منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    6 تشرين...حرب الغفران ولعنة الانتصار!!

    أنشودة المطر
    أنشودة المطر
    جامعي جديد


    انثى
    عدد المساهمات : 35
    العمر : 30
    المكان : طرطوس
    المزاج : حسب الطقس!!
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : 2
    المستوى : 5
    نقاط : 92
    تاريخ التسجيل : 16/04/2013

    6 تشرين...حرب الغفران ولعنة الانتصار!! Empty 6 تشرين...حرب الغفران ولعنة الانتصار!!

    مُساهمة من طرف أنشودة المطر السبت أكتوبر 05, 2013 8:12 pm

    الحديث عن المقدمات التي سبقت حرب تشرين التحريرية مهم. والأكثر أهمية، الحديث عن وقائعها ومجرياتها الميدانية التي تثير في النفس شجون تلك الأيام المجيدة،
    فيعيش المرء أمجادها وألقها. أما الأهمية التي لا تعادلها أهمية، فتكمن في نتائجها وانعكاساتها الإيجابية على ما تلاها من حروب محدودة، أو حروب شاملة.
    ما أجمل الغيث بعد الجفاف، والخصب بعد العقم، والارتواء بعد الظمأ، والأمل بعد اليأس، والانتصار بعد الهزائم. كل هذه المعاني والمشاعر جسدتها حرب تشرين التحريرية التي كانت انتصاراً على الذات، فتح الأبواب مشرعة لانتصارات لاحقة، أنهت حقبة من الهزائم والتراجعات، تعود لأكثر من خمسمئة سنة خلت، حتى إلى ما قبل تشرين التحرير.
    نبذة تاريخية :
    بمنتهى الشفافية نقول: إن ما سبق حرب تشرين المجيدة من حروب، هي هزائم مستترة في أردية التسويغ والأعذار، وإن برزت بعض الومضات الجزئية النادرة هنا وهناك، لكن جل تاريخنا الحديث كان تحديات مصيرية لم نكن للأسف- كعرب- على قدر كافٍ من الأهلية لمواجهتها. فتاريخنا المعاصر مملوء بعبارات أضحت من تراثنا، ومن يسمعها يصاب بالإحباط، وربما الاكتئاب والتوحد. فليس من تراث أي شعب أن تصبح مفردات تطفح مهانةً ومذلةً من صلب مشهده اليومي وخطابه السياسي. فـ «المؤامرة، والخديعة، والتواطؤ، والتقسيم، والنكبة، والتشريد، والعدوان، والنكسة، والاجتياح، والخيانة، والاحتلال، والتهجير، والقطيعة، والخلاف، والتبعية، والفُرقة..»، هي مفردات خطابنا الراهن، التي ورثناها وأورثناها. فما مصير شعب، هذا زاده اليومي وهذا واقعه؟.  
    لقد كانت الحرب الأخيرة التي سبقت حرب السادس من تشرين 1973 هي هزيمة حزيران 1967، وكان الشعور السائد لدى سواد الشعب في وطن العرب، هو التوتر والاحتقان من آثار الهزيمة النكراء وتداعياتها الخطيرة، وفي الوقت نفسه يتملكه وجلٌ مسوّغ من ذلك الوحش الذي أنهى لمصلحته حرباً على ثلاث جبهات عربية، في ستة أيام، فاحتل مساحات من الأراضي تزيد على ثلاثة أضعاف ما احتله في «نكبة فلسطين»، والمؤلم أن كل هذه الهزيمة الماحقة التي حلت بنا كعرب، صوّرناها نكسة عابرة، عُرفت بـ«نكسة حزيران».
    أما على صعيد المحافل الدولية، فبعد لهاث عربي طال أمده، وتداول دولي حمي وطيسه، صدر عن مجلس الأمن في 22/11/1967 القرار العتيد رقم 242. ورغم أن القرار كان يحقق للكيان الصهيوني من المكتسبات أكثر من تلك التي يمنحها للعرب، فإن قادة الاحتلال كانوا يماطلون في تنفيذه بحجة وجود لبس في ترجمة النص الإنكليزي بين انسحاب من «الأراضي» العربية وانسحاب من «أراضٍ» عربية. وشرعت المؤسسة العسكرية الصهيونية في إقامة خط من التحصينات المنيعة على طول الضفة الشرقية لقناة السويس سمي بـ«خط بارليف»، وفي الجولان بدأت في تنفيذ خط مماثل من التحصينات عُرف بـ«خط آلون» مع عدم توفر مانع مائي كقناة السويس. واستمرت حالة اللاسلم واللاحرب، تخللها العديد من المبادرات الدولية التي - في مجملها- كانت تُرفض من الطرف الصهيوني رغم إجحافها بحق العرب.
    لقد بدا واضحاً في نهاية المطاف، أن الطرق السلمية مع الكيان الصهيوني قد وصلت   إلى طريق مسدود، فكان لابد من التفكير في الحل البديل حين تفشل الجهود السياسية، والحل هو خيار الحرب. بدأت الاتصالات والمشاورات بين القيادتين السورية والمصرية لوضع الخطط المشتركة لشن حرب تحريرية تعيد لسورية جولانها، ولمصر سيناءها، وفي 28/1/1973 شُكلت قيادة عسكرية مشتركة من مصر وسورية والأردن بقيادة المشير أحمد إسماعيل. وفي شهر أيار 1973 علمت المخابرات الأمريكية بنيات مصر وسورية شن حرب على الكيان الصهيوني لم يحدد موعدها بعد، وساد الاعتقاد آنذاك بأن أنور السادات أو الملك حسين أو كليهما وراء تسريب الخبر للأمريكيين، لكن الأمريكيين ولفرط ثقتهم بقدرة الكيان الصهيوني على رد أي هجوم عربي، حتى لو اشترك فيه كل العرب، تلقوا، هم و«الإسرائيليون» أخبار الاستعدادات للحرب باستخفاف تام، ولاسيما أن صور انتصار الجيش الصهيوني في الخامس من حزيران 67، كانت لا تزال ماثلةً في الأذهان.
    في شهر أيار 1973 أيضاً، حصلت كل من مصر وسورية على صواريخ متطورة للدفاع الجوي (سام 6) من الاتحاد السوفييتي آنذاك، وفي 12/8 عُقد اجتماع سري في الإسكندرية بين العسكريين السوريين والمصريين لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة، وتُرك تحديد موعد الهجوم للرئيسين حافظ الأسد وأنور السادات. وفي 3/10 وخلال زيارة المشير أحمد إسماعيل إلى دمشق تم تحديد الساعة الثانية ظهراً من اليوم السادس من تشرين الأول عام 1973 موعداً لبدء الحرب، وهو يصادف يوم العاشر من رمضان لدى المسلمين، ومايسمى «عيد الغفران» عند اليهود.
    6 تشرين...حرب الغفران ولعنة الانتصار!! Hpcmn
    نتائج حرب تشرين التحريرية :
    كما يقول المثل العربي الدارج : «الأمور بخواتيمها»، فقد اختتمت حرب تشرين المجيدة على جملةٍ من الأمور في غاية الأهمية، نوردها تلخيصاً تجنباً للإطالة:
    - حرب تشرين حققت أكبر مفاجأة استراتيجية عرفها العصر الحديث، لأن النجاح في تحقيقها بوجود مئات أقمار التجسس التي تسبح في الفضاء، ينم عن قدرة غير عادية على تنفيذ إجراءات الإخفاء والتمويه على المستوى الاستراتيجي.
    -  سقوط نظرية الحدود الآمنة التي تبناها القادة الصهاينة حجة للتمسك بقناة السويس وهضبة الجولان.
    - إثبات أن الجندي العربي لا يقل - إن لم يتفوق – على الجندي الصهيوني، فالجندي العربي لم يقاتل أبداً في ظل تفوق جوي عربي، على عكس الجندي الصهيوني الذي لا يستطيع القتال إلا تحت مظلة مضمونة من التفوق الجوي.
    - سقوط أسطورة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم».
    - انتهاء عصر الحروب الخاطفة، التي كانت تقوم على تعاون ثنائي الطائرة والدبابة، وأمكن أول مرة فصل الدبابات عن الطائرات بوساطة منظومات الدفاع الجوي المتطورة، وإن النجاح في شن حرب استنزاف طويلة، أسقط خيارات الحرب الخاطفة.
    - رفعت معنويات الجنود العرب، وهزت بعنف ثقة الجنود الصهاينة بأنفسهم وقيادتهم التي شكلت لمحاسبتها لجنة تحقيق خاصة.
    - تنفيذ العرب للمبادرة الاستراتيجية في حرب شاملة أول مرة في تاريخهم الحديث.
    - إنزال خسائر فادحة بطائرات العدو ودباباته وجنوده على الجبهتين السورية والمصرية.
    - إسقاط نظرية الاعتماد على الذات التي حاول الصهاينة ترسيخها عسكرياً على الأقل.
    والأمر الأخير الذي أسس لما بعده هو سقوط نظرية الردع الصهيوني، فقد تحدت سورية ومصر هذه الأسطورة، فأسقطتها في حرب تشرين التحريرية. إن سقوط هذه النظرية رسخ الإيمان بإمكانية تحديها، وهذا ما حصل في جنوب لبنان حين تحدت المقاومة اللبنانية ذاك الوهم، وشنت هجماتها المتكررة على الأهداف الصهيونية في الجنوب، حتى وصل الموقف الصهيوني إلى حد الانهيار، فاندحرت القوات الصهيونية تاركة أرض لبنان لأصحابها اللبنانيين عام 2000.
    وتكرر الشيء ذاته عندما أجبرت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة جيش الاحتلال الصهيوني على الانسحاب بلا قيد ولا شرط من القطاع.
    وما أكد سقوط نظرية الردع، هو صمود مقاتلي المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان عام 2006 ومن ثم انتصارها المؤزر والذي أحبط عدواناً صهيونياً معززاً بكل وسائل القتل والدمار. فقد عجزت كل ترسانة الحرب الصهيونية عن منع  رجال المقاومة عن قصف مدن ومستوطنات الاحتلال في العمق التكتيكي والعملياتي والاستراتيجي، الأمر الذي غدا يهدد الأماكن الحيوية في قلب الكيان الصهيوني.
    6 تشرين...حرب الغفران ولعنة الانتصار!! I7xzj
    هذه بعض مآثر حرب تشرين التحريرية المجيدة، التي كانت نقطة الانعطاف بين حقبة الهزائم، وفجر الانتصار. لقد أصيب العدو الصهيوني وحلفاؤه بالهلع، وهم يرون الهزائم تتلاحق بالجيش الذي ظنوه لا يهزم. وعندما يقصد المهتم تحري أسباب أفول قوة الردع الصهيونية، وإلحاق الهزائم المتتالية بالجيش الصهيوني، سيجد بلا عناء أن سورية المجد تقف وراء كل ذلك، لذا كان استهداف سورية بحرب عالمية لا هوادة فيها، أثقلت كاهل الوطن والمواطن بنزيف دموي مرهق، وتخريب مادي آثم.
    إن الحقيقة التي غابت عن أذهان الأعداء والمتآمرين وأدواتهم الرخيصة، هي أنهم يواجهون الجيش الذي قاتل الصهاينة في تشرين التحرير ونال منهم، إنه جيش سورية الإباء، وشعبها العظيم، جيش الوحدة الوطنية والكرامة القومية، جيش القائد الخالد حافظ الأسد، الذي رعاه بريف العين وشغاف القلب، والذي أكمل مسيرة بنائه الرئيس الصامد بشار الأسد.
    وليعلم من يراهن على سقوط سورية، أن سورية عصية وأقوى من السقوط، وهاهي بيادق اللعبة القذرة آخذة في التهاوي تباعاً، وستستمر في تهاويها من درك لآخر، حتى يدرك الجميع، أن سورية عصية حقاً، ولا خبز لهم في أرضها الأبية.

    إذاً أصدقائي..في تشرين ١٩٧٣حققنا نصر ساحق وسحبت الميلشيات الصهيونية اذيال الهزيمة وراءها هذا بفضل سواعد جنودنا البواسل وصمود وصدق الدفاع عن ارض الوطن ..في تشرين ٢٠١٣ ماذا نحتاج لنحقق ذلك الانتصار ونعيد الى الاذهان العالمية والعربية قوة وعقيدة الجندي العربي السوري وصرخة خبطة قدمكم عالارض هدارة التي يرتعش الجسد عند سماعها .السؤال برسم الأصدقاء وأتمنى من الجميع المشاركة...

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 12:56 pm