الشهامة وحدها تفرض على الرجل الشرقي تحديدا ان يمنح المرأة ـ أية امرأة ـ معاملة خاصة في مجالات الحياة العامة، وهو يفعل ذلك من باب الاحترام الذي تفرضه قيمه ومبادئه علمه وكذلك ما اعتاد وما تربى عليه.
لكن ذلك السلوك لا يغدو ان يكون كرما منه لا منّة يرجو من ورائها اي مقابل. ولكن المفارقة ان تستغل بعض النساء ذلك وتتعامل معه كما لو كان فرضا على الرجل بالمعنى اللغوي لا الشرعي للكلمة. مع أن ديننا الحنيف يوصي بالمرأة خيرا في كل المناسبات. ويعتبر من يحترمها كريما ومن يسيء اليها لئيما. لقول الرسول الكريم (ما أكرمها إلا كريم وما أهانها إلا لئيم) الحديث الشريف .
ترى كيف تنظر المرأة لهذا السلوك وما أبعاد ذلك على الرجل والمرأة معا؟.
لا تنكر "باسمة"44 عاما بانها تستغل انوثتها في كثير من الاحيان خاصة عندما تكون في مكان مزدحم وبحاجة الى انهاء معاملتها الا انها وقبل ان تتعدى على دور الاخرين تقوم باستئذانهم واخذ موافقتهم. اما في المواصلات فذكرت بانها لا تطلب من رجل ان يقوم من اجل ان تجلس مكانه بل على العكس ، فدائما ما تقضي معظم مشاويرها في باصات النقل العام وهي واقفة لعدم وجود كراسي شاغرة .
وتوافقها الرأي"ام اسلام" التي تؤكد بان الرجل الاردني هو من منح المرأة التميز كونها امرأة حتى وان لم تطلب منه المساعدة فانه يبادر بتقديم الخدمة لها كأن يجلسها مكانه في وسائل المواصلات او ان يعطيها الأولوية في اي طابور مزدحم،
وتوافقها ايضا في الرأي "نورة الهندي" 33 عاما التي اكدت بان الرجل هو من يميز المرأة في مجتمعنا باعطائها الاولوية عليه ولا تذكر في يوم من الايام بانها اعتدت على حق احد سواء بالتجاوز او بأخذ الأولوية في اي امر كونها امرأة الا انها وفي نفس الوقت ذكرت بان هناك الكثير من الحالات التي تضطر فيها المرأة ان تتجاوز بعضَ الانظمة الاجتماعية كأن تكون وحدها بين مجموعة من الرجال وبحاجة لأن تنهي معاملتها فلا يجوز ان تزاحمهم وتقف بينهم وهنا يجب ان تستأذنهم في ان تنهي معاملتها قبلهم.
ومن جهة اخرى تذكر "ام عصام"43 عاما انها وقبل شهر ونصف الشهر ارادت ان تشتري مسلتزمات وحاجيات منزلها وقد استقلت حافلة النقل العام المتجهة الى منطقة وسط البلد. واشارت الى انها وعند صعودها للحافلة لم يكن هناك مقاعد لكي تجلس وبقيت واقفة في الحافلة ولم يكن غيرها احد يقف وبالرغم من ذلك لم تطلب من اي رجل ان يقوم لكي تجلس مكانه بالرغم من انها كادت تقع على الارض اكثر من مرة بسبب توقف الحافلة اكثر من مرة وبشكل مفاجئ .
وفي نفس الوقت اكدت بان معظم الرجال لا يسمحون للمرأة مهما كانت طاعنة في السن ان تتقدم عليهم في الطابور وهذا ايضا ما شهدته بنفسها في شهر رمضان الفائت عندما رفض مجموعة من الرجال منحها الاولوية في طابور كان معظمه من الرجال وطلبوا منها ان تقف معهم في الطابور حتى يأتي دورها وتشتري القطايف .
اما الطالبة الجامعية "ميسون الراعي" فتؤكد رأي ام عصام في ان الرجل لا يسمح للمرأة باي تجاوز حتى وان كانت مضطرة له. وقالت: إنها وعلى المستوى الشخصي تقف كل يوم في باصات النقل العام في ازدحام شديد بين الرجال ولا تجد من يعرض عليها الجلوس مكانه. مؤكدة بان النسبة الكبيرة من الركاب الجالسين تكون من الذكور حتى في الجامعة لا تتميز الفتاة عن الذكر في اي شيء فهي تقف في طابور التصوير او الطباعة وكذلك تنتظر دورها في الكافتيريا وتزاحم الطلاب الذكور في الصعود على الحافلة والتسابق على حجز مكان.
ويؤكد رأفت" صاحب مكتب عقارات ان الكثير من السيدات ممن يطالبن بالمساوة بينهن وبين الرجال تجدهن يتجاوزن هذه الجزئية في كثير من الحالات ومنها عندما يكن في وسائل المواصلات ويفرضن على بعض الركاب الذكور القيام من اماكنهم والجلوس مكانهم بحجة عدم وجود كراسي شاغرة او عندما تجد بعضهن يزاحمن الرجال للوقوف في بداية احد الطوابير بحجة انهن نساء ولا يجوز ان يقفن وقتا طويلا حتى يلحقهن الدور .
ومن ناحية اخرى يرفض"معتز" تميز المرأة في الحياة العامة عن الرجل وقد ذكر انه وقبل اسبوع تفاجأ بفتاة تطلب منه وبطريقة غير مهذبة ان يقوم من مقعده في الحافلة لكي يجلسها وقد استعدت للوقوف الى جانبه لكي تجلس الا انه رفض ان يقوم كونه لم يتقبل الطريقة التي طلبت فيها منه ان يجلسها والتي جاءت وكأنها صيغة امر.
وذكر بانه تفاجأ بردة فعلها امام الركاب حيث بدأت تصرخ فيه وتمطره بوابل من الشتائم وكأنه اعتدى على حق من حقوقها ولهذا يشدد معتز على انه يحترم النساء وخاصة من كبار السن ولا يتوانى عن تقديم المساعدة لهن دون ان يطلبن ذلك الا انه وفي ذات الوقت يرفض ان يتحول سلوكه الانساني في بعض المواقف الى واجب عند البعض.
الدستور