الملبس حلوى دمشقية عريقة ترافق مناسباتنا وأفراحنا الشعبية
تجذبك ألوانها الرقيقة الزاهية الممزوجة بعبق ماء الزهر وتشكل طقساً دمشقياً
يرتبط مع كل مناسبة سعيدة من أعراس وموالد وأعياد وحج وولادة كما انه يرتبط
ارتباطاً وثيقاً بعيد المولد النبوي الشريف.
ويقدم الملبس بعدة
طرق وفقاً للمناسبة القائمة إما من خلال وضعه بسيلوفان فضي أو ملون على شكل صرر صغيرة أو لفه بشبك أبيض أ
و علب أو وضعه داخل
تحفة فنية فخارية أو كريستالية ليبقى هدية تذكارية للضيوف.
ويقول أحمد ناظم بدر الدين سكري صاحب معمل للملبس ان معمله يعتبر ثاني
أقدم معمل في سوق البزورية مدحت باشا وأن جده أسسه عام
1912 بسجل تجاري رقم 3 وأورث مهنته لأبنائه وأحفاد أحفاده الذين حافظوا
بدورهم على استمرارية المهنة 98 عاماً.
ويضيف سكري أن الطلب المحلي والخارجي على الملبس يكثر في العشر الأخير من شعبان
ورمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد
المولد النبوي الشريف مشيراً إلى أن أكثر الدول الأوروبية التي يصدر إليها هي البلدان الباردة مثل
أوكرانيا وروسيا وبلجيكا كما يتم تصديره لعدة دول عربية منها السعودية والأردن ولبنان.
وعن طريقة تحضير الملبس يشرح سكري أن أول
خطوة هي انتقاء
الحمص أو الفستق الحلبي أو اللوز الممتاز وتحميصه ثم نقله إلى آلة أخرى مخصصة لصنع الملبس مكونة من عدة أوان
نحاسية في إحداها قطر مغلي يلقى اللوز المحمص فيها ليغلي على نار هادئة ثم ينقل منها إلى آنية ساخنة ليرش السكر الناعم فوقه مع دوران
الآلة ثم يخرج منها اللوز
مكسياً ملبساً بطبقة رقيقة ومصقولة من السكر الناعم ويتم بعد ذلك تبريده في آنية أخرى ثم تعبئته وتغليفه بإحكام
حفاظاً على طراوته.
ويوضح سكري أن هناك اختلافاً بين الملبس الساده الأبيض والملبس الملون فالأول معروف بملبس الموالد والولادات
مكوناته اللوز والسكر وماء الزهر فقط وخال من أي مواد حافظة لذا لايتمتع بفترة صلاحية ولا يمكن تصديره أو تخزينه ويفسد بعد أسبوع
واحد من إنتاجه بينما
الملبس الملون المعروف بملبس الأعراس والسفر ويتم تصديره إلى الخارج كونه يتمتع بفترة صلاحية تمتد إلى العام بدءاً
من تاريخ إنتاجه ويختلف بمكوناته عن سابقه إذ يحتوي على اللوز والسكر والجيلاتين والطحين والمواد الحافظة ومادة شمع الكرنوفا والفانيليا
ويعبأ بأكياس أو علب محكمة الإغلاق ليخزن أو يتم تصديره للخارج
ويلفت صاحب المعمل إلى أن أول من أدخل آلة صنع الملبس من ايطاليا
الى سورية
والد الشاعر نزار قباني الذي أوجد وروج هذه المهنة في سوق البزورية ولازال معمله قائما فيها حتى اليوم.
وحلوى الملبس تعود
لأصول إيطالية وتعرف بين السكان بحلوى الدراجييه أي المكسرات المغطسة بالشوكولا عوضاً عن السكر.
والجدير ذكره ان العروس في
أفراح بعض العائلات الدمشقية تحمل سلة بيضاء مزينة بالورود مليئة بالملبس الملون الملفوف بالشبك الأبيض يأخذ شكل صرر صغيرة لا
تتجاوز الصرة الـ 3 حبات لتلقي بمحتوياتها على الحاضرين كعربون محبة وشكر.