يوجد
في سوريا 134 مدرسة شرعية، تتبع إدارياً لوزارة الاوقاف، وتتمتع
بالاستقلال المالي، بمعنى ان الدولة هي التي تعين الملاك الاداري في
المدرسة، التي تعتمد في التمويل على جمع التبرعات والمساعدات التي تقدمها
الوزارة إضافة الى بعض المؤسسات والأفراد، الامرالذي يجعل من الصعب
ضبط الاموال الخارجة والداخلة منها وإليها، ما يبقي سلامة التصرف فيها على
ذمة المتصرف، وما تبين لنا من خلال مصادر تحقيقنا أن هناك ذمم واسعة، تدير
تلك الاموال بعلم بعض المسؤولين في الوزارة...
المصيبة
ليست فيما سبق..فرغم ارتباط الفساد المادي بالفساد الاخلاقي وفق تعبيرات
شخصيات على تماس بما يحدث، هناك كارثة أخرى تجول بين فصول إحدى المدارس
الشرعية..القصة تحكي واقع مدرسة يديرها شيوخ وخطباء..المدرسة تقع في بلدة
جيرود شمال شرق العاصمة دمشق..اسمها " ثانوية عمرالفاروق الشرعية "..
ماالذي يحدث هناك؟
الشيخ لطلابه..لا بد ان من كسر" البريز" أدارت به أمه على كرخانات سوريا حتى اتت به :
يقول
الطالب محمد خزنة، ان المدرسة منذ انشائها وحتى تاريخ اليوم لم تخل من
المشاكل، من فصل تعسفي وطلب أولياء الامور دون مبرر، مشيراً انه على أثر
حادثة " شق كرسي في المدرسة" هذا العام طلب منه الموجه (الشيخ فراس)
والمدير( الشيخ حسين) ان يحلف بالمصحف دون وضوء، وعندما رفض ان يحلف
تم فصله لثلاثة أيام ، ويضيف:" بعدها بأيام جاءنا الموجه وسألنا عمن كسر
مفتاح كهرباء أحد الصفوف (بريز)..وقال لنا ..من الحمار و الحيوان الذي كسر
البريز "..الشتائم لم تقف عند هذا الحد؛ ليزيد على ما سبق" لا بد ان فعل
هذا أدارت به أمه على مباغي سوريا حتى اتت به"، لم يرد احد من الطلاب
حينها، فتابع الشيخ فراس، متوجهاً الى طلاب الصف الثانوي الـ15" لن ارشحكم
للامتحان ان لم تدفعوا ثمن كافة الاثاث المعطوب من مفاتيح كهرباء و طلاء
وكراسي ". طبعاً هذا كله يجري بعلم مدير المدرسة ، الذي وصفوه الطلاب
بانه" يخاف الشيخ فراس " لاسباب يجهلونها.
والد
الطالب محمد قاطعه، ليضيف: عندما حدثت آخر مشكلة ارسل المدير في طلبي،
وقال لي انه لا توجد اي مشكلة ، فاجبته بغضب: كيف لا توجد مشكلة..حين نعت
الموجه أولادنا بـ(حمير اولاد حمير) لم نهتم.. وعندما وصفهم بـ(حقراء
أولاد حقراء) أغلقنا أفواهنا ولم نهتم أيضاً..اما ان تصل الامور الى العرض
فهذا ما لن نقبله.. أهذه هي أخلاق خطيب الجامع؟".
هذه
الكلمات ليست الوحيدة في قاموس الشيخ فراس كريزان، إمام وخطيب جامع البشير
في بلدة جيرود ..إذ طلب من طلابه ان يرافقوا أحد زملائهم الى المرحاض "
ليفحصوه ان كان ذكراً ام أنثى"، وحين لمح أحدهم يلعب كرة قدم في ساحة
المدرسة ، قال له " انت حميان كثيراً ..من حماك". وعندما يسعل أحدهم ،
ينعته بـ " يا مكحي" ..هذا إضافة الى " تافه أبن تافه – مقفل – كول خـ ر ى
- ، وحين يبدي الطلاب استغرابهم من نعوته تلك، يجيب الشيخ فراس:" أرجعوا
إلى المعجم فلها كلمات لا تفهموها". واللافت انه يوم تواجدنا في المدينة،
تم فصل احد الطلبة لسبب "ملفق" بين الادارة و احد المدرسين. بحسب زميل له.
وللتوضيح، الشيخ فراس اعترف في اماكن بانه تفوه بكل ما سبق ذكره، قائلاً : "جل من لا يخطئ"، وفي اماكن أخرى انكر.
ويزيد
والد الطالب: بعد ان قدمنا شكوى الى وزارة الاوقاف ، جاءني مديرالمدرسة،
الشيخ حسين القادري وتوسل بان أتراجع عن الشكوى، وقال لي بالحرف الواحد
(إذا كان الكلام موجهاً لابنك وحده لكان لي تصرف آخر مع الموجه) ، فقلت له
يا استاذ لو كانت مشكلتي لكنت (ذبحت) الموجه من الوريد الى الوريد".
مشيراً الى انه بعد الشكوى اصبح بات المدير ينتقل بين منازل الطلبة
المشتكين يتوسلهم ان يتراجعوا عن الشكوى.
ليتسائل أبو محمد: هل هدف المدير من كل هذا هو مصلحة الطلاب..الله أعلم؟"
التوسل
لم يكن الوسيلة اليتيمة لـ" لفلفة الموضوع" بل ترافق معها اسلوب قصد منه
الترهيب، يقول الطالب سامح الحسين: عقب كل امتحان يطلب المدير في طلبي
وأخي، ليقول لنا (يجب ان تكتبوا لنا تصريح يفيد بتنازلكم عن الشكوى) وحين
رفضنا التنازل، اخترعوا لي مشكلة في حصة الجغرافية بالتعاون مع احد
المدرسين، والتي منعوني على اثرها من دخول المدرسة إلا ومعي ولي امري ، ما
تسبب بغيابي ثلاثة ايام".
وبعيداً
عن قاموسه الوصفي، يتوجه الشيخ فراس إلى مديرية أوقاف ريف دمشق، ليقول لها
" انتم بحاجتي"، وحين سؤالنا عن السبب.." الكل لا يعرف". وبالتأكيد كلام
الشيخ - الذي يحمل شهادة ثانوية من دولة الامارات- لم يأت من فراغ ، بل
جاء بعد شكوى رسمية تقدم بها عدد من الطلاب.
ما قصة الشكوى :
تقدم
سبعة من طلاب الثانوية المذكورة إلى وزير الاوقاف، حاملين معهم شكوى ضد
الشيخ فراس كريزان "موجه المدرسة" ليخطروه بما ذكر آنفا ، لترسل مديرية
اوقاف ريف دمشق لجنة مشكلة من ثلاثة أشخاص الى المدرسة.
لم
تتول دائرة الرقابة التحقيق، بل استلمه محمد البخيت، مدير التعليم الشرعي،
والذي قال بانه شكل لجنة ضمت ثلاثة أعضاء من الموظفين المتقاعدين "
المتعاقدين مع الوزارة"، ليخبرنا والد أحد الطلبة بان كلام البخيت منافي
للواقع ، موضحاً ان اللجنة كانت تضم ( عبد الرزاق هلال) وهو من سكان
جيرود، تخرج حديثاً من الجامعة وانتدب من وزارة التربية إلى الاوقاف،
إضافة الى ناظم العاني، وشخص ثالث (لا يعرف اسمه). علماً انه في اليوم
الذي تلا زيارة اللجنة تم توظيف شقيق عبد الرزاق هلال في المدرسة كـ(مرافق
حافلة أو عامل إستعلامات أو أمين مستودع).
يقول
الشيخ حسن سلمان إمام أحد الجوامع في البلدة :" بعد ان أخبرنا الطلاب
بتفاصيل ما حدث، اندهشنا.. كنا نسمع سابقاً بعض الشتائم التي يمكننا
تقبلها ، لكن ان يصل الامر الى شتم أمهات الطلاب فهذا ما لا يجوز السكوت
عنه" موضحاً الى انهم طلبوا من الطلاب ان يكتبوا بالحرف" دون زيادة أو
نقصان" ما قاله الشيخ فراس، ويتقدموا بشكوى الى الوزارة .
ويؤكد
الشيخ حسن – يعمل صيدلاني في البلدة- ان رأس الحربة"العصابة" هو مدير
اوقاف ريف دمشق، وهو الذي برئ الشيخ فراس، وهو الذي رتب الامور في
الوزارة، وأعطى صورة وردية عن الشيخ فراس.
لجنة التحقيق تناولت افطارها في منزل المشتكى عليه :
الشيخ
حسن ذهب الى وزارة الاوقاف، بهدف التأكد من موضوع اللجنة ( في اعتبار ان
اللجنة التي تشكلت لم تحقق في الموضوع )، حيث التقى مديرالتعليم الشرعي
محمد البخيت...
ما الحديث الذي دار بين الشيخ حسن و مدير التعليم الشرعي :
الشيخ حسن: شرح للمدير سبب مجيئه (موضوع الشكوى).
المدير: الوزير حول الشكوى الي، وشكلت لجنة حققت بالموضوع ، كما استدعيت فراس كريزان وأنكر كل ما نسب إليه.
الشيخ حسن: كيف جاءت اللجنة ومن سألت من الجهات الادارية.
المدير: الجهاز الاداري في المدرسة.
الشيخ حسن: لم تسال الجهاز الاداري.
المدير: لا أسمح لك بالتحقيق معي، اصلاً لا يجوز ان أطلعك على الاضبارة.
وهنا
يبين الشيخ حسن الى ان لم تكن تقصد مدرسة جيرود فقط، بل كانت في جولة
تفقدية خلال الامتحانات ، شملت جميع الثانويات الشرعية، مؤكداً على ان
اللجنة بعد زيارتها الخاطفة للمدرسة، ذهبت الى منزل فراس كريزان وتناولت
إفطارها هناك، بمعنى اللجنة تناولت افطارها في منزل المشتكى عليه ، كيف
يفسر ذلك ..لا أعلم؟ مشيراً الى ان مدير الاوقاف لديه كل التفاصيل ، لكنه
اراد ان يطوي الشكوى قبل تشكيل اللجنة، و لديه شخص يدعى (حسن منصور) مدير
التعليم الشرعي في المديرية، الذي يدبر له كافة الالاعيب و الامور غير
الشرعية في المديرية.
ويقول
الشيخ اسماعيل، أمين المكتبة في ثانوية عمر الفاروق، انه ذهب الى مدير
الاوقاف لتوضيح الفساد، الذي يجري في المدرسة،مشيراً انه اكد للمدير إقدام
الشيخ فراس على كل ما سبق، لكن دون فائدة.
المال في يد غير أمينة..والوزارة تعرف :
وإلى
جانب ما يملكه الشيخ فراس من قواميس و معاجم لغوية، فانه ومدير الثانوية
هم الشخصان الوحيدان اللذان يتصرفان في الشؤون المالية المتعلقة بالمدرسة.
الامر الذي دفع خمسة من اعضاء من اللجنة المالية /البالغ عددهم سبعة/ الى
تقديم طلب استقالة لمديرية الاوقاف، ذلك لعدد من الاسباب؛ أولها تفرد
الشيخ فراس بالامور المالية، والذي لا يسمح لاي شخص ان يطلع او يتصرف بكل
ما يدخل وأو يخرج من أموال.
وهنا
يلفت الشيخ حسن الى انه تم وضع طلبات الاستقالة في خزائن النسيان، دون ان
يحكى فيها بمديرية الاوقاف، وهنا يتسائل ..هل من المعقول ان يقدم خمسة من
اعضاء اللجنة استقالاتهم المرفقة بالاسباب، دون ان يحقق مدير الاوقاف في
الموضوع
وجدير
ذكره ان الثانويات الشرعية تتبع إدارياً لوزارة الاوقاف، في حين تتمتع
بالاستقلال المالي(كما ذكر آنفاً) علماً انه ستجرى هذا العام مسابقة بقرار
من السيد الرئيس، لتعيين 1500 شخص في الثانويات الشرعية التابعة لوزارة
الاوقاف، وبالتالي سيقبض الاداري في المدارس الشرعية راتبه من الدولة؛ دون
الحاجة لجمع التبرعات.
ويرى
الشيخ اسماعيل، ان مدير المدرسة يتأخر بشكل مستمر عن دوامه ساعة، وعندما
يسأله عن سبب التاخير (في اعتبار ان المدير موظف إداري يتوجب عليه ان
يتواجد عند الساعة الثامنة صباحاً) يرد المدير بانه كان يسهر على جمع
التبرعات للمدرسة، ويضيف الشيخ اسماعيل بان عمل المدير ليس له صلة بجمع
الاموال بل هو عمل لجنة مالية انيط بها القيام بهذا العمل، فما الذي يدفع
المدير لجمع التبرعات..؟
ويؤكد
الشيخ حسن ان العاملين في المدرسة من مدرسين ومستخدمين مضى على آخر راتب
استلموه أكثر من ثلاثة اشهر، رغم وفرة المال الذي يتصرف به كل من المدير
والموجه، فكل اسبوع يقومان بجولة في المناطق المجاورة لجمع الاموال..أما
أين تذهب هذه الاموال...فيرد أمين المكتبة..والله لا نعلم ، مشيراً ان
هناك لعبة أخرى يستخدمها المدير مع العاملين في المدرسة، فحين يطلب المدير
أو الموجه طلباً من احدهم دون ان يلبي ، ستكون إجابتهما ..هذا الشهر لا
توجد رواتب.
وعن
الحل يطلب الاهالي من وزارة الاوقاف ان تقوم بضبط الاموال الخارجة و
الداخلة من وإلى المدرسة، ولهذا أيضاً صعوبات، إذ يبقى الامر على ذمة
الشخص الذي يجمع الاموال. لكنهم أكدوا انه إذا ارادت مديرية الاوقاف ان
تضبط الامور فستضبط !. أما الموضوع المرتبط بالفساد الاخلاقي..فاجابوا هذا
لا يستدعي التوضيح...
وللتذكير
يلقب الشيخ فراس – وفق تعبير من التقيناهم " بشيخ (النصابين)..ما يثير
الاندهاش عن سبب أو اسباب وزارة الاوقاف للابقاء على من تنقصه الاخلاق
ليمنحها..ما يدفعنا الى التركيز على من قال ..فاقد الشئ لا يعطيه
المصدر : شوكو ماكو..
في سوريا 134 مدرسة شرعية، تتبع إدارياً لوزارة الاوقاف، وتتمتع
بالاستقلال المالي، بمعنى ان الدولة هي التي تعين الملاك الاداري في
المدرسة، التي تعتمد في التمويل على جمع التبرعات والمساعدات التي تقدمها
الوزارة إضافة الى بعض المؤسسات والأفراد، الامرالذي يجعل من الصعب
ضبط الاموال الخارجة والداخلة منها وإليها، ما يبقي سلامة التصرف فيها على
ذمة المتصرف، وما تبين لنا من خلال مصادر تحقيقنا أن هناك ذمم واسعة، تدير
تلك الاموال بعلم بعض المسؤولين في الوزارة...
المصيبة
ليست فيما سبق..فرغم ارتباط الفساد المادي بالفساد الاخلاقي وفق تعبيرات
شخصيات على تماس بما يحدث، هناك كارثة أخرى تجول بين فصول إحدى المدارس
الشرعية..القصة تحكي واقع مدرسة يديرها شيوخ وخطباء..المدرسة تقع في بلدة
جيرود شمال شرق العاصمة دمشق..اسمها " ثانوية عمرالفاروق الشرعية "..
ماالذي يحدث هناك؟
الشيخ لطلابه..لا بد ان من كسر" البريز" أدارت به أمه على كرخانات سوريا حتى اتت به :
يقول
الطالب محمد خزنة، ان المدرسة منذ انشائها وحتى تاريخ اليوم لم تخل من
المشاكل، من فصل تعسفي وطلب أولياء الامور دون مبرر، مشيراً انه على أثر
حادثة " شق كرسي في المدرسة" هذا العام طلب منه الموجه (الشيخ فراس)
والمدير( الشيخ حسين) ان يحلف بالمصحف دون وضوء، وعندما رفض ان يحلف
تم فصله لثلاثة أيام ، ويضيف:" بعدها بأيام جاءنا الموجه وسألنا عمن كسر
مفتاح كهرباء أحد الصفوف (بريز)..وقال لنا ..من الحمار و الحيوان الذي كسر
البريز "..الشتائم لم تقف عند هذا الحد؛ ليزيد على ما سبق" لا بد ان فعل
هذا أدارت به أمه على مباغي سوريا حتى اتت به"، لم يرد احد من الطلاب
حينها، فتابع الشيخ فراس، متوجهاً الى طلاب الصف الثانوي الـ15" لن ارشحكم
للامتحان ان لم تدفعوا ثمن كافة الاثاث المعطوب من مفاتيح كهرباء و طلاء
وكراسي ". طبعاً هذا كله يجري بعلم مدير المدرسة ، الذي وصفوه الطلاب
بانه" يخاف الشيخ فراس " لاسباب يجهلونها.
والد
الطالب محمد قاطعه، ليضيف: عندما حدثت آخر مشكلة ارسل المدير في طلبي،
وقال لي انه لا توجد اي مشكلة ، فاجبته بغضب: كيف لا توجد مشكلة..حين نعت
الموجه أولادنا بـ(حمير اولاد حمير) لم نهتم.. وعندما وصفهم بـ(حقراء
أولاد حقراء) أغلقنا أفواهنا ولم نهتم أيضاً..اما ان تصل الامور الى العرض
فهذا ما لن نقبله.. أهذه هي أخلاق خطيب الجامع؟".
هذه
الكلمات ليست الوحيدة في قاموس الشيخ فراس كريزان، إمام وخطيب جامع البشير
في بلدة جيرود ..إذ طلب من طلابه ان يرافقوا أحد زملائهم الى المرحاض "
ليفحصوه ان كان ذكراً ام أنثى"، وحين لمح أحدهم يلعب كرة قدم في ساحة
المدرسة ، قال له " انت حميان كثيراً ..من حماك". وعندما يسعل أحدهم ،
ينعته بـ " يا مكحي" ..هذا إضافة الى " تافه أبن تافه – مقفل – كول خـ ر ى
- ، وحين يبدي الطلاب استغرابهم من نعوته تلك، يجيب الشيخ فراس:" أرجعوا
إلى المعجم فلها كلمات لا تفهموها". واللافت انه يوم تواجدنا في المدينة،
تم فصل احد الطلبة لسبب "ملفق" بين الادارة و احد المدرسين. بحسب زميل له.
وللتوضيح، الشيخ فراس اعترف في اماكن بانه تفوه بكل ما سبق ذكره، قائلاً : "جل من لا يخطئ"، وفي اماكن أخرى انكر.
ويزيد
والد الطالب: بعد ان قدمنا شكوى الى وزارة الاوقاف ، جاءني مديرالمدرسة،
الشيخ حسين القادري وتوسل بان أتراجع عن الشكوى، وقال لي بالحرف الواحد
(إذا كان الكلام موجهاً لابنك وحده لكان لي تصرف آخر مع الموجه) ، فقلت له
يا استاذ لو كانت مشكلتي لكنت (ذبحت) الموجه من الوريد الى الوريد".
مشيراً الى انه بعد الشكوى اصبح بات المدير ينتقل بين منازل الطلبة
المشتكين يتوسلهم ان يتراجعوا عن الشكوى.
ليتسائل أبو محمد: هل هدف المدير من كل هذا هو مصلحة الطلاب..الله أعلم؟"
التوسل
لم يكن الوسيلة اليتيمة لـ" لفلفة الموضوع" بل ترافق معها اسلوب قصد منه
الترهيب، يقول الطالب سامح الحسين: عقب كل امتحان يطلب المدير في طلبي
وأخي، ليقول لنا (يجب ان تكتبوا لنا تصريح يفيد بتنازلكم عن الشكوى) وحين
رفضنا التنازل، اخترعوا لي مشكلة في حصة الجغرافية بالتعاون مع احد
المدرسين، والتي منعوني على اثرها من دخول المدرسة إلا ومعي ولي امري ، ما
تسبب بغيابي ثلاثة ايام".
وبعيداً
عن قاموسه الوصفي، يتوجه الشيخ فراس إلى مديرية أوقاف ريف دمشق، ليقول لها
" انتم بحاجتي"، وحين سؤالنا عن السبب.." الكل لا يعرف". وبالتأكيد كلام
الشيخ - الذي يحمل شهادة ثانوية من دولة الامارات- لم يأت من فراغ ، بل
جاء بعد شكوى رسمية تقدم بها عدد من الطلاب.
ما قصة الشكوى :
تقدم
سبعة من طلاب الثانوية المذكورة إلى وزير الاوقاف، حاملين معهم شكوى ضد
الشيخ فراس كريزان "موجه المدرسة" ليخطروه بما ذكر آنفا ، لترسل مديرية
اوقاف ريف دمشق لجنة مشكلة من ثلاثة أشخاص الى المدرسة.
لم
تتول دائرة الرقابة التحقيق، بل استلمه محمد البخيت، مدير التعليم الشرعي،
والذي قال بانه شكل لجنة ضمت ثلاثة أعضاء من الموظفين المتقاعدين "
المتعاقدين مع الوزارة"، ليخبرنا والد أحد الطلبة بان كلام البخيت منافي
للواقع ، موضحاً ان اللجنة كانت تضم ( عبد الرزاق هلال) وهو من سكان
جيرود، تخرج حديثاً من الجامعة وانتدب من وزارة التربية إلى الاوقاف،
إضافة الى ناظم العاني، وشخص ثالث (لا يعرف اسمه). علماً انه في اليوم
الذي تلا زيارة اللجنة تم توظيف شقيق عبد الرزاق هلال في المدرسة كـ(مرافق
حافلة أو عامل إستعلامات أو أمين مستودع).
يقول
الشيخ حسن سلمان إمام أحد الجوامع في البلدة :" بعد ان أخبرنا الطلاب
بتفاصيل ما حدث، اندهشنا.. كنا نسمع سابقاً بعض الشتائم التي يمكننا
تقبلها ، لكن ان يصل الامر الى شتم أمهات الطلاب فهذا ما لا يجوز السكوت
عنه" موضحاً الى انهم طلبوا من الطلاب ان يكتبوا بالحرف" دون زيادة أو
نقصان" ما قاله الشيخ فراس، ويتقدموا بشكوى الى الوزارة .
ويؤكد
الشيخ حسن – يعمل صيدلاني في البلدة- ان رأس الحربة"العصابة" هو مدير
اوقاف ريف دمشق، وهو الذي برئ الشيخ فراس، وهو الذي رتب الامور في
الوزارة، وأعطى صورة وردية عن الشيخ فراس.
لجنة التحقيق تناولت افطارها في منزل المشتكى عليه :
الشيخ
حسن ذهب الى وزارة الاوقاف، بهدف التأكد من موضوع اللجنة ( في اعتبار ان
اللجنة التي تشكلت لم تحقق في الموضوع )، حيث التقى مديرالتعليم الشرعي
محمد البخيت...
ما الحديث الذي دار بين الشيخ حسن و مدير التعليم الشرعي :
الشيخ حسن: شرح للمدير سبب مجيئه (موضوع الشكوى).
المدير: الوزير حول الشكوى الي، وشكلت لجنة حققت بالموضوع ، كما استدعيت فراس كريزان وأنكر كل ما نسب إليه.
الشيخ حسن: كيف جاءت اللجنة ومن سألت من الجهات الادارية.
المدير: الجهاز الاداري في المدرسة.
الشيخ حسن: لم تسال الجهاز الاداري.
المدير: لا أسمح لك بالتحقيق معي، اصلاً لا يجوز ان أطلعك على الاضبارة.
وهنا
يبين الشيخ حسن الى ان لم تكن تقصد مدرسة جيرود فقط، بل كانت في جولة
تفقدية خلال الامتحانات ، شملت جميع الثانويات الشرعية، مؤكداً على ان
اللجنة بعد زيارتها الخاطفة للمدرسة، ذهبت الى منزل فراس كريزان وتناولت
إفطارها هناك، بمعنى اللجنة تناولت افطارها في منزل المشتكى عليه ، كيف
يفسر ذلك ..لا أعلم؟ مشيراً الى ان مدير الاوقاف لديه كل التفاصيل ، لكنه
اراد ان يطوي الشكوى قبل تشكيل اللجنة، و لديه شخص يدعى (حسن منصور) مدير
التعليم الشرعي في المديرية، الذي يدبر له كافة الالاعيب و الامور غير
الشرعية في المديرية.
ويقول
الشيخ اسماعيل، أمين المكتبة في ثانوية عمر الفاروق، انه ذهب الى مدير
الاوقاف لتوضيح الفساد، الذي يجري في المدرسة،مشيراً انه اكد للمدير إقدام
الشيخ فراس على كل ما سبق، لكن دون فائدة.
المال في يد غير أمينة..والوزارة تعرف :
وإلى
جانب ما يملكه الشيخ فراس من قواميس و معاجم لغوية، فانه ومدير الثانوية
هم الشخصان الوحيدان اللذان يتصرفان في الشؤون المالية المتعلقة بالمدرسة.
الامر الذي دفع خمسة من اعضاء من اللجنة المالية /البالغ عددهم سبعة/ الى
تقديم طلب استقالة لمديرية الاوقاف، ذلك لعدد من الاسباب؛ أولها تفرد
الشيخ فراس بالامور المالية، والذي لا يسمح لاي شخص ان يطلع او يتصرف بكل
ما يدخل وأو يخرج من أموال.
وهنا
يلفت الشيخ حسن الى انه تم وضع طلبات الاستقالة في خزائن النسيان، دون ان
يحكى فيها بمديرية الاوقاف، وهنا يتسائل ..هل من المعقول ان يقدم خمسة من
اعضاء اللجنة استقالاتهم المرفقة بالاسباب، دون ان يحقق مدير الاوقاف في
الموضوع
وجدير
ذكره ان الثانويات الشرعية تتبع إدارياً لوزارة الاوقاف، في حين تتمتع
بالاستقلال المالي(كما ذكر آنفاً) علماً انه ستجرى هذا العام مسابقة بقرار
من السيد الرئيس، لتعيين 1500 شخص في الثانويات الشرعية التابعة لوزارة
الاوقاف، وبالتالي سيقبض الاداري في المدارس الشرعية راتبه من الدولة؛ دون
الحاجة لجمع التبرعات.
ويرى
الشيخ اسماعيل، ان مدير المدرسة يتأخر بشكل مستمر عن دوامه ساعة، وعندما
يسأله عن سبب التاخير (في اعتبار ان المدير موظف إداري يتوجب عليه ان
يتواجد عند الساعة الثامنة صباحاً) يرد المدير بانه كان يسهر على جمع
التبرعات للمدرسة، ويضيف الشيخ اسماعيل بان عمل المدير ليس له صلة بجمع
الاموال بل هو عمل لجنة مالية انيط بها القيام بهذا العمل، فما الذي يدفع
المدير لجمع التبرعات..؟
ويؤكد
الشيخ حسن ان العاملين في المدرسة من مدرسين ومستخدمين مضى على آخر راتب
استلموه أكثر من ثلاثة اشهر، رغم وفرة المال الذي يتصرف به كل من المدير
والموجه، فكل اسبوع يقومان بجولة في المناطق المجاورة لجمع الاموال..أما
أين تذهب هذه الاموال...فيرد أمين المكتبة..والله لا نعلم ، مشيراً ان
هناك لعبة أخرى يستخدمها المدير مع العاملين في المدرسة، فحين يطلب المدير
أو الموجه طلباً من احدهم دون ان يلبي ، ستكون إجابتهما ..هذا الشهر لا
توجد رواتب.
وعن
الحل يطلب الاهالي من وزارة الاوقاف ان تقوم بضبط الاموال الخارجة و
الداخلة من وإلى المدرسة، ولهذا أيضاً صعوبات، إذ يبقى الامر على ذمة
الشخص الذي يجمع الاموال. لكنهم أكدوا انه إذا ارادت مديرية الاوقاف ان
تضبط الامور فستضبط !. أما الموضوع المرتبط بالفساد الاخلاقي..فاجابوا هذا
لا يستدعي التوضيح...
وللتذكير
يلقب الشيخ فراس – وفق تعبير من التقيناهم " بشيخ (النصابين)..ما يثير
الاندهاش عن سبب أو اسباب وزارة الاوقاف للابقاء على من تنقصه الاخلاق
ليمنحها..ما يدفعنا الى التركيز على من قال ..فاقد الشئ لا يعطيه
المصدر : شوكو ماكو..