كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إحدى الشخصيات الأكاديمية الأمريكية البارزة والمعروفة بانتقادها لإسرائيل، وبالصداقة التي تربطها بالرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بدأت حملة لجمع التبرعات لتمويل رحلة لسفينة أمريكية ستحاول لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الاثنين إن "رشيد الخالدي، أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا، والذي حاول البعض انتقاد أوباما خلال حملته الانتخابية بسبب صداقته معه، يساعد في جمع التبرعات"،مشيرة إلى أن " السفينة ستحمل اسم جرأة الأمل".
وجرأة الأمل هو أحد الكتب التي نشرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول تجارب حياته.
وأضافت الصحيفة أن "ناشطين فلسطينيين على صلة بالحملة يتبادلون الرسائل الإلكترونية التي تشير إلى سعيهم لجمع 370 ألف دولار لتمويل الرحلة واستئجار سفينة قادرة على حمل ما بين 40 إلى 60 ناشطاً، إلى جانب المساعدات الإنسانية، ومن ثم التوجه ضمن أسطول يضم مراكب من أوروبا وكندا والهند وأوروبا والشرق الأوسط سيتجه لغزة بالأسابيع المقبلة".
وتتالى إرسال دول لقوافل المساعدة إلى غزة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات كان آخرها سفينة "الأمل" الليبية, بينما كان أبرزها أسطول الحرية الذي اعتدت عليه إسرائيل أواخر أيار الماضي ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه "الخالدي، وهو من أصول فلسطينية، أكد لها دوره في جمع التبرعات ودعم الرحلة"، ولكنه نفى عزمه المشاركة فيها شخصيا, وذلك في اتصال مع الصحيفة.
ونقلت "هآرتس" عن خالدي توقعاته أن " تشكل السفينة إحراجاً كبيراً للقوات الإسرائيلية بسبب الهرمية الدينية التي يطبقها الجيش الإسرائيلي لتحديد تصرفاته، فسيكون من الصعب عليه التصرف مع سفينة أمريكية كما فعل مع سفينة مرمرة التركية".
وكانت إسرائيل دعت مؤخرا إلى الضغط على دول مثل سورية ولبنان لإيقاف قوافل المساعدة وسفن المساعدات الإنسانية المتجهة لكسر الحصار على غزة بعد أن ضاق صدر إسرائيل من هذه القوافل التي أحرجت إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
وحول اسم السفينة قال خالدي"لست ضمن اللجنة التنظيمية ولا أعلم شيئاً عن اسم السفينة، وإذا كان الاسم يشكل إحراجاً للإدارة الأمريكية فيمكنها أن تطلب من إسرائيل علناً رفع الحصار عن غزة والرد على الكذب الممنهج الذي يقوم به أفراد في الكونغرس ممن يدعمون الحصار".
واعتبر خالدي أن سكان قطاع غزة "يعيشون في سجن", مضيفاً أن الحصار المفروض عليهم يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية".
يشار إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض على أهالي غزة تسبب في أزمة إنسانية لسكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون فلسطيني، حيث يعيش نحو مليون منهم إلى حد ما على إمدادات منتظمة تقدمها المنظمة الدولية وجماعات إغاثة أجنبية أخرى.