بعد الفيديو كليب والإعلانات العربية، ها هم نجوم المسلسلات التركية يغزون الدراما السورية. أول الغيث مع الممثلة توبا بوكيستون التي سنشاهدها في الجزء الثاني من «أهل الراية»
عندما قامت شركات الإنتاج السوريّة بدبلجة المسلسلات التركية إلى اللهجة السورية لم تكن تتوقع حجم النجاح الذي ستحققه هذه الأعمال. كما أنّ الممثلين الأتراك أنفسهم، لم يتخيّلوا حجم العروض التي ستنهال عليهم لتمثيل إعلانات وفيديو كليبات في العالم العربي. وقد افتتحت المغنية اللبنانية رولا سعد هذه الموجة، من خلال تصويرها كليب أغنيتها «نَوْياهالو» إلى جانب مهنّد بطل مسلسل «نور». ثمّ عادت الأردنية ديانا كرازون واختارت أسمر بطل مسلسل «أسمر» ليصوّر معها كليب أغنية «جرح».
ويبدو أنّ كرازون فهمت جيداً حجم شعبية أسمر، وخصوصاً أن صوره انتشرت في شوارع دمشق، بالتزامن مع نجاح مسلسله.
هكذا، استيقظ الممثلون الأتراك ليجدوا أنفسهم فجأة، نجوماً تتلألأ في سماء العالم العربي، وبات مجرّد ذكر أسمائهم يحرّك الركود المسيطر على المجتمعات العربية. ورغم هذا النجاح الكبير، نسيَ الجمهور أن الفضل الأول كان للممثلين السوريين الذين ردّدوا عبثاً في الإعلام أنهم هم من صنعوا المجد للممثلين الأتراك... وأَضْفوا بأصواتهم أحاسيس عميقة على الشخصيات التي دبلجوها، وأنقذوا القدرات المتواضعة للممثلين الأتراك وكانوا السبب في تحقيق النجاح لتلك الأعمال.
لكن هذه النداءات لم تلق صدى يذكر في الشارع، وها هم صنّاع المسلسل السوري «أهل الراية» يعدّون العدّة للاستعانة بممثلين أتراك، يؤدون بعض الأدوار في الجزء الثاني من العمل الشهير. إذ إنّ المخرج السوري سيف الدين السبيعي ينوي التعاون مع ممثلين أتراك، في مسلسله الشامي «أهل الراية» الذي يتولى إخراج جزئه الثاني، (كتابة أحمد حامد)، ليكون السبيعي خليفة المخرج علاء الدين كوكش الذي أخرج الجزء الأول من العمل.
وقد انتشرت أخبار عن أن السبيعي يرغب في التعاون مع الممثلة توبا بوكيستون المعروفة في الوطن العربي باسم «لميس» والممثِّل ساروهان هانيل المعروف عربياً باسم «أسمر».
وخرج المخرج السوري ليعلن جدية هذا الموضوع، مبرراً ذلك بالقول إنّ نص الجزء الثاني يحتوي على شخصيات تركية. وقد فضّل أن يستقدم ممثلين أتراكاً يتحدثون لغتهم الأصلية ليمنحوا الحدث بعداً واقعياً. من هنا، كانت فكرة التعاون مع ممثلين حقق لهم الدوبلاج شهرة طائلة، وهو ما يرفع شعبية العمل الشامي، ويستفيد من شعبية النجوم الأتراك ما دامت شهرتهم هي صناعة سوريّة!
رشا بو سعد المديرة التنفيذية لشركة «سوريا الدولية» المنتجة لـ«أهل الراية»، صرّحت لـ«الأخبار» بأنّ المخرج كان وراء الاستعانة بممثلين أتراك في العمل «إلا أن الشركة أيّدت الفكرة وتمسكت بها، وسرعان ما بدأنا التفاوض مع الممثلة التركية توبا بوكيستون ـــــ لميس، وهي الممثلة الوحيدة المشهورة عربياً بين الممثلين الذين سنتعاون معهم».
ونفت بو سعد أن تكون هناك أي نية للاتصال أو التعاون مع ساروهان هانيل (أسمر).
وأضافت أن النص يحتوي على ثلاث شخصيات تركية، «سيتم الاتفاق مع توبا، ثم مع ممثلَين يقومان بدور أبوَيها، وليس ضرورياً أن يكونا معروفين عربياً».
من جهة ثانية، كشف مصدر آخر من شركة «سوريا الدولية» أن الممثلة التركية أعربت في البداية عن أسفها لارتباطها بمجموعة من الأعمال في بلدها تركيا، وعدم قدرتها على العمل في سوريا، ثم عادت لتغيّر رأيها وتفكر جدياً بقبول فرصة العمل في الدراما السورية. وجاء ذلك بعدما ترجمت الشركة المنتجة نص المسلسل الشامي، وأرسلت للنجمة التركية حلقات عدة. هكذا قرأت توبا النص ومجموعة من الحلقات ثم أرجأت الموضوع لكي يحسم في الأيام القليلة القادمة.
وفي حال موافقة النجمة التركية على العمل في المسلسل، ستجسّد دورها بلغتها الأم وستترجم حواراتها إلى العربية، لأنه سيكون صعباً تلقينها العربية في فترة وجيزة.
هكذا تضع الدراما السورية قدمها على منعطف جديد، تحاول فيه اقتناص أي فرصة لتحقيق الانتشار الواسع والجماهيرية الكبيرة، ولو كان الثمن الاستنجاد بالنجوم الأتراك الذين صنعت شهرتهم. وربما سيكون الرد على أي انتقاد جاهزاً عند صنّاع الدراما السورية. ففي وقت كان فيه المراقبون ينتقدون الممثِّلين السوريين الذين يقصدون مصر للعمل، خرجت أصوات العاملين في الدراما لتؤكّد أنّه لا وجود لدراما سورية وأخرى مصرية، بل يجب الحديث عن دراما عربية. لكن مع دخول الأتراك على الخط، ربما بات علينا تسمية الدراما السورية بدراما... شرق أوسطية.
أجر خيالي
كان مفترضاً أن تحسم توبا بوكيستون أمس موضوع مشاركتها في الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية»، لكنها أجّلت بتّ المسألة لبضعة أيام، حتى تتأكد من إمكان التنسيق مع أعمال تركية اتفقت على أداء أدوار فيها. وعلى الرغم من أن مشاهد الممثلة التركية لا تتجاوز 51 مشهداً في المسلسل السوري، أي أنها ستجسّد دوراً ثانوياً، إلا أن الشركة المنتجة تتوقع أن تطلب توبا أجراً يزيد على الرقم الذي يطلبه النجوم السوريون (لا يزيد على 23 ألف دولار أميركي). ومن الممكن أن يصل أجر الممثلة التركية إلى 100 ألف دولار أميركي، لتقف أمام السلطان أبو الحسن الذي سيجسّد دوره النجم السوري عباس النوري.
عندما قامت شركات الإنتاج السوريّة بدبلجة المسلسلات التركية إلى اللهجة السورية لم تكن تتوقع حجم النجاح الذي ستحققه هذه الأعمال. كما أنّ الممثلين الأتراك أنفسهم، لم يتخيّلوا حجم العروض التي ستنهال عليهم لتمثيل إعلانات وفيديو كليبات في العالم العربي. وقد افتتحت المغنية اللبنانية رولا سعد هذه الموجة، من خلال تصويرها كليب أغنيتها «نَوْياهالو» إلى جانب مهنّد بطل مسلسل «نور». ثمّ عادت الأردنية ديانا كرازون واختارت أسمر بطل مسلسل «أسمر» ليصوّر معها كليب أغنية «جرح».
ويبدو أنّ كرازون فهمت جيداً حجم شعبية أسمر، وخصوصاً أن صوره انتشرت في شوارع دمشق، بالتزامن مع نجاح مسلسله.
هكذا، استيقظ الممثلون الأتراك ليجدوا أنفسهم فجأة، نجوماً تتلألأ في سماء العالم العربي، وبات مجرّد ذكر أسمائهم يحرّك الركود المسيطر على المجتمعات العربية. ورغم هذا النجاح الكبير، نسيَ الجمهور أن الفضل الأول كان للممثلين السوريين الذين ردّدوا عبثاً في الإعلام أنهم هم من صنعوا المجد للممثلين الأتراك... وأَضْفوا بأصواتهم أحاسيس عميقة على الشخصيات التي دبلجوها، وأنقذوا القدرات المتواضعة للممثلين الأتراك وكانوا السبب في تحقيق النجاح لتلك الأعمال.
لكن هذه النداءات لم تلق صدى يذكر في الشارع، وها هم صنّاع المسلسل السوري «أهل الراية» يعدّون العدّة للاستعانة بممثلين أتراك، يؤدون بعض الأدوار في الجزء الثاني من العمل الشهير. إذ إنّ المخرج السوري سيف الدين السبيعي ينوي التعاون مع ممثلين أتراك، في مسلسله الشامي «أهل الراية» الذي يتولى إخراج جزئه الثاني، (كتابة أحمد حامد)، ليكون السبيعي خليفة المخرج علاء الدين كوكش الذي أخرج الجزء الأول من العمل.
وقد انتشرت أخبار عن أن السبيعي يرغب في التعاون مع الممثلة توبا بوكيستون المعروفة في الوطن العربي باسم «لميس» والممثِّل ساروهان هانيل المعروف عربياً باسم «أسمر».
وخرج المخرج السوري ليعلن جدية هذا الموضوع، مبرراً ذلك بالقول إنّ نص الجزء الثاني يحتوي على شخصيات تركية. وقد فضّل أن يستقدم ممثلين أتراكاً يتحدثون لغتهم الأصلية ليمنحوا الحدث بعداً واقعياً. من هنا، كانت فكرة التعاون مع ممثلين حقق لهم الدوبلاج شهرة طائلة، وهو ما يرفع شعبية العمل الشامي، ويستفيد من شعبية النجوم الأتراك ما دامت شهرتهم هي صناعة سوريّة!
رشا بو سعد المديرة التنفيذية لشركة «سوريا الدولية» المنتجة لـ«أهل الراية»، صرّحت لـ«الأخبار» بأنّ المخرج كان وراء الاستعانة بممثلين أتراك في العمل «إلا أن الشركة أيّدت الفكرة وتمسكت بها، وسرعان ما بدأنا التفاوض مع الممثلة التركية توبا بوكيستون ـــــ لميس، وهي الممثلة الوحيدة المشهورة عربياً بين الممثلين الذين سنتعاون معهم».
ونفت بو سعد أن تكون هناك أي نية للاتصال أو التعاون مع ساروهان هانيل (أسمر).
وأضافت أن النص يحتوي على ثلاث شخصيات تركية، «سيتم الاتفاق مع توبا، ثم مع ممثلَين يقومان بدور أبوَيها، وليس ضرورياً أن يكونا معروفين عربياً».
من جهة ثانية، كشف مصدر آخر من شركة «سوريا الدولية» أن الممثلة التركية أعربت في البداية عن أسفها لارتباطها بمجموعة من الأعمال في بلدها تركيا، وعدم قدرتها على العمل في سوريا، ثم عادت لتغيّر رأيها وتفكر جدياً بقبول فرصة العمل في الدراما السورية. وجاء ذلك بعدما ترجمت الشركة المنتجة نص المسلسل الشامي، وأرسلت للنجمة التركية حلقات عدة. هكذا قرأت توبا النص ومجموعة من الحلقات ثم أرجأت الموضوع لكي يحسم في الأيام القليلة القادمة.
وفي حال موافقة النجمة التركية على العمل في المسلسل، ستجسّد دورها بلغتها الأم وستترجم حواراتها إلى العربية، لأنه سيكون صعباً تلقينها العربية في فترة وجيزة.
هكذا تضع الدراما السورية قدمها على منعطف جديد، تحاول فيه اقتناص أي فرصة لتحقيق الانتشار الواسع والجماهيرية الكبيرة، ولو كان الثمن الاستنجاد بالنجوم الأتراك الذين صنعت شهرتهم. وربما سيكون الرد على أي انتقاد جاهزاً عند صنّاع الدراما السورية. ففي وقت كان فيه المراقبون ينتقدون الممثِّلين السوريين الذين يقصدون مصر للعمل، خرجت أصوات العاملين في الدراما لتؤكّد أنّه لا وجود لدراما سورية وأخرى مصرية، بل يجب الحديث عن دراما عربية. لكن مع دخول الأتراك على الخط، ربما بات علينا تسمية الدراما السورية بدراما... شرق أوسطية.
أجر خيالي
كان مفترضاً أن تحسم توبا بوكيستون أمس موضوع مشاركتها في الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية»، لكنها أجّلت بتّ المسألة لبضعة أيام، حتى تتأكد من إمكان التنسيق مع أعمال تركية اتفقت على أداء أدوار فيها. وعلى الرغم من أن مشاهد الممثلة التركية لا تتجاوز 51 مشهداً في المسلسل السوري، أي أنها ستجسّد دوراً ثانوياً، إلا أن الشركة المنتجة تتوقع أن تطلب توبا أجراً يزيد على الرقم الذي يطلبه النجوم السوريون (لا يزيد على 23 ألف دولار أميركي). ومن الممكن أن يصل أجر الممثلة التركية إلى 100 ألف دولار أميركي، لتقف أمام السلطان أبو الحسن الذي سيجسّد دوره النجم السوري عباس النوري.