من كتاب الذكاء العاطفي...
تاليف :دانييل جولمان
..............................................
تاليف :دانييل جولمان
..............................................
في دماغنا عقلان
(إليكم هذه القصة التي حكتها لي صديقة بعد طلاقها من زوجها
وانفصالها ا لمؤلم. قالت لي إن زوجها وقع في حب زميلة له في العمل
تصغرها في العمر. وفجأة أعلن عزمه على ترك أسرته ليعيش مع حبيبته
بعد فترة من ا لمشاحنات بينهما حول الشقة والنقود ورعاية الأولاد. وبعد
مضي أشهر عدة من هذا الحدث قالت لي صديقتي إن استقلالها اليوم
عن زوجها يناسبها تماما وإنها سعيدة لأنها أصبحت لك قرارها وقالت:
وهاأنااليوم لم أعد أفكر فيه على الإطلاق ولم يعد يهمني حقا . لكنها
حين نطقت بهذه الجملة اغرورقت عيناها بالدموع.
من السهل أن تمر لحظة هذه العيون الدامعة من دون ملاحظة لكن
التعاطف مع إنسان تدمع عيونه يعني أن هذا الإنسان حزين على الرغم
من كلماته التي تنطق بعكس ذلك. تلك العيون الدامعة تؤكد معنى واضحا
مثلما يحدث عندما تقرأ كلمات مطبوعة في كتاب , معنى بعضها من فعل
العقل العاطفي والآخر من فعل العقل ا لمنطقي أي أن لدينا في الحقيقة
والواقع عقلين عقل يفكر وعقل يشعر .
هاتان الطريقتان المختلفتان اختلافا جوهريا للمعرفة تتفاعلان لبناء
حياتنا العقلية. الأولى طريقة العقل ا لمنطقي وهي طريقة فهم ما ندركه
تمام الإدراك والواضح وضوحا كاملا في وعينا وما يحتاج منا إلى التفكير
فيه بعمق وتأمله. ولكن ... إلى جانب هذا هناك نظام آخر للمعرفة قوي
ومندفع وأحيانا غير منطقي. هذا النظام هو العقل العاطفي.
ويقترب هذا التقسيم الثنائي إلى عاطفي ومنطقي من التمييز الشائع
بين العقل والقلب. فحين يعرف الإنسان بقلبه أن هذا الشيء صحيح فهذا
أمر يختلف عن الاقتناع نوع من ا لمعرفة أعمق من اليقين وأكثر من الفكير
فيه بالعقل ا امنطقي. فهناك علاقة طردية بين سيطرة العواطف وسيطرة
ا لمنطق على العقل فكلما كانت ا لمشاعر أكثر حدة زادت أهمية العقل العاطفي
وأصبح العقل ا لمنطقي أقل فاعلية.
)
(إليكم هذه القصة التي حكتها لي صديقة بعد طلاقها من زوجها
وانفصالها ا لمؤلم. قالت لي إن زوجها وقع في حب زميلة له في العمل
تصغرها في العمر. وفجأة أعلن عزمه على ترك أسرته ليعيش مع حبيبته
بعد فترة من ا لمشاحنات بينهما حول الشقة والنقود ورعاية الأولاد. وبعد
مضي أشهر عدة من هذا الحدث قالت لي صديقتي إن استقلالها اليوم
عن زوجها يناسبها تماما وإنها سعيدة لأنها أصبحت لك قرارها وقالت:
وهاأنااليوم لم أعد أفكر فيه على الإطلاق ولم يعد يهمني حقا . لكنها
حين نطقت بهذه الجملة اغرورقت عيناها بالدموع.
من السهل أن تمر لحظة هذه العيون الدامعة من دون ملاحظة لكن
التعاطف مع إنسان تدمع عيونه يعني أن هذا الإنسان حزين على الرغم
من كلماته التي تنطق بعكس ذلك. تلك العيون الدامعة تؤكد معنى واضحا
مثلما يحدث عندما تقرأ كلمات مطبوعة في كتاب , معنى بعضها من فعل
العقل العاطفي والآخر من فعل العقل ا لمنطقي أي أن لدينا في الحقيقة
والواقع عقلين عقل يفكر وعقل يشعر .
هاتان الطريقتان المختلفتان اختلافا جوهريا للمعرفة تتفاعلان لبناء
حياتنا العقلية. الأولى طريقة العقل ا لمنطقي وهي طريقة فهم ما ندركه
تمام الإدراك والواضح وضوحا كاملا في وعينا وما يحتاج منا إلى التفكير
فيه بعمق وتأمله. ولكن ... إلى جانب هذا هناك نظام آخر للمعرفة قوي
ومندفع وأحيانا غير منطقي. هذا النظام هو العقل العاطفي.
ويقترب هذا التقسيم الثنائي إلى عاطفي ومنطقي من التمييز الشائع
بين العقل والقلب. فحين يعرف الإنسان بقلبه أن هذا الشيء صحيح فهذا
أمر يختلف عن الاقتناع نوع من ا لمعرفة أعمق من اليقين وأكثر من الفكير
فيه بالعقل ا امنطقي. فهناك علاقة طردية بين سيطرة العواطف وسيطرة
ا لمنطق على العقل فكلما كانت ا لمشاعر أكثر حدة زادت أهمية العقل العاطفي
وأصبح العقل ا لمنطقي أقل فاعلية.
)