مقدمة
تقول الأسطورة «أن زيوس إله الأولمب عندما غضب على البشر منع النار عنهم، لكن بروميثيوس انطلق إلى جزيرة لمنوس، حيث كان هيفاستوس يحتفظ بنيرانه موقدة، فسرق بروميثيوس جمرة من النار المقدسة وجعلها في جذع شجرة فارغ، وحمله عائداً إلى بني البشر، ولما علم زيوس بهذه الفعلة غضب غضباً شديداً، وبعد إرساله المصائب والطوفان، تجددت حياة بني البشر، وشُفِيَ زيوس من غضبه، إلا أن بروميثيوس كان عليه أن يحاسَب على غشه ولصوصيته، وبناء على أمر من زيوس قام هيفاستوس يعاونه كراتوس ووبيا، بالقبض على بروميثيوس وشدّوا وثاقه بالسلاسل إلى إحدى قمم جبل القوقاز، وهناك أرسل له زيوس نسراً ذا جناحين عظيمين راح يتغذى على كبده التي لا تموت، وبمقدار ما يلتهم الهُولة المجنّح من كبده في النهار، ينبت له منها في الليل بنفس هذا المقدار، وعلى الرغم من هذا العذاب الأليم، ظل بروميثيوس مصراً في عناد لا يشكو ولا يتضرع ولا يصلي تذللاً. وما ونى عن تحدي سيد الأولمب والتعبير عن كراهيته له في انفجارات عنيفة، أليس في حوزته سر يتعلق بما ينتظر زيوس نفسه من خطر؟..»
إن من يقرأ حياة محمد الماغوط ويطّلع على شيء من أعماله ومواقفه يشعر أن حياته لا تخلو من الأسطورة. وكما يقول صاحب «الخيميائي» باولو كويليو أن لكل إنسان أسطورته الشخصية التي يبحث عنها ليعيشها، ففي أسطورة محمد الماغوط الشخصية الشيء الكثير من حضور شخص بروميثيوس بما تحويه من روح تمرّد تجاه السلطة بأشكالها المختلفة من جهة، وحبه وإخلاصه للجنس البشري من جهة أخرى، هذا الحب وهذا الإخلاص الذي دفع بروميثيوس أن يسرق النار المقدسة ويهبها للجنس البشري، نجده عند محمد الماغوط، وتتمثل لديه هذه النار المقدسة بالحرية التي أراد أن يهبها للإنسان العربي الممزّق والذي يئن تحت جراحات السلطة بأشكالها المختلفة، أبوية بطريركية أو دينية سلفية أو سياسية قمعية... إلا أن حبه للإنسان العربي لم يكن انغلاقاً وانطواءً بقدر ما يعني حباً للإنسانية الجريحة التي يراها أول بأول تتجسد في هذا الإنسان العربي الحبيب الغالي الذي دفعه حبه الكبير له أن يدفع ثمنه غالياً فكان عقابه إلهياً، فكما أن زيوس أرسل نسراً ذا جناحين عظيمين يتغذى على كبد بروميثيوس التي لا تموت، هكذا كانت عذابات الماغوط التي لا تنتهي. واندفع من داخله ينبوع سخرية مرير وسحري، ينتقد ويتساءل ويتمرّد.
وأخيراً، تقول الأسطورة أن بروميثيوس استطاع بشكل ما أن ينال الخلود الإلهي، واتخاذ مكانه الدائم على الأولمب.
إذن، هل نستطيع أن نسأل فيما إذا كان الماغوط قد استطاع أن ينال الخلود في الوجدان العربي والعالمي كصوت ضمير حي ما برح يشير إلى الطريق الواجب اتخاذه.. هل بوسع الإنسان العربي اليوم وغداً وبعد غد أن يسمع هذا الصوت يجلجل في داخله عاصفة من دموع وثورة من دم..؟!
تقول الأسطورة «أن زيوس إله الأولمب عندما غضب على البشر منع النار عنهم، لكن بروميثيوس انطلق إلى جزيرة لمنوس، حيث كان هيفاستوس يحتفظ بنيرانه موقدة، فسرق بروميثيوس جمرة من النار المقدسة وجعلها في جذع شجرة فارغ، وحمله عائداً إلى بني البشر، ولما علم زيوس بهذه الفعلة غضب غضباً شديداً، وبعد إرساله المصائب والطوفان، تجددت حياة بني البشر، وشُفِيَ زيوس من غضبه، إلا أن بروميثيوس كان عليه أن يحاسَب على غشه ولصوصيته، وبناء على أمر من زيوس قام هيفاستوس يعاونه كراتوس ووبيا، بالقبض على بروميثيوس وشدّوا وثاقه بالسلاسل إلى إحدى قمم جبل القوقاز، وهناك أرسل له زيوس نسراً ذا جناحين عظيمين راح يتغذى على كبده التي لا تموت، وبمقدار ما يلتهم الهُولة المجنّح من كبده في النهار، ينبت له منها في الليل بنفس هذا المقدار، وعلى الرغم من هذا العذاب الأليم، ظل بروميثيوس مصراً في عناد لا يشكو ولا يتضرع ولا يصلي تذللاً. وما ونى عن تحدي سيد الأولمب والتعبير عن كراهيته له في انفجارات عنيفة، أليس في حوزته سر يتعلق بما ينتظر زيوس نفسه من خطر؟..»
إن من يقرأ حياة محمد الماغوط ويطّلع على شيء من أعماله ومواقفه يشعر أن حياته لا تخلو من الأسطورة. وكما يقول صاحب «الخيميائي» باولو كويليو أن لكل إنسان أسطورته الشخصية التي يبحث عنها ليعيشها، ففي أسطورة محمد الماغوط الشخصية الشيء الكثير من حضور شخص بروميثيوس بما تحويه من روح تمرّد تجاه السلطة بأشكالها المختلفة من جهة، وحبه وإخلاصه للجنس البشري من جهة أخرى، هذا الحب وهذا الإخلاص الذي دفع بروميثيوس أن يسرق النار المقدسة ويهبها للجنس البشري، نجده عند محمد الماغوط، وتتمثل لديه هذه النار المقدسة بالحرية التي أراد أن يهبها للإنسان العربي الممزّق والذي يئن تحت جراحات السلطة بأشكالها المختلفة، أبوية بطريركية أو دينية سلفية أو سياسية قمعية... إلا أن حبه للإنسان العربي لم يكن انغلاقاً وانطواءً بقدر ما يعني حباً للإنسانية الجريحة التي يراها أول بأول تتجسد في هذا الإنسان العربي الحبيب الغالي الذي دفعه حبه الكبير له أن يدفع ثمنه غالياً فكان عقابه إلهياً، فكما أن زيوس أرسل نسراً ذا جناحين عظيمين يتغذى على كبد بروميثيوس التي لا تموت، هكذا كانت عذابات الماغوط التي لا تنتهي. واندفع من داخله ينبوع سخرية مرير وسحري، ينتقد ويتساءل ويتمرّد.
وأخيراً، تقول الأسطورة أن بروميثيوس استطاع بشكل ما أن ينال الخلود الإلهي، واتخاذ مكانه الدائم على الأولمب.
إذن، هل نستطيع أن نسأل فيما إذا كان الماغوط قد استطاع أن ينال الخلود في الوجدان العربي والعالمي كصوت ضمير حي ما برح يشير إلى الطريق الواجب اتخاذه.. هل بوسع الإنسان العربي اليوم وغداً وبعد غد أن يسمع هذا الصوت يجلجل في داخله عاصفة من دموع وثورة من دم..؟!