كشفت أنباء ألمانية أن معهد "فراونهوفر" لفيزياء الذبذبات العالية في بون طور ماسحاً ضوئياً جديداً لمراقبة الأشخاص عن بعد.
وبحسب المعهد فإن طريقة عمل الجهاز تشبه عمل كاميرا الفيديو، أي أنه يمكن
تركيبه مثلاً في سقف أحد المطارات ويلتقط صوراً لصالة المغادرين
والموجودين فيها، بحيث يمكن عند الضرورة تقريب العدسة لتكبير صور أشخاص
معينين بين جموع الناس أو لتصوير تجمع ما.
أما الفرق بينهما فهو أن كاميرا الماسح الضوئي ليست مجهزة بأجهزة استشعار
بصرية، وإنما تلتقط الموجات الكهرومغناطيسية كتلك التي تنبعث عن جسم
الإنسان، وفقاً لما ذكره موقع "دويتشه فيله" الألماني.
وقد طور الباحث هيلموت إسِن، من معهد فراونهوفر المختص بفيزياء التردد
العالي في بون، جهازاً يستطيع التقاط هذه الإشعاعات الصادرة عن جسم
الإنسان وتقييمها.
وأوضح إسن أنه يمكن التقاط هذه الإشعاعات أثناء حركة الأشخاص ومن مسافات
مختلفة قد تصل إلى عشرين أو خمسين متراً، وعندما يلاحظ المراقب قدوم شخص
يبدو "شريراً" يوجه عدسة الكاميرا عليه لتقريب صورته ومراقبته بشكل دقيق
ذلك أن "الابتكار الجديد يمكننا من فحص الشخص من على بعد."
وكشف إسن عن ميزات الابتكار الجديد ، مشيراً إلى أنه بدونه يصبح من
الضروري فحص الشخص المشتبه به عن طريق لمس جسمه وعندما يتم الاقتراب منه
"ربما يكون الأوان قد فات."
ولدى توجيه كاميرا الماسح الضوئي الجديد على الأشخاص تظهر ملامحهم
الإطارية على الشاشة كأشكال سوداء، ويمكن تمييز حركات الوجه، إلا أنه لا
يمكن رؤية الجسم عارياً ولا الأعضاء الجنسية، وفقاً لدويتشه فيله.
ووفقاً للباحث دينيس نوته، الذي ساهم في تطوير الجهاز، فإنه يمكن للجهاز
تمييز أشياء عديدة بوضوح ، مشيراً إلى أن الخبرة تساعد على تمييز نوع
الجاكيت الذي يرتديه الشخص ومكان السحاب الذي يبرز كمعدن، ويمكن أيضاً
رؤية الأشياء المحظورة مثل المسدس الموضوع في الجيب.
وأضاف نوته أن الجهاز يمكنه تمييز وجود حزام متفجرات بوضوح، فهو يبرز
أمام الجسم، أي "بصرف النظر عن نوعية الألبسة التي يرتديها الشخص فوق
الحزام نتمكن من اكتشاف ذلك بواسطة الماسح الضوئي الجديد."
تقنية الماسح الضوئي الجديد بسيطة نسبياً، فالجهاز يلتقط الموجات الكهرومغناطيسية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
ومثلما يحدث بالنسبة إلى الضوء، يعكس جسم الإنسان الموجات الكهرومغناطيسية
المنبعثة عنه، وهذه يمكن رصدها بالكاميرا، وإذا كان الشخص يحمل سلاحا
يشكل هذا السلاح ظلاً مكان وجوده.
وفي هذا المكان بالذات لا تستطيع الموجات الكهرومغناطيسية أو الأشعة
الحرارية أن تخترق الجسم، فيتعرف الجهاز إلى وجود مكان السلاح ، ويمكن
عملياً استخدام الماسح الضوئي للجسم في كل مكان يتعين فيه مراقبة مجموعات
بشرية كبيرة أي في المطارات ومحطات القطار وملاعب كرة القدم والاستعراضات
في الشوارع العامة.
و تكمن الميزة الكبيرة للماسح الضوئي الجديد في إمكانية استخدامه عن بعد
كبير و يمكن الجمع بينه وبين الماسح الضوئي "السلبي" المتوفر حاليا ، كما
يقول هلموت إسن الذي طلع بابتكار جديد على صعيد المسح الضوئي للجسم عن
قرب على عكس ما يحدث لدى استخدام أجهزة المسح الضوئي المتوفرة حالياُ.
"نعتمد في عملنا على عنصر رادار واحد فقط، وهذه الطريقة أقل تكلفة" وفي
حال الاستعانة بالماسح الضوئي "السلبي" من أجل الحصول على صورة جيدة
والاستفادة من المعلومات المتوفرة فيها أحصل على نفس النتيجة بتكاليف أقل
لأنني لا أستعين سوى بعنصر رادار واحد " .
وبهذه الطريقة كما يشرح الباحث هلموت إسن، يمكن أحياناً الحصول على قدر
أكبر من المعلومات. وعلاوة على ذلك يتم العمل " بشكل أكثر مرونة وأكثر
خفية" لأن هذه الأجهزة يمكن تركيبها بشكل مستتر خلف السقوف والجدران
واستخدمها دون أن يلاحظ المسافرون ذلك.