كنت أنظر من حولي، فأجد نفسي مازلت صغيرا على مخالطة الآخرين ، بالإضافة إلى أنهم كانوا يطردونني عندما كنت أقترب منهم لأن مكان وجودي مع أمثالي من الصغار ، ومع ذلك فقد كنت أتطلع إلى اليوم الذي سأكبر فيه واستطيع أن أحصل على صديقة أجلس معها ،كما يفعلون ، وأداعب إصبعها بفمي لأعرف ما هي اللذة التي يحصل عليها هؤلاء في الجلوس معها كل يوم ، على الرغم من المخاطر التي يتعرضون لها من لقائهم بها كل يوم .
عندما حصل ما أريد وبلغت من العمر ما يؤهلني للجلوس مع الصديقة التي كنت أحلم بها ، بدأت أجد معارضة من أهلي ...، وليست معارضة فقط ، بل كانت تصل في بعض الأحيان إلى التهديد بالضرب والطرد من البيت ، مما اضطرني إلى مواعدتها والجلوس بين يديها سرا لاستمتع معها بقوامها الرشيق وطولها الفارع .
أصبحنا شلة من الشباب نجتمع كل يوم ، وكل واحد منا يجلس مع صديقته ويغازلها بالطريقة التي اعتاد عليها في مكان لا يرانا فيه أحد من سكان الحي ، وعندما تكون أمورنا المادية سيئة ، كنا غالبا ما نتشارك أكثر من شخص على صديقة واحدة ننقلها بيننا من شخص لآخر، حتى تنقطع أنفاسها ويحترق جوفها مما يضطرنا إلى الهروب إلى بيوتنا تاركين صديقتنا للريح والظلام.
مضت الأيام وأنا على هذه الحالة من الهيام والتعلق بتلك الصديقة الحبيبة ، التي أصبحت متعلقا بها أكثر من الطعام والشراب ، حتى أن شهيتي للطعام بدأت تخف نتيجة علاقتي بهذه المعشوقة الفاتنة ، وبدأ وزني يتناقص نتيجة ولعي بها وانشغالي بقدها الأخّاذ ، وبدأ جارنا البقال يضايقني بمطالبته بالديون المتراكمة عليّ ، لأنني كنت اقترض المال منه لأنفق على صديقتي الغالية .
بدأ أهلي يلاحظون غيابي المتكرر من البيت ، بالإضافة إلى تدهور صحتي ، ونوبات السعال التي كانت تنتابني ليلا على غير عادة ، حتى أن والدي بدأ يلاحقني كرجال الأمن ليعرف أين أذهب وما هو سبب التغير الذي أصابني ، حتى كانت اللحظة الحاسمه ...
كنت أجلس معها وأنا في غاية السعادة أمص إصبعها فأحلق في سحر جمالها ولذتها ، حين فاجأني والدي وانقض عليّ فانتزع إصبعها من فمي ، ثم ركلها برجله ركلة لئيمة جعلتها تتدحرج على الأرض وينفصل رأسها عن جسمها فأرداها جثة هامدة يتطاير منها الرماد والدخان .
لن أحدثكم بالتفاصيل مع أهلي وماذا حدث بعد ذلك ... ، لكنها كانت المرة الأخيرة في حياتي التي أجلس فيها مع صديقتي النرجيلة أو ( الأركيله )، واكتشفت أنها أسوأ صديقة كنت برفقتها، ولازلت أذكر الفضل لوالدي الذي كان السبب في تخليصي من هذه الصديقة اللعينة والتي كانت السبب في وفاة أحد أصدقائي بعد إصابته بداء السرطان .