مقالي اليوم أثارته قضية إيقاف الحارس خوسيه بنتو لإطلاقه صافرة مزيفة للاعب من كوبنهاغن انفرد به فظن الأخير نفسه متسللاً ، أثار هذا العقاب ردود فعل بعض اللاعبين والإداريين في برشلونة والذين لم يكونوا مقتنعين بضرورة العقوبة وكأن ما جرى أمر عادي وأخلاقي.
برشلونة عودنا على دروس الأخلاق في الإعلام والتصريحات وقضية الدفع لليونيسيف التي أرى فيها قراراً غبياً وليس صائباً في عالم الاقتصاد، وسوف أطرح هنا بعض التساؤلات بما يخص أخلاق برشلونة المزعومة والهدف من هذا المقال ليس تصوير برشلونة على أنه النادي الشيطان لكن لنعرف أنه نادي كغيره من الأندية يفعل ما يفعلون من أجل مصلحته.
1- لو قام لاعب من الفريق الخصم بهذه الصافرة لبكى وصرخ غوارديولا ولابورتا وروسيل وكرويف لمئة سنة ، مطالبين بالإيقاف مدى الحياة للحارس ولكتبت الصحف الكتلونية وقالت إنه مجرم حقيقي ولربما أطلقت عليه لقب السفاح ... هم عندما تعرض ميسي لإصابة جاء الوقت لنقول الحق فيها بأنها غير مباشرة ولا متعمدة بالشكل الذي تم تصويره كادوا أن يطالبوا بنصب المقصلة واستعادة ذكريات قطع الروؤس قبل الثورة الفرنسية.
2- هم من استخدموا كل أسلوب غير أخلاقي للتعاقد مع ديفيد فيا ، فذهبوا للبنك للضغط على فالنسيا وحاصروا الفريق الفقير مالياً وأجبروه على التنازل بشكل أو بأخر عن نجمه ... فيا كان سيباع في النهاية لكن لماذا هذا الأسلوب؟
3- الجميع يذكر الحركة السخيفة التي قام بها سيرجيو بوسكتش أثناء تفوق مورينيو على برشلونة وهو يقود الإنتر ، كم انتقاد سمعنا لسيرجيو وحركته التمثيلية من قبل برشلونة؟... طبعاً لا شيء!!
4- هم من أجلس يايا توري على مقاعد الاحتياط وساهموا بتراجع مستواه رغم مساهمته معهم بالفوز بالسداسية ، والسبب لمن لا يعرف وكما اعترف وكيل أعمال اللاعب واللاعب نفسه ومدير رياضي برشلونة كان يتعلق بضرورة عدم لعبه أكثر من 60% من المباريات كي لا يزيد مقدار أجره الذي يتقاضاه....وهنا نقول عندما يوقع لاعباً مثل هذا النوع من العقود القائم على عدد المباريات يفترض المسكين الاحترافية وحسن النية في الطرف الأخر.
5- هم نادٍ عنصري الفكرة لو جئنا للمنطق ، فالكتلوني لديهم أفضل من غيره وأخر من قال هو الهولندي زيندن حيث صرح قائلاً : " لو استطاعوا لجعلوا الفريق بأكمله كتلونياً" ... والكتلونية عرق والتوقف عليها وعدم المساواة بالفرص بناء على العرق عنصرية كما تقول مواثيق حقوق الإنسان....على الهامش هنا :" في تقرير إخباري بثته الجزيرة قبل بضعة أشهر عن أوضاع المهاجرين العرب في اسبانيا تبين أن أكثر الأحزاب عنصرية ضدهم هي الكتلونية ".
6- بإجماع كل مراقب فأسلوبهم في محاولة إعادة فابريغاس غير مقبول أخلاقياً ، بل إن الإنجليز وضعوا العناوين وقالوا " نعم برشلونة أكثر من مجرد نادٍ لأنه لا يحترم أحداً".
7- الرئيس صاحب فكرة المثالية والإنسانية خوان لابورتا ثبت بشكل واضح أنه كان فاسداً مختلساً مستفيداً من أموال برشلونة ، المحاكم قريبة وصورة الملاك لابورتا ستظهر واضحة للجميع...أخر الهجمات الصحفية عليه كانت " هو ضحك على جماهير برشلونة ليسيطر على كتلونيا سياسياً".
هذه النقاط السبع السابقة تجعلني أقول بوضوح :
" إن على جماهير برشلونة أن تركز على كرة القدم وتكف عن وصف ناديها بالملاك البريء وعليها أن تعرف أن كرة القدم باتت جزءً من عالم الأعمال وأن المثاليات ليس لها مكان في هذا العالم"