"الحجيات"
بمصطلح المنطقة الشرقية وريف حلب بمعنى العاهرات أو المومسات اللواتي
اتخذن من "الفن " الذي تحول فيما بعد لممارسة الجنس مهنة للعيش , يعتبرن
أنفسهن مضطهدات من قبل الحكومة , التي تطاردهن أينما ذهبن ولا يقدرن بأن
عملهن عمل كأي عمل يقوم به الناس , فتقول إحداهن " الحكومة تطاردنا لأننا
نعمل بشكل علني ولا يطاردون الأخريات اللواتي يعملن بشكل سري ويعلمون أنها
تعمل بالدعارة كما يسمونها "
أما
عمل الرجال في قاموسهن عيب , فالرجل الجيد هو الذي ينجب أكبر قدر ممكن من
الإناث في شبابه لإعانته وقت مشيبه , وتستغرب إحداهن من السؤال عن سبب
عملها قائلة " عمل جيد من كل الجهات "بسط" مال وراحة بال " أما والدها يقول " الشغل مو عيب بس العيب إنك تصور بنات الناس ؟!
"الحجيات"
الأصول والمعتقدات وطرق العمل , والرحيل من مكان إلى آخر , ومأساة لدى
البعض وأحلام بالعيش الكريم والتعلم والشعور بأنهم بشر ...
أصولهم "من أين أتوا ومن هو شيخهم ؟
اختلفوا
فيما بينهم عن الأصل الصحيح لهم ولكن البعض منهم ذكر بأنهم من بلغاريا
وقسم يقول من إيران , هاجر البعض منهم إلى بلاد الشام للعمل فيها , وقال
آخر " نحن لسنا "نور" ويخطئ البعض في إطلاق هذه التسمية علينا ولا نرضى أن
نكون نوراً بل نحن "غجر" وأصولنا تعود لبلاد المجر , وقال آخر " هذا
الكلام لا يستند إلى شيء فنحن ضاعت أصولنا مع وفاة شيخنا أبو عياش الذي
لطالما جمع كتبا كثيرة عن أصلنا وعند وفاته قام أبناءه بحرق الكتب التي
تثبت ذلك,
من
جهته ذكر الدكتور "م.ص" الذي عاش في رومانيا فترة طويلة وزار معظم الدول
الأوروبية وعرف الغجر جيدا ذكر بأن أصولهم تعود لبلاد ما بين رومانيا
وبلغاريا ويطلق عليهم في رومانيا اسم " تسيكا" وفي فرنسا "جيتان"
وأضاف" يعتبر الغجر من الطبقات الراقية في رومانيا والدول الأوربية عامة يمتهنون الفن كالرقص والغناء والعزف "
وتابع"
لهم ما لهم وعليهم ما عليهم سوى أنهم لا يؤدون الخدمة الإلزامية وذلك منذ
حكم "جاوجسكي" الرئيس الروماني الأسبق , تبوأ الكثير منهم مناصب مرموقة
إلا أن لهم صلاحيات لا يتجاوزونها , ويتميزون في رومانيا وأوربا بعادات
حسنة كالكرم والضيافة ومن عاداتهم أنهم لا يسكتون على حق لهم فمثلا إذا
كان لأحد على أحد مالا فإنه يأخذه بأي طريقة دون اللجوء لسرقة مدينه ومن
يعرف من الغجر أن لديه عدو ما فإنه في حال خروجه من بيته يضع المكنسة على
باب البيت ليعرف غريمه أنه غير موجود في البيت ولا يدخل إليه "
يذكر
أن شيخهم أبو عياش بالنسبة لهم الرجل الحكيم والمرجعية في كل شيء لا يعصى
له أمر ولا ترد له كلمة أو طلب , تزوج أجمل 25 فتاة غجرية, وله في كل شهر
مبلغ معين يأخذه على عدد فتيات الأسرة المنتجات فقط , ونساؤه لا يمارسن
الجنس مع أحد وهو إنسان كريم وشجاع وشهم – كما ذكر أحد أعيان الغجر –
عملهم لا يقل عن الطب أو أي عمل فلماذا نسأل ؟
ذكر
مصدر لـ شوكوماكو أن عمل الغجر في هذا المجال "الفن" قديما والدعارة حديثا
قديم حيث أنهم استُخدموا لإكرام الضيوف فكان الناس يأخذون ضيوفهم لخيام
الغجر ليمتعونهم بالرقص والفن ليستغل الغجر هذا الأمر ويعملون في الجنس
لتتحول مسألة الذهاب إليهم كالرشوة في وقتنا الحالي – إذا كان الضيف ذو
منصب – وإكراما إذا كان ذو جاه "
غالبا
ما يكون السؤال عن مثل هذه المواضيع محرجا فأنت لا تستطيع أن تسأل لماذا
أنت تعمل لأنه بالنسبة لهم عمل لذلك ترددنا كثيراً قبل طرح هذا السؤال
خوفا من ردة الفعل ولكن عندما سألناه ضحكوا كثيراً , ولم يعرفوا ماذا
يجيبوا , ليقول أحدهم " هل تستطيع أن تسأل الطبيب لماذا يعمل في الطب
والحداد لماذا يعمل في الحديد " وأضاف " هو عمل كأي عمل آخر يغنيك عن سؤال
الناس , خلقنا فوجدنا أبائنا يعملون به فتبعناهم وبالنسبة لنا لا نخجل من
مهنتنا أبدا لأننا نعيش أفضل من معظم الناس , فمهنتنا كالطعام والشراب لا
يمكن لأحد الاستغناء عنها "
أما
والد إحدى الفتيات قال " لماذا لا أرضى لابنتي أن تعمل طالما أنها تأتي لي
بالمال الذي نعيش به أنا وعائلتي دون جهد مني وفي النهاية هذا الأمر
بالنسبة لنا ليس عيبا"
وأضاف
" رجال الغجر يتميزون بالكسل وقلة العقل فلم يحدث أن تعلم أحد منا مهنة ما
ولا نريد أن نتعلم لأنه لا توجد مهنة تناسبنا ولا أحد يرضى أن نعمل لديه ,
والعمل الوحيد الذي نعمل به هو في المسلسلات "كومبارس" التي يصورونها في
المحافظات يستعينون بخيامنا وحميرنا ونسائنا كالمسلسل الذي مثلت فيه أمل
عرفة دور فضة الغجرية"خان الحرير" ساعدناهم كثيرا إلا أنهم أكلوا علينا
أجورنا ولم يعطونا شيئا "
يذكر أن الغجر ينقسمون لقسمين الأول يعمل في مجال الفن "الفاحش" والآخرين في مجالات أخرى والبعض منهم ارتكب عدة جرائم شرف !!
كيف يصطدن الفريسة ومن هو الأهم بالنسبة لهن
في
قرية تدعى القنطري إلى الشمال الشرقي من محافظة الرقة تتمركز خيام الحجيات
على أطراف الطريق الواصل بين الرقة والحسكة وهو بالنسبة لهم مكان
استراتيجي وبعيد عن أنظار الحكومة , تقف "الحجية" على طرف الطريق مرتدية
ما يسمى بالتنورة وهي ثوب رقيق جدا ذو ألوان زاهية , ترفع الثوب حتى تظهر
ركبتيها وتلوح لسائقي السيارات كنوع من الإغراء , والأهم بالنسبة لهن هو
سائق الشاحنة الكبيرة لأنه يسافر لمسافات بعيدة ويكون مفتقدا لزوجته ,
والسيارة السياحية ـ كما قالت إحداهن ـ ,
وترى
أيضاً حجية تجلس بجانب سائق شاحنة أو أي سيارة أخرى تفاصله على السعر
بينما يقوم السائق بمداعبة جسدها , ثم تلقي نظرة للخيام لترى الأب والأخ
منتظرين الزبون الذي يدفع لهم , وما إن يأتي الأخير حتى يفتحوا له خيمة "
البسط " كما يسمونها ولا أحد يدخلها سوى الزبون والحجية ,
والحالة الأخرى هي أن يأتي الزبون بمفرده فتخرج إليه الفتيات ينتقي إحداهن ثم يدفع لأبوها قبل الخلو بها ,
أما
في حلب وبالتحديد في بلدة دير حافر تحولت الحجيات من السكن في الخيام الى
البيوت في حارة خاصة بهم عرفت بحارة الحجيات , هؤلاء يجلسن أمام بيوتهن
وبنوع من الإغراء يكشفن عن مفاتنهن لجلب الزبون خلسة خوفا من دورية أمن
مفاجئة , ولا يخفي أهالي البلدة استيائهم من وجود الغجر في بلدتهم والتي
تسببوا بها في الكثير من المشاكل وخاصة الناحية الأخلاقية للشباب وسمعة
البلدة .
أسعار الدخول متفاوتة حسب العمر والجمال وحالة الزبون
أما
السعر يختلف حسب حالة الزبون ويتراوح بين الـ 500 ليرة والـ 100 ألف كما
ذكرت إحدى العجائز التي فضت بكارتها بألفي ليرة لأنها كانت جميلة جدا حسب
وصفها وأضافت " إذا كانت علامات الفقر بادية على الزبون فإننا لا نأخذ منه
سوى 500 ليرة ولا يأخذ من الفتاة سوى المداعبة , أما إن كان ثريا نأخذ منه
2000 أو 3 وفي النهاية تتوقف التسعيرة على شطارة البنت وجمالها , أما
الأسعار المرتفعة فهي لفض بكارة الفتيات الجميلات جداً وتتراوح بين
الخمسين والمئة ألف حسب جمال الفتاة وثراء الزبون , وبعض الفتيات فضت
بكارتهن بمئتي ألف لسياح من خارج القطر "
ولدى
سؤالنا لها عما إذا كانت هناك حالات حمل أجابت " هي نادرة جدا لأن الفتاة
تحاول قدر الإمكان أن تتجنب الرجل في اللحظة الأخيرة أو تأخذ احتياطها
بحبة لمنع الحمل وإذا حدث وحملت فهناك عجوز متخصصة
بإسقاط الجنين عنوة لأنهن -أي الفتيات- يردن الإنجاب لحبهن للأطفال ولكن
ذلك ممنوع ما دامت قادرة على العمل , ولكن عندما تبلغ الأربعين من عمرها
تتزوج أحد الرجال الغجريين وتنجب منه "
(الفتاة
الجميلة لدى الغجر تعتبر ثروة وهي مدللة ومرفهة ولا يجوز أن يرد لها طلب
لأنها رأس مالهم كما يقولون , وللعمر دور في تحديد السعر فالصغيرة تختلف
عن الكبيرة والبكر عن الثيب )
وللرجال فيما يعشقون مذاهب فقد يطلب أحدهم عجوز أو طفلة ولكن الطفلة بحضور والدها كي لا يفض بكارتها ..
سرقة الزبون أحد أهم مواصفات الحجية الماهرة
هذه
المعلومة لم نحصل عليها من الحجيات بل من بعض مرتادي خيامهن وخاصة
السائقين وقال أحدهم " لديهن أسلوب غريب في تخدير الزبون ونشله حتى ثيابه
, وأكثر من يتعرضون للنشل هم أصحاب التجربة الأولى معهن لأنهم يدخلون
الخيمة حاملين ساعة أو قطعة ذهب أو محفظه ودون أن يشعروا يجدون أنفسهم قد
جردوا من كل أشياءهم , أما من اعتاد عليهن يدخل بثوبه فقط ليسلم منهن "
وقال
آخر " منذ عدة سنوات حصلت مشكلة كبيرة بين أحد الزبائن والنور لأنهم سرقوا
منه مبلغا كبيرا من المال فدخل عليهم وقتل اثنان منهم واسترجع ماله "
سئمت عيشة الحيوانات وأتمنى يوم واحد فقط أعيش به كباقي الناس
لا يخطر ببال أحد أن تتمنى إحدى فتيات الغجر أن تعيش كباقي فتيات المجتمع إلا أن هذا الشعور موجود وبكثرة , بل ويتحسرن للعيش كذلك ,
فبعد
عناء يوم كامل مع الزبائن وبعد أخذ ورد طويل تجلس الفتيات منهكات , لا
يوجد حمام ولا حتى مكان لقضاء الحاجة , تقول إحداهن " بعد هذا اليوم
الطويل نأخذ جرة ماء ونتجه للحفرة البعيدة لقضاء حاجتنا وقد لا يتوفر
الماء أحيانا ولا المناديل فنستعمل الحجر – ويضحكن بشدة – وإن فكرنا
بالاستحمام فإننا نستحم بالخيمة وفي أي لحظة قد يدخل الأخ والأب وحتى
الجار وهو أمر بات طبيعيا بالنسبة لنا , فحالنا أشبه ما يكون بالحيوانات ,
فالحيوانات تمارس الجنس أمام الملأ وتقضي حاجتها في العراء ومثلنا في
النظافة "
وأضافت
أخرى " جميع الفتيات هنا يحلمن بالعيش ولو ليوم واحد كباقي البشر , نحلم
بأسرة وأطفال وزوج كباقي الرجال يعمل لنعيش وليس العكس , ولكن عندما نفكر
بالمال فالعمل هنا أفضل "
وتابعت
" الحياة هنا صعبة جدا لم نعد نقوى على تحملها وكثيرات هن الفتيات اللواتي
هربن بعيدا للبحث عن الإنسانية وكثيرات هن اللواتي قتلن بسبب طموح العيش
السعيد , وأذكر من اللواتي نجحن بالهرب فتاة في السابعة عشر من عمرها غاية
في الجمال هربت مع زبون خليجي أنجبت منه الآن وتعيش في دمشق , وبعد أن علم
الرجال أنهم لن يستطيعوا العثور عليها وإعادتها أصبحوا يبحثون عنها
للمطالبة بمهرها على الأقل فالمهم بالنسبة لهم المال "
وعن
زواجهن من غير الغجر أجابت إحداهن " لا يمكن أن تتزوج الغجرية من غير
الغجري لأنها مهما كانت سعيدة مع زوجها فسيأتي يوم ويقول لها أنت غجرية ,
هذا إن رضي أحد من غير الغجر الزواج منها , ولكن هناك فتيات عدة تزوجن من
غير الغجر ممن لا أهل لهم يسالون عن أصل زوجته , أو أن يحبها مثلا فلا
يخبر أحد عن أصلها "
أما
من يحلم بتعليم ابنه من الغجر فهي مشكلة أصعب لها وجهان الأول أن الطفل
سوف يعيّر بأصله أمام أقرانه والثانية أن معظم أطفالهم مكتومين القيد وغير
مسجلين "
مضايقات الحكومة وملاحقة الحجيات
في
مدينة الثورة التابعة لمحافظة الرقة هناك شارع عرف باسم شارع الحجيات لأن
جميع سكانه من الغجر , ويعتبر من أجمل شوارع المدينة لجمال وفخامة بناءه ,
قامت الجهات المعنية بمنعهم من مزاولة هذه المهنة ما اضطر الغجر لبيع
منازلهم للعرب من سكان المدينة والهجرة إلى أمكنة عدة أهمها دمشق بمناطق
مختلفة منها و حلب تمركزوا في بلدة دير حافر التابعة لها , والبعض منهم
استقر على أطراف الطرق ,
وفي
هذا السياق قال أحدهم " الحكومة تمنعنا لأننا لم نرخص للعمل كما يفعل
أصحاب المقاصف والكازينوهات " وقال آخر " منعونا كي لا نضارب على أصحاب
المحلات المرخصة "
وأضاف
" لا نستطيع ترك فتياتنا يعملن بمحلات مرخصة لأنهم يجبرونهن العمل بالرقص
ويأكلون حقهن وفتياتنا لم يتعودن العمل تحت إمرة أحد وسلطته فهي تنام متى
تشاء وتعمل متى تشاء "
من
جهة أخرى ذكر مصدر مطلع أن معظم الحجيات انتقلن للعمل في مقاصف دمشق بعد
أن نسبن لعشيرة معينة حيث قام أحد مخاتير حلب بتنسيبهم لتلك العشيرة فذهبن
لمزاولة الفن هناك وتمكن من الحصول على رخصة "