هل يتحول اختيار الشريك من سلوك اجتماعي تحدده العادات
والتقاليد الموروثة والعرف الاجتماعي والمشاعر والأحاسيس الى سلوك الكتروني !! وهل
تنوب التقنيات الحديثة عن الأهل في التقريب والتوفيق والمساعدة في اختيار الشريك!!
أم هل يصبح الكومبيوتر صلة الوصل البديلة لظروف الفصل بين الجنسين!!
واذا افترضنا أن تدخل الأهل لم يعد مقبولاً فهل الاختيار
الالكتروني هو البديل في عصر أصبحت فيه مجالات التعارف أوسع بكثير!؟
إن التعامل مع الانترنت ينتج جملة من الظواهر الاجتماعية
وأساليب تواصل عديدة قد تكون المحادثة أو الدرددشة أبرزها، والدخول الى مواقع
المحادثة هو نوع من الهروب من الهوية الذاتية الى الهوية الافتراضية ، حيث تجري
المحادثة وفق نمط افتراضي يصيغ خلاله المتحدث هوية افتراضية لنفسه ويحاول أن يقنع
الطرف الأخر بهذه الهوية.
يرى علماء الاجتماع أن هذه الظاهرة لها أسبابها وظروفها
الاجتماعية والنفسية وأن تناميها المتسارع يعكس طبيعة الواقع الاجتماعي الذي يعيشه
هؤلاء الأشخاص.
قد يكون هذا الواقع لايسمح بالتواصل بين أفراده إلا وفق آلية
تقليدية ولا يتيح للفرد أن يعيش حياته وفق تصوراته الذاتية، حيث يرى في اللجوء الى
المحادثة عبر الانترنت تعويضاً عن غياب مثيلاتها عن واقعه. وقد يحدث في بعض الأحيان
تحول التعارف الافتراضي الى تعارف فعلي محسوس عبر تتالي المحادثات واختراق كل من
الطرفين للمواصفات الفعلية التي يتصفان بها ، وهذا ما يتجلى عبر حالات زواج تتم من
خلال الدردرشة الالكترونية.
بعض الأشخاص يعترفون بأنهم يدخلون الى مواقع المحادثة بحثا عن
النصف الاخر، معتبرين أن هذه الطريقة أفضل وسيلة للتعبير عن الذات المضطربة
عاطفياً، حيث ينسج كل طرف عالماً افتراضياً بعيداً عن واقعه الفعلي يعيش فيه
معتمداً على إجادته للكذب والخداع والمراوغة وقدرته على الاقناع واتساع مخيلته
للتعبير عن مشاعره وأفكاره والافصاح عن مكبوتاته المختلفة.
إن حالات التعارف عبر الانترنت لاتختلف كثيراً عن الواقع من حيث
الشكل لا المضمون، اذ يشكل الكومبيوتر حجاباً يخفي وراءه من الأشياء الزائفة
الكثير الكافي للحكم على أية واقعة زواج الكتروني بالفشل. ومع ذلك يصر أنصار هذه
الوسيلة على وجود مراحل تمر بها هذه العلاقة، حيث التعارف السطحي والتعارف الحميم
ثم الإعجاب وتقارب الآراء والغايات وصولاً الى اتخاذ القرار , ويستخدم الطرفان
مختلف الإيحاءات العاطفية والجنسية بشكل منفلت من أي رقابة وبعيداً عن أي تقاليد
اجتماعية.
إن الزواج الالكتروني أشبه مايكون بالصيد في المياه العكرة ،
فقد تختلف الصورة الافتراضية بشكل جذري عن الصورة الحقيقة ، وهنا يلعب ذكاء المتلقي
دوراً هاماً في كشف كذب المرسل وادعاءاته وانتحاله صفات مزيفة بغرض الإيقاع به ،
حيث تنتهي هذه العلاقة الى فشل واخفاق ويتحول عشاق الانترنت الى أرامل الانترنت.
إن خصوصية الزواج الالكتروني تكمن في تحرره من العوائق
الاجتماعية والدينية والبيئية واختراقه للبنية الاجتماعية السائدة. لكن أغلب
الزيجات الالكترونية تبوء بالفشل لأن وسائل الاتصال الحديثة قادرة على تقليص
الفوارق الزمانية والمكانية وطمس عناصر الحياء والخوف ، لكنها غير قادرة بأي شكل من
الأشكال على تقليص المفاهيم الأخلاقية والتربوية التي يتمتع بها كل مجتمع.
وائل ديوب
والتقاليد الموروثة والعرف الاجتماعي والمشاعر والأحاسيس الى سلوك الكتروني !! وهل
تنوب التقنيات الحديثة عن الأهل في التقريب والتوفيق والمساعدة في اختيار الشريك!!
أم هل يصبح الكومبيوتر صلة الوصل البديلة لظروف الفصل بين الجنسين!!
واذا افترضنا أن تدخل الأهل لم يعد مقبولاً فهل الاختيار
الالكتروني هو البديل في عصر أصبحت فيه مجالات التعارف أوسع بكثير!؟
إن التعامل مع الانترنت ينتج جملة من الظواهر الاجتماعية
وأساليب تواصل عديدة قد تكون المحادثة أو الدرددشة أبرزها، والدخول الى مواقع
المحادثة هو نوع من الهروب من الهوية الذاتية الى الهوية الافتراضية ، حيث تجري
المحادثة وفق نمط افتراضي يصيغ خلاله المتحدث هوية افتراضية لنفسه ويحاول أن يقنع
الطرف الأخر بهذه الهوية.
يرى علماء الاجتماع أن هذه الظاهرة لها أسبابها وظروفها
الاجتماعية والنفسية وأن تناميها المتسارع يعكس طبيعة الواقع الاجتماعي الذي يعيشه
هؤلاء الأشخاص.
قد يكون هذا الواقع لايسمح بالتواصل بين أفراده إلا وفق آلية
تقليدية ولا يتيح للفرد أن يعيش حياته وفق تصوراته الذاتية، حيث يرى في اللجوء الى
المحادثة عبر الانترنت تعويضاً عن غياب مثيلاتها عن واقعه. وقد يحدث في بعض الأحيان
تحول التعارف الافتراضي الى تعارف فعلي محسوس عبر تتالي المحادثات واختراق كل من
الطرفين للمواصفات الفعلية التي يتصفان بها ، وهذا ما يتجلى عبر حالات زواج تتم من
خلال الدردرشة الالكترونية.
بعض الأشخاص يعترفون بأنهم يدخلون الى مواقع المحادثة بحثا عن
النصف الاخر، معتبرين أن هذه الطريقة أفضل وسيلة للتعبير عن الذات المضطربة
عاطفياً، حيث ينسج كل طرف عالماً افتراضياً بعيداً عن واقعه الفعلي يعيش فيه
معتمداً على إجادته للكذب والخداع والمراوغة وقدرته على الاقناع واتساع مخيلته
للتعبير عن مشاعره وأفكاره والافصاح عن مكبوتاته المختلفة.
إن حالات التعارف عبر الانترنت لاتختلف كثيراً عن الواقع من حيث
الشكل لا المضمون، اذ يشكل الكومبيوتر حجاباً يخفي وراءه من الأشياء الزائفة
الكثير الكافي للحكم على أية واقعة زواج الكتروني بالفشل. ومع ذلك يصر أنصار هذه
الوسيلة على وجود مراحل تمر بها هذه العلاقة، حيث التعارف السطحي والتعارف الحميم
ثم الإعجاب وتقارب الآراء والغايات وصولاً الى اتخاذ القرار , ويستخدم الطرفان
مختلف الإيحاءات العاطفية والجنسية بشكل منفلت من أي رقابة وبعيداً عن أي تقاليد
اجتماعية.
إن الزواج الالكتروني أشبه مايكون بالصيد في المياه العكرة ،
فقد تختلف الصورة الافتراضية بشكل جذري عن الصورة الحقيقة ، وهنا يلعب ذكاء المتلقي
دوراً هاماً في كشف كذب المرسل وادعاءاته وانتحاله صفات مزيفة بغرض الإيقاع به ،
حيث تنتهي هذه العلاقة الى فشل واخفاق ويتحول عشاق الانترنت الى أرامل الانترنت.
إن خصوصية الزواج الالكتروني تكمن في تحرره من العوائق
الاجتماعية والدينية والبيئية واختراقه للبنية الاجتماعية السائدة. لكن أغلب
الزيجات الالكترونية تبوء بالفشل لأن وسائل الاتصال الحديثة قادرة على تقليص
الفوارق الزمانية والمكانية وطمس عناصر الحياء والخوف ، لكنها غير قادرة بأي شكل من
الأشكال على تقليص المفاهيم الأخلاقية والتربوية التي يتمتع بها كل مجتمع.
وائل ديوب