انهيار شامل لوجود بديل على النطاق العالمي، وكان المخرج الذي
    وجدوه لذلك هو ابتداع المجمع الصناعي العسكري.

    مزيد من السلاح

    ما
    جوهر الأزمة الدورية؟ هو ما يسمى فيض الإنتاج. الرأسمالية غير قادرة على
    ضبط الإنتاج بين العرض والطلب. هذه العملية تتم بشكل فوضوي.. كانت أزمة
    الـ29 تعني إلقاء البن في البحر، وحرق البرتقال وإتلاف المنتوجات حتى لا
    تهبط الأسعار..
    ما الحل حتى لا يؤدي هذا المرض الوظيفي في الرأسمالية إلى هزة؟ الحل هو مزيد من إنتاج السلاح.
    يتحول
    فيض الإنتاج إلى إنتاج السلاح، وهذا كان بداية انطلاق المجمع الصناعي
    العسكري الأمريكي الذي حذر منه أيزنهاور في خطبة الوداع.. لكن خلال 20
    السنة السابقة كل حكام أمريكا ندبتهم الشركات المرتبطة بالمجمع الصناعي
    العسكري إلى البيت الأبيض.. وما إن ينهوا مهماتهم يعودوا إلى وظائفهم. لقد
    تحولت صناعة السلاح بالنسبة للولايات المتحدة وللنظام الرأسمالي إلى صناعة
    رابحة جداً، وإلى أداة سياسية هامة لفرض السيطرة خارج الحدود.

    بريتن وودز 1944

    حتى
    أربعينات القرن الماضي كانت كل عملة تغطي نفسها بالذهب، وحين بدأت نتائج
    الحرب العالمية الثانية تتوضح للعيان، اجتمعت البلدان الرأسمالية الأساسية
    عام 1944 واتفقت أن تغطي كل واحدة منها عملتها بالدولار والذهب، أي منح
    الدولار وضع الذهب دون إعفائه من تغطية نفسه بالذهب، ولكن الدولار بدأ
    يلعب دورين؛ دور العملة المحلية لأمريكا، ودور عملة عالمية.
    وهكذا ولدت
    بريتن وودز وكانت نقلة خطيرة جداً، إذ بدأت منذ ذلك الحين «الزوغلة»
    الأمريكية، والاحتيال الأمريكي على العالم كله بإصدار نقد لا قيمة فعلية
    له، نقد غير مغطى بالذهب.. هذا معناه يصدرون 100 دولار ورقية كلفتها 4 سنت
    وبها يأتون بـ30 برميل نفط (على أساس سعر البرميل آنذاك) بتكلفة 4 سنتات
    فقط.
    هكذا
    تمت أكبر عملية نهب في التاريخ لم يشهد لها أحد مثيلاً. ماركس كان يقول في
    كتاب رأس المال إنه إذا وصل الرأسمال إلى الربح 300% فليس هناك جريمة لن
    يتوانى عن ارتكابها، لكن ماركس لم يكن يحلم بأن 4 سنتات ستأتي بـ100 دولار
    أي 250 ألف بالمئة.
    شعر ديغول عام 1967 بهذه الإجراءات فكلفه ذلك
    غالياً، حيث جمّع كل الدولارات الأمريكية الموجودة في المصارف الفرنسية
    وحملها إلى الأمريكيين، وقال لهم: أعطوني ذهباً مقابل هذه الدولارات.
    اضطروا أن يعطوه 200 طن من الذهب، لكن مقابل ذلك اتخذوا إجراءين بسيطين؛
    أول إجراء أزاحوا ديغول، والثاني ألغوا ارتباط الذهب بالدولار 1971. ومنذ
    ذلك الحين وآلة الطباعة الأمريكية مرتاحة، لأن هذا الدولار أصبح محمياً
    بفضل عاملين؛ القوة السابقة الأمريكية التي فرضت تسعير جميع المواد الخام
    في العالم بالدولار وصار عملة عالمية، وبفضل وجود قوة عسكرية تحميه وقت
    اللزوم.
    وصلنا إلى وضع فريد من نوعه، في السابق كان الفائض بالإنتاج
    الرأسمالي هو بضائع، أما الفائض الجديد فهو سلاح ومال، وفي ذلك تجل لعلاقة
    ديالكتيكية حيث يحمي فائض السلاح وضع الدولار عالمياً، ويقوم فائض المال
    بالصرف على السلاح..
    من أين يصرف الأمريكيون على 1000 قاعدة عسكرية في
    العالم؟ من هذه الدولارات التي يطبعونها ويرمونها في البلدان الأخرى.
    يتبين اليوم أن الاقتصاد الأمريكي، البالغ حجمه 13 تريليون دولار والذي
    يعادل تقريباً 20% من الاقتصاد العالمي، مغطى بإنتاج سلعي حقيقي بحدود 18%
    زراعة وصناعة. أما الباقي فهو ريع القوة العسكرية وريع الدولار الاحتيالي.

    بين الكتلة النقدية والكتلة السلعية

    سأطرح
    قضية اختصاصية، ما هي العلاقة بين كتلة النقد في التداول وبين السلع
    الموجودة في التداول؟! كلكم تعرفون، حتى الذي ليس له علاقة بالاقتصاد أنه
    إذا زادت كتلة النقد عن كتلة السلع يسمى الأمر تضخماً، أي أن قيمة العملة
    تنخفض بينما ترتفع الأسعار، ما يعني تأثر أصحاب الدخل المحدود في حين يربح
    أصحاب الأسعار أضعافاً. هذا يحسب على نطاق كل بلد على حدة.. ولكن كيف يحسب
    على النطاق العالمي؟
    رغم اختلاف الآراء، يقولون إن حجم الإنتاج العالمي بالحد الأدنى هو 40 تريليون دولار، وبالحد الأعلى 60 تريليون.
    ما
    حجم كتلة النقد التي يجب أن تخدمه؟ يجب ألا تكون أكثر من حجمه، هذا إذا
    اعتبرنا أن العملة تخدّم البضاعة مرةً واحدةً في السنة، ولكن الأمر أكثر
    من هذا، هذا يعني أنه يجب أن يكون هناك 60 تريليون دولار من كتلة النقد،
    وسأعتبر أن نصف العالم يتبادل إنتاجه بالدولار.. لكن الحد الأدنى المتداول
    من كتلة الدولار الذي يتحدث به أكبر المتفائلين هو 600 تريليون دولار،
    وهناك من يقول أنه وصل إلى 1000 تريليون. وهذا يعني أنه إذا كانت الكتلة
    السلعية 60 والكتلة الدولارية 1000 كيف يحلون الموضوع؟ ببساطة لقد ساعدتهم
    الظروف مع سقوط الاتحاد السوفييتي، إذ توفر لهم مساحات واسعة من النهب،
    حيث نهبوا تريليونات من الدولارات من الثروات المادية، واستطاعوا تسليع
    جزء من الكتلة النقدية، لكن نهب الاتحاد السوفييتي لم يكفهم سوى إلى عام
    1995 حيث قاموا بقلب نظام البورصة جذرياً، فقد كان 90% من مبادلات نظام
    البورصة حتى 1995 هي مبادلات حقيقية و10% فقط مضاربات، فحولوه منذ 1995
    إلى 10% مبادلات حقيقية مقابل 90% مضاربات. أي لعبت البورصة دور نظام
    تدوير للعملة يمكنها من إخفاء الحجم الحقيقي لتداول الدولار الوهمي في
    النظام المالي العالمي والذي يقدر بـ450 تريليون دولار يدور في البورصة
    العالمية سنوياً.
    أحس الأمريكيون عام 2000 بأن المسألة باتت أكبر مما
    يمكن التحكم به، وبما أنه لا يمكن إيقاف آلات الطباعة عن طباعة الدولار
    وبما أن نهب الاتحاد السوفييتي وتسخير البورصة كوسيلة للتضليل المالي لم
    يكفيا لكبح الأزمة، وجدوا أن الحل يتجسد بالحرب والسيطرة على موارد
    الطاقة. وكانت الخطة الاستراتيجية الأمريكية حتى 2008 السيطرة على موارد
    الطاقة في منطقتنا، وهذه السيطرة بمعنى الامتلاك وليس بمعنى الشراكة.

    المخاوف الكبرى

    وقبل
    الانتقال إلى الأسباب المباشرة للأزمة لابد من طرح السؤال التالي: ماذا
    يعني انتهاء الدولار كعملة عالمية بالنسبة للأمريكيين؟! إذا كان حجم
    الناتج الإجمالي المحلي 13 تريليون دولار و18 % منه حقيقي، والسبب فيه هو
    أن الدولار عملة عالمية ويحصل على ريع جراء ذلك، فإن ذلك يعني بالملموس أن
    انتهاء الدولار كعملة عالمية سيؤدي إلى خفض الناتج الإجمالي المحلي
    الأمريكي إلى 3 تريليون دولار أو أقل من ذلك. وإذا أصبح حجم الناتج المحلي
    الأمريكي 3 تريليون ما الذي سيحدث في الوضع الداخلي الأمريكي؟! وما الذي
    سيصيب الدور الأمريكي على الصعيد العالمي؟! كيف سيقوم الأمريكيون بتلبية
    احتياجات القواعد العسكرية المنتشرة حول العالم؟! ما الذي سيصيب الدور
    الاقتصادي السياسي الأمريكي؟! كلها أسئلة غاية في الجدية، فهل سيقبل
    الأمريكيون طواعيةً كما يطلب ساركوزي وميركل ومن لف لفهم، بالتخلي عن
    دورهم العالمي وعن الدولار كعملة تبادل عالمية وحيدة؟! هذا يعني أن الحديث
    يجري حول خسارة 10 آلاف تريليون دولار سنوياً أو عدم خسارتها.

    الأسباب المباشرة للأزمة

    أي
    الثانوية من حيث الجوهر، قدم لنا الإعلام أن أهمها كان أزمة الرهن
    العقاري. من حيث الجوهر يقدر حجم كل العقارات في أمريكا منذ نشوئها وحتى
    اللحظة بـ 50 تريليون دولار، قام غرينسبان (مدير المركز الاحتياطي
    الفدرالي آنذاك) بفتح الباب أمام البنوك لإعطاء القروض بتسهيلات كبيرة
    ودون ضمانات، وكانت القروض بحجم 150 تريليون دولار، لكن لماذا؟ هل كان ذلك
    مصادفة؟ أم أن غريسبان، مدير المصرف الاحتياطي الفدرالي السابق، يعلم كمية
    النقود المطبوعة، ويعلم أن الكتلة الدولارية الفائضة معرضة للانكشاف ما لم
    يتم ضخها في السوق الداخلية الأمريكية ريثما تتم تغطيتها لاحقاً من موارد
    النفط الذي سيتم الاستيلاء عليه عسكرياً؟! لقد اضطر غرينسبان أمام لجنة
    التحقيق في الكونغرس أن يقول "كان هناك خطأ في المنظومة" لكن الأمر ليس
    خطأً في المنظومة، بل هو لعبة ملعوبة ومقصودة لكن حساباتها لم تصب كما كان
    متوقعاً ومطلوباً.

    آلة الطباعة.. والإدمان.. والحرب!!

    إذاً،
    أزمة الرهن العقاري مع عدم قدرة الأمريكيين على حماية الدولار قامت بتحفيز
    انفجار الأزمة لكنها ليست سبب الانفجار، ويضاف إلى الأسباب المباشرة كلفة
    حرب العراق، فحسب جوزيف ستيغلس إن كلفة حرب العراق حتى الآن هي 3 تريليون
    دولار أضيفت إلى الدين العام، وبرأي الخزانة الأمريكية منذ بداية عام 2000
    إن الدين العام الأمريكي سيبلغ حجمه في آذار من 2008 8.4 تريليون دولار،
    وبرأيها أيضاً أن هذا الحجم لا يمكن خدمته، وبالتالي ستنفجر الفقاعة التي
    خلفها تضخم حجم الكتلة الدولارية إلى 600 تريليون حول العالم، كان رأي
    الخزينة أن الأزمة ستنفجر في آذار من 2008 لكنها انفجرت في أيلول 2008
    وليس على النسبة المتوقعة نفسها بل على نسبة 10 تريليون دولار، وهي اليوم
    13 تريليون دولار! لأن هذا الضخ للأموال في المصارف والمؤسسات المالية زاد
    في الدين العام بشكل هائل جداً، فالحكومة الأمريكية تقوم بطبع أموال
    وتضخها في شرايين هذه المؤسسات، وهذه الأسباب المباشرة هي أسباب ثانوية
    ظاهرية وهي تعبير عن الأزمة الأساسية، أي عن وجود كتلة نقدية كبيرة أصبح
    الأمريكيون غير قادرين على حمايتها بالأصل. والآن السؤال هو لماذا لم يعد
    الأمريكيون قادرين على حماية هذه الكتلة النقدية اليوم؟ ببساطة كان
    الأمريكيون يحمون دورهم سابقاً عبر غزو مناطق جديدة دولارياً، فحين سقط
    الاتحاد السوفييتي قاموا بغزوه دولارياً وكذلك جنوب شرق آسيا والصين..
    الخ، لكن العالم امتلأ بالدولار ولم يعد هناك مناطق قابلة للغزو دولارياً،
    وفي الوقت نفسه ما تزال آلة الطباعة تعمل بالسرعة السابقة نفسها بسبب
    الإدمان، بل إن الأمور أصعب من هذا فبعد تغطية العالم دولارياً ظهر اليورو
    في بداية 2002 ليطرد الدولار من أهم المساحات التي كان يسودها في عمليات
    التبادل، وتبع ذلك وقوف الروبل الروسي على قدميه ليطرد الدولار من مساحة
    أخرى هامة، تلاه وقوف اليوان الصيني والأمر نفسه، وبذلك لم يتوقف انتشار
    الدولار جغرافياً، بل بدأ الدولار عملية انكفاء وانحسار جغرافي على الصعيد
    العالمي.

    11 أيلول.. محاولة إنقاذ الدولار
    يقول
    د. جميل:«تنبأت أربعة معاهد عالمية صيف العام 2001 بوقوع حدث كبير قبل
    نهاية 2002 يكون بمثابة ذريعة لإنقاذ الدولار من أزمته المتفاقمة، وحددوا
    فترة وقوعه بين 15 آب و15 تشرين الأول، حيث توقعوا أن يضطر الدولار في هذه
    الفترة للدفاع عن نفسه مقابل خطر مقبل، لكن ما السبب؟ إنه ببساطة ظهور
    «تنبأت
    أربعة معاهد عالمية صيف العام 2001 بوقوع حدث كبير قبل نهاية 2002 يكون
    بمثابة ذريعة لإنقاذ الدولار من أزمته المتفاقمة، وحددوا فترة وقوعه بين
    15 آب و15 تشرين الأول، حيث توقعوا أن يضطر الدولار في هذه الفترة للدفاع
    عن نفسه مقابل خطر مقبل، لكن ما السبب؟ إنه ببساطة ظهور اليورو بكامل حجمه
    في 1/1/2002، وكان البنك الدولي قد طلب من الحكومة الأمريكية في حزيران
    2001 أن تخفض قيمة الدولار 40% بالتدريخ بنحو 5 إلى 6% شهرياً كي لا يتلقى
    صدمة هبوط مفاجئة، أي طلب من الحكومة الأمريكية الانتقال إلى سياسة
    الدولار الضعيف. لكن أياً من هذا لم يحدث، بل جاءت أحداث 11 أيلول 2001
    التي كانت المبرر للخروج إلى الحرب من أجل السيطرة على موارد الطاقة
    وإنهاء الأزمة الأمريكية، كضربة استباقية عسكرية للأزمة الاقتصادية
    المتوقع انفجارها في 2008، ولو تحقق الهدف الاستراتيجي العسكري المطلوب من
    «الغزوة» التي بدأت في 2001 لكان إنقاذ الدولار قد تحقق، لكن الذي حدث
    فعلاً ما يسمونه في العلوم العسكرية اليوم بـ«المقاومة المبعثرة» والتي
    تتم في كل في العراق ولبنان وفلسطين... والتي استطاعت كبح أكبر قوة عسكرية
    موجودة في التاريخ.
    إن ما أصاب الأمريكيين فعلياً، هو أنه من المفترض
    أن ينتهي المخطط العسكري الاستراتيجي الذي أسمته الآنسة رايس بالشرق
    الأوسط الكبير والذي أسموه بالفوضى الخلاقة، كان المفترض أن ينتهي في 2008
    قبل انفجار الأزمة، لكن بفعل الظروف لم يسر المخطط العسكري الاستراتيجي
    كما اشتهوا، ولم ينتهِ في وقته المحدد، فانفجرت الأزمة، وأصبحوا يعيشون
    الآن في أزمتين؛ الأزمة الاقتصادية وانفجارها، وأزمة عدم تحقيق الأهداف
    الاستراتيجية العسكرية حسب الخطة الأولى التي وضعها بوش. لذلك فهم اليوم
    في وضع لا يحسدون عليه!.


    عدل سابقا من قبل محمد عفارة في الأحد مارس 15, 2009 12:18 am عدل 1 مرات
    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 37
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي Empty رد: محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الأحد مارس 15, 2009 12:00 am

    إلى أين تتجه الأزمة؟
    إلى
    أين تتجه الأزمة؟ لكي نتمكن من الإجابة على هذا السؤال، يجب علينا أن ندرس
    الأزمات السابقة، ولدينا في القرن العشرين أزمتين؛ الأزمة التي سببت الحرب
    العالمية الأولى، والأزمة التي سببت الحرب العالمية الثانية، وإذا درسنا
    مراحل تطور الأزمتين الأولى والثانية نجد أن المشترك بينهما هي الأمور
    التالية:
    استمرت المرحلة الأولى لهما من سنة إلى سنتين وشهد فيها
    الاقتصاد إرهاصات الأزمة، أي ارتفاع درجة حرارة الاقتصاد وارتفاع ضغطه إلى
    جانب مظاهر أخرى مختلفة مثل ارتفاع البطالة وانتحار رجال الأعمال
    الأمريكيين قفزاً عن ناطحات السحاب (التي تبين أن لها فائدة بشكل ما)،
    وبدأت الاضطرابات الاجتماعية التي استمرت ثلاث سنوات قبل إصابة الاقتصاد
    الأمريكي في 1932 باحتشاء في أوعيته وشرايينه بكل معنى الكلمة، بعد ذلك
    خرج الأمريكيون إلى الحرب التي كانت بمثابة جهاز إنعاش أخرج الاقتصاد
    الأمريكي من احتشائه، وبنهاية الحرب التي تمثل التعبير الأقصى عن
    التناقضات في هذه المنظومة، ظهر أن المنظومة باتت ضعيفة وتحتاج إلى بدائل،
    ولذلك ليس مصادفة أن تكون الأزمة الأولى والحرب العالمية الأولى أنتجتا
    الاتحاد السوفييتي، وليس مصادفة أن الأزمة الثانية والحرب العالمية
    الثانية أنتجتا منظومة الدول الاشتراكية، أي أن الأزمات أنتجت نقيضاً
    للنظام، ونحن اليوم نعيش الأزمة الثالثة من حيث التسلسل الزمني، ولا بد
    هنا من لفت النظر إلى قضية بسيطة وهي أن الأزمة الأولى أخرجت سدس البشرية
    من النظام الرأسمالي العالمي، والأزمة الثانية أخرجت ثلث البشرية (سدسيها)
    من هذا النظام، فما هي العلاقة بين الأزمتين الأولى والثانية بالتسارع؟
    إنها الضعف في ظرف 20 عاماً!. نحن اليوم في الأزمة الثالثة، وهناك قانون
    يفعل فعله في هذا الاتجاه!.
    كانت الرأسمالية في الأزمات السابقة تستطيع
    الخروج من الأزمة وقد خرجت مرتين، لكن يجب ألاّ ننسى أن ثمن الخروج من
    الأزمة الأولى كان 15 مليون إنسان، وأن ثمن الخروج من الثانية كان 55
    مليون إنسان، والآن حين يسأل البعض عن وجود إمكانية للخروج من الأزمة
    الثالثة، فإن الجواب هو نعم، يمكن الخروج، ولكن ما هو الثمن لذلك، كم مئة
    مليون سيكونون ثمن الخروج من الأزمة الثالثة؟!.
    الحرب.. الرئة الحديدية للرأسمالية
    يمكننا
    الاتفاق الآن على أنه لا يوجد مخرج اقتصادي بالمعنى البحت من هذه الأزمة،
    والمخرج الموجود هو سياسي عسكري، وأنا هنا لا أنفي عن الرأسمالية قدرتها
    على تجديد وإصلاح نفسها، ولكن كيف، وعلى حساب ماذا؟! وهل ستسمح البشرية
    لنفسها بأن تتحمل أثمان جديدة تطلبها الرأسمالية للخروج من أزمتها؟!
    قال
    إنجلز في أواخر حياته جملةً أعتقد أنها أصبحت حقيقة قال إن الحرب هي الرئة
    الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية، واليوم اسمحوا لي بالقول إن إنجلز
    أصبح على خطأ، فالرأسمالية لم يبق منها سوى هذه الرئة الحديدية، فقد أصبحت
    نظاماً مشوهاً، أعضاؤه غير متناسبة فصار كله رئةً حديديةً.
    لقد رأينا
    المشترك بين الأزمات، لكن بماذا تختلف هذه الأزمة عن سابقاتها؟ كانت الحرب
    سابقاً تتم في حدود الرأسمالية التي كانت سائدةً في قارة أو قارتين، لذلك
    كانت الحرب تجري في مكان واحد أو مكانين، فالحرب العالمية الثانية عملياً
    لم تخرج من الحدود الأوروبية ولامست أطراف شمال إفريقيا وبعض أجزاء آسيا،
    لكنها كانت محدودة بالمعنى الجغرافي ويقال عنها عالميةً، لأن قوى كبرى
    عالمية شاركت فيها، لكنها لم تكن عالمية بمعنى أن كل القارات شاركت فيها،
    وهذا ينطبق على الحرب العالمية الأولى. لكن ما هي حدود الحرب الجديدة التي
    تستطيع إخراج الرأسمالية من أزمتها؟!
    استطاعت الدول الرأسمالية في
    الحرب الأولى التخلص من الأزمة عبر إعادة توزيع المستعمرات فيما بينها،
    وفي الحرب الثانية توازعت الدول الرأسمالية الأسواق مغيرين الشكل الظاهري
    من الاحتلال المباشر إلى الاحتلال الاقتصادي، وفي القرن العشرين قاموا
    بإعمال آلية هامة هي نظام البورصات وهي شكل من أشكال الاحتلال لأنها آلية
    شفط للثروات. لكن أين ستتوسع الدول الرأسمالية الآن؟ أين ستذهب الحرب؟
    هناك فكرة هامة بهذا الخصوص، كان المخرج دائماً بعد كل حرب هو التوسع
    بالمعنى الجغرافي ليس فقط للدولار بل للاقتصاد الرأسمالي ككل، كان هذا
    التوسع قادراً على حل الأزمة، بغض النظر عن أعداد ونسب الضحايا، كان توسع
    النظام ينقذ النظام من أزمته السابقة، أما اليوم فقد انتهى التوسع إذ ليس
    هناك بقعة على الكرة الأرضية، اللهم باستثناء كوريا الشمالية وكوبا، لا
    يوجد فيها رأسمالية، لذلك أعتقد أن الأزمة الحالية تختلف عن الأزمات
    السابقة لأنها واسعة النطاق، ناهيك عن أن حروب الأزمات الماضية كانت تجري
    بأسلحة تقليدية وبين الكبار وحدهم، فهل من الممكن اليوم أن تجري حروب
    للكبار لكن بأسلحة ذرية؟ هذا الأمر غير مرجح بل المرجح والذي يتم الحديث
    عنه هو أن الحروب الجديدة بين الكبار ستجري على أراضي الغير على مساحات
    واسعة من أجل السيطرة على الموارد وتخفيف عدد البشر.
    قوس التوتر: من قزوين.. إلى القفقاس
    هذه
    هي الأفكار العامة حول الاتجاه العام للحل، ولكن الإدارة الأمريكية خلال
    التنفيذ التكتيكي تضع وصفات مختلفة، حيث قامت إدارة بوش بوضع مخططها منذ
    1995 ويتضمن ثلاث أهداف استراتيجية؛ قريب ومتوسط وبعيد المدى، القريب كان
    تشغيل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي الذي يمثل 60% من حجم الإنتاج
    الصناعي الأمريكي، ويشغل 240 ألف مؤسسة مرتبطة بطلبيات البنتاغون، وتم
    بالفعل تشغيل هذا المجمع بغية إنعاش الاقتصاد الأمريكي. أما الهدف المتوسط
    المدى فكان الاستيلاء على النفط بشكل مباشر، خاصةً في منطقتنا التي يمثل
    احتياطيها 70% من احتياطي النفط العالمي، وذلك لتأمين نفط رخيص أو مجاني
    للاقتصاد الأمريكي وتحديد سعر عالمي مرتفع له بحيث تتم فرملة وإضعاف
    منافسي الاقتصاد الأمريكي الكبار، وخاصةً الصينيين والأوروبيين، وكانوا
    سائرين نحو تحقيق هذا الهدف لكنهم لم يبلغوه في الآجال الزمنية المطلوبة.
    وتحقيق الهدف الثاني كان يتطلب على المدى البعيد من أجل الاستمرار بامتلاك
    النفط تغيير البنية الجغرافية السياسية لكل المنطقة ذات العلاقة بهذا
    النفط، من هنا خرجت فكرة الشرق الأوسط الكبير وفكرة الفوضى الخلاقة.
    لا
    تتفاءلوا كثيراً بأوباما، فقد جاء لينفذ المخططات نفسها في ظل انفجار
    الأزمة الاقتصادية: توسيع رقعة الصدام، تخفيض حجم التدخل الأمريكي المباشر
    في الصراع، إشغال الأوربيين والروس والصين بصدامات كبيرة، والمتوقع حسب
    رأي مركز الدراسات العسكرية الروسية أن كل المنطقة الممتدة من الحدود
    الباكستانية- الأفغانية إلى القفقاس ستتفجر، ولكن عبر التفجيرات الداخلية،
    بحيث يلعب الأمريكان دور الحكم والشرطي على هذه المساحة. هذا يحقق أهدافاً
    استراتيجية، لأنه يحدث فوضى عالمية في منطقة يسكنها مليارا إنسان، ماذا
    يؤمن هذا القوس؟
    1 ـ تأجيل بحث وضع الدولار كعملة عالمية إلى أجل غير مسمى.
    2 ـ مشاغلة المنافسين الكبار المحتملين: الصين ـ روسيا ـ أوربا، واستنزافهم عبر جرهم إلى معارك غير محدودة.
    3 ـ التحكم بقوى صغيرة متنازعة، وامتلاك منابع الطاقة.
    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 37
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي Empty رد: محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الأحد مارس 15, 2009 12:00 am


    الآفاق.. والمالتوسية الجديدة
    حدود
    الأزمة عرفناها، فهل المخارج السابقة ممكنة؟ إنني أختلف مع بعض
    الاقتصاديين الذين ينظرون إلى الموضوع من جانبه الاقتصادي البحت، ولا يرون
    جانبه السياسي. النظام الرأسمالي اليوم أمام معضلة عميقة وعويصة.
    وأرجح
    أننا سنكون خلال العشر سنين القادمة أمام عملية اسمها انهيار النظام
    الرأسمالي العالمي.. يقولون الأزمة معولمة، وإذا حدت انهيار سيكون
    انهياراً معولماً.. ستنهار المنظومة.
    الاحتياطان الكبيران اللذان
    أنقذا الرأسمالية بالقرن العشرين استنفذا اليوم، وهما العالم الثالث
    والبيئة، فمن أين سيخترعون الاحتياط الثالث؟ أنا لا أرى أي مخرج للأزمة
    الرأسمالية الحالية.. خذوا بعين الاعتبار هذه الفرضية، فرضية انهيار
    المنظومة الرأسمالية بشكلها الحالي نهائياً، البديل: البشرية تنجزه، وهي
    التي ستجد نظامها التحرري الإنساني العادل الذي يؤمن التوازن في المجتمع
    وبين المجتمع والطبيعة، وكل الإرهاصات التي ترونها اليوم في أمريكا
    اللاتينية والشرق يمكن أن تشكل الملامح الأولية لهذا البديل.. مقاومات
    صغيرة بأسلحة بسيطة تقاوم آلات عسكرية كبيرة. الأمر فيه منطق تاريخي.. آلة
    كبيرة تسير ضد التيار التاريخي، وآلة صغيرة تسير مع التيار، ما قوة
    العطالة للآلتين؟ النتيجة: ما يزالان يتعادلان إلى الآن.. الآلة الكبيرة
    لا تستطيع دحر وهزيمة الآلة الصغيرة، التي يدفعها التيار التاريخي
    الموضوعي وتستطيع أن تصمد في وجه الآلة الكبيرة.. القضية متعلقة بإرادة
    بشر ومصالح أناس بسطاء قادرين على أن يعبروا عنها بلحظة معينة هم غير
    قادرين على حسابها، وهذا العامل أفشل مخططاتهم، وليس له سابقة عندهم في
    القرن العشرين بهذا الشكل الفاقع.. لذلك تبيّن أن برنامجهم فيه خطأ
    بالتصميم، وهذا الخطأ سيدفعون ثمنه غالياً.
    ما هو المخرج الذي يريدونه؟
    الحقيقة ليس هناك أي مخرج.. إنهم يراهنون على النظرية المالتوسية التي
    تحدثت عن أن البشر يتطورون بسلسلة هندسية بينما الموارد تتطور بسلسلة
    حسابية، وتأتي الزلازل والأمراض والحروب لتعديل الكفة بينهما.. اليوم،
    تجاوز هؤلاء مالتوس، وباتوا يريدون التحكم بالأمراض والحروب وغيرها من أجل
    أن يحافظوا على نمط توزيع الثروة: ثلاثة مليارات يبقون و3 مليارات فائضون،
    لذا يجب التخلص منهم..
    نظرية المليار الذهبي نظرية معروفة، مليار يحكم ويملك، وملياران يخدمون، والباقي إلى زوال.
    هكذا
    يريدون الحل.. لكن هل هو حل على أرض الواقع؟؟ هذا حل مجانين، إنهم يتخبطون
    ولا حلول لديهم.. وهنا لا بد من طرح السؤال الأهم: هل يمكن هزيمة المخطط
    الأمريكي؟.. أعتقد أن ذلك ممكن، وكل الشروط متوفرة.. ولكن المهم أن تتوفر
    الإرادة لتحقيق هذا الهدف الكبير.
    سورية والأزمة
    بالنسبة
    لانعكاس الأزمة على الاقتصاد السوري، من المفيد أننا تأخرنا بالاندماج
    بالاقتصاد العالميبالشكل الذي هو عليه، ولم نأخذ بسياسات الليبرالية
    الجديدة بكامل حجمها وبناء الأسواق المالية التي أفادتنا في عدم قيامها
    بالوقت المحدد، إذ تجنبنا عملية الشفط التي قامت بها الأسواق الرئيسية
    باتجاه الأسواق الثانوية وحافظنا على جزء من ثرواتنا بهذه الطريقة. يقال
    إن انعكاس الأزمة على اقتصادنا لم يكن كبيراً، وهذا صحيح، ولكن من الآن
    فصاعداً لن يكون صحيحاً، لأن الأزمة في العالم تنتقل لمرحلة جديدة وهي
    المرحلة الاقتصادية، أي انحسار للاقتصاد الحقيقي الذي يؤدي إلى نتيجتين،
    الأولى انخفاض أسعار المواد الخام إلى الحد الأدنى بسبب سيطرة دول الشمال
    على أسواق التصريف. والنتيجة الثانية أنه مع انهيار قيمة العملات موضوعياً
    يدفع قيمة المواد المصنعة إلى الحد الأعلى، وبالتالي تتوجه إلى وضع خطير
    اقتصادياً، لأن قسماً هاماً من مستورداتنا لها علاقة بالغذاء، وفي ظل
    السياسات الليبرالية التي اتبعت في السنوات الخمس الفائتة والسير باتجاه
    اقتصاد السوق الحر وجهت الاستثمارات نحو فروع الاقتصاد غير الحقيقي أي
    (العقارات ـ المال ـ تأمين ـ المصارف)..
    لذلك يجب الإقلاع عن السياسات
    الليبرالية وبرامجها فوراً ودون تردد، وتوجيه جميع الموارد الممكنة نحو
    الإنتاج الزراعي والصناعي المباشر، لأن انفجار الأزمة الاقتصادي عالمياً
    يعني أننا لسنا أمام خطر تدني مستوى المعيشة فقط، بل وأمام خطر حدوث
    مجاعة، وبإمكاننا تحصين أنفسنا حين نفهم السيناريوهات المقبلة للأزمة
    القادمة، أما إذا تم التطنيش واعتبار أن الأزمة قد انتهت ولن تصل إلينا،
    فسنرتكب خطأً جسيماً لأن الانفجار سيطالنا، وفي ظل البنية الحالية
    والسياسات التي اتبعت تكون الآثار كبيرة جداً..
    يجب أن نتوقع كل السيناريوهات الممكنة وأن نعمل على تجنب أسوئها».
    عناوين إضافية:
    -
    هناك أزمتان: الأزمة الاقتصادية وانفجارها، وأزمة عدم تحقيق الأهداف
    الاستراتيجية العسكرية حسب الخطة الأولى التي وضعها صقور البيت الأبيض..
    - لا يوجد مخرج اقتصادي بالمعنى البحت للرأسمالية من هذه الأزمة.. المخرج الموجود هو سياسي عسكري..
    -
    محلياً: يجب الإقلاع عن السياسات الليبرالية وبرامجها دون تردد، وتوجيه
    جميع الموارد الممكنة نحو الإنتاج الزراعي والصناعي المباشر.. فالأزمة
    قادمة









    محمد عفارة
    محمد عفارة
    جامعي ذهبي
    جامعي ذهبي


    ذكر
    عدد المساهمات : 2250
    العمر : 37
    المكان : أتستراد ــــــــــ
    المزاج : الحمدلله تمااام
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 409
    نقاط : 3507
    تاريخ التسجيل : 10/10/2008

    محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي Empty رد: محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الأحد مارس 15, 2009 12:16 am

    يمكنك تحميل الملف كامل من هنا
    حمل هنا
    Alishoo-M
    Alishoo-M
    مشرف عام


    ذكر
    عدد المساهمات : 4933
    العمر : 36
    المكان : فسحة سماوية/طرطوسية
    المزاج : والله ...حسب !!!
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 138
    نقاط : 6070
    تاريخ التسجيل : 11/10/2008

    محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي Empty رد: محاضرة الدكتور قدري جميل في الاحد الاقتصادي

    مُساهمة من طرف Alishoo-M الأحد مارس 15, 2009 1:32 am

    شكرا لك
    زميل محمد عفاره

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 7:40 pm