ضحايا وزارة التعليم بعشرات الآلاف ... الزام الطلاب باختبارات شروطها غامضة ونتائجها كارثية !!
دمشق- سيريانديز
نجحت وزارة التعليم العالي بابتكار اسلوب "جهنمي" للإيقاع بعشرات الآلاف من الناجحين بالثانوية العامة وتحطيم طموحاتهم وآمالهم للحؤول دون قبولهم في الكليات الجامعية بشروط سليمة وواضحة لاتحتمل أكثر من تأويل أو تفسير واحد!
لاندري من هو العبقري الذي تفتقت ذهنيته عن فكرة "الإختبارات " الإلزامية للإشتراك بالمفاضلة العامة في عدة إختصاصات كهندسة العمارة والإعلام والفنون الجميلة واللغات ..!
ولكن مهما كانت نوايا وأهداف هذا العبقري فإننا نهنئه فقد تحقق مرماه وما عليه سوى القيام بجولة على مراكز التسجيل في جامعة دمشق ليرى الإزدحام والتدافش من كل حدب وصوب ولعله فعلها فامتلأ سرورا وابتهاجا وهو يرى صنيعة يداه بحق أكثر من 50 ألف طالب!
مايجري منذ صباح الأحد الماضي في مراكز التسجيل الألكترونية في دمشق لايمكن وصفه فهو لوحة سيريالية نموذجية للفوضى "غير الخلاقة" ..ترى هل هو مقصود ؟
مجلس التعليم العالي اجتمع وقرر بناء على اقتراح "عبقري ما" أن يجري إختبارات خاصة للطلاب الراغبين التسجيل في بعض الكليات ..
حسنا المجلس قرر ولكن قبل أن نناقش صوابية الإقتراح نسأل:هل أحسن مجلس التعليم العالي التنفيذ ؟
المشاهد أمام مراكز التسجيل والتي لاتتجاوز الخمسة تؤكد أن المجلس فشل فشلا ذريعا ..ولم يحاول –مجرد محاولة – لاستدراك الفوضى المستمرة خلال الدوام الرسمي!
خمسة مراكز لخمسين ألف طالب .. هل هذا معقول؟
ترى الم يسأل أحد من أعضاء مجلس التعليم العالي كيف يمكن لمركز بعدد محدود من الموظفين انجاز عمليات التسجيل لعشرة آلاف طالب خلال خمسة أيام بطريقة حضارية تريح الطلاب ولا تشكل ضغطا على الموظفين ؟
طبعا لم يسأل أحد لأن مجلس التعليم العالي برئاسة الوزير قرر على الورق ومن خلف المكاتب ..وما على الموظفين والطلاب سوى التنفيذ دون اعتراض وإلا الحرمان من المفاضلة ومن القبول في الجامعات!
والأسوأ من الإزدحام ماجرى مع الكثير من الطلاب أثناء التسجيل .. والكارثة القادمة والتي ستتجاوز الصدمة بكثير أن الطلاب الناجحين في الإختبارات بانتظارهم مفاجأة من العيار الثقيل إذا اختاروا في طلبات مسابقات الإختبارات "المفاضلة العامة" ..!
ففي حال نجح الطالب في الإختبار المطلوب لكن علاماته لاتؤهله بعد إعلان نتائج المفاضلة النهائية التسجيل في الكلية التي نجح باختبارها ..فإنه يحرم من التسجيل في التعليم الموازي أيضا حتى لو كانت علاماته كافية ..أي أصبح خارج التعليم العالي!
قد لايفهم كثيرون مانقول ..والكل معذور باستثناء رئيس وأعضاء مجلس التعليم العالي وبعض المقربين الذين وضعوا شروطا غير معلنة للإختبارات!
تصوروا حتى الموظفين المكلفين بالتسجيل الألكتروني غير مستوعبين لشروط الإختبارات لتدارك مالم يكن في حسبان الطلاب ؟
هل هذا كل شيئ ..؟
طبعا لا..فالمفاجأت متتالية ..والآتي قد يكون أعظم!
طالب أخطأ موظف بإدخال اسمه الصحيح "ناقص أو زائد" حرف .. مالعمل ؟
لم يعد بمقدور الموظف التصحيح بعد إنجاز عملية الإدخال الألكتروني .. مالحل؟
على الطالب "حسب نصيحة الموظف" الجري بسرعة الصاروخ إلى وزارة التعليم وتقديم شكوى خطية يشرح فيها الخطأ وطلب تصحيحه ..وكل ذلك خلال يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر..!
طالب آخر طلب تسجيله باختبارين ..بعد تلقين الكومبيوتر بالمعلومات تخرج ورقة من الطابعة فيها اختبار واحد .. يتفاجأ الطالب ويسأل: اين الإختبار الثاني ؟
ونحن نسال: هل طار الإختبار الثاني بفعل خطأ من الموظف أم خلل في الكومبيوتر !
لاهذا ولا ذاك .. مهندس المعلوماتية المتواجد في أقسام التسجيل وحده يعرف الجواب ولكنه بدل أن يشرح للطالب المشكلة يطلب منه العودة في اليوم التالي للتسجيل في الإختبار الثاني .. أي على هذا الطالب وامثاله كثر أن يخصص يوما جديدا للخوض في الإزدحام لعدة ساعات!
أما ماحصل مع أمثال هذا الطالب فهو أن كل قاعة إختبارات تحتوي على عدد من المقاعد..وبما أن التسجيل الكتروني فإن الكومبيوتر يتوقف عن تسجيل الطلبات بعد امتلاء القاعة بالأسماء!
هذه بعض الإشكالات التي عرفناها من بعض الطلاب..مع مفاجآت بانتظار آلاف الطلاب في المفاضلة القادمة بعد النجاح بالإختبارات!
ماجرى وما سيجري يتطلب فتح تحقيق موضوعي لمعرفة المسؤولين عن التلاعب بمصير أكثر من خمسين ألف طالب !
لايكفي أن نسمع تصريحات المسؤولين في وزارة التعليم العالي لوكالة سانا ..فأقوالهم مناقضة تماما لأفعالهم على الأرض!
مهما حاولوا تجميل بدعة "الإختبارات" وبأنها لصالح الطلاب.. فهي ليست سوى مفاضلة صغرى هدفها تقليص عدد الطلاب المسموح لهم بالتقدم للمفاضلة العامة والتعليم الموازي!
عمليا الطالب أصبح ملزما باجتياز ثلاث مراحل:
- الأولى: الثانوية العامة بعلامات عالية تسمح بالدخول في المفاضلة وتعمل وزارة التعليم على رفع العلامات لتقترب عاما بعد عام من النهاية العظمى .
- الثانية:الإختبارات التي بدأت العام الحالي وقد يزداد عددها لتشمل معظم الكليات !
- الثالثة: المفاضلة العامة ونتائجها غير مضمونة إلا للطلاب الذين حصلوا على 95% من المجموع بعد طي مادة التربية الدينية.
ولا أحد يدري إلى أي مدى سيصل مجلس التعليم العالي باتخاذه قرارات وإجراءات وأساليب بهدف الحد ما أمكن من وصول الطلاب إلى التعليم العالي خلافا لجميع دول العالم!
سيريانديز
الأربعاء 2010-07-21
دمشق- سيريانديز
نجحت وزارة التعليم العالي بابتكار اسلوب "جهنمي" للإيقاع بعشرات الآلاف من الناجحين بالثانوية العامة وتحطيم طموحاتهم وآمالهم للحؤول دون قبولهم في الكليات الجامعية بشروط سليمة وواضحة لاتحتمل أكثر من تأويل أو تفسير واحد!
لاندري من هو العبقري الذي تفتقت ذهنيته عن فكرة "الإختبارات " الإلزامية للإشتراك بالمفاضلة العامة في عدة إختصاصات كهندسة العمارة والإعلام والفنون الجميلة واللغات ..!
ولكن مهما كانت نوايا وأهداف هذا العبقري فإننا نهنئه فقد تحقق مرماه وما عليه سوى القيام بجولة على مراكز التسجيل في جامعة دمشق ليرى الإزدحام والتدافش من كل حدب وصوب ولعله فعلها فامتلأ سرورا وابتهاجا وهو يرى صنيعة يداه بحق أكثر من 50 ألف طالب!
مايجري منذ صباح الأحد الماضي في مراكز التسجيل الألكترونية في دمشق لايمكن وصفه فهو لوحة سيريالية نموذجية للفوضى "غير الخلاقة" ..ترى هل هو مقصود ؟
مجلس التعليم العالي اجتمع وقرر بناء على اقتراح "عبقري ما" أن يجري إختبارات خاصة للطلاب الراغبين التسجيل في بعض الكليات ..
حسنا المجلس قرر ولكن قبل أن نناقش صوابية الإقتراح نسأل:هل أحسن مجلس التعليم العالي التنفيذ ؟
المشاهد أمام مراكز التسجيل والتي لاتتجاوز الخمسة تؤكد أن المجلس فشل فشلا ذريعا ..ولم يحاول –مجرد محاولة – لاستدراك الفوضى المستمرة خلال الدوام الرسمي!
خمسة مراكز لخمسين ألف طالب .. هل هذا معقول؟
ترى الم يسأل أحد من أعضاء مجلس التعليم العالي كيف يمكن لمركز بعدد محدود من الموظفين انجاز عمليات التسجيل لعشرة آلاف طالب خلال خمسة أيام بطريقة حضارية تريح الطلاب ولا تشكل ضغطا على الموظفين ؟
طبعا لم يسأل أحد لأن مجلس التعليم العالي برئاسة الوزير قرر على الورق ومن خلف المكاتب ..وما على الموظفين والطلاب سوى التنفيذ دون اعتراض وإلا الحرمان من المفاضلة ومن القبول في الجامعات!
والأسوأ من الإزدحام ماجرى مع الكثير من الطلاب أثناء التسجيل .. والكارثة القادمة والتي ستتجاوز الصدمة بكثير أن الطلاب الناجحين في الإختبارات بانتظارهم مفاجأة من العيار الثقيل إذا اختاروا في طلبات مسابقات الإختبارات "المفاضلة العامة" ..!
ففي حال نجح الطالب في الإختبار المطلوب لكن علاماته لاتؤهله بعد إعلان نتائج المفاضلة النهائية التسجيل في الكلية التي نجح باختبارها ..فإنه يحرم من التسجيل في التعليم الموازي أيضا حتى لو كانت علاماته كافية ..أي أصبح خارج التعليم العالي!
قد لايفهم كثيرون مانقول ..والكل معذور باستثناء رئيس وأعضاء مجلس التعليم العالي وبعض المقربين الذين وضعوا شروطا غير معلنة للإختبارات!
تصوروا حتى الموظفين المكلفين بالتسجيل الألكتروني غير مستوعبين لشروط الإختبارات لتدارك مالم يكن في حسبان الطلاب ؟
هل هذا كل شيئ ..؟
طبعا لا..فالمفاجأت متتالية ..والآتي قد يكون أعظم!
طالب أخطأ موظف بإدخال اسمه الصحيح "ناقص أو زائد" حرف .. مالعمل ؟
لم يعد بمقدور الموظف التصحيح بعد إنجاز عملية الإدخال الألكتروني .. مالحل؟
على الطالب "حسب نصيحة الموظف" الجري بسرعة الصاروخ إلى وزارة التعليم وتقديم شكوى خطية يشرح فيها الخطأ وطلب تصحيحه ..وكل ذلك خلال يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر..!
طالب آخر طلب تسجيله باختبارين ..بعد تلقين الكومبيوتر بالمعلومات تخرج ورقة من الطابعة فيها اختبار واحد .. يتفاجأ الطالب ويسأل: اين الإختبار الثاني ؟
ونحن نسال: هل طار الإختبار الثاني بفعل خطأ من الموظف أم خلل في الكومبيوتر !
لاهذا ولا ذاك .. مهندس المعلوماتية المتواجد في أقسام التسجيل وحده يعرف الجواب ولكنه بدل أن يشرح للطالب المشكلة يطلب منه العودة في اليوم التالي للتسجيل في الإختبار الثاني .. أي على هذا الطالب وامثاله كثر أن يخصص يوما جديدا للخوض في الإزدحام لعدة ساعات!
أما ماحصل مع أمثال هذا الطالب فهو أن كل قاعة إختبارات تحتوي على عدد من المقاعد..وبما أن التسجيل الكتروني فإن الكومبيوتر يتوقف عن تسجيل الطلبات بعد امتلاء القاعة بالأسماء!
هذه بعض الإشكالات التي عرفناها من بعض الطلاب..مع مفاجآت بانتظار آلاف الطلاب في المفاضلة القادمة بعد النجاح بالإختبارات!
ماجرى وما سيجري يتطلب فتح تحقيق موضوعي لمعرفة المسؤولين عن التلاعب بمصير أكثر من خمسين ألف طالب !
لايكفي أن نسمع تصريحات المسؤولين في وزارة التعليم العالي لوكالة سانا ..فأقوالهم مناقضة تماما لأفعالهم على الأرض!
مهما حاولوا تجميل بدعة "الإختبارات" وبأنها لصالح الطلاب.. فهي ليست سوى مفاضلة صغرى هدفها تقليص عدد الطلاب المسموح لهم بالتقدم للمفاضلة العامة والتعليم الموازي!
عمليا الطالب أصبح ملزما باجتياز ثلاث مراحل:
- الأولى: الثانوية العامة بعلامات عالية تسمح بالدخول في المفاضلة وتعمل وزارة التعليم على رفع العلامات لتقترب عاما بعد عام من النهاية العظمى .
- الثانية:الإختبارات التي بدأت العام الحالي وقد يزداد عددها لتشمل معظم الكليات !
- الثالثة: المفاضلة العامة ونتائجها غير مضمونة إلا للطلاب الذين حصلوا على 95% من المجموع بعد طي مادة التربية الدينية.
ولا أحد يدري إلى أي مدى سيصل مجلس التعليم العالي باتخاذه قرارات وإجراءات وأساليب بهدف الحد ما أمكن من وصول الطلاب إلى التعليم العالي خلافا لجميع دول العالم!
سيريانديز
الأربعاء 2010-07-21