_ من الناس من يعطون قليلاً من الكثير عندهم , وهم يعطونه لأجل الشهرة و رغبتهم الخفية في الشهرة الباطلة تضيع الفائدة من عطاياهم
و منهم من يملكون قليلاً و يعطونه بأسره.
ومنهم المؤمنون بالحياة و بسخاء الحياة , هؤلاء لا تفرغ صناديقهم و خزائنهم ممتلئة ابدا.
ومن الناس من يعطونه بفرح و فرحهم مكافأة , و منهم من يعطونه بألم و ألمهم معمودية لهم,
و هنالك الذين يعطون ولا يعرفون معنى الألم في عطائهم و لا يتطلبون فرحا و لا يرغبون في إذاعة فضائلهم , هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي.
_جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ,ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك و أنت تعرف حاجته , فإن من يفتح يديه و قلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى من يتقبل عطاياه و الإهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه.
وهل في ثروتك شي تقدر أن تستبقيه لنفسك ؟
فإن كل ما تملكه اليوم سيفترق ولا شك يوما ما , ذلك أعط منه الآن ليكون فصل العطاء من فصول حياتك أنت دون ورثتك.
وقد طالما سمعتك تقول متبجحاً : إنني أحب أن أعطي و لكن المستحقين فقط..!!
فهل نسيت يا صاح أن الأشجار في بستانك لا تقول قولك و مثلها القطعان في مراعيك ؟
فهي تعطي لكي تحيا لأنها إذا لم تعطِ عرضت حياتها للتهلكة.
_ لأن الحياة هي التي تعطي الحياة في حين أنك و أنت الفخور بأن قد صدر العطاء منك لست بالحقيقة سوى شاهد بسيط على عطائك.
أما أنتم الذين يتناولون العطاء و الإحسان و "كلّكم منهم" فلا تتظاهروا بثقل واجب معرفة الجميل لئلّا تضعوا بأيدكم نيراً ثقيل الحمل على رقابكم و رقاب الذين أعطوكم.
بل فلتكن عطايا المعطي أجنحة ترتفعون بها معه.
من كتاب "النّبي" لـ جبران خليل جبران ..
و منهم من يملكون قليلاً و يعطونه بأسره.
ومنهم المؤمنون بالحياة و بسخاء الحياة , هؤلاء لا تفرغ صناديقهم و خزائنهم ممتلئة ابدا.
ومن الناس من يعطونه بفرح و فرحهم مكافأة , و منهم من يعطونه بألم و ألمهم معمودية لهم,
و هنالك الذين يعطون ولا يعرفون معنى الألم في عطائهم و لا يتطلبون فرحا و لا يرغبون في إذاعة فضائلهم , هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي.
_جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ,ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك و أنت تعرف حاجته , فإن من يفتح يديه و قلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى من يتقبل عطاياه و الإهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه.
وهل في ثروتك شي تقدر أن تستبقيه لنفسك ؟
فإن كل ما تملكه اليوم سيفترق ولا شك يوما ما , ذلك أعط منه الآن ليكون فصل العطاء من فصول حياتك أنت دون ورثتك.
وقد طالما سمعتك تقول متبجحاً : إنني أحب أن أعطي و لكن المستحقين فقط..!!
فهل نسيت يا صاح أن الأشجار في بستانك لا تقول قولك و مثلها القطعان في مراعيك ؟
فهي تعطي لكي تحيا لأنها إذا لم تعطِ عرضت حياتها للتهلكة.
_ لأن الحياة هي التي تعطي الحياة في حين أنك و أنت الفخور بأن قد صدر العطاء منك لست بالحقيقة سوى شاهد بسيط على عطائك.
أما أنتم الذين يتناولون العطاء و الإحسان و "كلّكم منهم" فلا تتظاهروا بثقل واجب معرفة الجميل لئلّا تضعوا بأيدكم نيراً ثقيل الحمل على رقابكم و رقاب الذين أعطوكم.
بل فلتكن عطايا المعطي أجنحة ترتفعون بها معه.
من كتاب "النّبي" لـ جبران خليل جبران ..