كغيرها من المحافظات السورية حظيت "طرطوس" بعدد من المنشآت التعليمية الهامة التي توفر لأبنائها فرص التعلم بطريقة نموذجية، وكان منها إنشاء العديد من الكليات المنتشرة في أرجاء المحافظة، والتي تتبع حتى اليوم إدارياً لجامعة "تشرين" في محافظة "اللاذقية".
وتتوزع الكليات المحدثة في أماكن مختلفة ومتباعدة حيث تم اختيار معهد إعداد المدرسين السابق كمقر لكلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية في حين يمثل بناء المدرسة الفندقية سابقاً في شارع "المينا" خلف مديرية الأوقاف مقراً لكلية الاقتصاد الثانية وبناء شركة "تاميكو" الدوائية سابقاً مقراً لكلية الهندسة التقنية.
ويوضح السيد "عدنان إبراهيم" عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع التربية وأبنية التعليم في محافظة "طرطوس" أهمية الإسراع بانجاز مشروع جامعة "طرطوس" الذي يمثل حلماً لأبناء المحافظة، بقوله: «في حال اكتمل انجاز مشروع الجامعة سيجمع شمل الطلاب بفروعهم العلمية المختلفة في مقر واحد يمكنهم من تلقي العلوم العلمية بكافة اختصاصاتها بطريقة أفضل وأكثر يسراً وسهولة».
الطالب يامن
الطالب "يامن زهير إبراهيم" الذي يدرس الترجمة في جامعة "البعث" بمدينة "حمص" أشار إلى أن: «إنشاء الجامعة في "طرطوس" سيخفف عنه وعن زملائه عناء التعب من السفر والتنقل والمصروف المادي الزائد، كما أنه سيتمكن من استثمار كامل وقته في الدراسة وليس للسفر».
ويروي الطالب "يامن" حادثة حصلت معه أدت إلى تأخر ترفعه فصلاً دراسياً سببها الازدحام على وسائل النقل العامة في أيام الامتحانات، إضافة إلى أحد الأعطال التي أصابت سيارة النقل التي كانت تقله من "طرطوس" إلى "حمص"، حيث تأخر خمس دقائق عن موعد امتحان المادة المقررة في الساعة الثانية عشرة صباحاً على الرغم من انطلاقه منذ التاسعة من "طرطوس".
لافتتاح الجامعة ميزة خاصة بمعدلات القبول الجامعي حسب رأي الطالب "يامن" حيث يقول: «عند افتتاح الجامعة في "طرطوس" سيخف الضغط عن جامعتي "تشرين" و"البعث"، وستنخفض معدلات القبول في الفروع كافة وسيتمكن الطالب من التسجيل في الفرع الذي يرغب ليحقق النجاح والتفوق فيه».
الطلاب يامن وونوار وعلي ونبراس
ويقول الطالب "علي موسى": «افتتاح الجامعة يعني تأمين كوادر تدريسية كبيرة تمكنك من متابعة المحاضرة في فترتين زمنيتين متباعدتين، حيث إن لم يستطيع الطالب متابعتها في الساعة العاشرة يتمكن من حضورها في الساعة الواحدة مثلاً، وهذا ما يجعل الطالب مرتاحاً في تحرير وقته، إضافة إلى أن افتتاح الجامعة سيؤمن كافة المرافق الخدمية معها من مطاعم وكافيتريات ومكتبات وساحات ضمن حرم الجامعة، وهذا ما سيؤمن للطالب الأمان والحماية خلال فترة الوقت المستقطع بين المحاضرات».
ويتابع: «افتتاح الجامعة سيؤمن استثمارات ومردودا اقتصاديا للبعض من العاطلين عن العمل في المقاهي والمكتبات وغيرها».
ويوضح الطالب "نبراس سلطان" الذي يدرس الأتمتة الصناعية أهمية افتتاح الجامعة بقوله: «إن افتتاح الجامعة سيوفر فروع واختصاصات جديدة تساعد على تخفيض المعدلات وتسجيل الطالب في الفرع الذي يرغب، لأن لكل جامعة قدرة استيعاب لا يمكن تجاهلها، وهذه القدرة مسؤولة عن تحقيق أو تحطيم الكثير من آمال الطلاب والانتساب إلى الفروع التي يرغبون بها».
ويشير الطالب "نوار علي حسين" المقيم في "دمشق" ومن طلاب كلية "الهندسة التقنية" إلى الوضع السيئ للبناء الحالي للجامعة بقوله: «الكلية صغيرة وغير لائقة كبناء بالكلية، وفي حال اكتمال مشروع بناء الجامعة الجديدة في المحافظة سيتم تأمين قاعات أفضل تليق بطالب العلم، مجهزة بكل الوسائل التعليمية المساعدة، وتكون أوسع تؤمن الجو المريح أثناء الامتحانات».
</SPAN>
الدكتور عدنان وعلى يساره الدكتور بسام عطيه
ولبناء الجامعة أهمية تتعلق حسب رأي الدكتور "بسام عطية" من جامعة "تشرين" بعدد الطلاب الدارسين من "طرطوس" في الجامعات الأخرى حيث يقول: «تتراوح نسبة طلاب "طرطوس" بين ثلاثين وأربعين بالمئة من عدد الطلاب العام في مختلف الجامعات السورية وبالتالي فان افتتاح الجامعة سيخفف الأعباء المادية على الأهل ويقلل خطر الإصابات الصحية جراء السفر، إضافة إلى أنه سيخفف الضغط السكني على الوحدات السكنية لجامعة "تشرين" وغيرها، وأعباء الإيجار خارج الوحدات السكنية، كما أنه سيعيد الكوادر التدريسية إلى المحافظة».
ويضيف: «إن عدد أعضاء الهيئة التدريسية الذين يعملون في جامعة" تشرين" والجامعات الأخرى يغطي الكادر اللازم لافتتاح الجامعة ومن الممكن أن يكون الضعف».
وعن الوضع الحالي للجامعة في"طرطوس" يقول: «يوجد في "طرطوس" ست كليات وعدد طلابها تسعة آلاف، وفيها عدد من المخابر الحديثة المتميزة على مستوى الجامعات الأخرى، وقد تميزت أقسام الكليات المفتتحة في "طرطوس" باختصاصاتها المتميزة والمتنوعة وتختلف عن اختصاصات بقية الكليات في الجامعات الأخرى».
وتمنى الدكتور "عدنان عمران" نائب عميد كلية الهندسة التقنية: «الإسراع في انجاز مشروع الجامعة الذي بدأت مؤسسة الإسكان العسكرية الفرع خمسة في "طرطوس" أعمالها فيه بعد أن توافر المكان المناسب بمساحة واحد وستين هكتاراً واقترح تشكيل لجنة إنجاز خاصة لمتابعة وتسريع العمل في المشروع وتكون مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء مباشرة».
يشار إلى أن مؤسسة الإسكان العسكري الفرع خمسة في "طرطوس" بدأت العمل في موقع الجامعة حيث تتم حالياً أعمال تسوية الموقع العام بكلفة "430" مليون ليرة سورية ومن المتوقع الانتهاء منها خلال سنة ونصف.