بلغ الدخل السنوي لشركة «غوغل» 25 بليون دولار، فيما زاد عدد العاملين لديها على 3 ملايين شركة في مجال تقنية الحوسبة السحابية، وفق ما قال رئيس «غوغل» للمؤسسات في الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط أوروبا وشرقها، عبدالواحد بينديوا في تصريح إلى وكالة «بترا».
وعرض بينديوا أهمية الحوسبة السحابية خلال الفترة المقبلة «لما تتيحه من فرصة لصناعة تقنية المعلومات العربية لأنها تشكل قفزة نوعية في طريقة استخدام التقنية وتطويرها».
والحوسبة السحابية تقنية تصف كيفية استضافة برامج وتطبيقات الكمبيوتر والبيانات وكيفية تشغيلها على الإنترنت، وتعتمد الفكرة الرئيسة في تخزين كل ذلك على الأجهزة الخادمة لشبكة الإنترنت بدلاً من كمبيوتر واحد في مكان محدد. وتتيح الحوسبـــة السحابية للمستخدمين الوصول إلى المعلـــومات التي يحتاجون إليها من أي جهاز كمبيوتر يتمتع باتصال بشبكة الإنترنت.
وقال بينديوا: «حجم الإنفاق العالمي على البنية التحتية للحوسبة السحابية في العام الماضي كان 17 بليون دولار، ويتوقع أن يصل حجم الصناعة بالكامل إلى 45 بليوناً في العالم»، معتبراً أن «الحوسبة السحابية تشكل المستقبل للوطن العربي، في ضوء تقنية العالم الغربي التي من الصعب مواكبتها ومتابعة سرعتها ما يتطلب التنقل بين التقنيات على شكل قفزات نوعية».
ووفقاً لخبراء صناعة تقنية المعلومات، فـــإن الحوسبة السحابية تقــدم تكلفـــة استثمــــار أقـــــل بنسبة 30 في المئـــة بالنسبة للشركات الصغيـــرة والمتوسطة، في مقابل الاستثمار بأجهزة وبرامج مكتبية يتم شراؤها.
وأشار بينديوا الى ان «الحوسبة السحابية أصبحت متاحة حالياً للجميع»، لافتاً الى أن «غوغل تدعم المطورين العرب وتعمل على تشجيعهم، ما يتطلب الإدراك بأن الوقت الحاضر هو أفضل وقت للإبداع». وأضاف: «المطلوب من المطورين العرب، تطوير جوهر البرنامج ونواته، ومن ثم وضعه على تطبيقات «غوغل»، ليتم بعذ ذلك مكاملة التطبيق ودمجه مع البرامج والتطبيقات الأخرى المتوافرة في «غوغل» للحوسبة السحابية».
وأكد «إمكان تطوير فكرة البرنامج فقط وبرمجة نواتها من دون الدخول في تفاصيل الواجهة البرمجية وأية تفاصيل أخرى، ما يمكّن الأشخاص الآخرين من التفاعل مع البرنامج واقتباسه والمساعدة على وضعه في شكله النهائي». وقال: «يجب على العرب التفكير بطريقة مختلفة في التقنية والأعمال، والقيام بالأمور التي تعزز وتؤثر في الثقافة والحضارة العربية».
وأشار إلى أن «الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل محوراً مهماً لأعمال «غوغل» فـــــي الشرق الأوسط وأفريقيا، ومن المتوقع أن يكــــون الأسرع في تبني الحوسبة السحابية، لفوائدهــــا في تسريع الأعمال، والأمان والحماية التي توفرها، وكذلك في تقليل التكلفة عليها بخاصة في ضوء الوضع الاقتصادي الراهن».
وعن الأمان والحماية خصوصاً أن التطبيقات والبيانات تخزن جميعها على شبكة الإنترنت، قال بينديوا: «مستوى الحماية والأمان مرتفع جداً في «غوغل» لأن كل أعمال الشركة تتم على الإنترنت باستخدام بطاقات الائتمان».
وأضاف: «عندما يتم إرسال رسالة بريد إلكتروني، يعمل نظام الحماية في «غوغل» على تجزئتها إلى عشرات من الأجزاء المختلفة، ويخزن كل جزء على جهاز خادم مختلف، ما يجعل من المستحيل على أي شخص اختراقها وجمعها».
عكس السير