«الأحمق هو الذي تشير له بإصبعك إلى القمر فينظر إلى إصبعك».. مثل صيني..
هل
أعطيت أحداً قلبك، ثم اكتشفت أنّه لا يستحقّ قلبك؟ هل قلت له «حبيبي»، ثمّ
عرفت أنّه كان يسخر منك؟ هل منحت روحك لمن قسا عليها؟ هل ضاع منك تعريف
الابتسامة؟، هل تاهت خفقات قلبك وهي تئنّ من شوقك إلى من تحب، ثمّ وهي
تئنّ ثانية من غضبك منه، ثمّ وهي تئنّ ثالثة من غبائه، وقسوته، وأميّته،
وجهله، وسوقيّة كلماته؟..
هل أمسكت خارطة الحب بالمقلوب؟، هل
بحثت فيها عن ينابيع الحنان فدلّتك إلى ما جفّ منها؟ هل أقسمت ألا تتخلّى
عمّن تحبّ فتخلّى هو عنك؟، هل تغيّرت من أجله ولم يتغير هو من أجلك؟ هل
صبرت على أذى الناس لك لأنّك أحببته، وكان هو أكثر الناس أذى لك؟ هل غفرت
زلاته ولم يغفر لك؟ هل أقنعت الدنيا بجماله.. بنبله.. برقته، وكان هو يقنع
الدنيا بأن تكرهك؟ هل كنت مستعداً لأن تتخلى عن الدنيا لأجله، وكان هو
يستعدي الدنيا عليك؟ هل انتظرته وكان هو ينتظر لحظة موتك؟ هل فتحت له
بوابة الحياة ثمّ عرفت أنه كان - كما أعداؤك - يفتح لك باب قبرك؟ هل
صدّقته؟ هل أمّنت له وآمنت به؟ هل أبعدت عنك كلّ ما يكره؟ هل قرّبت إليك
كلّ ما يحب؟ هل غفوت على حلم يشبهه وصحوت على حلم هو له؟
عزيزي العاشق إذا
أجبت بنعم على كلّ أو بعض إشارات الاستفهام التي حوتها الزاوية.. أنصحك
بأن ترمي بها وبمن تحبّ وراء ظهرك، لأنّك تكون قد اكتشفت خارطة القلوب
الضالة.. وأنت أيّها العاشق لا تريد أن يضلّ قلبك.. أبداً!!
أحمد تيناوي - بلدنا