تسافر بي شكوكي لتحطِّ رحالَ الظن مابين شِباكٍ قد نسجته وعودك المنسية , و بين ثوب صبيّة غيري , عطرها يشهد على دفء دمعي . ربما أسامح هجرا غدرَ أجمل أحلامي, لكني لن أغفر لك حين تعبث بجراحي التي ائتمنتكَ عليها يوم لقائنا الأول.
إن حصل و زارني النوم , ألتجئ إلى وسادتي الصغيرة , و أضرم نارا من الأسئلة في رأسي المنهك , لأدخل راحتي المنتظرة في ورطة بالكاد اخترعها , ألملم أجزاء قصتي معك , كذلك ارتب كل مغامراتنا المبعثرة في زواريب الهيام التي يعيش المنتمون إليها تحت رحمة الصبر , أجدُ أننا فعلنا كل شيء إلا الحب , لم نعِ أبجدية الصدق في هوانا قط , كنا نتحدث و نكتب بلغة الشوك التي لم تزهر سوى الألم , لم يبق من حكايتي معك يا صاحب الليل سوى " أنا " , حافية بغير حاضر , محملة بأسماء فتيات كن ضحايا صُدَف مثلي , إني سعيدة بغربتي في شحوب مقلتيك , كما أعتذر لكل مساء تقاسمنا به الملل , ونهضنا نرقص على صوت الخداع سويا تحت أمطار شظايا الغياب بيننا , فربما آن للحزن أن يطيرَ مع اسمك إلى ما وراء أوهامك الرمادية , لأنمو من جديد كفلّة تعبر بها الرياح إلى هذا العالم الهادئ ...