الرئيسية
احتفلت
الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بترؤس إسبانيا للاتحاد الأوروبي، وذلك
عبر أمسية موسيقية بقيادة الإسباني "إدمون كولومير" في قاعة الأوبرا بدار
الأسد للثقافة والفنون.
جاء برنامج الحفل على جزأين، تضمن الأول مقطوعة "الموسيقى الليلية
لشوارع مدريد" للويجي بوكريني، والتي امتازت بقدرتها على إعطائنا لوحة
موسيقية لافتة وملأى بالحياة، تتناغم فيها أصوات أجراس الكنائس وطبول
الجنود والمغنين.
كما
قدمت مقطوعة "المتتالية الإسبانية" لإسحاق ألبنيز، التي تمثل كل حركة فيها
منطقة معينة في إسبانيا "أستورياس، قرطبة، قادس،كستيليا" وفيها تركيز على
عناصر الرقص، وتركيبها المختلف لنماذج الموسيقا، إضافة إلى معزوفة
"الربسودية السيمفونية" لخواكين تورينا بعزف منفرد على البيانو "لألبرت
غينوفار" وهذه المقطوعة مؤلفة عام 1933، وتتميز بقدرتها على إثارة الحواس
والعواطف.
أما الجزء الثاني فتضمن معزوفة "الطريق إلى دمشق" لخوزيه باديا التي
كتبها إثر زيارته إلى مدينة الفيحاء، بعد أن أشعرته أنه في مدينة مسحورة
من مدن ألف ليلة وليلة، وقدمت هذه المقطوعة التي تدمج روح الأندلس بالروح
الشرقية عبر أصوات المؤذنين، وحفيف أشجار النخيل ومجالس القصور، بمشاركة
مغنية السوبرانو "ماريا لويزا مونتادا".
وعزفت الفرقة السيمفونية أيضاً مقطوعة "خمسة أغانٍ للزنوج" "لخافيير
مونتسالفاتجيه" التي أنجزها عام 1945 بدينامية القرن العشرين وانتقائيته
العالية، عبر استعارات من موسيقا الجاز والفلامينكو، والتركيز على الجانب
الفلكلوري والعاطفي، إضافة إلى مختارات من المتتالية الأولى والثانية
"لكارمن" "جورج بيزيه" والتي تعتبر من أكثر المؤلفات الأوبرالية تفضيلاً
عند الناس.
وقال "خوان سرات" سفير إسبانيا في "دمشق": «من الجميل أن تحتفل سورية
بتسلم إسبانيا لرئاسة الاتحاد الأوروبي من خلال هذا التعاون الجميل بين
الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وقائد الأوركسترا "كولومير"».
بدوره هنأ الدكتور "محسن بلال" وزير الإعلام إسبانيا البلد الصديق على
ترؤسها للاتحاد الأوروبي بدوله السبعة والعشرين، متمنياً لها النجاح في
مهامها، وأضاف: «نفتخر بأداء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية لما يقدمه
أفرادها من إبداعات موسيقية على مستوى عالمي رفيع».أما
"ميساك باغبودريان" قائد الفرقة السيمفونية الوطنية فقال: «استمتعت كثيراً
بهذه الأمسية خاصة أنه من المهم أن أرى وجهة نظر أخرى بمقطوعة "كارمن" على
وجه الخصوص، سيما أن الفرقة السيمفونية الوطنية سبق أن قدمتها أكثر من مرة
وهذا يعطي مرونة لعازفي الفرقة، وأفكاراً جديدة للموسيقيين من خلال التنوع
بالأداء».
من جانبها رأت "سوسن الحمصي" من الحضور أن تقديم أعمال ستة مؤلفين في
أمسية واحدة، وبعضهم من الأسماء الجديدة عليها شيء جميل جداً، سيما أن
الاختيارات كانت تحتفظ بمناخاتها الفريدة ضمن السياق العام للأمسية الذي
تميز بدمجه بين موسيقا الأندلس وموسيقا الشرق العربي.
ومن الحضور أيضاً قال "زاهر عز الدين": «لم أستغرب جودة أداء الفرقة
السيمفونية الوطنية، لكن الجميل أكثر هو انسجامهم مع قادة أوركسترا
مختلفين في رؤيتهم الفنية، وفي تعاطيهم مع مقطوعات لها سمعتها العالمية».
بينما شعرت المهتمة بالموسيقا "سوزان النعيمي" أن عازف البيانو كان
أكثر من ممتاز كما أن مغنية السوبرانوا "ماريا" تمتلك حنجرة خلابة وقالت:
«شعرت أنني أسبح في فضاءات من الجمال أثناء هذه الأمسية، وأتمنى أن تتكرر
الأمسية مرة أخرى، لأنني سأكون من أول الحاضرين».
تشكلت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية كضرورة وطنية ثقافية وطبيعية
بعد إحداث المعهد العالي للموسيقا الذي بدأ يرفدها بالكوادر اللازمة
لتأسيسها وذلك في العام 1993.تتألف
الفرقة السيمفونية الوطنية السورية من خريجي وأساتذة المعهد العالي
للموسيقا إضافة إلى بعض الخبراء الأجانب. مثلت سورية في الكثير من المحافل
والمهرجانات العربية والدولية واستطاعت أن تبرز وجه سورية الحضاري في كل
من: لبنان - الأردن – العراق – الكويت – سلطنة عمان – الإمارات العربية
المتحدة - البحرين – تركيا – إسبانيا – ألمانيا – إيطاليا "جنوى 2004،
مهرجان رافينا" – الولايات المتحدة الأمريكية وكان إحياؤها الحفل في
الولايات المتحدة الأمريكية (قاعة رويس في جامعة UCLA، مركز الفنون في
أورنج كاونتي – لوس أنجلوس حدثاً تاريخياً مهماً حيث نالت الفرقة على
إعجاب الحاضرين ونال قائد الفرقة الأستاذ "صلحي الوادي" شهادة من الكونغرس
الأمريكي ومن مركز الفنون.
حصل بعض أعضاء الفرقة على جوائز عالمية في العزف والغناء نذكر منهم:
"كنان العظمة" "كلارينيت"، "لبانة قنطار وتالار دكرمنجيان" "غناء"، "محمد
حسين عثمان" "بزق".
قامت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بحفل الافتتاح الرسمي لدار
الأسد للثقافة والفنون "دار الأوبرا" في أيار 2004 بقيادة الأستاذ "ميساك
باغبودريان" وذلك بحضور السيد رئيس الجمهورية العربية السورية وحفل افتتاح
دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.
