تأسست أكاديمية علوم الطب التقليدي الصيني / شنغهاي/ عام 1362 ميلادي ولازالت مرجعاً طبياً لتطور وسائلها وتقدم أدواتها العلمية ومواكبتها لوتيرة تسارع الطب الأوروبي حتى بلغ العلاج بالإبر الصينية من الدقة والقدرة
بحيث صار يستخدم حالياً في عمليات التخدير الكلي للمريض وإجراء عملية قلب مفتوح لتغيير صمام شرياني فما الإبر الصينية ولم سميت بهذا الاسم؟
الوخز بالإبر هي احدى طرق العلاج الصيني التقليدي، وهي إبر رفيعة جداً تغرز في أماكن محدودة من الجسم لعلاج بعض الأمراض أو الوقاية منها، والصينيون هم أول من استعمل الإبر للعلاج من أكثر من ألف عام.
ويعتقد الصينيون أن الإبر تعمل على إعادة التوازن في الجسم وأن الطاقة / تسمى باللغة الصينية « تشي qi» تسير في مسارات متعددة مختلفة في جسم الإنسان ولأسباب غير معروفة فإن بعض المسارات تصاب بخلل ما فيتأثر سريان الطاقة، ويمكن إعادة التوازن بغرز الإبر في مواضع معينة في هذه المسارات، وفي بداية الأمر كان هناك حوالي 365 نقطة متفرقة في الجسم لغرز الإبر. لكن عدد هذه النقاط زاد كثيراً مع تطور العلاج، وتعتمد نتيجة العلاج على مكان غرز الإبرة وعلى الزاوية التي تغرز فيها، ويحتاج الممارس إلى تدريب عميق للوصول إلى مستوى معقول في الممارسة، كما يمكن استبدال الإبر في بعض الأحيان بالضغط المباشر على النقاط المحددة ويمكن أحياناً استعمال تيار كهربائي رفيع لزيادة التأثير العلاجي وعادة لا توضع أي مادة كيميائية على الإبرقبل غرزها وإنما يكتفى بتأثيرها المباشر على النقاط المحددة من المسارات وهذه الإبر دقيقة جداً لا يتجاوز حجمها حجم شعرة الإنسان العادي مصنوعة من مواد لا تتفاعل مع الجسم ولا تسبب أي حساسية للأنسجة ، وتعقم حسب الأصول الطبية المتعارف عليها ولمرة واحدة تستخدم حتى لو تم تعقيمها حتى لا تكون وسيلة لنقل العدوى والأمراض وحتى ولو تم تعقيمها .
موقف الدراسات العلمية
تقول بعض الدراسات بأن هذه النظرية الصينية هي بمثابة نظرة فلسفية ليس لها أي دليل علمي، وإن كان الوخز بالإبر الصينية يعمل فعلاً ، فهذا مرده إلى تأثير الإبر ذاتها التي تساعد على إفراز المورفينات/ اندورفينات/ والكورتيزونات الطبيعية بالجسم والتي تعالج الالتهابات العصبية والجسدية والعضوية، وهذا ما يجعل لها شواهد علاجية في الطب التقليدي ولاسيما أنها بلا آثار جانبية كالأدوية والجراحة، ويحاول العلماء حل اللغز ولكن دون فائدة غير أن بحثاً نشر في الولايات المتحدة وجد طرف خيط قد يقود لحله فهناك علاقة مباشرة ما بين العلاج بالإبر الصينية وتحسين تدفق الدم في الدماغ ، وقد أثبتت عشرات الأبحاث فعاليتها في تخفيف الآلام، ما حدا بعلماء من جامعة بنسلفانيا بفحص كيفية تأثير الوخز بالإبر على تدفق الدم في أدمغة المتعالجين، ولهذا الغرض أجري فحص على سبعة متعالجين في الآلام المزمنة مع خمسة آخرين لا يعانون من الآلام مثلوا مجموعة مراقبة ومقارنة، وقد تم فحص جميع المشاركين في البحث لتحديد المستوى الأساسي لتدفق الدم في الدماغ ولغرض الدقة قام الباحثون بحقن الخاضعين للفحص بمادة خاصة في الدماغ وأجروا لهم مسحاً مقطعياً/spect/ وقد بينت النتائج بأنه وفقاً للمستوى الأساسي فقد وجد أن المتعالجين الذين يعانون آلاماً مزمنة يعانون من خلل في توازن تدفق الدم إلى المهاد أو التالاموس/ منطقة في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالألم/ مقارنة بالمشاركين الأصحاء ، كما وأجري للمتعالجين الذين كانوا يعانون من آلام علاج بالوخز بالإبر بعد أن قالوا بأن حدة الألم التي منها يعانون قد خف، أجري لهم مسح مقطعي إضافي ووفقاً لنتائج المسح فقد أحدث العلاج بالإبر الصيني توازناً في تدفق الدم إلى المهاد/ التالاموس/ بحيث أصبح مشابهاً لما هو عليه لدى المفحوصين الأصحاء إضافة لذلك لوحظ ارتفاع تدفق الدم إلى الفلق الأمامي وإلى جذع المخ، وأفادت نتائج البحث بأن عملية تسكين الآلام بالإبر لها علاقة مباشرة بعمل المهاد والفلق الأمامي وجذع المخ.
- آلية عملها/ كيف يمكن تحفيز نقاط الوخز/
1- يمكن تحفيزها بالضغط على هذه النقاط وهي وسيلة استخدمها قدماء المصريين والهنود بعدهم وذلك قبل انتقال هذا الطب إلى الصين عبر الهند.
وهذا الضغط قد يكون مستمراً باستخدام أحجار صغيرة أو بذور النباتات أو حبيبات صغيرة من المعادن وقد يكون بالضغط مع تحريك الأصابع على أماكن الوخز بالإبر وهذه الطريقة ذات فائدة في حالات الصداع وآلام العضلات.
2- يمكن وخز الإبر في النقاط المحددة تشريحياً مع تحريكها بواسطة اليد وذلك بدورانها مع وضد عقارب الساعة ويمكن أيضاً تحفيز واستثارة هذه النقاط بتوصيل تيار كهربائي ضعيف ذي تردد بطيء إلى هذه الإبر واستخدام هذا التيار في استشارة الإبر يعتبر أفضل من حيث الوصول إلى قمة تحفيز الإبر، إضافة إلى تحفير عدد كبير من الإبر في وقت واحد والذي يصعب عمله باستخدام اليدين
3- استخدام الموجات الكهرومغناطيسية في تحفيز واستثارة نقاط الوخز بالإبر، ويتم ذلك باستخدام مغناطيس ذي قوة معينة ويوضع على هذه النقاط أو باستخدام مغناطيس صغير يوصل بتيار كهربائي ذي تردد منخفض أو باستخدام نهايات مطاطية توصل بالتيار الكهربائي وتوضع على نقاط الوخز
4- استخدام شعاع الليزر/ الأشعة تحت الحمراء/ لما له من دور مؤثر خاصة مع حالات الألم الحاد.
الحالات التي تستعمل فيها
استعملت في علاج الآلام وخاصة المزمنة وأمكن في كثير من الأحيان الاستغناء عن المسكنات لآثارها الجانبية وتستعمل لعلاج آلام الظهر والرقبة، ولعلاج الصداع والصداع النصفي لتخفيف آلام الولادة لتخفيف آلام المفاصل وتشنج العضلات وآلام قبل الطمث والأزمة الصدرية والتهاب الجيوب الأنفية وآلام البرد والتهاب الأذن والتهاب الأعصاب ،فقر الدم، التعب المزمن، ارتفاع ضغط الدم، اختلال المناعة المساعدة في علاج الادمان والإقلاع عن التدخين وتخفيف الوزن، علاج التوتر والقلق والاكتئاب والغثيان.../
حالات لا تستعمل فيها
هناك بعض الأمراض لا يمكن معها استعمال الإبر الصينية مثل الأمراض الناجمة عن خلل في الفرد أو الأمراض المعدية والطفيلية ، أو في حالات الفشل العضوي مثل هبوط الفشل الكلوي تليف الكبد، الأمراض النفسية الشديدة مثل الفصام أو الهوس وأخيراً الأمراض التي تحتاج لتدخل جراحي.
وسيلة علاج معترف بها
اعترفت الدول الغربية فيها من حوالي مئة عام وانتشرت مراكزها في كل مكان وأصبح لها جمعيات ومراكز معروفة للتدريب ولإعطاء رخص ممارسة وبدأت تنتشر في العالم العربي حديثاً ومنها سورية حيث ذكرت المادة الخامسة من القرار التنظيمي رقم /13/ت لتاريخ 3/3/2005 بأن تمارس معالجة الوخز بالإبر من قبل طبيب اختصاصي وخز بالإبر مرخص أصولاً.
منقوووووول