نعم لا تطلب منهم ذلك. لأن طلبك من الآخرين أن يحترموك… هو من دلالات ضعف تقديرك لذاتك!!! لذلك افترض أنت، بكل ثقة، أنك محترم… وتعامل مع كل أحد، حتى مع من تهابهم من الأكابر على أساس ذلك.. تجد المقابل يتلقى منك ذلك الاحترام ويقر به بل… ويذعن له. يسألني سائل كيف يمكن لي أن أفرض احترامي؟. فأجيب: إن المحترم لا يفكر في فرض احترامه على الآخرين، بل إنه يفترضه في نفسه، ويرى فضل ربه فيها وعليها، ويركز على كيفية رفع قدرها،.. شكرا لله وطاعة له.. إذ أمره بتزكيتها.
الطغرائي يقول في (لامية العجم): غالى بنفــسي عرفــاني بقيمتها فصنتـها عن رخيـص القــدر مبتذل وعادة النصل أن يزهو بجوهره وليــس يعــمــل إلا في يــدي بطل هو يقول: أن السيف اللامع الصقيل يجذب إليه الأنظار، ولا حاجة لأن تقوم بتسويقه، خاصة إذا كان من يحمله بطلا يفتخر السيف به. ومعنى ذلك هو أن النفس التي يعرفها صاحبها حق المعرفة، ويعمل على ارتقائها، ويجعل همه تطويرها، وإزالة شوائبها، وتقريبها للمعالي، لا يشغل بال صاحبها أن كانت محترمة عند الناس… أم لا.. لأنها محترمة مبجلة عند صاحبها قبل أن تكون محترمة عند الآخرين…. وهذا لديه هو الأهم !!
وأنت يا أختي، إن كنت لا تريدين أن تخصصي لنفسك وقتا لتزكيتها والارتقاء بها،.. فكيف ترتقين في عيني زوجك الذي تقولين بأنه يكثر من إهانتك؟. وكيف يهتم بك أولادك أو يراعون مشاعرك؟. لقد شغلتك أعمال البيت اليومية، والانهماك بتدريس الأطفال، وتفاصيل حياتك الكادحة المكدودة، عن أن تتلذذي في صلاتك، أو أن تهتمهي بجسمك، أو أن ترتاحي في وقت القيلولة، أو حتى أن تصادقي النافعات من الصالحات… ودعواك في هذا هي… من أين آتي بالوقت، لأقوم بذلك كله؟ لقد هنت على نفسك ولم تضعيها في أول الركب… فهنت على زوجك وأولادك. حتى أنهم اعتبروك أحيانا: خادمة… ليس إلا… الوقت الذي تزعمين أنه شحيح سيأتي عندما تعزمين وتجزمين على أن تنهضي من وسط ركامك النفسي، وتلملمي أشلائك، وتجمعين شعث نفسك.
عن بن عباس رضي الله عنهما قال: بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فلما صلى ركعتي الفجر، قال: “اللهم إني أسألك رحمة من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي.. ” إلى آخر الحديث الذي رواه الترمذي. هذا قدوتك صلى الله عليه وسلم يخصص ذلك الوقت الثمين، يدعو ربه فيه أن يجمع من نفسه الزكية النقية ما قد يكون تفرق – حاشاه. لكنه قدوة الضعيف من أمثالي وأمثالك… فيعلمنا أن لا نتساهل في جمع ذواتنا التي هي عرضة دائما للتشتت والفوضى. ذواتكم هي مركباتكم للوصول إلى الاحترام، فأوصلوها بحسن القيادة، ووضوح خريطة الطريق الموصل لتلك الغاية.
للدكتور/ إبراهيم الخليفي
الطغرائي يقول في (لامية العجم): غالى بنفــسي عرفــاني بقيمتها فصنتـها عن رخيـص القــدر مبتذل وعادة النصل أن يزهو بجوهره وليــس يعــمــل إلا في يــدي بطل هو يقول: أن السيف اللامع الصقيل يجذب إليه الأنظار، ولا حاجة لأن تقوم بتسويقه، خاصة إذا كان من يحمله بطلا يفتخر السيف به. ومعنى ذلك هو أن النفس التي يعرفها صاحبها حق المعرفة، ويعمل على ارتقائها، ويجعل همه تطويرها، وإزالة شوائبها، وتقريبها للمعالي، لا يشغل بال صاحبها أن كانت محترمة عند الناس… أم لا.. لأنها محترمة مبجلة عند صاحبها قبل أن تكون محترمة عند الآخرين…. وهذا لديه هو الأهم !!
وأنت يا أختي، إن كنت لا تريدين أن تخصصي لنفسك وقتا لتزكيتها والارتقاء بها،.. فكيف ترتقين في عيني زوجك الذي تقولين بأنه يكثر من إهانتك؟. وكيف يهتم بك أولادك أو يراعون مشاعرك؟. لقد شغلتك أعمال البيت اليومية، والانهماك بتدريس الأطفال، وتفاصيل حياتك الكادحة المكدودة، عن أن تتلذذي في صلاتك، أو أن تهتمهي بجسمك، أو أن ترتاحي في وقت القيلولة، أو حتى أن تصادقي النافعات من الصالحات… ودعواك في هذا هي… من أين آتي بالوقت، لأقوم بذلك كله؟ لقد هنت على نفسك ولم تضعيها في أول الركب… فهنت على زوجك وأولادك. حتى أنهم اعتبروك أحيانا: خادمة… ليس إلا… الوقت الذي تزعمين أنه شحيح سيأتي عندما تعزمين وتجزمين على أن تنهضي من وسط ركامك النفسي، وتلملمي أشلائك، وتجمعين شعث نفسك.
عن بن عباس رضي الله عنهما قال: بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فلما صلى ركعتي الفجر، قال: “اللهم إني أسألك رحمة من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي.. ” إلى آخر الحديث الذي رواه الترمذي. هذا قدوتك صلى الله عليه وسلم يخصص ذلك الوقت الثمين، يدعو ربه فيه أن يجمع من نفسه الزكية النقية ما قد يكون تفرق – حاشاه. لكنه قدوة الضعيف من أمثالي وأمثالك… فيعلمنا أن لا نتساهل في جمع ذواتنا التي هي عرضة دائما للتشتت والفوضى. ذواتكم هي مركباتكم للوصول إلى الاحترام، فأوصلوها بحسن القيادة، ووضوح خريطة الطريق الموصل لتلك الغاية.
للدكتور/ إبراهيم الخليفي