سؤال تراكم في بريدي الالكتروني عبر رسائل تفوح منها رائحة عطر مجهول.. تراكم إلى درجة لم أستطع معها إلا أن أخرجه إلى العلن.. لماذا يخون الرجل؟ سؤال يوحي أن الخيانة مرتبطة فقط برجل يخون!!.. لا تعجبوا من نقص الإجابة؛ فالسؤال ينقصه الكثير.. ويجب أن يكون لماذا يخون الرجل المرأة مع امرأة غيرها؟ .. هنا سنتأكد أن الخائن كلاهما (المرأة والرجل)!!
ولكن لماذا يخون الرجل؟
النساء الأكثر تطرفاً يعتبرن أن الرجل خائن بطبعه. أما اللواتي يملن إلى الاعتدال، فيعتبرن أن سلوك الخيانة نتاج مجتمع ذكوري، يبيح للرجل أن يتصرف على هواه دون احترام لمشاعر امرأة معه.. أما الفئة الثالثة، فتبادل الخيانة بالخيانة، وهن غير عابئات بأي نظرية اجتماعية، سوى ما تعلق منها بمفهوم الانتقام العاجل..
الخيانة تحدث في حالة واحدة وهي أن لا يمتلك الرجل مشاعر حقيقية تمنعه من الخيانة.. ومن هي المرأة القادرة أن تبقي عند الرجل مشاعر حقيقية تجاهها.. «سؤال برسم كل نساء هذا الزمن»
تجربة بعد تجربة، وقصة بعد قصة، وفاجعة بعد فاجعة، وكذبة بعد كذبة.. اكتشفت أن الرجل الشرقي « المحكوم مثل المرأة بذكورية المجتمع».. يبحث عن حياة نظيفة، يريد أن يبقى قلبه لامرأة واحدة، وأن يحتفظ بمشاعره لها وحدها، أن يكون أميناً على سر العلاقة معها، أن يدافع عن تفاصيل الروح والجسد التي جمعتهما في لحظة حب.. وهنا سأختبر للمرة الأولى حقي في أن أدافع عن رجل ظنت النظريات النسوية الجديدة أنه أنهك حتى آخر قطرة الرجولة فيه.. سأختبر حقي في الدفاع عن كل المشاعر النبيلة والنظيفة التي عاشها واحتفظ بها رجل لامرأة.. مشاعر لم تر فيها إلا ضعفاً وتخلياً عن طبيعة أصيلة عاشت بينهما منذ وجدا على هذا الكوكب.. المرأة لا تريد رجلاً يحبها!!! وعندما يفعل، وعندما يعبر لها عن حبه، وعندما يعتذر عن خطأ وعن هفوة وعن ارتباك في العلاقة.. تجدها تمعن في إهانته، معتقدة أنها تعيد التوازن إلى قوتها المفقودة أمامه.. الخيانة ليست من فعل رجل، وهي ليست حكراً على الرجل، كما أنها ليست خيانة، كما تم توصيفها سابقاً ولاحقاً.. أنا لا أخون من أحب.. إلا إذا كان لا يستحق مشاعري.. الرجل يحب أن يعطي، ويعطي، ويعطي.. إلى النهاية، ولكن،فقط، لامرأة تستحق هذا العطاء.
وهناك الكثيرات اللواتي يمنحن عطاءً بعطاء.. لكن تعالوا نفسر فعل الخيانة من جديد؛ هل إذا خان الجسد، فإن الروح والقلب يخونان أيضاً.. كم رجل يمشي مع امرأة غير حبيبته وقلبه مازال معلقاً بها(حبيبته)، وكم امرأة تمسك بيد رجل آخر وهي تتمنى أن تكون يد حبيبها..
الخيانة فعل القلب وليست فعل الجسد.. أليس كذلك؟!!
-- أحمد تيناوي