توضيح للنهاية المأساوية لضيعة ضايعة
ممدوح حمادة – الليث حجو – باسم ياخور – نضال سيجري
لعل أكبر مشكلة تقف في وجه أي مبدع في أي مجال كان، هي أن يعرف أو يتوقع مسبقا أن ما يقدمه سيثير الاحتجاج من قبل جزء من الناس الذين يتوجه إليهم،
وهذه الفكرة راودت طاقم العمل في ضيعة ضايعة، بعد الاحتفاء الذي قوبل به الجزء الأول من قبل فئة عريضة من الجمهور، راودتنا عندما ناقشنا الحلقة الأخيرة التي أثارت استنكارا لدى عدد من مشاهدي العمل، وفكرنا كثيرا بنهاية الحلقة ووضع لها أكثر من احتمال، ومن بينها كان الموت الذي قررنا استبعاده نهائيا من الخيارات، كما كان هناك خيارات معاكسة تقدم نهاية ( سعيدة)، ولكننا في النهاية اخترنا النهاية التي نراها منسجمة مع مقولة الحلقة، والتي تتلخص بأن القرية التي أطلقنا عليها صفة الضياع من ثورة التكنولوجيا، لم تتمكن من الصمود طويلا أمام هجمة التكنولوجيا، حيث زحفت هذه التكنولوجيا إليها وجعلتها تنضم إلى ركبها بواسطة مخلفاتها، التي لا تتسع لها مدن التكنولوجيا.
وبهذا الشكل فإنها لا تموت بل تنضم إلى عالمنا الذي كانت ضائعة منه لتصبح ضحية كالآخرين، ومن هذا المنطلق حرصنا على أن يظهر المشهد الأخير من العمل سكان أم الطنافس كضحايا، لا كموتى، على قيد الحياة ولكن ليست النقية كما كانت، على قيد حياتنا نحن، بكل بساطة هم أصبحوا مثلنا، ينتظرون في المستوصف ضمن طابور المرضى.
أما فيما يخص المأساة، فمن قال أن الكوميديا يجب أن تخلو منها، وجميع حلقات الجزء الثاني وعدد من حلقات الجزء الأول كانت تحمل هذه المأساة في طياتها، وهناك الكثير من الأعمال الكوميدية الدرامية تذخر بالمأساة، ألا يوجد في أعمال شارلي شابلن مأساة، ألا يوجد في أعمال الفنان دريد لحام مأساة، ألا يزخر الأدب العالمي الساخر بالمأساة، ألا يحمل الكاريكاتير في خطوطه مأساة، لنتذكر رسوم الفنان علي فرزات ورسوم الفنان الشهيد ناجي العلي، ألا تزخر بالمأساة؟ ألم تأت فاعليه جميع هذه الأمثلة التي ذكرناها من جرعة المأساة التي حملتها الكوميديا في طياتها؟ إن المأساة كانت رديفا للكثير من الأعمال الكوميدية والساخرة، وكان الضحك مجرد صوت للجرس الذي يقرع مشيرا لهذه المأساة.
طبعا كان بإمكاننا، و في مؤامرة معلنة على ما أردنا قوله من العمل ككل، أن ننهي العمل بعراضة تجعل الجميع مرتاحين للنهاية، ولكننا كنا واثقين بأن مثل هذه النهاية التي كانت ستسر الكثيرين، كانت فيما بعد لتثير من الاستياء أكثر بكثير مما أثارته النهاية التي عرضت، لأننا نعتبرها شيء يشبه الخداع للجمهور الذي نخاطبه ولأنفسنا قبله.
لم يكن الهدف على الإطلاق قطع الطريق على جزء ثالث، ففي الدراما يمكن العثور على ألف وسيلة ووسيلة للخروج من هكذا مأزق، وبعض هذه المخارج جاءت على لسان أحد المعلقين على مقال مستاء من النهاية المأساوية للعمل في موقع على الانترنيت، حيث اقترح المعلق أن تكون هذه الحلقة عبارة عن حلم أو كابوس شاهده أحد أبطال العمل، وهو مخرج معقول جدا من الناحية الدرامية، إضافة إلى مخارج كثيرة أخرى يمكن العثور عليها للعودة إلى إنجاز أجزاء أخرى، إن هذه النهاية هي نهاية الحلقة، وهي النهاية المنطقية، والذي دفعنا للتوقف هو أننا استنفذنا كل ما نريد قوله في "أم الطنافس"، لانريد أن نفتعل وأن نفبرك قصصا، إننا نحترم رغبة ذلك الجزء من الجمهور الذي يطالب بأجزاء أخرى، ونعتبر هذه المطالبة وساما على صدورنا، ولكن ومن منطلق احترام هذا الجمهور نفسه، قررنا التوقف عن المتابعة لأنه لم يعد لدينا ما نقدمه بشكل يرضي رغبة وعقل جمهور العمل، أما شخصيات العمل فهي على قيد الحياة وإن نضجت فكرة ما، في يوم ما، وكانت هذه الشخصيات قادرة على حملها فإننا لن نقف عائقا بوجه هذا الأمر، ولكننا نمتنع عن تقديمها بأقل مما ظهرت عليه، انطلاقا من الحب الذي نكنه لهذه الشخصيات التي هي جزء من أرواحنا.
نحن بطبيعة الحال نأسف لأن هذه النهاية أثارت الحزن لدى قسم من الجمهور، حزنا جعل البعض يدعو لمقاطعة العمل، ولكننا على ثقة بأن هذا الحزن سيضمحل ويمضي، وسيحل محله بعد ذلك تقييم هادئ لهذه النهاية، نرجو بعده أن تصل فكرتنا كما وصلت نكتتنا.
ممدوح حمادة – الليث حجو – باسم ياخور – نضال سيجري
لعل أكبر مشكلة تقف في وجه أي مبدع في أي مجال كان، هي أن يعرف أو يتوقع مسبقا أن ما يقدمه سيثير الاحتجاج من قبل جزء من الناس الذين يتوجه إليهم،
وهذه الفكرة راودت طاقم العمل في ضيعة ضايعة، بعد الاحتفاء الذي قوبل به الجزء الأول من قبل فئة عريضة من الجمهور، راودتنا عندما ناقشنا الحلقة الأخيرة التي أثارت استنكارا لدى عدد من مشاهدي العمل، وفكرنا كثيرا بنهاية الحلقة ووضع لها أكثر من احتمال، ومن بينها كان الموت الذي قررنا استبعاده نهائيا من الخيارات، كما كان هناك خيارات معاكسة تقدم نهاية ( سعيدة)، ولكننا في النهاية اخترنا النهاية التي نراها منسجمة مع مقولة الحلقة، والتي تتلخص بأن القرية التي أطلقنا عليها صفة الضياع من ثورة التكنولوجيا، لم تتمكن من الصمود طويلا أمام هجمة التكنولوجيا، حيث زحفت هذه التكنولوجيا إليها وجعلتها تنضم إلى ركبها بواسطة مخلفاتها، التي لا تتسع لها مدن التكنولوجيا.
وبهذا الشكل فإنها لا تموت بل تنضم إلى عالمنا الذي كانت ضائعة منه لتصبح ضحية كالآخرين، ومن هذا المنطلق حرصنا على أن يظهر المشهد الأخير من العمل سكان أم الطنافس كضحايا، لا كموتى، على قيد الحياة ولكن ليست النقية كما كانت، على قيد حياتنا نحن، بكل بساطة هم أصبحوا مثلنا، ينتظرون في المستوصف ضمن طابور المرضى.
أما فيما يخص المأساة، فمن قال أن الكوميديا يجب أن تخلو منها، وجميع حلقات الجزء الثاني وعدد من حلقات الجزء الأول كانت تحمل هذه المأساة في طياتها، وهناك الكثير من الأعمال الكوميدية الدرامية تذخر بالمأساة، ألا يوجد في أعمال شارلي شابلن مأساة، ألا يوجد في أعمال الفنان دريد لحام مأساة، ألا يزخر الأدب العالمي الساخر بالمأساة، ألا يحمل الكاريكاتير في خطوطه مأساة، لنتذكر رسوم الفنان علي فرزات ورسوم الفنان الشهيد ناجي العلي، ألا تزخر بالمأساة؟ ألم تأت فاعليه جميع هذه الأمثلة التي ذكرناها من جرعة المأساة التي حملتها الكوميديا في طياتها؟ إن المأساة كانت رديفا للكثير من الأعمال الكوميدية والساخرة، وكان الضحك مجرد صوت للجرس الذي يقرع مشيرا لهذه المأساة.
طبعا كان بإمكاننا، و في مؤامرة معلنة على ما أردنا قوله من العمل ككل، أن ننهي العمل بعراضة تجعل الجميع مرتاحين للنهاية، ولكننا كنا واثقين بأن مثل هذه النهاية التي كانت ستسر الكثيرين، كانت فيما بعد لتثير من الاستياء أكثر بكثير مما أثارته النهاية التي عرضت، لأننا نعتبرها شيء يشبه الخداع للجمهور الذي نخاطبه ولأنفسنا قبله.
لم يكن الهدف على الإطلاق قطع الطريق على جزء ثالث، ففي الدراما يمكن العثور على ألف وسيلة ووسيلة للخروج من هكذا مأزق، وبعض هذه المخارج جاءت على لسان أحد المعلقين على مقال مستاء من النهاية المأساوية للعمل في موقع على الانترنيت، حيث اقترح المعلق أن تكون هذه الحلقة عبارة عن حلم أو كابوس شاهده أحد أبطال العمل، وهو مخرج معقول جدا من الناحية الدرامية، إضافة إلى مخارج كثيرة أخرى يمكن العثور عليها للعودة إلى إنجاز أجزاء أخرى، إن هذه النهاية هي نهاية الحلقة، وهي النهاية المنطقية، والذي دفعنا للتوقف هو أننا استنفذنا كل ما نريد قوله في "أم الطنافس"، لانريد أن نفتعل وأن نفبرك قصصا، إننا نحترم رغبة ذلك الجزء من الجمهور الذي يطالب بأجزاء أخرى، ونعتبر هذه المطالبة وساما على صدورنا، ولكن ومن منطلق احترام هذا الجمهور نفسه، قررنا التوقف عن المتابعة لأنه لم يعد لدينا ما نقدمه بشكل يرضي رغبة وعقل جمهور العمل، أما شخصيات العمل فهي على قيد الحياة وإن نضجت فكرة ما، في يوم ما، وكانت هذه الشخصيات قادرة على حملها فإننا لن نقف عائقا بوجه هذا الأمر، ولكننا نمتنع عن تقديمها بأقل مما ظهرت عليه، انطلاقا من الحب الذي نكنه لهذه الشخصيات التي هي جزء من أرواحنا.
نحن بطبيعة الحال نأسف لأن هذه النهاية أثارت الحزن لدى قسم من الجمهور، حزنا جعل البعض يدعو لمقاطعة العمل، ولكننا على ثقة بأن هذا الحزن سيضمحل ويمضي، وسيحل محله بعد ذلك تقييم هادئ لهذه النهاية، نرجو بعده أن تصل فكرتنا كما وصلت نكتتنا.