:
مرة جديدة، تنجح النزاعات الداخلية في حجب أنظار اللبنانيين عما يحضَّر أميركياً وإسرائيلياً بالنسبة إلى لبنان، وهو بالطبع مستمر قبل حرب عام 2006 وبعدها، خصوصاً من خلال ما تعدُّه مراكز الأبحاث والدراسات، ومنها على سبيل المثال "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى".
آخر "الإنجازات" في هذا المجال تقرير مفصل من مئة صفحة تقريباً، تحت عنوان "إذا حانت ساعة الحرب- إسرائيل ضد حزب الله وحلفائه"، نشره المعهد المذكور الشهر الفائت، ويتضمن أكثر من "سيناريو" لحروب إسرائيلية محتملة على لبنان، مع شرح تفصيلي لكل منها، إضافة إلى خرائط ولوائح بالأسلحة الممكن استعمالها من أفرقاء القتال.
في السابع عشر من أيلول الفائت، دعي معدّ التقرير جيفري وايت إلى ندوة خاصة بالموضوع، شارك فيها الباحث أندرو إكسوم. إشارة إلى أن وايت هو باحث في مجال الدفاع والرئيس السابق لمكتب التقويمات العسكرية الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "وكالة الاستخبارات المركزية"، أي الـ CIA. أما إكسوم، فهو ضابط سابق في الجيش الأمريكي، خدم في العراق وأفغانستان، وشغل حالياً موقع "باحث في مركز الأمن الأميركي الجديد".
خلال الندوة، قال وايت إن الأشهر القليلة الماضية شهدت نقاشات كثيرة حول تزايد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، فيما يتوقع كثيرون اندلاع حرب أخرى بين في المدى القريب، وإذا حدث ذلك، فسيكون له أثر تحوّلي على الأرجح، سواء في إسرائيل أو لبنان، أو حتى الشرق الأوسط بأسره.
وتابع وايت: يمكن أن تندلع الحرب نتيجة سوء تقدير أو قرار متعمد من إسرائيل أو حزب الله. ومن المرجح أن تكون حرب كهذه كثيفة ومدمرة وواسعة النطاق، وستشمل إسرائيل حزب الله والجيش اللبناني وربما سوريا وإيران وحماس.
وأضاف وايت: تستعد جميع الأطراف المحتملة مشاركتها لدخول هذه الحرب. فإسرائيل تُحضّر قواتها البرية لعمليات في لبنان، وتعزز من جهاز استخباراتها وتقوي دفاعاتها ضد هجمات محتملة من صواريخ حزب الله وقذائفه، وفي صراع كهذا، ستكون استراتيجية إسرائيل هجومية في جوهرها، إذ من المرجح أن تعبر قواتها البرية نهر الليطاني وتتقدم إلى داخل وادي البقاع، وسيقوم سلاحها الجوي بعمليات هجومية فوق لبنان وربما سوريا، بينما ستعمل قواتها البحرية بقوة قبالة ساحل لبنان، وفي الوقت الذي سيتخذ فيه الجيش الإسرائيلي إجراءات لتقليل حجم الخسائر المدنية، سوف يؤدي المفهوم الدفاعي لحزب الله وطبيعة القتال في لبنان إلى وقوع ضحايا مدنيين بين السكان اللبنانيين.
ورأى وايت أن حزب الله بدوره يعدّ نفسه للحرب، فقد قام ببناء قواته الصاروخية والقذائفية ودفاعاته الجوية، وهو يملك الآن أربعة أضعاف عدد الصواريخ والقذائف الأكثر دقة مقارنة بعام 2006، وفي حال اندلاع حرب جديدة، ستقوم هذه الجماعة على الأرجح بشن هجمات صاروخية وقذائفية ثقيلة ومستمرة على كل الأهداف العسكرية والمدنية في شمال إسرائيل ووسطها، وهي هجمات ستكون لها دلالات إلى سبل خوض الجيش الإسرائيلي الحرب، خصوصاً ما يتعلق بالعمليات الهجومية في عمق لبنان.
وتابع وايت: قام حزب الله أيضاً بتنظيم قواته للدفاع عن جنوب لبنان ومنع جيش الدفاع الإسرائيلي من اقتحام العمق اللبناني، وبقيامه بذلك، فإنه يؤكد أهمية القتال في المناطق الحضرية والقرى، وهو لن يتنازل بسهولة عن الأراضي، وسيحاول على الأرجح أن يتخذ له موقعاً ثابتاً هناك.
وعن الدور السوري والإيراني المحتمل، أشار وايت إلى أنهما مستعدتان للحرب، على رغم الغموض الذي يحيط بإمدادهما حزب الله بمساعدات تزيد عن القيام باتصالات وعمليات استخبارية.
أما احتمال انضمام حماس إلى الأعمال القتالية، فمن المرجح أن يؤدي إلى إحكام الجيش الإسرائيلي السيطرة على معظم قطاع غزة، وذلك بعد إنتهاء عمليات القتال الرئيسة في لبنان، وسيعني مثل هذا الاحتلال "إنهاء المهمة" التي بدأها جيش الدفاع الإسرائيلي خلال حرب 2008- 2009 في غزة.
ولفت وايت إلى أن الجانبين يخططان لشن عمليات هجومية، وهما مستعدان لحرب كبرى، ونتيجة لذلك، من المرجح أن تتفاقم الحرب بسرعة، ونظراً إلى احتمالات تصعيد حرب كهذه، فالجانب الأكثر مرونة وتكيفاً هو الذي سيكسب.
وتوقع وايت إحكام الجيش الإسرائيلي سيطرته في ختام الحرب على جنوب لبنان، وربما غزة، وهي نتيجة من المرجح أن تنطوي على خسائر مدنية كبيرة وأزمات سياسية وحاجة ملحة لاتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في لبنان وغزة وربما سوريا.
وعن تكاليف الحرب، اعتبر وايت أنها ستكون كبيرة بالنسبة إلى جميع المشاركين فيها، ويمكن أن يكون لها أثر تحولي في سياسات المنطقة، داعياً الولايات المتحدة إلى الاستعداد لتفاقم مثل هذا الصراع بسرعة، إذ يتعين عليها ألا تعتمد ديبلوماسية تجنب الصراع أو الحد منه فور بدئه، بل عليها أن تبحث عن فرص لتحقيق استقرار طويل الأمد، الذي يمكن أن يعني إعطاء الجيش الإسرائيلي وقتاً كافياً لإلحاق أذى شديد بحزب الله وبسوريا، إذا تورطت الأخيرة في الحرب بصورة مباشرة، وإذا لزم الأمر، ينبغي على واشنطن أن تكون مستعدة لردع إيران عن التورط مباشرة في الصراع.
مرة جديدة، تنجح النزاعات الداخلية في حجب أنظار اللبنانيين عما يحضَّر أميركياً وإسرائيلياً بالنسبة إلى لبنان، وهو بالطبع مستمر قبل حرب عام 2006 وبعدها، خصوصاً من خلال ما تعدُّه مراكز الأبحاث والدراسات، ومنها على سبيل المثال "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى".
آخر "الإنجازات" في هذا المجال تقرير مفصل من مئة صفحة تقريباً، تحت عنوان "إذا حانت ساعة الحرب- إسرائيل ضد حزب الله وحلفائه"، نشره المعهد المذكور الشهر الفائت، ويتضمن أكثر من "سيناريو" لحروب إسرائيلية محتملة على لبنان، مع شرح تفصيلي لكل منها، إضافة إلى خرائط ولوائح بالأسلحة الممكن استعمالها من أفرقاء القتال.
في السابع عشر من أيلول الفائت، دعي معدّ التقرير جيفري وايت إلى ندوة خاصة بالموضوع، شارك فيها الباحث أندرو إكسوم. إشارة إلى أن وايت هو باحث في مجال الدفاع والرئيس السابق لمكتب التقويمات العسكرية الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "وكالة الاستخبارات المركزية"، أي الـ CIA. أما إكسوم، فهو ضابط سابق في الجيش الأمريكي، خدم في العراق وأفغانستان، وشغل حالياً موقع "باحث في مركز الأمن الأميركي الجديد".
خلال الندوة، قال وايت إن الأشهر القليلة الماضية شهدت نقاشات كثيرة حول تزايد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، فيما يتوقع كثيرون اندلاع حرب أخرى بين في المدى القريب، وإذا حدث ذلك، فسيكون له أثر تحوّلي على الأرجح، سواء في إسرائيل أو لبنان، أو حتى الشرق الأوسط بأسره.
وتابع وايت: يمكن أن تندلع الحرب نتيجة سوء تقدير أو قرار متعمد من إسرائيل أو حزب الله. ومن المرجح أن تكون حرب كهذه كثيفة ومدمرة وواسعة النطاق، وستشمل إسرائيل حزب الله والجيش اللبناني وربما سوريا وإيران وحماس.
وأضاف وايت: تستعد جميع الأطراف المحتملة مشاركتها لدخول هذه الحرب. فإسرائيل تُحضّر قواتها البرية لعمليات في لبنان، وتعزز من جهاز استخباراتها وتقوي دفاعاتها ضد هجمات محتملة من صواريخ حزب الله وقذائفه، وفي صراع كهذا، ستكون استراتيجية إسرائيل هجومية في جوهرها، إذ من المرجح أن تعبر قواتها البرية نهر الليطاني وتتقدم إلى داخل وادي البقاع، وسيقوم سلاحها الجوي بعمليات هجومية فوق لبنان وربما سوريا، بينما ستعمل قواتها البحرية بقوة قبالة ساحل لبنان، وفي الوقت الذي سيتخذ فيه الجيش الإسرائيلي إجراءات لتقليل حجم الخسائر المدنية، سوف يؤدي المفهوم الدفاعي لحزب الله وطبيعة القتال في لبنان إلى وقوع ضحايا مدنيين بين السكان اللبنانيين.
ورأى وايت أن حزب الله بدوره يعدّ نفسه للحرب، فقد قام ببناء قواته الصاروخية والقذائفية ودفاعاته الجوية، وهو يملك الآن أربعة أضعاف عدد الصواريخ والقذائف الأكثر دقة مقارنة بعام 2006، وفي حال اندلاع حرب جديدة، ستقوم هذه الجماعة على الأرجح بشن هجمات صاروخية وقذائفية ثقيلة ومستمرة على كل الأهداف العسكرية والمدنية في شمال إسرائيل ووسطها، وهي هجمات ستكون لها دلالات إلى سبل خوض الجيش الإسرائيلي الحرب، خصوصاً ما يتعلق بالعمليات الهجومية في عمق لبنان.
وتابع وايت: قام حزب الله أيضاً بتنظيم قواته للدفاع عن جنوب لبنان ومنع جيش الدفاع الإسرائيلي من اقتحام العمق اللبناني، وبقيامه بذلك، فإنه يؤكد أهمية القتال في المناطق الحضرية والقرى، وهو لن يتنازل بسهولة عن الأراضي، وسيحاول على الأرجح أن يتخذ له موقعاً ثابتاً هناك.
وعن الدور السوري والإيراني المحتمل، أشار وايت إلى أنهما مستعدتان للحرب، على رغم الغموض الذي يحيط بإمدادهما حزب الله بمساعدات تزيد عن القيام باتصالات وعمليات استخبارية.
أما احتمال انضمام حماس إلى الأعمال القتالية، فمن المرجح أن يؤدي إلى إحكام الجيش الإسرائيلي السيطرة على معظم قطاع غزة، وذلك بعد إنتهاء عمليات القتال الرئيسة في لبنان، وسيعني مثل هذا الاحتلال "إنهاء المهمة" التي بدأها جيش الدفاع الإسرائيلي خلال حرب 2008- 2009 في غزة.
ولفت وايت إلى أن الجانبين يخططان لشن عمليات هجومية، وهما مستعدان لحرب كبرى، ونتيجة لذلك، من المرجح أن تتفاقم الحرب بسرعة، ونظراً إلى احتمالات تصعيد حرب كهذه، فالجانب الأكثر مرونة وتكيفاً هو الذي سيكسب.
وتوقع وايت إحكام الجيش الإسرائيلي سيطرته في ختام الحرب على جنوب لبنان، وربما غزة، وهي نتيجة من المرجح أن تنطوي على خسائر مدنية كبيرة وأزمات سياسية وحاجة ملحة لاتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في لبنان وغزة وربما سوريا.
وعن تكاليف الحرب، اعتبر وايت أنها ستكون كبيرة بالنسبة إلى جميع المشاركين فيها، ويمكن أن يكون لها أثر تحولي في سياسات المنطقة، داعياً الولايات المتحدة إلى الاستعداد لتفاقم مثل هذا الصراع بسرعة، إذ يتعين عليها ألا تعتمد ديبلوماسية تجنب الصراع أو الحد منه فور بدئه، بل عليها أن تبحث عن فرص لتحقيق استقرار طويل الأمد، الذي يمكن أن يعني إعطاء الجيش الإسرائيلي وقتاً كافياً لإلحاق أذى شديد بحزب الله وبسوريا، إذا تورطت الأخيرة في الحرب بصورة مباشرة، وإذا لزم الأمر، ينبغي على واشنطن أن تكون مستعدة لردع إيران عن التورط مباشرة في الصراع.