في أواخر الخمسينات.. خلال الحرب الأهلية الكورية.. حصل شئ عجيب جدا..
الكوريين قدروا يحولوا عددا هائلا من الأسرى الأمريكيين الى الشيوعية.. و هو نظام معادي للنظام الأمريكي.. حولوا ولاءهم من الولاء للنظام الأمريكي الى الولاء للنظام الشيوعي....
كيف تم ذلك ؟؟بالتعذيب؟؟ بالضغط؟؟
أبدا..
العجيب في الأمر.. ان الموضوع تم بأنهم ببساطة غيروا رؤية الجنود الأمريكيين لأنفسهم.. غيروا معتقداتهم الشخصية عن أنفسهم..
لأن الكوريين كانوا عارفين ان سلوك الإنسان نتيجة طبيعية لمعتقداته عن نفسه..
هو بيتصرف حسب الشخصية اللي هو شايف نفسه فيها..
حلقة مستمرة الدوران.. انا عندي صورة ذاتية.. أو معتقد عن نفسي.. أو الصورة التي أرى بها نفسي.. باترجمها الى سلوك.. و السلوك يطلع يؤكد صورتي الذاتية..حلقة مستمرة..
الكوريون عملوا ايه بالضبط؟؟..اعترضوا دوران تلك الحلقة..
طبعا من الصعب جدا انك تعمل انقلاب في شخصية جنود دربوا على ان لاأحد يقدر يستخرج منهم أي معلومات نهائيا غير اسمهم و رتبتهم فقط.. و لكن الكوريين نجحوا في هذه.. بأنهم عملوه خطوة.. بخطوة..
كانوا بيستدرجوا السجناء لأنهم يقولوا جملة أو جملتين ضد النظام الأمريكي.. أو مع النظام الشيوعي.. جمل بسيطة مش مستفزة..
زي مثلا :
"النظام الأمريكي فيه بعض المشاكل"..
أو
"في الدول الشيوعية..معدل البطالة و الجريمة أقل بكثير من غيرها من الدول"..
و بمجرد ما السجين تطلع منه جمل من هذا النوع .. يسألوه انه يوضح لهم بالتفصيل أسباب للكلام الذي قاله ..أسباب أن الحكومة الأمريكية عندها مشاكل.. أو لأن النظام الشيوعي عنده معدل اقل للبطالة و الجريمة..
و بعدها ينتظروا لما السجين يكون متعب جدا و مرهق و منهار.. و يطلبوا منه يوقع على قائمة الأسباب التي ذكرها..
بعدها بيعملوا مجموعات نقاش للسجناء.. discussion groups.. كل سجين بيقرأ فيها قائمة الأسباب التي ذكرها.. و بيتم اذاعة الحوار هذا و بثه من خلال الراديو لكل الأسرى الأمريكيين.. و لكل القوات الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبية مع ذكر اسم السجين صاحب القائمة..
و هنا تحصل الأزمة..
بهذه يكون السجين ظهر أمام الجميع في صورة الخائن.. و بدأ زملاؤه الأسرى يوبخوه..
انت ماذا عملت؟؟و كيف عملته؟؟
و طبعا هو ليس لديه اجابة.. لأنه مايقدر يقول انهم عذبوه.. لأنه فعلا ماحد عذبه ولا ضغط عليه.. القائمة هو الذي كتبها فعلا.. و هو الذي موقع عليها بكامل ارادته..
فيبدأ هو نفسه يحتار.. ويسأل نفسه.. صحيح .. أنا لماذا عملت هكذا؟؟
أبحاث علم النفس أثبتت ان الإنسان لايستطيع أن يحتمل وجود اختلاف بين صورته الذاتية.. و بين سلوكه.. و هذا الذي حصل مع السجين.. لأنه لايعرف هذه النقطة ..
السجين حس انه لازم يبرر الفعل اللي عمله لأنه حاسس بصراع بين سلوكه..
وبين صورته الذاتية عن نفسه كأمريكي..
فلما بيسأل نفسه.. ياترى الكلام اللي انا قلته حقيقي؟؟ يلاقي انه فعلا حقيقي.. فتبدأ صورته عن نفسه تتغير.. يبدأ يحس انه فعلا من جواه مقتنع و مؤيد للنظام الشيوعي.. وفي نفس الوقت.. كل السجناء زملاؤه بيعاملوه على انه خائن و مؤيد للنظام الشيوعي فبيؤكدوا الصورة هذه في نفسه..
ماذا يحصل؟؟.. تكتمل الحلقة.. صورة ذاتية تؤدي الى السلوك.. و سلوك يؤدي الى صورة ذاتية..
و بالتالي.. يبدأ عشان يحس بالتكامل بين صورته الذاتية الجديدة و تصرفاته.. يسعى لأن يؤكدها عن طريق السلوك.. فيبدأ يتعاون مع النظام الشيوعي ضد النظام الأمريكي بكامل ارادته..اترسخت صورته الذاتية الجديدة و أصبحت حتى غير قابلة للنقاش .
نحن كيف هي صورتنا الذاتية ؟؟ وماهي
الكوريين قدروا يحولوا عددا هائلا من الأسرى الأمريكيين الى الشيوعية.. و هو نظام معادي للنظام الأمريكي.. حولوا ولاءهم من الولاء للنظام الأمريكي الى الولاء للنظام الشيوعي....
كيف تم ذلك ؟؟بالتعذيب؟؟ بالضغط؟؟
أبدا..
العجيب في الأمر.. ان الموضوع تم بأنهم ببساطة غيروا رؤية الجنود الأمريكيين لأنفسهم.. غيروا معتقداتهم الشخصية عن أنفسهم..
لأن الكوريين كانوا عارفين ان سلوك الإنسان نتيجة طبيعية لمعتقداته عن نفسه..
هو بيتصرف حسب الشخصية اللي هو شايف نفسه فيها..
حلقة مستمرة الدوران.. انا عندي صورة ذاتية.. أو معتقد عن نفسي.. أو الصورة التي أرى بها نفسي.. باترجمها الى سلوك.. و السلوك يطلع يؤكد صورتي الذاتية..حلقة مستمرة..
الكوريون عملوا ايه بالضبط؟؟..اعترضوا دوران تلك الحلقة..
طبعا من الصعب جدا انك تعمل انقلاب في شخصية جنود دربوا على ان لاأحد يقدر يستخرج منهم أي معلومات نهائيا غير اسمهم و رتبتهم فقط.. و لكن الكوريين نجحوا في هذه.. بأنهم عملوه خطوة.. بخطوة..
كانوا بيستدرجوا السجناء لأنهم يقولوا جملة أو جملتين ضد النظام الأمريكي.. أو مع النظام الشيوعي.. جمل بسيطة مش مستفزة..
زي مثلا :
"النظام الأمريكي فيه بعض المشاكل"..
أو
"في الدول الشيوعية..معدل البطالة و الجريمة أقل بكثير من غيرها من الدول"..
و بمجرد ما السجين تطلع منه جمل من هذا النوع .. يسألوه انه يوضح لهم بالتفصيل أسباب للكلام الذي قاله ..أسباب أن الحكومة الأمريكية عندها مشاكل.. أو لأن النظام الشيوعي عنده معدل اقل للبطالة و الجريمة..
و بعدها ينتظروا لما السجين يكون متعب جدا و مرهق و منهار.. و يطلبوا منه يوقع على قائمة الأسباب التي ذكرها..
بعدها بيعملوا مجموعات نقاش للسجناء.. discussion groups.. كل سجين بيقرأ فيها قائمة الأسباب التي ذكرها.. و بيتم اذاعة الحوار هذا و بثه من خلال الراديو لكل الأسرى الأمريكيين.. و لكل القوات الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبية مع ذكر اسم السجين صاحب القائمة..
و هنا تحصل الأزمة..
بهذه يكون السجين ظهر أمام الجميع في صورة الخائن.. و بدأ زملاؤه الأسرى يوبخوه..
انت ماذا عملت؟؟و كيف عملته؟؟
و طبعا هو ليس لديه اجابة.. لأنه مايقدر يقول انهم عذبوه.. لأنه فعلا ماحد عذبه ولا ضغط عليه.. القائمة هو الذي كتبها فعلا.. و هو الذي موقع عليها بكامل ارادته..
فيبدأ هو نفسه يحتار.. ويسأل نفسه.. صحيح .. أنا لماذا عملت هكذا؟؟
أبحاث علم النفس أثبتت ان الإنسان لايستطيع أن يحتمل وجود اختلاف بين صورته الذاتية.. و بين سلوكه.. و هذا الذي حصل مع السجين.. لأنه لايعرف هذه النقطة ..
السجين حس انه لازم يبرر الفعل اللي عمله لأنه حاسس بصراع بين سلوكه..
وبين صورته الذاتية عن نفسه كأمريكي..
فلما بيسأل نفسه.. ياترى الكلام اللي انا قلته حقيقي؟؟ يلاقي انه فعلا حقيقي.. فتبدأ صورته عن نفسه تتغير.. يبدأ يحس انه فعلا من جواه مقتنع و مؤيد للنظام الشيوعي.. وفي نفس الوقت.. كل السجناء زملاؤه بيعاملوه على انه خائن و مؤيد للنظام الشيوعي فبيؤكدوا الصورة هذه في نفسه..
ماذا يحصل؟؟.. تكتمل الحلقة.. صورة ذاتية تؤدي الى السلوك.. و سلوك يؤدي الى صورة ذاتية..
و بالتالي.. يبدأ عشان يحس بالتكامل بين صورته الذاتية الجديدة و تصرفاته.. يسعى لأن يؤكدها عن طريق السلوك.. فيبدأ يتعاون مع النظام الشيوعي ضد النظام الأمريكي بكامل ارادته..اترسخت صورته الذاتية الجديدة و أصبحت حتى غير قابلة للنقاش .
نحن كيف هي صورتنا الذاتية ؟؟ وماهي