"كثيرة هي الأشياء التي نحب أن نمتلكها من أجل أن نمتلكها وليس من أجل أن ننتفع بها"
كانت تتحدث إليّ عن أحلى أيام العمر، وكانت تظن أن حبهما كـبُر ليقدر أن يغمر الكون، وكانا يعتقدان أن الدنيا كلها تفرح للقائهما، تنثر الأزهار عطرها لابتسامتهما، تغني العصافير لرقصات قلبهما.... ويصفق الحمام لفرحهما.
كان يرى في عينيها شعلة الأمل التي لا يجب أن تنطفئ أبدأ، وكانت ترى في راحة كفيه ملامح المستقبل الذي يصنعه في كدحه ليل نهار.
خاضا حرباً حقيقية ليثمر هذا الحب، استعملا معاً جميع أسلحة الذكاء والدهاء، وعاشا معاً مغامرات مثيرة جداً قاما بها ليتحقق الرجاء، لتجمعهما وسادة واحدة.
يختلط فيها عبق عطرها برائحة عرق جبينه الذي تحبه كثيراً.
نعم حقق هذا الحب مقاصده، بارك من بارك وعارض من عارض إلا أنهما في النهاية استطاعا معاً أن يصلا إلى هدفهما....
تـتساءل الآن، لماذا هذا الجفاء ؟؟ وبعد مرور عامين على زواجنا، أين ضاعت السعادة المنشودة ؟ ولم هذا الاختلاف الشديد ؟ لماذا وصلنا إلى درجة لم يعد أحدنا يطيق الآخر؟ نحن نتجاهل بعضنا أحياناً لدرجة لا تطاق....
أجبتُها:
_ وكيف ستتصورين الحال لو أنكما تزوجتما بدون هذا الحب ؟؟ لو تزوجتما عن كراهية مثلاً.
تبسمتْ من سؤالي الساخر وتابعتْ
_ عندما كنا نسمع عن ارتفاع معدلات الطلاق، عن ظهور الخلافات الزوجية الحادة التي لا يوجد لها علاج، كنا نضحك ونقول هؤلاء لا يعرفون معنى الحب، أما نحن !!.... فنحن مختلفان ، نحن عرفنا الحب الحقيقي الذي ليس له حدود.
_ لا أدري لمَ تـُشككين في حبكما وقد وصفتِه بأجمل ما وصفتِ.
_ لأنه ببساطة ضاع، تناثر، تبخر، قل ماشئت، لكنه لم يعد له وجود....
_ كانت تنقصكما ثقافة ما بعد الحب.
_ ماذا ؟؟
_ نشأ بينكما حب كبير "كما وصفتِه أنتِ". لقد جعلتما الزواج هو مقصد الحب. وصل الحب إلى مقصده، تزوجتما، وجد الحب أنه لم يعد له مهمة أخرى فحزم أمتعته ورحل.....
_ وماهي ثقافة ما بعد الحب ؟؟
_ كان عليكما في تلك الفترة التي وصل فيها الحب إلى مقصده، في تلك الفترة الذي أفرغ كل منكما جميع عواطفه في شوقه إلى الآخر، كان عليكما أن تبحثا معاً عن مقصد جديد...
_ مثل ماذا ؟؟
_ بعدما قدم كل منكما أقصى ما يملك من عاطفة في فترة بداية الزواج، وصلتما معاً إلى مرحلة الافلاس العاطفي، هذه هي المرحلة التي تجسد حالتكما حالياً.
_ ومالذي كان علينا فعله ؟
_ في تلك الفترة التي أدركتما أن الحب وصل إلى مقصده، وأصبحتما تعتقدان أن كل منكما قد امتلك الآخر، كان عليكما إيجاد هدف مشترك كبير جداً، وذلك من خلال وضع خطة لبناء أسرة نموذجية أو أقرب إلى النموذجية، و دراسة الطرق الكفيلة بالحفاظ على هذه الأسرة، وكل هذا يكون بقراءتكما "سوية" للكتب المختصة في هذا الموضوع، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة تنفيذ تلك الخطة بكل جدية.
مشروعكما الجديد، يحتاج إلى سنوات طويلة من الجهد والعمل، يحتاج إلى تعاونكما بحيث يقدم كل منكما "بأعلى درجات الصدق والتفاني" أقصى ما عنده.
مقابل الهدف الكبير والسعي إلى تحقيقه لن تجدا متسعاً لرؤية تفاهات الأمور التي كانت سبباً في نفاذ كمية الحب.
مع تقدمكما في كل خطوة في مشروعكما الجديد سيتجدد الحب، لأن نشوة النجاح ستعطيه قوة جديدة وألواناً جديدة ما رأيتماها من قبل.
كنت أريد أن أتحدث أكثر، لكنها استأذنت بالانصراف قائلة:
_ شكراً لك، وصلت الرسالة، سأتوجه إلى المكتبة فوراً لأشتري بعض الكتب.
_ كوني ايجابية، واصنعي منه رجلاً عظيماً، أظنك تعلمين أن وراء كل رجل عظيم إمرأة. ربما تغير الزمان....لم يعد مهماً أن تكوني وراءه أو أمامه أو بجانبه، المهم أن تكوني معه وستقطفان ثمار النجاح وستنعمان بحب أبدي
بقلم محمد عبدالوهاب جسري
كانت تتحدث إليّ عن أحلى أيام العمر، وكانت تظن أن حبهما كـبُر ليقدر أن يغمر الكون، وكانا يعتقدان أن الدنيا كلها تفرح للقائهما، تنثر الأزهار عطرها لابتسامتهما، تغني العصافير لرقصات قلبهما.... ويصفق الحمام لفرحهما.
كان يرى في عينيها شعلة الأمل التي لا يجب أن تنطفئ أبدأ، وكانت ترى في راحة كفيه ملامح المستقبل الذي يصنعه في كدحه ليل نهار.
خاضا حرباً حقيقية ليثمر هذا الحب، استعملا معاً جميع أسلحة الذكاء والدهاء، وعاشا معاً مغامرات مثيرة جداً قاما بها ليتحقق الرجاء، لتجمعهما وسادة واحدة.
يختلط فيها عبق عطرها برائحة عرق جبينه الذي تحبه كثيراً.
نعم حقق هذا الحب مقاصده، بارك من بارك وعارض من عارض إلا أنهما في النهاية استطاعا معاً أن يصلا إلى هدفهما....
تـتساءل الآن، لماذا هذا الجفاء ؟؟ وبعد مرور عامين على زواجنا، أين ضاعت السعادة المنشودة ؟ ولم هذا الاختلاف الشديد ؟ لماذا وصلنا إلى درجة لم يعد أحدنا يطيق الآخر؟ نحن نتجاهل بعضنا أحياناً لدرجة لا تطاق....
أجبتُها:
_ وكيف ستتصورين الحال لو أنكما تزوجتما بدون هذا الحب ؟؟ لو تزوجتما عن كراهية مثلاً.
تبسمتْ من سؤالي الساخر وتابعتْ
_ عندما كنا نسمع عن ارتفاع معدلات الطلاق، عن ظهور الخلافات الزوجية الحادة التي لا يوجد لها علاج، كنا نضحك ونقول هؤلاء لا يعرفون معنى الحب، أما نحن !!.... فنحن مختلفان ، نحن عرفنا الحب الحقيقي الذي ليس له حدود.
_ لا أدري لمَ تـُشككين في حبكما وقد وصفتِه بأجمل ما وصفتِ.
_ لأنه ببساطة ضاع، تناثر، تبخر، قل ماشئت، لكنه لم يعد له وجود....
_ كانت تنقصكما ثقافة ما بعد الحب.
_ ماذا ؟؟
_ نشأ بينكما حب كبير "كما وصفتِه أنتِ". لقد جعلتما الزواج هو مقصد الحب. وصل الحب إلى مقصده، تزوجتما، وجد الحب أنه لم يعد له مهمة أخرى فحزم أمتعته ورحل.....
_ وماهي ثقافة ما بعد الحب ؟؟
_ كان عليكما في تلك الفترة التي وصل فيها الحب إلى مقصده، في تلك الفترة الذي أفرغ كل منكما جميع عواطفه في شوقه إلى الآخر، كان عليكما أن تبحثا معاً عن مقصد جديد...
_ مثل ماذا ؟؟
_ بعدما قدم كل منكما أقصى ما يملك من عاطفة في فترة بداية الزواج، وصلتما معاً إلى مرحلة الافلاس العاطفي، هذه هي المرحلة التي تجسد حالتكما حالياً.
_ ومالذي كان علينا فعله ؟
_ في تلك الفترة التي أدركتما أن الحب وصل إلى مقصده، وأصبحتما تعتقدان أن كل منكما قد امتلك الآخر، كان عليكما إيجاد هدف مشترك كبير جداً، وذلك من خلال وضع خطة لبناء أسرة نموذجية أو أقرب إلى النموذجية، و دراسة الطرق الكفيلة بالحفاظ على هذه الأسرة، وكل هذا يكون بقراءتكما "سوية" للكتب المختصة في هذا الموضوع، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة تنفيذ تلك الخطة بكل جدية.
مشروعكما الجديد، يحتاج إلى سنوات طويلة من الجهد والعمل، يحتاج إلى تعاونكما بحيث يقدم كل منكما "بأعلى درجات الصدق والتفاني" أقصى ما عنده.
مقابل الهدف الكبير والسعي إلى تحقيقه لن تجدا متسعاً لرؤية تفاهات الأمور التي كانت سبباً في نفاذ كمية الحب.
مع تقدمكما في كل خطوة في مشروعكما الجديد سيتجدد الحب، لأن نشوة النجاح ستعطيه قوة جديدة وألواناً جديدة ما رأيتماها من قبل.
كنت أريد أن أتحدث أكثر، لكنها استأذنت بالانصراف قائلة:
_ شكراً لك، وصلت الرسالة، سأتوجه إلى المكتبة فوراً لأشتري بعض الكتب.
_ كوني ايجابية، واصنعي منه رجلاً عظيماً، أظنك تعلمين أن وراء كل رجل عظيم إمرأة. ربما تغير الزمان....لم يعد مهماً أن تكوني وراءه أو أمامه أو بجانبه، المهم أن تكوني معه وستقطفان ثمار النجاح وستنعمان بحب أبدي
بقلم محمد عبدالوهاب جسري