"وادي الذئاب" مسلسل تركي أثار أزمة دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب |
أعلنت الشركة التركية المنتجة لمسلسل "وادي الذئاب"
الذي أثار أزمة دبلوماسية حادة بين تركيا وإسرائيل، عزمَها إنتاج جزءٍ
ثانٍ من العمل يحمل عنوان "وادي الذئاب / فلسطين"، وذلك بهدف فضح ممارسات
قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه فلسطين، وغزة على وجه الخصوص.
ويصور المسلسل -في إحدى حلقاته- اليهودَ على أنهم خاطفو أطفال ومرتكبو جرائم حرب، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين.
يأتي
ذلك في الوقت الذي رد فيه بهادر أوزدران -أحد مؤلفي المسلسل التركي- على
الغضب الإسرائيلي بالقول: "إذا كانوا قد انزعجوا من مشهد استمر دقيقة ونصف
وأبدوا كل هذا الغضب؛ إذن سوف نقدم حلقة كاملة، تصل مدتها ساعة ونصف عن
فلسطين، وسنرى آنذاك كيف ستكون ردة فعلهم".
وتابع الكاتب
التركي، في مقابلة مع برنامج "الجريدة الحية" على قناة NTV التركية: "سوف
نستمر في كشف الحقيقة، ونفضح أخطاءهم، كما أن شركة الإنتاج بدأت في تجهيز
سيناريو حلقة خاصة عن الوضع في فلسطين".
وأوضح أوزدران أن
المسلسل عرض لبعض الجرائم الإرهابية التي وقعت في تركيا من جانب أمريكا
وإسرائيل، ولهذا السبب خطف ابن صديق بطل المسلسل "عالمدار" وكانت مفاجأة
الحلقة عملية الخطف من قبل الإسرائيليين، وأُنقذ البطل "عالمدار"، واسترجع
الطفل من أيديهم، فهذا هو ملخص الحلقة التي أزعجت الإسرائيليين".
غير
أن الكاتب التركي اعترف أنه كان يتوقع رد الفعل العنيف من إسرائيل؛ لأن
إسرائيل تعرف كيف تدير الأزمات جيدا، وفي هذا النوع من الأزمات لن تبقى
غير مبالية.
وأوضح أنه في السابق كان هناك موقف مشابه عقب عرض
حلقة "وادي الذئاب/العراق" بسبب مشهد اتهام طبيب يهودي بتهريبه عضوا
بشريا، وكانت ردة الفعل أنه من المستحيل أن يقوم هذا الطبيب بالتهريب
لمجرد كونه يهوديا، وتعرضنا لهجوم عنيف.
وأضاف الكاتب التركي أنه
قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، حصلت في إسرائيل عملية كبيرة في تجارة الأعضاء،
وتم الكشف عنها على يد صحفي سويدي يدعى دونالد بوستروم، وكتب في صحيفة
أفتونبلاديت السويديّة الشعبيّة واسعة الانتشار يفضح قيام إسرائيل بنزع
أعضاء بشرية من شهداء فلسطينيين، وقد تبين فعلا أنهم يقومون بهذا النوع من
التجارة.
وعاد أوزدران ليتطرق إلى الأزمة الدبلوماسية التي وقعت
بين بلاده وإسرائيل بسبب المسلسل، وقال: نحن لم ندخل جرائم الإسرائيليين
في مضمون المسلسل، ولكن عندما رأينا المشهد قلنا إنه لم يكن كافيا، وفكرنا
في عرض الدراما الإنسانية في غزة لطرحها للرأي العام العالمي.
وردا
على سؤال حول مدى شعوره بالمسؤولية عن الأزمة، أوضح: مثلما تهمنا كل
القضايا التركية، فبالطبع تهمنا أيضا قضية فلسطين، علينا أن نعرف قوتنا
كدولة حتى تتغير أقدام الدبلوماسية، وأعتقد أننا سنكون نحن من يجلس على
مقعد أعلى. في إشارة إلى إجبار نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السفير
التركي بتل أبيب على الجلوس على مقعد منخفض، مقارنة بالمقعد الذي جلس عليه
للتقليل من شأنه وشأن بلاده.
وكان المسلسل التركي قد عرض لحوار
بين رجل إسرائيلي وشاب تركي داخل السفارة الإسرائيلية في أنقرة؛ حيث وجه
تحذيرا له لوجوده بشكل مخالف للقانون داخل السفارة، قائلا: "انتبه أنت
ترتكب جريمة بالتواجد على أراضٍ أجنبية دون إذن". فرد الشاب التركي "ليس
أنتم فقط من يرتكب جرائم قتل".
يذكر أن إسرائيل انتقدت تركيا
لبثها مسلسل "وادي الذئاب" الذي يصور اليهود على أنهم خاطفو أطفال ومرتكبو
جرائم حرب، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين.
وهذه هي المرة
الثانية التي تحتج فيها تل أبيب على مسلسل تركي؛ إذ نشبت أزمة في
أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما عرض التلفزيون التركي مسلسلا يحمل اسم
(الوداع)، وتظهر فيه مشاهد لجنود إسرائيليين وهم يعدمون مدنيين فلسطينيين
معصوبي العينين خلال الهجوم على غزة.