يلاحظ في الممارسة الطبية كثرة من يذهب الى الصيدلية لشراء أدوية لمعالجة أفراد أسرته اما تحت وطأة ضعف الحالة المادية أو الظن بأن لديه الخبرة الكافية بالدواء .
وفي الحالتين يوجد خطأ فادح في سلوك كهذا..
وأكثر الأدوية شيوعا في التداوي الذاتي هي المضادات الحيوية (مضادات الالتهاب ).فما هي هذه الزمرة الدوائية...؟؟؟
انها ببساطة زمرة دوائية تقتل الكائنات الحية المجهرية (الجراثيم ) بطرق مختلفة ...وهذه الجراثيم منها النافع للانسان حيث تصطنع له بعض الفيتامينات ...
ولاستعمال المضادات الحيوية قواعد وشروط يجب التقيد بها بدقة ...منها :
= نوعية الدواء : قسم كبير من أدوية الالتهاب نوعية . فدواء الالتهاب الذي يفيد في مرض معين لايفيد في مرض آخر.....ويمكن تشبيه ذلك بالقفل والمفتاح...وتحديد نوعية الدواء المناسب للمرض لايمكن أن يتم الا من قبل الطبيب...
= الجرعة الدوائية :لكل دواء جرعة دوائية وخاصة للأطفال ..وتقاس بالملغرام \ كغ من وزن الطفل....وتختلف هذه الجرعة من دواء لآخر...فاذا أعطينا الطفل أقل من الجرعة الدوائية فلن يتحقق الشفاء وتكتسب الجراثيم مقاومة للدواء وكأننا أعطيناها لقاحا وبالتالي تبدأ الجراثيم المقاومة لأدوية الالتهاب بالانتشار في المجتمع...
واذا أعطينا أكبر من الجرعة العلاجية فاننا نعرض الطفل للسمية الدوائية كالسمية الكلوية والكبدية والعصبية ...والجرعة الدوائية يعرفها الطبيب...
= الأثر الدوائي :المضادات الحيوية تقتل الجراثيم فقط ...وكثير من الأمراض سببها غير جرثومي (فيروسي )...كالكريب مثلا.. وعندما نستعمل دواء الألتهاب لاتتأثر الفيروسات به ...فنكون قد خسرنا ثمن الدواء وعرضنا الطفل لآثاره الضارة دون فائدة...وطبيعي أن التمييز بين الانتان الجرثومي والفيروسي لايتم الا من قبل الطبيب...
= علاقة الدواء بالطعام : بعض الأدوية لايمتصها الجسم الا على معدة فارغة ...وبعضها مخرش للمعدة ولذلك لايستخدم الا بعد الطعام ...والاستخدام الصحيح لايمكن أن يتم الا من قبل خبير الدواء...
= عدد الجرعات في اليوم : بعض الأدوية تكفي منها جرعة واحدة يوميا ...وبعضها جرعتان ...أو ثلاث..
أو أربع ...أو ست جرعات ...ولايمكن التحديد لغير الخبير...
= مدة استعمال الدواء : بعض الأدوبة 3 أيام ...وبعضها 10 أيام ...وبعضها أسبوعان...وبعضها 4 أسابيع
والعلاج الناقص يؤدي لانتشار الجراثيم المقاومة للدواء...
= التآزر والتنافرالدوائي : بعض الأدوية اذا أعطيت معا تؤدي الى السمية ...وبعضها تصبح أكثر فعالية ..
والمشاركة الضارة والنافعة لايمكن تحديدها الا من قبل الطبيب...
أخيرا :
ثمة ملاحظتان :
الأولى : العلاج الناقص يؤدي الى التحسن وليس الشفاء ...والفرق بينهما قول الشاعر :
لاتقطعن ذنب الأفعى وتتركها = ان كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا...
الثانية : الفرق بين السم والدواء :
السم : سم دائما ...
والدواء : سم عند سوء الاستعمال ...
ودمتم جميعا بصحة وعافية.