وعظتني نفسي .. فعلمتني ألّا أقيس الزمن بقولي : كان بالأمس.. وسيكون غداً.
وقبل أن تعظني نفسي، كنت أتوهم الماضي عهداً لا يُرَدّ والآتي عصراً لن أصل إليه...
أما الآن.. فقد عرفت أن في الهنيهة الحاضرة كلّ الزمن، وكلّ ما في الزمن مما يُرجى ويُنجز ويتحقق..!!!
وعظتني نفسي .. فعلمتني ألّا أحدّ المكان بقولي : هنا.. وهناك.. وهنالك..
وقبل أن تعظني نفسي، كنت إذا ما صرت في موضع في الأرض ظننتني بعيداً عن كل موضع آخر..
أما الآن.. فقد علمت أن مكاناً أحل فيه هو كلّ مكان... وأن فسحة أشغلها هي كلّ المسافات..!!!
وعظتني نفسي .. فعلمتني ألّا أطرب لمديح.. ولا أجذع لمذمة.
وقبل أن تعظني نفسي، كنت أظل مرتاباً في قيمة أعمالي وقدْرها حتى تبعث إليها الأيام بمن يقرظها أو يهجوها..
أما الآن.. فقد عرفت أن الأشجار تزهر في الربيع وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء، وتنثر أوراقها في الخريف وتتعرى في الشتاء ولا تخشى الملامة...!!