ليس لك مكان في حياتي ..بقلم:لبنى الشلي
جلست انتظر قدوم الحافلة...تمر الحافلات من أمامي دونها هي...فيطول انتظاري...فتجد الافكار راحتها في وحدتي ...تجتاحني دون رحمة...أتذكر آخر لقاء بيننا...ووصفه لي بالباردة التي لا تجيد ترجمة أحاسيسها إلى افعال...و أكتفي فقد بالهروب و الاختباء وراء خجل لا محل له في حاضرنا...فالمرأة مجموعة من براكين ...إن خمد واحد اشتعل آخر .
يمر بسيارته أمامي...ينظر إلي من وراء زجاج النافذة و أنظر إليه بطرف عيني...تختلط المشاعر بداخلي و تتسارع دقات قلبي ...تتجمع الدموع في عيني...رفعت رأسي إلى السماء...كانت الغيوم متجمعة تحجب الشمس عن الظهور...فزادني المنظر كآبة...أما هو فمازال واقفا ينظر إلي و الابتسامة الغريبة مرسومة على وجهه...لم أعد أميز ما أحس به نحوه اهو كره ...حب... أو منطقة وسطى...حينها ضربني احدهم على عيني...قفزت من مكاني...و صرخت من الألم ...التفت نحو من ضربني وجدته طفلا صغيرا يبكي...فقد ضربته أمه و اعتذرت لي
-آسفة ...فهو مريض
لا بأس-
نظرت الى وجهه الصغير المبلل بالدموع
ما هو مرضه؟؟-
-هو عصبي جدا...
كان يحاول الإمساك بورقة مرمية على الأرض ...يعض على لسانه بقوة...و يغير ملامح وجهه بطريقة غريبة...أمسكته من يده فأبعدها...جلست على ركبتي و رفعت وجهه إلي...ابتسمت فلم يبتسم لي ...ادركت أنه مازال غاضبا مني...لكن لا باس فلن أيأس فهو يستحق المحاولة
-ما اسمك؟؟
لم يجب على سؤالي فأجابتني أمه
-بدر الدين...هو هكذا لا يتحدث الى أحد حتى أخته يضربها...و يضربني أنا أيضا...لذلك أحضرته لذلك المركز*أشارت لي بيدها اليه * فقد تحسنت حالته عن الذي كان عليه الحمد لله
-جيد...فطفلك كله حسانات...الجنة تحت قدميك سيدتي...فلا تقنطي من رحمة الله
مددت يدي في اتجاه الطفل و طلبت منه ان يضربني إن كان هذا سيجعله يسامحني...نظر إلي و ابتسم حينها تشجعت و سألته
-ما اسمك؟
-بدر الدين
-ها لم اسمع ...ما اسمك؟
بدر الدين
قرصته من خده فضحك...
-لم اكن اعرف أن ضحكتك جميلة هكذا
فضحك مرة أخرى ثم قال لي
-انت جميلة
جميلة؟ ربما تقصد طيبة
-و ما الفرق؟؟
اغرورقت عيني و نظرت إليه نظرة أم ...ليس هناك فرق بينهما سوى ان الطيبة اجمل.
أوقفت الام سيارة أجرة و أمسكت طفلها من يده و غادرا مبتسمين ...كان يمشي بصعوبة...جلس في السيارة و لوح لي بيده ...اقتربت منه و طرقت بيدي على زجاجها...فتحت باب السيارة و أخرجت الطفل منها ...ضممته إلى صدري فعانقي بشدة ...قبلته على وجنتيه و ضحكنا ضحك طفلين معا...ثم غادر
مسحت بيدي دموعي التي خرجت من دون إذن.
أما الاخر ...مازال في سيارته ينظر إلي من بعيد...ينتظر مني ان اقترب...شعرت برغبة شديدة في تكسير زجاج سيارته...كالأطفال... أن أصرخ في وجهه و أقول كل ما أشعر ...فلست فتاة ليل و لا باحثة عن لذة محرمة...
انتفضت من مكاني وسرت في اتجاهه...نزل من سيارته و فتح لي الباب...و الابتسامة مطبوعة على وجهه كانها علامة مسجلة...
-كنت أعرف أنك سترجعين إلي
-حقا
-كان مشهدا مضحكا ...أنت و ذلك الطفل
-ما المضحك؟
-كل شيء ...
-لا أستطيع ان ألومك...فكل يفكر بطريقته...فماذا انتظر من رجل ينظر للحياة من نافذة سيارته الضيقة...من رجل لا يفكر سوى في رغباته...ليس مهما الآخر...انت المهم ...اليس كذلك...ذلك الطفل...احسست معه انني طفلة...و أم مع أني لم أنجب...اما معك أنت فرغم كوني انثى لم أشعر بذلك...تحدثنا بضع دقائق فأخترقنا بعضنا البعض...أحببته و أحبني دون مقدمات...دون شروط او رهانات...لم انتظر منه شيئا و كذلك هو...تصرفت معه بتلقائية دون قيود...اما معك أنت فأحس بأني أغوص في المحيط دون اكسيجين...اختنق كل لحظة فلا تشعر بي.
أمسكت بباب السيارة و أقفلتها بهدوء...نظرت الى عينيه و ابتسامتي عنواني
-انت لا تستحق ان تحب و لا أن تكره...لا مكان لك في حياتي ...فمكانك الحقيقي هو مزبلة الذكريات...تلك التي نرمي فيها الأشياء التي لا تصلح...ليس المهم ان تحبني لكن من واجبك احترامني
نزعت خاتم الخطبة ووضعته في كفه...ضممت أصابعه بيدي ...انسحبت بعدها بهدوء ...تركته ورائي ...غادرته تلك الابتسامة و اصبح وجهه جامدا .
جلست انتظر قدوم الحافلة...تمر الحافلات من أمامي دونها هي...فيطول انتظاري...فتجد الافكار راحتها في وحدتي ...تجتاحني دون رحمة...أتذكر آخر لقاء بيننا...ووصفه لي بالباردة التي لا تجيد ترجمة أحاسيسها إلى افعال...و أكتفي فقد بالهروب و الاختباء وراء خجل لا محل له في حاضرنا...فالمرأة مجموعة من براكين ...إن خمد واحد اشتعل آخر .
يمر بسيارته أمامي...ينظر إلي من وراء زجاج النافذة و أنظر إليه بطرف عيني...تختلط المشاعر بداخلي و تتسارع دقات قلبي ...تتجمع الدموع في عيني...رفعت رأسي إلى السماء...كانت الغيوم متجمعة تحجب الشمس عن الظهور...فزادني المنظر كآبة...أما هو فمازال واقفا ينظر إلي و الابتسامة الغريبة مرسومة على وجهه...لم أعد أميز ما أحس به نحوه اهو كره ...حب... أو منطقة وسطى...حينها ضربني احدهم على عيني...قفزت من مكاني...و صرخت من الألم ...التفت نحو من ضربني وجدته طفلا صغيرا يبكي...فقد ضربته أمه و اعتذرت لي
-آسفة ...فهو مريض
لا بأس-
نظرت الى وجهه الصغير المبلل بالدموع
ما هو مرضه؟؟-
-هو عصبي جدا...
كان يحاول الإمساك بورقة مرمية على الأرض ...يعض على لسانه بقوة...و يغير ملامح وجهه بطريقة غريبة...أمسكته من يده فأبعدها...جلست على ركبتي و رفعت وجهه إلي...ابتسمت فلم يبتسم لي ...ادركت أنه مازال غاضبا مني...لكن لا باس فلن أيأس فهو يستحق المحاولة
-ما اسمك؟؟
لم يجب على سؤالي فأجابتني أمه
-بدر الدين...هو هكذا لا يتحدث الى أحد حتى أخته يضربها...و يضربني أنا أيضا...لذلك أحضرته لذلك المركز*أشارت لي بيدها اليه * فقد تحسنت حالته عن الذي كان عليه الحمد لله
-جيد...فطفلك كله حسانات...الجنة تحت قدميك سيدتي...فلا تقنطي من رحمة الله
مددت يدي في اتجاه الطفل و طلبت منه ان يضربني إن كان هذا سيجعله يسامحني...نظر إلي و ابتسم حينها تشجعت و سألته
-ما اسمك؟
-بدر الدين
-ها لم اسمع ...ما اسمك؟
بدر الدين
قرصته من خده فضحك...
-لم اكن اعرف أن ضحكتك جميلة هكذا
فضحك مرة أخرى ثم قال لي
-انت جميلة
جميلة؟ ربما تقصد طيبة
-و ما الفرق؟؟
اغرورقت عيني و نظرت إليه نظرة أم ...ليس هناك فرق بينهما سوى ان الطيبة اجمل.
أوقفت الام سيارة أجرة و أمسكت طفلها من يده و غادرا مبتسمين ...كان يمشي بصعوبة...جلس في السيارة و لوح لي بيده ...اقتربت منه و طرقت بيدي على زجاجها...فتحت باب السيارة و أخرجت الطفل منها ...ضممته إلى صدري فعانقي بشدة ...قبلته على وجنتيه و ضحكنا ضحك طفلين معا...ثم غادر
مسحت بيدي دموعي التي خرجت من دون إذن.
أما الاخر ...مازال في سيارته ينظر إلي من بعيد...ينتظر مني ان اقترب...شعرت برغبة شديدة في تكسير زجاج سيارته...كالأطفال... أن أصرخ في وجهه و أقول كل ما أشعر ...فلست فتاة ليل و لا باحثة عن لذة محرمة...
انتفضت من مكاني وسرت في اتجاهه...نزل من سيارته و فتح لي الباب...و الابتسامة مطبوعة على وجهه كانها علامة مسجلة...
-كنت أعرف أنك سترجعين إلي
-حقا
-كان مشهدا مضحكا ...أنت و ذلك الطفل
-ما المضحك؟
-كل شيء ...
-لا أستطيع ان ألومك...فكل يفكر بطريقته...فماذا انتظر من رجل ينظر للحياة من نافذة سيارته الضيقة...من رجل لا يفكر سوى في رغباته...ليس مهما الآخر...انت المهم ...اليس كذلك...ذلك الطفل...احسست معه انني طفلة...و أم مع أني لم أنجب...اما معك أنت فرغم كوني انثى لم أشعر بذلك...تحدثنا بضع دقائق فأخترقنا بعضنا البعض...أحببته و أحبني دون مقدمات...دون شروط او رهانات...لم انتظر منه شيئا و كذلك هو...تصرفت معه بتلقائية دون قيود...اما معك أنت فأحس بأني أغوص في المحيط دون اكسيجين...اختنق كل لحظة فلا تشعر بي.
أمسكت بباب السيارة و أقفلتها بهدوء...نظرت الى عينيه و ابتسامتي عنواني
-انت لا تستحق ان تحب و لا أن تكره...لا مكان لك في حياتي ...فمكانك الحقيقي هو مزبلة الذكريات...تلك التي نرمي فيها الأشياء التي لا تصلح...ليس المهم ان تحبني لكن من واجبك احترامني
نزعت خاتم الخطبة ووضعته في كفه...ضممت أصابعه بيدي ...انسحبت بعدها بهدوء ...تركته ورائي ...غادرته تلك الابتسامة و اصبح وجهه جامدا .