في الجزء الأخير من "الحقيقة ليكس" الذي بثته قناة الجديد أمس سمعنا بصوت رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أن ماهر الأسد واميل اميل لحود ورستم غزالي كانوا متورطين في فضيحة بنك المدينة.وقال الحريري ان عدنان ابو عياش "كان صديقا مقربا من والدي الذي كان يقول ان عدنان هو شقيقه الذي لم تلده امه، وانا عملت معه كل يوم في حياتي في السعودية"، لافتا الى ان "المشكلة الوحيدة ان والدي نصح عدنان ابو عياش بالانتباه لما يحصل في بنك المدينة، وعدنان كان يتعرض لعملية احتيال كبيرة"
و فيما يلي النص الكامل للتسجيل:
المحقق محمد علي لجمي:الآن, سنغير الموضوع ونخوض في مسألة أخرى. هل تعرف شخصاً يدعى عدنان ابو عياش؟
سعد: نعم.
لجمي:ما كانت علاقة والدك به؟
سعد:كان صديقاً مقرباً جداً منه كما كان صديقاً مقرباً جداً مني.لقد عملت مع عدنان ابو عياش في كل يوم امضيته في حياتي في السعودية.
وابو عياش هو الرجل الثاني في مكتب "الرشيد للهندسة" في السعودية.
كان لدينا شركة إنشاءات في السعودية وكان هناك مكتب الرشيد للهندسة الذي كلفته الحكومة بمهمة تفقد العمل. وكان عدنان ابو عياش الرجل المسؤول.
إنه مهندس وكان المسؤول عن تصميم كافة المشاريع وتقديمها الى الحكومة أو اياً كان العمل.
وكان عملي معه يجري على اساس متابعة يومية وكان صديقاً مقرباً من والدي الذي كان يقول "عدنان ابو عياش هو شقيقي الذي لم تلده أمي" كان بهذا القرب.
- ابراهيم أبو عياش و رنا قليلات يسرقون أموال "المدينة"
سعد:لنقل بأن المشكلة الوحيدة هي إن والدي نصح عدنان ابو عيشا في عدة مناسبات حول قضية بنك المدينة كي يتوخى الحذر والأمور الغريبة التي تحدث في بنك المدينة.لكن عدنان لم يصغ اليه. كانت تلك المشكلة الوحيدة.
لجمي:هل كان والدك الراحل يعرف ابراهيم ابو عياش, شقيقه؟
سعد:لا, لست متأكداً إن كان يعرفه, لكن ابراهيم ابو عياش أختُطف خلال الحرب الاهلية وكان والدي من ساعد على إطلاق سراحه. كان أبراهيم ابو عياش معروفاً لدينا, لدي ولدى والدي بأنه كان قطاع طرق. إنه لا يشبه شقيقه عدنان بشيء. كان عدنان رجلاً يكد في عمله, كان مدمناً على العمل, لا أعلم أن التقيته, أنه قصير القامة. يمكث في مكتبه حتى منتصف الليل واحياناً ينام في المكتب. لذا لأصدقك القول, كان عدنان من الاشخاص الذين يحصلون دائماً على الأعمال في السعودية لذا لم يكن هناك اي مشكلة باستثناء حادثة المصرف حيث نصح والدي عدنان مراراً بأن يحترس من شقيقه ابراهيم ورنا قليلات وان ينتبه للأمور التي كانت تحدث.
كنتُ آنذاك أنقل الكثير من الرسائل المتعلقة بالمصرف الى عدنان. أذكر على سبيل المثال, بأنني كنت ذات مرة في الطابق السابع عندما إتصل بي عدنان ليقول لي بأن رياض سلامة يجلس "الله أعلم مع من" وانهما يريدان إفقار الناس وبأنهما يخططان لأفلاس المصرف. فقلت له أن رياض يتناول العشاء مع والدي, وليس في المكتب, إنه يجلس الى جانبي.
لذا من الواضح, أنه هناك من يضع..
برأيي, كان عدنان ابو عياش يتعرض لضرب احتيال كبير, عملية احتيال محكمة التنسيق وهذا ما افقد عدنان صوابه. لأنني أعرف عدنان, لقد كنت أراه يومياً وكان مقتنعاً بذلك على سبيل المثال قلت لعدنان ان الحسابات في مصرفك, لأن والدي طلب مني ان ابلغه بذلك.
قلتُ له بالنسبة للحسابات المودعة في مصرفك.. "يحدثُ تبييض للأموال او انهم يسرقون المال من مصرفك". فقال لا إن الحسابات مصدق عليها وكانت بالفعل كذلك ومختومة من قبل.. لقد أراني شيكاً او وديعة في "ABN" او "AMRO" او ما شابه.. إنه شخص شديد الذكاء لقد كنت غبياً مثلك, لمَ تفعل هذا بنفسك؟ لربما كان..
المشكلة هي أن شقيقه كان مدير المصرف ورنا قليلات كانت معروفة, إحتالت على مصرف لبنان ورياض سلامة او زورت التواقيع. لقد كانت بارعة "يعني" لولا معرفتي بعدنان لحسبت انه متورط في ذلك.. اي الاحتيال على المصرف وتبييض الأموال إلخ.
- ماهر الأسد و اميل اميل لحود و رستم غزالي متورطون في بنك المدينة بحسب السيد سعد
لجمي:في المقابلة الأخيرة التي اجريتها مع لجنة التحقيق في التاسع من تموز, ذكرت بأن التمديد للحود متصل ببنك المدينة.
سعد:صحيح
لجمي:ماذا يعني ذلك؟
سعد:كانت قضية بنك المدينة ضرب احتيال كبير, حيث مارس ماهر الاسد وكل المسؤولين السوريين الذين كانوا هنا.
لجمي:مثل من؟
سعد:رستم غزالي وجامع جامع وغازي كنعان, لا اعلم انما المؤكد ان ثمة ضغط كبير مورس على والدي لإقفال هذا الملف, كذلك الأمر تعرض رياض سلامة لضغط هائل لإقفاله.
لجمي:لإقفال هذا المصرف.
سعد:لاغلاق هذا الملف بالكامل وبصورة قانونية. غير انه لم يُغلق, أراد والدي ابقاءه مفتوحاً, لأنه في نهاية المطاف اذا ما ضرب في القطاع المصرفي سينهار لبنان.
برايي والدي, كان ينبغي كشف هذا الملف وكان والدي من انصار وجهة النظر القائلة بعدم العبث بالقطاع المصرفي.
كذلك كان نجل إميل لحود وماهر الأسد متورطين في بنك المدينة.
لجمي:كيف تعرف ذلك؟
حسناً, تلك ما كان إسمها؟.. رنا قليلات.
سعد:في وقت ما قال لي عدنان ابو عياش ان ماهر الاسد اخذ اموالاً من المصرف وان رنا قليلات دفعت هذه الاموال.كذلك قال لي والدي ان ماهر الاسد كان متورطا في قضية المصرف بالاضافة الى رستم غزالي ونجل اميل لحود.
لجمي:والدك قال لك ذلك؟
سعد:نعم, لقد فعل.
لجمي:ذكرت خلال المقابلة عينها ان رستم غزالي سحب نقداً ما يقارب 42 - 32 مليون دولار لصالح اخيه, علام ارتكزت في هذا الادعاء؟
سعد:على الوثائق التي حصلتُ عليها من.. الوثائق التي كانت بحوزة والدي.ومن تبييض الأموال... محمد بعاصيري, كان لديهم الدليل على ذلك.
لجمي:هل كان لديهم كل شيء؟
سعد:كان لديهم الدليل.
كانت قيمة الودائع تبلغ 1,1 مليار دولار على ما اعتقد, وفجأة أختفت الاموال من المصرف, ان رنا قليلات وابراهيم ابو عياش وطه قليلات كانوا ينظفون المصرف لكنهم ما كانوا يستطيعون القيام بهذا لولا الغطاء الذي أمنه السوريون.
ذهبت معظم الاموال الى ماهر الاسد ورستم غزالي واميل اميل لحود.. لقد كانوا من كافة الجوانب.
اشترى طه قليلات فندق الكورال بيتش نقداً, وبدأ بتبذير الاموال ذات اليمين وذات اليسار.
فعلى سبيل المثال, اشترى سبع سيارات بورش او ربما ثمانية... لم يكن هذا الرجل يملك شيئاً... وفجأة. وكان معهم شريك من آل دياب.. الدادا اعتقد من آل الدادا.
لجمي:كيف كانت العلاقة بين عدنان ابو عياش ورستم غزالي.
سعد:لا علم لي إن كان هناك اية علاقة, غير اني اعتقد ان رستم غزالي اتصل بعدنان ابو عياش وهدده عدة مرات وربما.. بين عدنان ورستم؟ بالنسبة لي, لم اسمع يوماً عدنان يتحدث عن رستم, لكن ذات يوم وصلت الى مكتب عدنان ابو عياش ووجدته شاحب اللون. فسالته ما الخطب؟ فقال لي انه تم اطلاق رصاصتين على مكتبه في الرياض؟ ثم ارسلت اليه رصاصة داخل صندوق فسألته اذا ما ابلغ احداً ما فأجاب بالنفي.
لا اعلم إن كان عدنان ابو عياش على علاقة برستم غزالي لكن ما اعلمه ان رستم هدده مرات عديدة, في الواقع لقد ابلغني ان رنا قليلات هددته بماهر الاسد.
لجمي:كيف هي علاقة ابراهيم برستم غزالي؟
سعد:لا ادري, لكن اعتقد انها علاقة وطيدة جداً.
لجمي:لمَ تعتقد انها علاقة وطيدة جداً؟
سعد:لأن الأخ الحقير كان يخدع شقيقه وكان رستم يحصل على الكثير من الأموال من ابراهيم. لم تكن رنا موظفة في المصرف... كان ابراهيم هو من يتولى ادارة المصرف. لذا اعتقد ان الذي سمح بكل شيء كان ابراهيم, ابراهيم متورط في القضية حسب تقييمي الشخصي. اعتقد ان ابراهيم ورنا احتالا على عدنان ربما لأن ابراهيم يكره أخاه لا أعلم أو لعله شاهد المال الوفير ففقد صوابه في الوقت عينه, وبهدف الحصول على غطاء لسرقة كل تلك الاموال, لا بد ان يكون السوريون متورطين.
لجمي:حسناً.
سعد:كان رستم غزالي شديد التوتر حيال هذا الملف. كان ليفجر أي شخص يكتب عن بنك المدينة في الصحف وكان يجن جنونه لدى صدور تقرير ما.
لجمي:لماذا؟
سعد:لأنه كان هو ورؤساؤه متورطين في القضية.
- رفيق الحريري و اجتماعه الأخير في سوريا
لجمي:ما الذي تعرفه بشأن الاجتماع الذي حضره والدك في دمشق في كانون الاول 2003؟.
سعد:سبق ان اطلعتك على هذا الاجتماع, لقد حصلت مواجهة بين والدي وبينه, بشار الأسد وكان رستم وغازي كنعان حاضرون واعتقد ان محمد مخلوف كان هناك إنما لست واثقاً. وجرى بحث موضوع صحيفة "النهار". نحن نملك 34 في المائة من النهار, ما يقارب 34 او 30 وكانوا يزعمون ان النهار كانت مناهضة لسوريا الأمر الذي سبب لهم ازعاجاً كبيراً. إن غسان تويني صحافي ذائع الصيت وكذلك جبران تويني, ولقد ألقوا اللوم على والدي قائلين انه هو المسؤول عن ادارة النهار وانه من يمول النهار وانه هو من يدفع للنهار لكتابة ما تكتبه وانه يشجع النهار ويمولها لأنه يمتلك 34 في المائة وكل هذا الهراء. فقال: حسناً, سأبيعها. إن كنتم تعتقدون ان الأمر بهذا السوء سوف ابيعها.
لجمي:متى حصل هذا الاجتماع؟
سعد:قلت في كانون الاول 2003.
لجمي:التاريخ؟
سعد:لا أدري
لجمي:من ابلغك عن السنة.. عن الاجتماع؟
سعد:علمت به من والدي.
- رفيق الحريري يسمع كلاما قاسيا في الاجتماع
سعد:حصل هذا الاجتماع في الـ2003 إستناداً الى ... قصد والدي السعودية وهناك أبلغوه بأنه يتعين عليه الذهاب الى دمشق لأن بشار شكى والدي لدى السعوديين. لذلك غادر والدي الاجتماع وذهب للقاء عبد العزيز بن عبدالله الذي رتب له اجتماعاً هناك. لدى ذهابه الى الاجتماع بدأوا يكيلون له كل أنواع الاهانات وقالوا انه لا يصغي اليهم وانه يصنع سياسته الخاصة وأن له علاقات كثيرة في مختلف البلدان, وبأنه ليس وفياً لسوريا وليس وفياً لبشار. وبأنهم لا يثقون به وبأنه لا يتوقف عن مهاجمة الرئيس لحود وبأنه يسبب المشاكل دائما للحود. "ان الصحيفة التي تملكها لاذعة وتهاجمني.
أنت تعرف لحود والسوريين.. لكنها كانت جلسة تعج بالطلبات.
شعر بأن كل ما فعله من اجل سوريا.. لقد حطمه ذلك, واعتقد انه في ذلك الاجتماع, لا ادري إن كان في ذلك الاجتماع او الاجتماع الاخير, عندما قال والدي "انا حليف سوريا منذ 20 سنة"
عندما قال له بشار أنا لا اعرفك الا منذ 4 او 5 سنوات. كانت تلك صدمة كبيرة بالنسبة له, قال لي ذلك.
قال له "انا ما بعرفك إلا من شي سنتين او اربع سنين, كان واضحاً من نبرته.. بعد ذلك اذكر ان والدي قصد السعودية واطلع الملك على ما جرى في خلال الاجتماع.
لجمي:من الذي تحدث في الاجتماع؟
سعد:بداية تحدث بشار الـ 10 - 15 دقيقة من بعدها كان محمد خلوف ورستم غزالي يتحدثان معظم الوقت, كان رستم ككقطاع الطرق والأكثر تحقيراً, كان يوجه الاهانات. حاول غازي ألا يكون بقسوة الآخرين.
- رفيق الحريري و فقرا حلقة ضائعة
لجمي: شكراً لك سيدي. لدي الآن سؤال محدد يتعلق بوجودك ووالدك في فقرا, فاريا في الفترة الممتدة بين شهري كانون الثاني وشباط 2005؟ كم مرة قصد والدك فقرا خلال هذه الفترة الممتدة بين كانون الثاني وشباط 2005.
سعد:2005, امضينا ليلة راس السنة هناك برفقة والدي 2004 وليس 2005.
لجمي:كانون الثاني وشباط 2005.
سعد:نعم 2004. نعم هذا صحيح. كنت هناك برفقة عائلتي, كان والدي في فقرا. كانت العائلة كلها مجتمعة هناك ومكثت في منزل محمد سليمان. اعتاد ان يذهب كلما سنح له الوقت في نهاية الاسبوع ايام الجمعة والسبت والاحد. اجتمعنا كعائلة.. كانت من المرات القليلة التي تجتمع فيها العائلة واذكر ان شقيقي بهاء وشقيقتي جومانة لم يحضرا وكذلك نزار. مكثنا هناك بضعة ايام ثم غادرت عائلتي وغادرت بعدهم. لكننا عدنا بعد بذلك مع الامير عبد العزيز بن فهد. عندئذ بقينا في منزل فقرا, والدي اعطى منزل فقرا للأمير عبد العزيز. أذكر الطريق حيث أغتيل والدي في السان جورج. أذكر اننا ممرنا بها قبل 10 أو 15 يوماً, وشاهدنا اشخاص يعملون عند منتصف الليل وقلت ما الذي يجبرهم على العمل عند منتصف الليل. اذكر انني قلت ذلك لعادل. وليس في مناسبة واحدة لكن في عدة مناسبات.
لجمي:هل تعلم متى كان في فقرا آخر مرة؟
سعد:لا أدري, لا استطيع أن اتذكر.
لجمي:حسناً, هل تدرك قبل كم من الوقت كان يجري التخطيط لهكذا رحلة؟
سعد:يمكن ان يكون قبل 24 ساعة او 48 ويمكن ان يُخطط لها في لحظتها.
لجمي: في لحظتها: إذاً من يمكن ان يعلم كيف تحصل عادة هذه الامور؟
سعد:والدي: إن أراد أن يمضي نهاية الاسبوع هناك, سيعلم وسام وفريق الأمن والطباخين والخدم.عليك عدم إغفال أن الأمن حينها لم يكن كما هو الآن.
لجمي:هل ما زال الخدم والطباخون هم أنفسهم هنا او هناك أم ثمة آخرون؟
سعد:لا, بعض الخدم يبقون هناك ويبيتون هناك. انما الخدم الشخصيين كـ أجيد وهناك رجلان أو ثلاثة درويش وعدنان والأمن. كان هناك فريق أمني صغير لكنه بات اليوم أكبر.الطباخون.. لم يكن هناك طباخون كانوا يأخذون الطعام معهم من هنا.
لجمي:كم عدد الأشخاص الذين كانوا يتوزعون على المنزل هنا والمنزل هناك؟
سعد:من 15 الى 20 على الاقل.
لجمي:15 على الاقل.
سعد:20 شخصاً.
لجمي:20 شخصاً.
سعد:ما كان والدي ليبلغ باسل فليحان ان يوافيه الى فقرا. ينبغي الا يغيب عن بالك بأنه في تلك الفترة لم يكن هناك مشاكل أمنية.. ولا حتى الفريق الأمني.
لجمي: هلا ركزنا الآن على شهر يناير (كانون الثاني), وعليك.هل كنت في لبنان خلال شهر يناير, اواخر شهر يناير؟
سعد: نعم.
لجمي: الاسبوع الاخير من يناير؟
سعد: كنت هنا... لم اعد اذكر اليوم بالتحديد.لكن يمكن ان أتأكد ان اردت ذلك.
لجمي: متى أتيت مع الامير بن عبد العزيز؟
متى حصل ذلك؟
سعد: في يناير.
لجمي: هل حصل في اواخر الشهر؟ هل كنت في 28 يناير 2005 في فقرا او في فاريا؟
سعد: على الارجح في فقرا.
لجمي: حسناً مع من كنت هناك؟
سعد: مع الامير عبد العزيز واصدقائه وعائلته.كنا نذهب احياناً من فقرا الى الفندق في فاريا.
الى فندق "انتركونتينانتال", الى المعطم, الى التزلج, الى التسكع هنا وهناك, ومن ثم كنا نعود ليلاً الى فقرا. وقد ننزل الى بيروت ليلاً (حوالي الساعة 11 او 12) الى سوليدير. مع اني كنت في بيروت لكني لم اكن ارى والدي كثيراً.
لجمي: ما كانت طبيعة الزيارة؟
سعد: سياحة.
لجمي: سياحة. حسناً. كم شخصاً كنتم؟
سعد: كثيرون. حوالى الستين الو السبعين شخص.
لجمي: اصدقاؤك, فيما بينكم. أنا لا اتكلم عن الامن. اتكلم عن اصدقائك واصدقاء الامير.
سعد: والموظفون معه. عليك ان تتذكر انه رئيس الديوان, مجلس الوزراء في السعودية.فسيأتي معه الموظفون.. اي ما يقارب العشرة او خمسة عشر موظفاً.
قد يعمل اثناء النهار. اذاً كان هناك على الاقل ستون شخصاً.
- هواية الطبخ تدخل التحقيق
سعد: كان يأتي بالطباخين الخاصين به, ونحن لدينا الطباخين الخاصين بنا. وانا كنت اطهو في بعض الاحيان.. ان كنت تريد ان تعرف. (يضحك).
لجمي: متى تقررت هذه الزيارة؟
سعد: الى لبنان؟ كان الامير عبد العزيز يحب الثلج والجبال. فقلت له لما لا تأتي الى بيروت ان اردت, وسنذهب الى فقرا وفاريا. وبما ان الثلوج كانت تغطي الجبال في حينها, ذهبنا في 22 او في 23 يناير ومكثنا هناك لمدة عشرة او عشرين يوماً.
لجمي: اذاً, جئت بطائراتك الخاصة الى بيروت وتوجهت الى فندق فينيسيا, هل هذا صحيح؟
سعد: صحيح.
لجمي: ثم بقيت لمدة ايام قليلة وبعدها في 22 او 23 من الشهر توجهت الى فقرا - فاريا؟
سعد: نعم
لجمي: نعم. ثم غادرت فاريا في...؟
سعد: في الخامس من فبراير (شباط).
لجمي: وغادرت لبنان متوجهاً نحو السعودية.لم تعد.. حتى اليوم المشؤوم.. هل هذا صحيح؟
سعد: نعم
- فقرا و اميل لحود
لجمي: بالامس, قلت لنا اثناء المقابلة انه اثناء هذه العطلة عندما كنت مع الامير عبد العزيز في الفندق.. في الطابق العلوي.
سعد: اميل لحود.
لجمي: أتى احد من رجال أمنك وهمس في اذنك ان الرئيس موجود في الطابق السفلي, فاتصلت بوالدك, فطلب منك ان تذهب وتلقي عليه التحية او ما شابه ذلك.
سعد: أن اكون لطيفاً.
لجمي: ان تكون لطيفاً ماذا فعلت؟
مع من كان الرئيس لحود؟
سعد: مع مصطفى حمدان.
لجمي: حسناً.
سعد: حسبما اذكر, اظن انه كان برفقة مصطفى حمدان وزوجته, وربما كانت زوجة حمدان معهم ايضاً.
لجمي: من رأيت؟
سعد: رأيت لحود ومصطفى حمدان.
لجمي: وهذان هما الشخصان اللذان القيت عليهما التحية؟
سعد: حسبما اتذكر.
- لغز فقرا
لجمي: عفواً, علي ان اسألك! عادة
عندما تسافر, وتغادر لبنان, هل تختم جواز سفرك؟
سعد: نعم
لجمي: نعم
سعد: ليس جواز السفر السعودي.
لجمي: لا. اقصد جواز السفر اللبناني.
هل انت واثق انك غادرت لبنان في الخامس من فبراير 2005؟
سعد: نعم. اعتقد ذلك. هذا ما يقولونه لي.
لجمي: حسناً. هذا ما يقوله لك رجال الامن.
سعد: أو يمكننا القاء نظرة على جواز السفر.
لجمي: ربما سنعطي وقتاً للتأكد من هذه التواريخ. من المهم جداً التأكد من التواريخ.
لنلقِ نظرة ومن ثم نعود الى الموضوع.
سعد: حسناً على أي حال.
ان كنت قد غادرت لبنان ولم اختم جواز سفير, فإن رائد قد ختم جواز سفره بكل تأكيد في السعودية.
لجمي: هلاَّ القيت نظرة على جواز سفرك.واطلعتنا بالامر. الرابع عشر من الشهر كان يوم الاثنين.
كما قلنا سابقاً. 14 كان يوم الاثنين, 13 كان الاحد, 12 كان السبت, هل ان والدك في فقرا يومي السبت والاحد 12 و13 فبراير 2005؟
سعد: كلا في 13 الشهر لم يكن, ما اظن, كان في بيروت, لكن ربما في 12 كان في فقرا.
لجمي: في الثاني عشر من الشهر.
سعد: لا ادري ينبغي ان أتأكد.
لجمي: حسناً.
سعد: يمكن ان نتأكد الآن اذا اردت.
لجمي: من فضلك.
هل خطط والدك لزيارة فقرا لكنه الغى الامر في اللحظات الاخيرة؟
سعد: ليس حسبما أعلم.
لجمي: لا.
سعد: كلا لكنه اراد الذهاب الى الناعمة مرات عدة ولم يذهب.
لجمي: اين تقع الناعمة؟
سعد: على الطريق البحرية نحو الجنوب, لكنها قريبة جداً من بيروت, حوالى 15 دقيقة.
لجمي: وهي في اتجاه مختلف عن فقرا.
سعد: نعم.
لجمي: لا يمكننا الذهاب من الناعمة الى فقرا؟ عبر طريق اخرى, من الناعمة ومن ثم الى فقرا؟
سعد: كلا, لأنك تتجه نحو الجنوب.
لجمي: وخلال هذه الفترة, هل يمكن ان يكون والدك قد قصد المنزل في فقرا شمالاً؟
سعد: امر طبيعي: ان يذهب الى هنا.
لجمي: لكني اتحدث عن تاريخ 12 و13 بالتحديد.
سعد: كلا في 12 و13 حصلت مشكلة الزيت, واعتقد انه التقى تيري رود لارسن يوم الخميس, اي انه على الارجح اضطر للبقاء في بيروت.
لجمي: هل من الممكن ان يكون والدك قد ذهب سراً لوحده الى فقرا ليلتقي احدهم؟
سعد: الى المنزل؟
لجمي: نعم, مع واحد او اثنين من عناصر أمنه بما انه كان يقود سيارته بنفسه؟ اختر اسمين من حراسه؟
سعد: لا استطيع ان اقول ان الامر مستحيل, لكنه مستغرب. من الغريب ان يذهب لوحده. ان كل الاجتماعات مع حسن نصرالله كانت تحصل ليلاً, اذاً لو اراد الذهاب بنفسه لذهب. ولو اراد الذهاب الى فقرا لوحده, سيكون الامر محتملاً, لكني لم اسمع يوماً انه قام بذلك.
لكن من يعرف بهذه الامور في حال حصولها, هو ابو طارق, وليس بالضرورة وسام, عبد كان يعرف ايضاً, قد يكون وسام على علم بالامر, لكني لا اعرف اذا كان قد ذهب الى فقرا ام لا, لا اعرف ان غادر المنزل, إلا عندما ذهب للقاء حسن نصرالله.
تحياتي.
و فيما يلي النص الكامل للتسجيل:
المحقق محمد علي لجمي:الآن, سنغير الموضوع ونخوض في مسألة أخرى. هل تعرف شخصاً يدعى عدنان ابو عياش؟
سعد: نعم.
لجمي:ما كانت علاقة والدك به؟
سعد:كان صديقاً مقرباً جداً منه كما كان صديقاً مقرباً جداً مني.لقد عملت مع عدنان ابو عياش في كل يوم امضيته في حياتي في السعودية.
وابو عياش هو الرجل الثاني في مكتب "الرشيد للهندسة" في السعودية.
كان لدينا شركة إنشاءات في السعودية وكان هناك مكتب الرشيد للهندسة الذي كلفته الحكومة بمهمة تفقد العمل. وكان عدنان ابو عياش الرجل المسؤول.
إنه مهندس وكان المسؤول عن تصميم كافة المشاريع وتقديمها الى الحكومة أو اياً كان العمل.
وكان عملي معه يجري على اساس متابعة يومية وكان صديقاً مقرباً من والدي الذي كان يقول "عدنان ابو عياش هو شقيقي الذي لم تلده أمي" كان بهذا القرب.
- ابراهيم أبو عياش و رنا قليلات يسرقون أموال "المدينة"
سعد:لنقل بأن المشكلة الوحيدة هي إن والدي نصح عدنان ابو عيشا في عدة مناسبات حول قضية بنك المدينة كي يتوخى الحذر والأمور الغريبة التي تحدث في بنك المدينة.لكن عدنان لم يصغ اليه. كانت تلك المشكلة الوحيدة.
لجمي:هل كان والدك الراحل يعرف ابراهيم ابو عياش, شقيقه؟
سعد:لا, لست متأكداً إن كان يعرفه, لكن ابراهيم ابو عياش أختُطف خلال الحرب الاهلية وكان والدي من ساعد على إطلاق سراحه. كان أبراهيم ابو عياش معروفاً لدينا, لدي ولدى والدي بأنه كان قطاع طرق. إنه لا يشبه شقيقه عدنان بشيء. كان عدنان رجلاً يكد في عمله, كان مدمناً على العمل, لا أعلم أن التقيته, أنه قصير القامة. يمكث في مكتبه حتى منتصف الليل واحياناً ينام في المكتب. لذا لأصدقك القول, كان عدنان من الاشخاص الذين يحصلون دائماً على الأعمال في السعودية لذا لم يكن هناك اي مشكلة باستثناء حادثة المصرف حيث نصح والدي عدنان مراراً بأن يحترس من شقيقه ابراهيم ورنا قليلات وان ينتبه للأمور التي كانت تحدث.
كنتُ آنذاك أنقل الكثير من الرسائل المتعلقة بالمصرف الى عدنان. أذكر على سبيل المثال, بأنني كنت ذات مرة في الطابق السابع عندما إتصل بي عدنان ليقول لي بأن رياض سلامة يجلس "الله أعلم مع من" وانهما يريدان إفقار الناس وبأنهما يخططان لأفلاس المصرف. فقلت له أن رياض يتناول العشاء مع والدي, وليس في المكتب, إنه يجلس الى جانبي.
لذا من الواضح, أنه هناك من يضع..
برأيي, كان عدنان ابو عياش يتعرض لضرب احتيال كبير, عملية احتيال محكمة التنسيق وهذا ما افقد عدنان صوابه. لأنني أعرف عدنان, لقد كنت أراه يومياً وكان مقتنعاً بذلك على سبيل المثال قلت لعدنان ان الحسابات في مصرفك, لأن والدي طلب مني ان ابلغه بذلك.
قلتُ له بالنسبة للحسابات المودعة في مصرفك.. "يحدثُ تبييض للأموال او انهم يسرقون المال من مصرفك". فقال لا إن الحسابات مصدق عليها وكانت بالفعل كذلك ومختومة من قبل.. لقد أراني شيكاً او وديعة في "ABN" او "AMRO" او ما شابه.. إنه شخص شديد الذكاء لقد كنت غبياً مثلك, لمَ تفعل هذا بنفسك؟ لربما كان..
المشكلة هي أن شقيقه كان مدير المصرف ورنا قليلات كانت معروفة, إحتالت على مصرف لبنان ورياض سلامة او زورت التواقيع. لقد كانت بارعة "يعني" لولا معرفتي بعدنان لحسبت انه متورط في ذلك.. اي الاحتيال على المصرف وتبييض الأموال إلخ.
- ماهر الأسد و اميل اميل لحود و رستم غزالي متورطون في بنك المدينة بحسب السيد سعد
لجمي:في المقابلة الأخيرة التي اجريتها مع لجنة التحقيق في التاسع من تموز, ذكرت بأن التمديد للحود متصل ببنك المدينة.
سعد:صحيح
لجمي:ماذا يعني ذلك؟
سعد:كانت قضية بنك المدينة ضرب احتيال كبير, حيث مارس ماهر الاسد وكل المسؤولين السوريين الذين كانوا هنا.
لجمي:مثل من؟
سعد:رستم غزالي وجامع جامع وغازي كنعان, لا اعلم انما المؤكد ان ثمة ضغط كبير مورس على والدي لإقفال هذا الملف, كذلك الأمر تعرض رياض سلامة لضغط هائل لإقفاله.
لجمي:لإقفال هذا المصرف.
سعد:لاغلاق هذا الملف بالكامل وبصورة قانونية. غير انه لم يُغلق, أراد والدي ابقاءه مفتوحاً, لأنه في نهاية المطاف اذا ما ضرب في القطاع المصرفي سينهار لبنان.
برايي والدي, كان ينبغي كشف هذا الملف وكان والدي من انصار وجهة النظر القائلة بعدم العبث بالقطاع المصرفي.
كذلك كان نجل إميل لحود وماهر الأسد متورطين في بنك المدينة.
لجمي:كيف تعرف ذلك؟
حسناً, تلك ما كان إسمها؟.. رنا قليلات.
سعد:في وقت ما قال لي عدنان ابو عياش ان ماهر الاسد اخذ اموالاً من المصرف وان رنا قليلات دفعت هذه الاموال.كذلك قال لي والدي ان ماهر الاسد كان متورطا في قضية المصرف بالاضافة الى رستم غزالي ونجل اميل لحود.
لجمي:والدك قال لك ذلك؟
سعد:نعم, لقد فعل.
لجمي:ذكرت خلال المقابلة عينها ان رستم غزالي سحب نقداً ما يقارب 42 - 32 مليون دولار لصالح اخيه, علام ارتكزت في هذا الادعاء؟
سعد:على الوثائق التي حصلتُ عليها من.. الوثائق التي كانت بحوزة والدي.ومن تبييض الأموال... محمد بعاصيري, كان لديهم الدليل على ذلك.
لجمي:هل كان لديهم كل شيء؟
سعد:كان لديهم الدليل.
كانت قيمة الودائع تبلغ 1,1 مليار دولار على ما اعتقد, وفجأة أختفت الاموال من المصرف, ان رنا قليلات وابراهيم ابو عياش وطه قليلات كانوا ينظفون المصرف لكنهم ما كانوا يستطيعون القيام بهذا لولا الغطاء الذي أمنه السوريون.
ذهبت معظم الاموال الى ماهر الاسد ورستم غزالي واميل اميل لحود.. لقد كانوا من كافة الجوانب.
اشترى طه قليلات فندق الكورال بيتش نقداً, وبدأ بتبذير الاموال ذات اليمين وذات اليسار.
فعلى سبيل المثال, اشترى سبع سيارات بورش او ربما ثمانية... لم يكن هذا الرجل يملك شيئاً... وفجأة. وكان معهم شريك من آل دياب.. الدادا اعتقد من آل الدادا.
لجمي:كيف كانت العلاقة بين عدنان ابو عياش ورستم غزالي.
سعد:لا علم لي إن كان هناك اية علاقة, غير اني اعتقد ان رستم غزالي اتصل بعدنان ابو عياش وهدده عدة مرات وربما.. بين عدنان ورستم؟ بالنسبة لي, لم اسمع يوماً عدنان يتحدث عن رستم, لكن ذات يوم وصلت الى مكتب عدنان ابو عياش ووجدته شاحب اللون. فسالته ما الخطب؟ فقال لي انه تم اطلاق رصاصتين على مكتبه في الرياض؟ ثم ارسلت اليه رصاصة داخل صندوق فسألته اذا ما ابلغ احداً ما فأجاب بالنفي.
لا اعلم إن كان عدنان ابو عياش على علاقة برستم غزالي لكن ما اعلمه ان رستم هدده مرات عديدة, في الواقع لقد ابلغني ان رنا قليلات هددته بماهر الاسد.
لجمي:كيف هي علاقة ابراهيم برستم غزالي؟
سعد:لا ادري, لكن اعتقد انها علاقة وطيدة جداً.
لجمي:لمَ تعتقد انها علاقة وطيدة جداً؟
سعد:لأن الأخ الحقير كان يخدع شقيقه وكان رستم يحصل على الكثير من الأموال من ابراهيم. لم تكن رنا موظفة في المصرف... كان ابراهيم هو من يتولى ادارة المصرف. لذا اعتقد ان الذي سمح بكل شيء كان ابراهيم, ابراهيم متورط في القضية حسب تقييمي الشخصي. اعتقد ان ابراهيم ورنا احتالا على عدنان ربما لأن ابراهيم يكره أخاه لا أعلم أو لعله شاهد المال الوفير ففقد صوابه في الوقت عينه, وبهدف الحصول على غطاء لسرقة كل تلك الاموال, لا بد ان يكون السوريون متورطين.
لجمي:حسناً.
سعد:كان رستم غزالي شديد التوتر حيال هذا الملف. كان ليفجر أي شخص يكتب عن بنك المدينة في الصحف وكان يجن جنونه لدى صدور تقرير ما.
لجمي:لماذا؟
سعد:لأنه كان هو ورؤساؤه متورطين في القضية.
- رفيق الحريري و اجتماعه الأخير في سوريا
لجمي:ما الذي تعرفه بشأن الاجتماع الذي حضره والدك في دمشق في كانون الاول 2003؟.
سعد:سبق ان اطلعتك على هذا الاجتماع, لقد حصلت مواجهة بين والدي وبينه, بشار الأسد وكان رستم وغازي كنعان حاضرون واعتقد ان محمد مخلوف كان هناك إنما لست واثقاً. وجرى بحث موضوع صحيفة "النهار". نحن نملك 34 في المائة من النهار, ما يقارب 34 او 30 وكانوا يزعمون ان النهار كانت مناهضة لسوريا الأمر الذي سبب لهم ازعاجاً كبيراً. إن غسان تويني صحافي ذائع الصيت وكذلك جبران تويني, ولقد ألقوا اللوم على والدي قائلين انه هو المسؤول عن ادارة النهار وانه من يمول النهار وانه هو من يدفع للنهار لكتابة ما تكتبه وانه يشجع النهار ويمولها لأنه يمتلك 34 في المائة وكل هذا الهراء. فقال: حسناً, سأبيعها. إن كنتم تعتقدون ان الأمر بهذا السوء سوف ابيعها.
لجمي:متى حصل هذا الاجتماع؟
سعد:قلت في كانون الاول 2003.
لجمي:التاريخ؟
سعد:لا أدري
لجمي:من ابلغك عن السنة.. عن الاجتماع؟
سعد:علمت به من والدي.
- رفيق الحريري يسمع كلاما قاسيا في الاجتماع
سعد:حصل هذا الاجتماع في الـ2003 إستناداً الى ... قصد والدي السعودية وهناك أبلغوه بأنه يتعين عليه الذهاب الى دمشق لأن بشار شكى والدي لدى السعوديين. لذلك غادر والدي الاجتماع وذهب للقاء عبد العزيز بن عبدالله الذي رتب له اجتماعاً هناك. لدى ذهابه الى الاجتماع بدأوا يكيلون له كل أنواع الاهانات وقالوا انه لا يصغي اليهم وانه يصنع سياسته الخاصة وأن له علاقات كثيرة في مختلف البلدان, وبأنه ليس وفياً لسوريا وليس وفياً لبشار. وبأنهم لا يثقون به وبأنه لا يتوقف عن مهاجمة الرئيس لحود وبأنه يسبب المشاكل دائما للحود. "ان الصحيفة التي تملكها لاذعة وتهاجمني.
أنت تعرف لحود والسوريين.. لكنها كانت جلسة تعج بالطلبات.
شعر بأن كل ما فعله من اجل سوريا.. لقد حطمه ذلك, واعتقد انه في ذلك الاجتماع, لا ادري إن كان في ذلك الاجتماع او الاجتماع الاخير, عندما قال والدي "انا حليف سوريا منذ 20 سنة"
عندما قال له بشار أنا لا اعرفك الا منذ 4 او 5 سنوات. كانت تلك صدمة كبيرة بالنسبة له, قال لي ذلك.
قال له "انا ما بعرفك إلا من شي سنتين او اربع سنين, كان واضحاً من نبرته.. بعد ذلك اذكر ان والدي قصد السعودية واطلع الملك على ما جرى في خلال الاجتماع.
لجمي:من الذي تحدث في الاجتماع؟
سعد:بداية تحدث بشار الـ 10 - 15 دقيقة من بعدها كان محمد خلوف ورستم غزالي يتحدثان معظم الوقت, كان رستم ككقطاع الطرق والأكثر تحقيراً, كان يوجه الاهانات. حاول غازي ألا يكون بقسوة الآخرين.
- رفيق الحريري و فقرا حلقة ضائعة
لجمي: شكراً لك سيدي. لدي الآن سؤال محدد يتعلق بوجودك ووالدك في فقرا, فاريا في الفترة الممتدة بين شهري كانون الثاني وشباط 2005؟ كم مرة قصد والدك فقرا خلال هذه الفترة الممتدة بين كانون الثاني وشباط 2005.
سعد:2005, امضينا ليلة راس السنة هناك برفقة والدي 2004 وليس 2005.
لجمي:كانون الثاني وشباط 2005.
سعد:نعم 2004. نعم هذا صحيح. كنت هناك برفقة عائلتي, كان والدي في فقرا. كانت العائلة كلها مجتمعة هناك ومكثت في منزل محمد سليمان. اعتاد ان يذهب كلما سنح له الوقت في نهاية الاسبوع ايام الجمعة والسبت والاحد. اجتمعنا كعائلة.. كانت من المرات القليلة التي تجتمع فيها العائلة واذكر ان شقيقي بهاء وشقيقتي جومانة لم يحضرا وكذلك نزار. مكثنا هناك بضعة ايام ثم غادرت عائلتي وغادرت بعدهم. لكننا عدنا بعد بذلك مع الامير عبد العزيز بن فهد. عندئذ بقينا في منزل فقرا, والدي اعطى منزل فقرا للأمير عبد العزيز. أذكر الطريق حيث أغتيل والدي في السان جورج. أذكر اننا ممرنا بها قبل 10 أو 15 يوماً, وشاهدنا اشخاص يعملون عند منتصف الليل وقلت ما الذي يجبرهم على العمل عند منتصف الليل. اذكر انني قلت ذلك لعادل. وليس في مناسبة واحدة لكن في عدة مناسبات.
لجمي:هل تعلم متى كان في فقرا آخر مرة؟
سعد:لا أدري, لا استطيع أن اتذكر.
لجمي:حسناً, هل تدرك قبل كم من الوقت كان يجري التخطيط لهكذا رحلة؟
سعد:يمكن ان يكون قبل 24 ساعة او 48 ويمكن ان يُخطط لها في لحظتها.
لجمي: في لحظتها: إذاً من يمكن ان يعلم كيف تحصل عادة هذه الامور؟
سعد:والدي: إن أراد أن يمضي نهاية الاسبوع هناك, سيعلم وسام وفريق الأمن والطباخين والخدم.عليك عدم إغفال أن الأمن حينها لم يكن كما هو الآن.
لجمي:هل ما زال الخدم والطباخون هم أنفسهم هنا او هناك أم ثمة آخرون؟
سعد:لا, بعض الخدم يبقون هناك ويبيتون هناك. انما الخدم الشخصيين كـ أجيد وهناك رجلان أو ثلاثة درويش وعدنان والأمن. كان هناك فريق أمني صغير لكنه بات اليوم أكبر.الطباخون.. لم يكن هناك طباخون كانوا يأخذون الطعام معهم من هنا.
لجمي:كم عدد الأشخاص الذين كانوا يتوزعون على المنزل هنا والمنزل هناك؟
سعد:من 15 الى 20 على الاقل.
لجمي:15 على الاقل.
سعد:20 شخصاً.
لجمي:20 شخصاً.
سعد:ما كان والدي ليبلغ باسل فليحان ان يوافيه الى فقرا. ينبغي الا يغيب عن بالك بأنه في تلك الفترة لم يكن هناك مشاكل أمنية.. ولا حتى الفريق الأمني.
لجمي: هلا ركزنا الآن على شهر يناير (كانون الثاني), وعليك.هل كنت في لبنان خلال شهر يناير, اواخر شهر يناير؟
سعد: نعم.
لجمي: الاسبوع الاخير من يناير؟
سعد: كنت هنا... لم اعد اذكر اليوم بالتحديد.لكن يمكن ان أتأكد ان اردت ذلك.
لجمي: متى أتيت مع الامير بن عبد العزيز؟
متى حصل ذلك؟
سعد: في يناير.
لجمي: هل حصل في اواخر الشهر؟ هل كنت في 28 يناير 2005 في فقرا او في فاريا؟
سعد: على الارجح في فقرا.
لجمي: حسناً مع من كنت هناك؟
سعد: مع الامير عبد العزيز واصدقائه وعائلته.كنا نذهب احياناً من فقرا الى الفندق في فاريا.
الى فندق "انتركونتينانتال", الى المعطم, الى التزلج, الى التسكع هنا وهناك, ومن ثم كنا نعود ليلاً الى فقرا. وقد ننزل الى بيروت ليلاً (حوالي الساعة 11 او 12) الى سوليدير. مع اني كنت في بيروت لكني لم اكن ارى والدي كثيراً.
لجمي: ما كانت طبيعة الزيارة؟
سعد: سياحة.
لجمي: سياحة. حسناً. كم شخصاً كنتم؟
سعد: كثيرون. حوالى الستين الو السبعين شخص.
لجمي: اصدقاؤك, فيما بينكم. أنا لا اتكلم عن الامن. اتكلم عن اصدقائك واصدقاء الامير.
سعد: والموظفون معه. عليك ان تتذكر انه رئيس الديوان, مجلس الوزراء في السعودية.فسيأتي معه الموظفون.. اي ما يقارب العشرة او خمسة عشر موظفاً.
قد يعمل اثناء النهار. اذاً كان هناك على الاقل ستون شخصاً.
- هواية الطبخ تدخل التحقيق
سعد: كان يأتي بالطباخين الخاصين به, ونحن لدينا الطباخين الخاصين بنا. وانا كنت اطهو في بعض الاحيان.. ان كنت تريد ان تعرف. (يضحك).
لجمي: متى تقررت هذه الزيارة؟
سعد: الى لبنان؟ كان الامير عبد العزيز يحب الثلج والجبال. فقلت له لما لا تأتي الى بيروت ان اردت, وسنذهب الى فقرا وفاريا. وبما ان الثلوج كانت تغطي الجبال في حينها, ذهبنا في 22 او في 23 يناير ومكثنا هناك لمدة عشرة او عشرين يوماً.
لجمي: اذاً, جئت بطائراتك الخاصة الى بيروت وتوجهت الى فندق فينيسيا, هل هذا صحيح؟
سعد: صحيح.
لجمي: ثم بقيت لمدة ايام قليلة وبعدها في 22 او 23 من الشهر توجهت الى فقرا - فاريا؟
سعد: نعم
لجمي: نعم. ثم غادرت فاريا في...؟
سعد: في الخامس من فبراير (شباط).
لجمي: وغادرت لبنان متوجهاً نحو السعودية.لم تعد.. حتى اليوم المشؤوم.. هل هذا صحيح؟
سعد: نعم
- فقرا و اميل لحود
لجمي: بالامس, قلت لنا اثناء المقابلة انه اثناء هذه العطلة عندما كنت مع الامير عبد العزيز في الفندق.. في الطابق العلوي.
سعد: اميل لحود.
لجمي: أتى احد من رجال أمنك وهمس في اذنك ان الرئيس موجود في الطابق السفلي, فاتصلت بوالدك, فطلب منك ان تذهب وتلقي عليه التحية او ما شابه ذلك.
سعد: أن اكون لطيفاً.
لجمي: ان تكون لطيفاً ماذا فعلت؟
مع من كان الرئيس لحود؟
سعد: مع مصطفى حمدان.
لجمي: حسناً.
سعد: حسبما اذكر, اظن انه كان برفقة مصطفى حمدان وزوجته, وربما كانت زوجة حمدان معهم ايضاً.
لجمي: من رأيت؟
سعد: رأيت لحود ومصطفى حمدان.
لجمي: وهذان هما الشخصان اللذان القيت عليهما التحية؟
سعد: حسبما اتذكر.
- لغز فقرا
لجمي: عفواً, علي ان اسألك! عادة
عندما تسافر, وتغادر لبنان, هل تختم جواز سفرك؟
سعد: نعم
لجمي: نعم
سعد: ليس جواز السفر السعودي.
لجمي: لا. اقصد جواز السفر اللبناني.
هل انت واثق انك غادرت لبنان في الخامس من فبراير 2005؟
سعد: نعم. اعتقد ذلك. هذا ما يقولونه لي.
لجمي: حسناً. هذا ما يقوله لك رجال الامن.
سعد: أو يمكننا القاء نظرة على جواز السفر.
لجمي: ربما سنعطي وقتاً للتأكد من هذه التواريخ. من المهم جداً التأكد من التواريخ.
لنلقِ نظرة ومن ثم نعود الى الموضوع.
سعد: حسناً على أي حال.
ان كنت قد غادرت لبنان ولم اختم جواز سفير, فإن رائد قد ختم جواز سفره بكل تأكيد في السعودية.
لجمي: هلاَّ القيت نظرة على جواز سفرك.واطلعتنا بالامر. الرابع عشر من الشهر كان يوم الاثنين.
كما قلنا سابقاً. 14 كان يوم الاثنين, 13 كان الاحد, 12 كان السبت, هل ان والدك في فقرا يومي السبت والاحد 12 و13 فبراير 2005؟
سعد: كلا في 13 الشهر لم يكن, ما اظن, كان في بيروت, لكن ربما في 12 كان في فقرا.
لجمي: في الثاني عشر من الشهر.
سعد: لا ادري ينبغي ان أتأكد.
لجمي: حسناً.
سعد: يمكن ان نتأكد الآن اذا اردت.
لجمي: من فضلك.
هل خطط والدك لزيارة فقرا لكنه الغى الامر في اللحظات الاخيرة؟
سعد: ليس حسبما أعلم.
لجمي: لا.
سعد: كلا لكنه اراد الذهاب الى الناعمة مرات عدة ولم يذهب.
لجمي: اين تقع الناعمة؟
سعد: على الطريق البحرية نحو الجنوب, لكنها قريبة جداً من بيروت, حوالى 15 دقيقة.
لجمي: وهي في اتجاه مختلف عن فقرا.
سعد: نعم.
لجمي: لا يمكننا الذهاب من الناعمة الى فقرا؟ عبر طريق اخرى, من الناعمة ومن ثم الى فقرا؟
سعد: كلا, لأنك تتجه نحو الجنوب.
لجمي: وخلال هذه الفترة, هل يمكن ان يكون والدك قد قصد المنزل في فقرا شمالاً؟
سعد: امر طبيعي: ان يذهب الى هنا.
لجمي: لكني اتحدث عن تاريخ 12 و13 بالتحديد.
سعد: كلا في 12 و13 حصلت مشكلة الزيت, واعتقد انه التقى تيري رود لارسن يوم الخميس, اي انه على الارجح اضطر للبقاء في بيروت.
لجمي: هل من الممكن ان يكون والدك قد ذهب سراً لوحده الى فقرا ليلتقي احدهم؟
سعد: الى المنزل؟
لجمي: نعم, مع واحد او اثنين من عناصر أمنه بما انه كان يقود سيارته بنفسه؟ اختر اسمين من حراسه؟
سعد: لا استطيع ان اقول ان الامر مستحيل, لكنه مستغرب. من الغريب ان يذهب لوحده. ان كل الاجتماعات مع حسن نصرالله كانت تحصل ليلاً, اذاً لو اراد الذهاب بنفسه لذهب. ولو اراد الذهاب الى فقرا لوحده, سيكون الامر محتملاً, لكني لم اسمع يوماً انه قام بذلك.
لكن من يعرف بهذه الامور في حال حصولها, هو ابو طارق, وليس بالضرورة وسام, عبد كان يعرف ايضاً, قد يكون وسام على علم بالامر, لكني لا اعرف اذا كان قد ذهب الى فقرا ام لا, لا اعرف ان غادر المنزل, إلا عندما ذهب للقاء حسن نصرالله.
تحياتي.