حاول المفكر العربي العريق ابن خلدون يوماً الحصول على خبايا المجتمع وتكوينه وخصوصيته من خلال الموسيقا وقطع في هذا شوطا لكنه توقف ولم يكمل وقال قولته الشهيرة: لكي تتعرف على التطور الحضاري لجماعة فاستمع إلى مغناها.
اليوم تسير الموسيقا في سورية على مهل وكأنها تحيا في مرابعها ، ليس ثمة ثورة بالمعنى الدقيق وليس من ترهل..الكوادر الموسيقية تم ويتم تأهيلها وفق أحدث المناهج العالمية والأمسيات تقام اسبوعيا على مدار العام وفي أكثر من مكان والمسابقات السنوية حاضرة للعود والبيانو، أما الغناء فلا تزال غائبة منذ توقفت دورات مهرجان الأغنية عن الانعقاد. قبل بضع سنوات.
رغم أهمية التأهيل والحفلات إلا أن الأغنية هي الأكثر حضورا على المستوى العام والشخصي، فمع تراكم الأصوات المتميزة من خريجي المعهد العالي كلبانة قنطار ورشا رزق، شذا الحايك ، نهى ظروف ، ليندا بيطار، أيهم أبو عمار ، شادي علي..وأسماء كثيرة لديها الموهبة والعلم في أعلى درجاته، لكنهم ينكفؤون بعد التخرج على أنفسهم، والسبب غياب مؤسسات الإنتاج الفني وشركات التسويق وصناعة النجوم..وهذا ما لم يخطر ببال ابن خلدون عندما درس علاقة الموسيقا بتطور المجتمع.
ما نحتاجه ليس تطويرا على مقولة ابن خلدون إنما استثمارا اقتصاديا يضع الموسيقا وما وصلت إليه في سورية في المكان الذي تستحق.
فأين نحن من هذا ؟؟ يا هذاا
ملطوش شوي