"جدبناها" الأسبوع الماضي, وقلنا إننا من أكثر الشعوب سعادة بشهادة موثقة من قاعدة بيانات عالمية, ومن يومها وأنا شخصيا أتأرجح مابين "سعدان" جدا و "سعدان" للغاية, وذلك بحسب المواصفات القياسية للسعادة.
بصراحة, طلعت من أنوفنا السعادة, حتى أمطار الأسبوع الفائت هطلت على سعادة, وفاضت الريكارات والشوارع بالسعادة, وطافت الأقبية, وغرق الناس والسيارات بالوحل والسعادة, وتكدست المستودعات بالسعادة, وصارت السعادة توزع مجانا على المنازل وإشارات المرور, وتعرقلت حركة السير, وتضاعفت مخالفات حمولات السعادة, واستنفرت مراكز الاطفاء والاسعاف لمواجهة براكين وزلازل السعادة التي إنفجرت فجأة من فوق, ومن تحت. وفي وجوه السادة المواطنين !!.
لا يجوز هدر السعادة.. ياأخي صدروها أو أمموها على اعتبار أنها ثروة وظنية, علبوها.. لماذا لا تعلبوها,اكبسوها وخللوها.. مخلل سعادة, استثمروها في السياحة.. سياحة الاستشفاء بالسعادة حيث نستقبل السياح تعساء ثم نودعهم والدموع تملأ وجوهم من فرط السعادة, وزعوها كمساعدات عينية للدول والشعوب الكئيبة.. حرام هؤلاء فقراء بالسعادة نكسب ثوابهم, قايضوها.. برميل نفط مقابل برميل سعادة, حولوها الى وقود حيوي أو طاقة بديلة, وعندئذ نحصل على مواطن نموذجي بالتوفير ويساوي 500 كم على الأقل بكل تنكة سعادة أسوة بالمازوت فتختفي المادة تلقائيا وللأبد من الأسواق, حددوا أسسا وشروطا لتعاطيها ثم عدوا ليالي وأياما.. وأعطونا عمرا للحصول عليها!!.
"تنبيه": كل مستهلك يتعاطى السعادة بجرعات زائدة, يعاقب بتهمة الاتجار غير المشروع بالصنف, ودوروها.
كاتب المقالة الصحفي إياد عيسى.
لا يوجد حالياً أي تعليق