منتدى فور جامعة 4jam3a - طلاب كلية اقتصاد طرطوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الطلابي الأول في طرطوس .. والحاضر يعلم الغايب


    درس بالاك

    youssef
    youssef
    جامعي جديد


    ذكر
    عدد المساهمات : 117
    العمر : 36
    المكان : طرطوس
    المزاج : ريالي للأبد
    الدراسة : اقتصاد
    السنة الدراسية : متخرج
    المستوى : 0
    نقاط : 205
    تاريخ التسجيل : 12/10/2008

    درس بالاك Empty درس بالاك

    مُساهمة من طرف youssef الأربعاء أكتوبر 29, 2008 9:21 pm

    لم يدر ابداً بُخلد اللاعب العالمي مايكل بالاك أن تصريحاته الأخيرة ضد مدرب منتخب بلاده لوف ستكلف إبعاده عن قيادة المنتخب الالماني أو حتى التفكير بردة فعل لوف نفسه ،كونه يعرف جيدا معنى الحرية في حياته وتمّرس كثيراً على لغة النقد والتقييم وبالتالي لايعني ذلك ابدا وفق عقيدته النقدية ان توجيه اي انتقاد لاذع سيشعل نارالأزمة أو يبقي لهيب الصراع الشخصي بينهما مادام الامر وبكل بساطة يتعلق بوجهات نظرمختلفة وتسليط الضوء على مسيرة منتخب (المانشافت ) الحالية.

    وعلى الرغم من انزعاج المدرب يواكيم لوف من تصريحات بالاك الاخيرة التي وصفها بأنها مخيبة للآمال والتي ناصر فيها وبكل قوة زميله فرينغنزمطالباً بشدة عودته للفريق بداعي الخبرة المتراكمة الا إن خيارالاقصاء ابعد مايكون في مخيلة هذا المدرب الشاب وهو يتعامل مع خطاب بالاك المفرط بالقسوة والنقد ولم ينقطع حبل المودة بينهما واعتبر الامرعلى انه يدخل ضمن سياق مصلحة المنتخب ومناقشة تحضيرات المشوارالمونديالي.

    ومهما توقفنا وتأملنا في تفاصيل هذا المشهد وبشتى أجزائه المتعددة سنبقى نتطلع الى روح النقد البنّاء وحرية التعبير المتاحة لجميع اعضاء الفريق بدون استثناء التي تسهم في رفد مسيرة المنتخب وأصلاح اخطائه بطريقة ذاتية داخلية ضمن إطار الجسد الواحد، وهذا الآمر يجبرنا ايضاً على ان نتوقف عنده ونناقشه بدقة لأننا لانزال نعاني من هذه العقدة المتأصلة الجاثمة على صدور بعض الإداريين القياديين والذين يصنفون مفردة النقد المباشر بحكم واقع العمل والاحتكاك الفعلي على أنها حرب موجهة واساءة مقصودة ضدهم وبالتالي فأن باقي المشاكل الاخرى ستصطف بجانب هذه العقدة لتكّون لنا فصولاً غيرمنتهية من التناحرات وتبادل الاتهامات حتى تتبلور إلينا ملامح أزمة رياضية خانقة في حين أُسس المشكلة يكمن في غياب ثقافة نقدية رياضية معتدلة والتي دائما ما يحولها البعض الى أدوات حادة للتجريح والتقريع بالاخرين وتحت شعار الرأي والرأي الاخر.

    لو تّبحرنا قديماً في دنيا التصريحات والمشاكل السابقة وماتبعها من إقصاءات كرد فعل طبيعي يتناسب وفق منظورالبعض وتقييمه لمفردة النقد سنجد ان اغلب مدربينا ولاعبينا ما زلوا بعيدين عن هذه الروحية النقية والمطلقة في التعبير وابداء مختلف الآراء بسلاسة وبمنتهى الحرية،ولا يقتصر على هذا المستوى من التفكير فحسب بل يأخذ ابعاداً اخرى كجوانب شخصية وعاطفية واجتماعية متعددة ويكفي ان تجلس بجانب اي لاعب او مدرب سابق وتسأله من هو اللاعب او المدرب الذي كان يضمر الحقد في قلبه نتيجة موقف ما لقص لك الكثير من الحكايات والروايات،لان لغة النقد الحية الصائبة كانت غائبة ومجتزئة عن السلوك الرياضي النموذجي وان أي نقد أو تصريح قوي ضد مدرب معين او مسؤول إداري نافذ سيجعل هذا اللاعب بعيداً عن موقعه الحالي او ربما خارج اسوار ناديه او المنتخب.

    ونذكر هنا تحديداً في نهاية الثمانينيات من العقد الماضي طالب نجم خط وسط المنتخب العراقي أنذاك بضم زميله في النادي الى صفوف المنتخب باعتباره الافضل حاليا في الدوري ،هذا الكلام لم يرق للمدرب فكانت النتيجة الطبيعية إقصاءه من المنتخب!

    والحالة نفسها تكررت عندما صرح نجم من نجوم المنتخب الاولمبي في عقد التسيعنيات بضرورة استدعاء اللاعب الفلاني لخط الهجوم بصفته انه حقق نسبة معتبرة من الاهداف ونال حصيلة جيدة من اراء النقاد الرياضيين في الصحف، نتفاجأ ايضاً وفي اليوم الثاني تحديداً باستبعاده نهائياَ عن تشيكلة المنتخب وضم لاعب اخر من أحدى المحافظات الجنوبية بدلاً عنه وعن زميله ! وفي بداية الالفية الثانية من هذا القرن شكا لاعب دولي لزميل ومقدم برامج متسائلا ومبدياً استغرابه وكأن المنتخب العراقي مكون من نادي واحد فقط ! بعدها وباسابيع قليلة تم شطب اسمه من قائمة المنتخب نهائياً!

    وعليه لا نستغرب اليوم عندما نسمع ونشاهد يقظة الضمير الحي المتأخرة لبعضِ من نجومنا وهم في سن الاعتزال او بعد الاقصاء وترك الملاعب نهائياً وهم يبوحون لنا وللإعلام ما كانوا يعانون منه من اضطهاد فكري لأنهم وجهّوا في تلك الفترة سهام نقدهم للمدربين والادرايين فكلفتهم هذه التصريحات غالياً واضرت بمصائرهم ومستقبلهم الرياضي سابقاً ،ومع هذا لا تزال لغة الإقصاء والشخصنة حاضرة في يومنا هذا وان العقلية التدريبية الرياضية العراقية ما تزال بحاجة الى دروس وفترات أطول من أجل تقبل النّقد وعزله بعيداً عن المصلحة الشخصية واقتصار تفسيره على واقع العمل الرياضي والمنهج العملي الذي يسلكه هذا المدرب او ذاك الإداري.

    ولعل نصيحة القيصربيكنباور للاعب فرينغز بأن عليه ان يذهب صوب المدرب نفسه لا ان يفتح قلبه لأقلام الصحافة والإعلام الالماني قد لا تنطبق على واقعنا الحالي الراهن وهي مقولة غيرصالحة للعمل هنا لانه ما زال هاجس الشخصنة يخيم على ادمغة الاكثرية وبأن الإنتقادات الرياضية هي إساءة موجهة لشخص المدرب وتدخل سافر في عمله.

    ولكن دعونا هنا لنكون اكثر انصافاً ونحلل الموضوع من زاوية اخرى ألم يبالغ بعض اللاعبين ايضا بنسج امورغيرواقعية لاتمت الى الحقائق باي صلة كتأليف سيناريوهات مغلوطة حالما تأزمت علاقتهم بالمدرب او بالإداري ؟ الم نسمع بعض اللاعبين يكيلون التهم لبعض المدربين في وضح النهار بدعاوي وقصص لا اساس لها من الصحه؟.

    ألم نر احدهم وهو يتكلم عن رشا ومبالغ من المال يجب دفعها بغية ضمه الى الفريق بمجرد ما فشل في الاختبار؟ وآخر تحدث عن أمورغير واقعية وأقحم السياسة في الرياضة وشغل بال الجماهير بأمور ثانوية اخرى كون ان المدرب وجد ضالته في لاعب آخر لشغل منصبه؟

    مع ذلك يبقى الأمل قائماً في نفوسنا لاننا نؤمن بأن هناك من سيأتي ويشيع لنا هذه الثقافة المتحضرة ويروّج لهذا المنطق القائم على تقبل وجهات النظرالمختلفة وتفهم الغرض الحقيقي من وراء النقد وهذا ليس بغريب على أبناء الرافدين العظماء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد سبتمبر 22, 2024 1:22 pm