ليس مفهوم الحب الأول مجرد أسطورة، بل هو ظاهرة واقعية! غالباً ما يكون جارفاً، عاصفاً، ممتعاً. يبقى هذا الحب على مرّ السنوات محفوراً في ذاكرتنا. لكن ما هو ثمن ذلك؟ حين تبقى تلك الذكرى
حيّة في صلب حياتنا بعد مرور زمن طويل، يجب الحذر من مشاعر الحنين التي تبقى محصورة في داخلنا وتؤثر على مسار حياتنا الراهنة.
تروي هدى، 27 عاماً، تجربتها مع الحب بألم كبير: 'لا يمكنني أن أنسى حتى بعد مرور 8 سنوات. قابلتُ حبيبي الأول في سن التاسعة عشرة. كان هذا الحب الأكبر في حياتي. كنت مستعدة لفعل أي شيء من أجله، حتى اللحاق به حين سافر إلى الخارج. منذ انفصالنا، لم أتعرّف الى أي شخص آخر. يبقى حبيبي الأول بالنسبة إليّ الرجل المثالي. خلال فترة معينة، لم أكفّ عن التفكير به، وقد وصل بي الأمر إلى حدّ الهوس. أضعتُ نفسي بسبب هذه التجربة ولم أتوصّل إلى فتح صفحة جديدة من حياتي أو التفكير بأمور أخرى. أدرك جيداً أنني لن أستأنف علاقتي به لكني أعرف في داخلي أنني لا أريد سواه. تزوّج منذ مدّة، حتى أني حضرت حفلة زفافه. ما زلت أقابله من وقت لآخر، فتشتدّ رغبتي في لقائه مجدداً رغماً عني. حتى أنني أتمنى أحياناً أن يترك زوجته. الأمر أقوى مني! لا أعرف كيفية قطع كلّ صلة به. أعرف أنها مجرد علاقة وهمية وأدرك ضرورة أن أقابل شخصاً آخر لأن هذه الحالة تعيق مسار حياتي. لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ أتساءل أحياناً عما إذا كانت لحظات السعادة القليلة عند لقائه توازي هذا الألم والتخبّط الدائمين في حياتي. أنا ببساطة مغرمة!'.
وفقاً لعلماء النفس، تكون المرأة أكثر عرضةً للدخول في دوّامة من الصراع العاطفي التدريجي ولا تتمكن من الخروج منها بسهولة. تكثر التجارب العاطفية من هذا النوع. لا يستغرب الخبراء مدى أهمية الحب الأول، كونه يشكّل أول اكتشاف بالنسبة إلى أي شخص، فيترك أثراً عميقاً في الدماغ. يضع الفرد أول شخص يحبّه في 'قالب' مثالي ويسعى طوال حياته إلى إيجاد شخص آخر يتميّز بالصفات 'المثالية' عينها. لكن قد تتحول عملية البحث هذه إلى هوس حقيقي. قد يصبح الحب الكبير عامل ضرر خطيراً! حتى أنه يُفسد حياة البعض مدى العمر، فيبقى الشخص عالقاً في ماضيه ويرفض المضيّ قدماً ومقابلة أشخاص آخرين. يجب الاقتناع باحتمال ظهور حبّ جديد شرط استقباله ونسيان الماضي.
'حداد' على الحب الأول!
وفقاً لعلماء النفس، لا
ضرورة لدفن هذا الحب الأول إلى الأبد، لكن يشكّل 'الحداد' على تلك العلاقة عملية نفسية طبيعية. أول ما يجب فعله هو العمل على تصحيح الذات والتخيّلات وتصرفات الهوس عبر الاعتراف بأن ذلك الحب الأول لم يكن مثالياً فعلاً. لا ضرورة لنسيانه كلياً بل الاقتناع بأنه جزء من الماضي. في هذا الإطار، تقول إحدى السيدات التي طبّقت هذه المقاربة: 'قابلتُ حبيبي الأول في سن السادسة عشرة. كان حباً عاصفاً وفريداً من نوعه لأنني لم أشعر بالأحاسيس نفسها مع أحد سواه. حين قابلتُ زوجي الراهن، كلّمته عن الأمر لأن شبح الحب الأول كان يقف بيننا. حتى أنني رفضت التخلّص من هدية قدّمها إليّ حبيبي الأول طوال عام. مع مرور الوقت، تعلّمتُ حجز هذا الحب في زاوية دفينة من عقلي إلى أن قابلته أخيراً. كان للقائه وقع هائل عليّ! لم يتغيّر فيه شيء وأوشكت على الإغماء لدى رؤيته. لهذا السبب لا أستطيع نسيانه! كلما رأيته ينقلب كياني! قبل أسبوع من هذا اللقاء، شعرتُ بتوتّر هائل ورحتُ أتساءل عن الملابس التي يجب ارتداؤها وكأني مراهقة طائشة! لكني أعرف ألا مجال للعودة إلى الوراء. أنا متزوّجة الآن من رجل أحبّه. أما الحب الأول، فهو مجرد قصّة من الماضي. اليوم، أتذكّر أحياناً ذلك الحب لكني أبقيه في مكان دفين من أعماقي'.
الحب الأول... ثلاثة أوهام!
ربما تكمن الصعوبة في بدء حياة جديدة بعد اختبار الحب الأول في طبيعة هذا الحب العميق. يرى الخبراء ضرورة التمييز بين الحب الكبير والحب الحقيقي، إذ يُطبَع النوع الأول بثلاثة أوهام كبيرة. يتمثّل الوهم الأول باعتبار الحبيب مثالياً والمبالغة في تقييم العلاقة الأولى. في هذه الحالة، يرى العاشق أنّ حبيبه هو الأفضل والأروع وأنه يملك جميع المواصفات المنشودة. يتمثّل الوهم الثاني بمفهوم 'توأم الروح'، أي الاقتناع بأنّ طرفي العلاقة متشابهان في كلّ شيء. أما الوهم الثالث، فيتمثّل بالتماهي مع الآخر. ما إن يبدأ الواقع بالتسلل إلى حياة الحبيبين وتبدأ ظلال الروتين اليومي بالتخييم على العلاقة، تسقط الأوهام. عندها يدرك الطرفان أن الآخر ليس بطلاً فعلياً وأنه مختلف على جميع المستويات! يشرح الخبراء أنّ الحب الحقيقي يعني تقبّل الآخر حتى لو كان مختلفاً. يتميّز الحب الحقيقي بالانتقال من مرحلة التماهي مع الآخر إلى استقلالية الطرفين. يذهب بعض علماء النفس إلى حدّ التشديد على ضرورة الشعور بالخيبة من الشريك وتقبّلها. بهذه الطريقة، يستوعب الفرد اختلاف الآخر ويدرك احتمال عدم الشعور بال
رضى الدائم معه. قد لا يكون الوضع حباً كبيراً فعلياً بل مجرد توهّم. عند إدراك ذلك، يمكن الحصول على المواساة اللازمة.
عيش حب جديد
على المرء أن يسعى إلى عيش حب جديد لكن بطريقة مختلفة. قد يكون القول أسهل من الفعل، إذ لا وجود لحلّ سحري في هذا المجال. تروي ليلى، 25 عاماً، ذكرياتها عن الحب الأول بفكاهة: 'جميعنا نحلم بفارس الأحلام المثالي الذي سنتزوّجه ونؤسس عائلة معه وننعم بحياة رائعة إلى جانبه. اليوم، حين أفكّر بالأمر، أدرك أنها كانت علاقة مبنية على الأوهام. وقد كان الوهم كبيراً إلى حد أنني احتجتُ إلى عام كامل لتخطّي الأمر. كنت أخشى أن أفقده. لم يدم هذا الحب سنة كاملة، لكني كنت واثقة من أنه فتى أحلامي. لا تزال الذكريات حاضرة في ذهني حتى الآن، لكني بدأت صفحة جديدة. أدين بالكثير لزوجي الراهن. في البداية كنت أقارن تلقائياً بينه وبين حبيبي الأول. لحسن الحظ، كان زوجي متفهّماً جداً!'.
صحيح أنّ الحب الجديد يسهّل عملية الانطلاق مجدداً في الحياة، لكنّ الحلّ لا يقتصر على ذلك. يرتكز نجاح قصة الحب على تقبّل خصوصية الآخر واستقلاليته. في المقابل، ينسى الفرد نفسه في علاقة الحب الأول، وينكر وجوده من دون الآخر، وتنكشف جميع الأمور بين الطرفين، ويختفي عامل الغموض الضروري للحفاظ على شعلة العلاقة. قد يكون الحب الأول في بعض الحالات بمثابة قنبلة موقوتة، فهو يحصل خلال فترة قصيرة لكن سرعان ما تختفي المشاعر تدريجاً. لا داعي لأن يقلق الأشخاص الرومنسيون، إذ ثمة حلّ للمشكلة: اكتشاف حب كبير جديد! يجب مداواة الداء بالداء! أحياناً، يقابل الفرد حبّه الأول بعد مرور سنوات طويلة فيكتشف أنه شخص تافه وأنّ ذلك الحب كان مجرد وهم منذ البداية. في انتظار سقوط الأوهام، يمكنك الشعور بالارتياح لأنّ علماء النفس يؤكدون أن الفرد يعيش علاقتَي حب حقيقي أو ثلاثاً في حياته. لا داعي للقلق إذاً.
رأي علماء النفس
لماذا يصعب تخطّي الحب الأول؟
يرتبط الحب الأول بصراعات داخلية متعلقة بعقدة أوديب الشهيرة. في مرحلة الطفولة، ترى الفتاة في والدها صورة الرجل المثالي فترغب في الزواج بنسخة عنه. خلال تلك المرحلة، تنحصر مشاعر الحب الفعلي والوحيد بالأب. يتطلب الخروج من هذه الحالة فترة من الزمن. نتيجةً لذلك، حين لا تمرّ مرحلة عقدة أوديب بالشكل السليم، تنشأ مشاكل عدة مع الحب الأول الذي يتكوّن في نهاية المراهقة عموماً. بالتالي، يتعلق الفرد بهذا الحب ويصعب عليه التخلي عنه.
هل تعاني المرأة صعوبة أكبر في تخطّي الحب الأول؟
نعم، إذ لا تترك العلاقة الآثار عينها لدى الرجل والمرأة. ينجح الرجل في بناء حياة جديدة بسرعة أكبر، فيبدأ علاقة أخرى خلال فترة زمنية قصيرة كونه يتمتع بقدرة أكبر على النسيان. فضلاً عن ذلك، يؤثر فشل العلاقة على غرور الرجل فينتقل إلى حب جديد لإثبات عدم تأثّره بالانفصال. في المقابل، يترك هذا الفشل آثاراً عميقة في نفس المرأة. لكن تبقى طريقة التعامل مع الحب الكبير متعلقة بتربية كلّ شخص.
كيف نطوي صفحة الماضي؟
يجب قطع أي صلة مع الحبيب السابق وتخطّي الماضي عبر العودة إلى الانخراط في العالم الخارجي والشعور بالجاذبية مجدداً.
حيّة في صلب حياتنا بعد مرور زمن طويل، يجب الحذر من مشاعر الحنين التي تبقى محصورة في داخلنا وتؤثر على مسار حياتنا الراهنة.
تروي هدى، 27 عاماً، تجربتها مع الحب بألم كبير: 'لا يمكنني أن أنسى حتى بعد مرور 8 سنوات. قابلتُ حبيبي الأول في سن التاسعة عشرة. كان هذا الحب الأكبر في حياتي. كنت مستعدة لفعل أي شيء من أجله، حتى اللحاق به حين سافر إلى الخارج. منذ انفصالنا، لم أتعرّف الى أي شخص آخر. يبقى حبيبي الأول بالنسبة إليّ الرجل المثالي. خلال فترة معينة، لم أكفّ عن التفكير به، وقد وصل بي الأمر إلى حدّ الهوس. أضعتُ نفسي بسبب هذه التجربة ولم أتوصّل إلى فتح صفحة جديدة من حياتي أو التفكير بأمور أخرى. أدرك جيداً أنني لن أستأنف علاقتي به لكني أعرف في داخلي أنني لا أريد سواه. تزوّج منذ مدّة، حتى أني حضرت حفلة زفافه. ما زلت أقابله من وقت لآخر، فتشتدّ رغبتي في لقائه مجدداً رغماً عني. حتى أنني أتمنى أحياناً أن يترك زوجته. الأمر أقوى مني! لا أعرف كيفية قطع كلّ صلة به. أعرف أنها مجرد علاقة وهمية وأدرك ضرورة أن أقابل شخصاً آخر لأن هذه الحالة تعيق مسار حياتي. لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ أتساءل أحياناً عما إذا كانت لحظات السعادة القليلة عند لقائه توازي هذا الألم والتخبّط الدائمين في حياتي. أنا ببساطة مغرمة!'.
وفقاً لعلماء النفس، تكون المرأة أكثر عرضةً للدخول في دوّامة من الصراع العاطفي التدريجي ولا تتمكن من الخروج منها بسهولة. تكثر التجارب العاطفية من هذا النوع. لا يستغرب الخبراء مدى أهمية الحب الأول، كونه يشكّل أول اكتشاف بالنسبة إلى أي شخص، فيترك أثراً عميقاً في الدماغ. يضع الفرد أول شخص يحبّه في 'قالب' مثالي ويسعى طوال حياته إلى إيجاد شخص آخر يتميّز بالصفات 'المثالية' عينها. لكن قد تتحول عملية البحث هذه إلى هوس حقيقي. قد يصبح الحب الكبير عامل ضرر خطيراً! حتى أنه يُفسد حياة البعض مدى العمر، فيبقى الشخص عالقاً في ماضيه ويرفض المضيّ قدماً ومقابلة أشخاص آخرين. يجب الاقتناع باحتمال ظهور حبّ جديد شرط استقباله ونسيان الماضي.
'حداد' على الحب الأول!
وفقاً لعلماء النفس، لا
ضرورة لدفن هذا الحب الأول إلى الأبد، لكن يشكّل 'الحداد' على تلك العلاقة عملية نفسية طبيعية. أول ما يجب فعله هو العمل على تصحيح الذات والتخيّلات وتصرفات الهوس عبر الاعتراف بأن ذلك الحب الأول لم يكن مثالياً فعلاً. لا ضرورة لنسيانه كلياً بل الاقتناع بأنه جزء من الماضي. في هذا الإطار، تقول إحدى السيدات التي طبّقت هذه المقاربة: 'قابلتُ حبيبي الأول في سن السادسة عشرة. كان حباً عاصفاً وفريداً من نوعه لأنني لم أشعر بالأحاسيس نفسها مع أحد سواه. حين قابلتُ زوجي الراهن، كلّمته عن الأمر لأن شبح الحب الأول كان يقف بيننا. حتى أنني رفضت التخلّص من هدية قدّمها إليّ حبيبي الأول طوال عام. مع مرور الوقت، تعلّمتُ حجز هذا الحب في زاوية دفينة من عقلي إلى أن قابلته أخيراً. كان للقائه وقع هائل عليّ! لم يتغيّر فيه شيء وأوشكت على الإغماء لدى رؤيته. لهذا السبب لا أستطيع نسيانه! كلما رأيته ينقلب كياني! قبل أسبوع من هذا اللقاء، شعرتُ بتوتّر هائل ورحتُ أتساءل عن الملابس التي يجب ارتداؤها وكأني مراهقة طائشة! لكني أعرف ألا مجال للعودة إلى الوراء. أنا متزوّجة الآن من رجل أحبّه. أما الحب الأول، فهو مجرد قصّة من الماضي. اليوم، أتذكّر أحياناً ذلك الحب لكني أبقيه في مكان دفين من أعماقي'.
الحب الأول... ثلاثة أوهام!
ربما تكمن الصعوبة في بدء حياة جديدة بعد اختبار الحب الأول في طبيعة هذا الحب العميق. يرى الخبراء ضرورة التمييز بين الحب الكبير والحب الحقيقي، إذ يُطبَع النوع الأول بثلاثة أوهام كبيرة. يتمثّل الوهم الأول باعتبار الحبيب مثالياً والمبالغة في تقييم العلاقة الأولى. في هذه الحالة، يرى العاشق أنّ حبيبه هو الأفضل والأروع وأنه يملك جميع المواصفات المنشودة. يتمثّل الوهم الثاني بمفهوم 'توأم الروح'، أي الاقتناع بأنّ طرفي العلاقة متشابهان في كلّ شيء. أما الوهم الثالث، فيتمثّل بالتماهي مع الآخر. ما إن يبدأ الواقع بالتسلل إلى حياة الحبيبين وتبدأ ظلال الروتين اليومي بالتخييم على العلاقة، تسقط الأوهام. عندها يدرك الطرفان أن الآخر ليس بطلاً فعلياً وأنه مختلف على جميع المستويات! يشرح الخبراء أنّ الحب الحقيقي يعني تقبّل الآخر حتى لو كان مختلفاً. يتميّز الحب الحقيقي بالانتقال من مرحلة التماهي مع الآخر إلى استقلالية الطرفين. يذهب بعض علماء النفس إلى حدّ التشديد على ضرورة الشعور بالخيبة من الشريك وتقبّلها. بهذه الطريقة، يستوعب الفرد اختلاف الآخر ويدرك احتمال عدم الشعور بال
رضى الدائم معه. قد لا يكون الوضع حباً كبيراً فعلياً بل مجرد توهّم. عند إدراك ذلك، يمكن الحصول على المواساة اللازمة.
عيش حب جديد
على المرء أن يسعى إلى عيش حب جديد لكن بطريقة مختلفة. قد يكون القول أسهل من الفعل، إذ لا وجود لحلّ سحري في هذا المجال. تروي ليلى، 25 عاماً، ذكرياتها عن الحب الأول بفكاهة: 'جميعنا نحلم بفارس الأحلام المثالي الذي سنتزوّجه ونؤسس عائلة معه وننعم بحياة رائعة إلى جانبه. اليوم، حين أفكّر بالأمر، أدرك أنها كانت علاقة مبنية على الأوهام. وقد كان الوهم كبيراً إلى حد أنني احتجتُ إلى عام كامل لتخطّي الأمر. كنت أخشى أن أفقده. لم يدم هذا الحب سنة كاملة، لكني كنت واثقة من أنه فتى أحلامي. لا تزال الذكريات حاضرة في ذهني حتى الآن، لكني بدأت صفحة جديدة. أدين بالكثير لزوجي الراهن. في البداية كنت أقارن تلقائياً بينه وبين حبيبي الأول. لحسن الحظ، كان زوجي متفهّماً جداً!'.
صحيح أنّ الحب الجديد يسهّل عملية الانطلاق مجدداً في الحياة، لكنّ الحلّ لا يقتصر على ذلك. يرتكز نجاح قصة الحب على تقبّل خصوصية الآخر واستقلاليته. في المقابل، ينسى الفرد نفسه في علاقة الحب الأول، وينكر وجوده من دون الآخر، وتنكشف جميع الأمور بين الطرفين، ويختفي عامل الغموض الضروري للحفاظ على شعلة العلاقة. قد يكون الحب الأول في بعض الحالات بمثابة قنبلة موقوتة، فهو يحصل خلال فترة قصيرة لكن سرعان ما تختفي المشاعر تدريجاً. لا داعي لأن يقلق الأشخاص الرومنسيون، إذ ثمة حلّ للمشكلة: اكتشاف حب كبير جديد! يجب مداواة الداء بالداء! أحياناً، يقابل الفرد حبّه الأول بعد مرور سنوات طويلة فيكتشف أنه شخص تافه وأنّ ذلك الحب كان مجرد وهم منذ البداية. في انتظار سقوط الأوهام، يمكنك الشعور بالارتياح لأنّ علماء النفس يؤكدون أن الفرد يعيش علاقتَي حب حقيقي أو ثلاثاً في حياته. لا داعي للقلق إذاً.
رأي علماء النفس
لماذا يصعب تخطّي الحب الأول؟
يرتبط الحب الأول بصراعات داخلية متعلقة بعقدة أوديب الشهيرة. في مرحلة الطفولة، ترى الفتاة في والدها صورة الرجل المثالي فترغب في الزواج بنسخة عنه. خلال تلك المرحلة، تنحصر مشاعر الحب الفعلي والوحيد بالأب. يتطلب الخروج من هذه الحالة فترة من الزمن. نتيجةً لذلك، حين لا تمرّ مرحلة عقدة أوديب بالشكل السليم، تنشأ مشاكل عدة مع الحب الأول الذي يتكوّن في نهاية المراهقة عموماً. بالتالي، يتعلق الفرد بهذا الحب ويصعب عليه التخلي عنه.
هل تعاني المرأة صعوبة أكبر في تخطّي الحب الأول؟
نعم، إذ لا تترك العلاقة الآثار عينها لدى الرجل والمرأة. ينجح الرجل في بناء حياة جديدة بسرعة أكبر، فيبدأ علاقة أخرى خلال فترة زمنية قصيرة كونه يتمتع بقدرة أكبر على النسيان. فضلاً عن ذلك، يؤثر فشل العلاقة على غرور الرجل فينتقل إلى حب جديد لإثبات عدم تأثّره بالانفصال. في المقابل، يترك هذا الفشل آثاراً عميقة في نفس المرأة. لكن تبقى طريقة التعامل مع الحب الكبير متعلقة بتربية كلّ شخص.
كيف نطوي صفحة الماضي؟
يجب قطع أي صلة مع الحبيب السابق وتخطّي الماضي عبر العودة إلى الانخراط في العالم الخارجي والشعور بالجاذبية مجدداً.