عاد سعيد مرهقاً من عمله وما أن وضع قدمه في منزله حتى قابلته زوجته سعيدة بوجهها المتجهم وقالت له: رائحتك سجائر, من فضلك إذهب إلى الحمام واستحم لتزيل تلك الرائحة قبل الغذاء....
توجه سعيد إلى الحمام وبالفعل قام بالاستحمام وبدل ملابسه, وهم بالجلوس إلى المائدة لتناول الغذاء...
جاءت سعيدة وألقت أمامه صحن الغذاء وهي تقول له: مجدي صاحبك أقلع عن التدخين منذ سنتين بعدما كان يدخن لمدة ثلاثين عاما, وكنا نقول عنه مدمن, ولو أنك عندك إرادة قوية مثل أصدقائك لأقلعت عن التدخين فوراً, ولكني أراك ضعيف الإرادة ولا تقوى على اتخاذ القرارات..!!!
صمت سعيد وأخذ يرشف الحساء ويكمل طعامه وهو يتمتم
(أعوذ بالله من الخبث والخبائث...اللهم صبرني على ما أكره...اللهم أعني على تحمل لسانها)....
لم تصمت سعيدة حتى يفرغ سعيد من طعامه بل أخذت في عقد المقارنات بين زوجها وبين أصدقائه, وبين حالها وأحوال صديقاتها....الخ
فرغ سعيد من طعامه وهم في رفع الأطباق ووضعها بالحوض فقالت له سعيدة: طبعاً حتدخل تنام ولا كأنك سمعت أي شي.... أنا كنت عارفه من الأول...
التفت إليها سعيد وقال: أنا سوف أثبت لك قوة إرادتي, سوف أضرب الرقم القياسي في هجر الزوج لزوجته, ومن اليوم أنا سأنام في الكراج, وأتحداك لو أن أحداً من أصدقائي قدر على ضرب هذا الرقم....
جمع سعيد أغراضه وملابسه وتوجه إلى الكراج وهم مصمم على البقاء به مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر, وخلال أول أسبوع شعر سعيد براحة بال وهدوء لم يشعر بهما طوال حياته الزوجية, وصمم على البقاء هكذا ولو لمدة عام...
ولكن في بداية الأسبوع الثاني وأثناء تمدد سعيد على أريكة وثيرة لمشاهدة التفاز واضاعاً قدميه على مقعد وأمامه مشروب ساخن وصحن مقرمشات ومسليات وعلبة سجائر سمع دق عنيف على باب الكراج, وعندما قام بفتح الباب فوجئ بزوجته سعيدة تقف أمامه وتقول له بدلال وصوت خفيض:
/
\
/
\
/
\
/
\
/
\
/
\
حبيت قلك إنو مجدي رجع يدخن تاني
ههههههههه