عبدة الشيطان ....( الميتلجية).....بسوريا
برزت خلال السنوات القليلة الماضية ظاهرة إقدام بعض الشباب العربي على عبادة الشيطان و قد تنبهت الكثير من منظمات المجتمع المدني في الدول العربية لمثل هذه الظاهرة و أخذت تحذر من العواقب الوخيمة التي قد تحدث من جراء انتشار هذه الأفكار.
و لقد ظهرت هذه العبادة منذ حوالي عقدين من الزمن ففي عام 1997 أشار إحدى المصادر الأمنية إلى وجود مثل هؤلاء الأشخاص في بيروت و ثبت آنذاك تورط بعض أبناء السياسيين و الدبلوماسيين العرب و الأجانب كما و تم كشف عدة مجموعات في كل من الأردن ,مصر,المغرب و أخيراً في سوريا ,ففي صيف العام الماضي من شهر حزيران و حسب احد المصادر الأمنية تم توقيف عدة شبان بدواعي ممارسة طقوس غريبة و حملهم لرموز أكثر غرابة ,أعمارهم في العشرينيات ,اثنان منهم يعزفون في فرقة موسيقية بحمص والتي يقال عنها على سبيل المزاح "عاصمة المتلجية بسوريا " حيث اعترفوا بإقدامهم على ممارسة طقوس خاصة بعبدة الشيطان و ممارسة الإباحية و الشذوذ فيما بينهم و سماع موسيقى البلاك ميتال .
ظهرت هذه الحركات كرد فعل للتخلص من الأزمات النفسية و الروحية و المشاكل الاجتماعية الناجمة عن خلل تربوي عائلي كانفصال الزوجين و تشتت العائلة. و اللافت في الأمر انتقال هذه الظاهرة من الغرب إلى الشرق حيث يحاول البعض من أبناء العرب تقليد هذه التيارات لا سيما و أن هذا الجيل نشأ و تربى في ظل حملة هائلة من التناقضات و ألازمات و المشاكل السياسية ...
من هم عبدة الشيطان .....؟! وكيف يعبدونه ..؟؟ وما هي طقوسهم و رموزهم ...؟!
عبدة الشيطان هم من يعتبرون الشيطان ربهم فيتقربون منه و يدّعون أنهم يحصلون على قوة عظيمة عند ممارسة طقوسهم .
كتابهم "الإنجيل الأسود " من تأليف اليهودي " ليفي" مؤسس كنيسة الشيطان في سان فرانسيسكو , منهم طبقات ما يسمى الأمير ..... الشر الأعظم .
"حركش" هو الشيطان الذي يعبدونه , وعند تجمعهم وممارسة طقوسهم يقومون بعدة أمور مثل :
*تدخين جماعي للمخدرات والخمور بكميات كبيرة .
*دوران الرؤوس وتحريكها بعنف وبقوة ورقص قوي هائج والأعين مغمضة
*رفع أذرعهم للأعلى ليدعون لشيطانهم الأكبر.
* يرسمون بالهواء بأيديهم تحية الشيطان .
* الممارسات الشاذة و الدعارة الجماعية حتى مع الحيوانات .
* تقديم قرابين للشيطان وهي ذبح القطط والكلاب حيث كما يعتقدون بأنها حارسة لعالم الشيطان ثم دهن دمائها بأجسادهم .
*الذهاب للقبور وتشويه الجثث والرقص فوقها وممارسات شاذة مع الموتى وشرب دماء الجثث حديثة الوفاة.
*الذهاب للصحراء والكهوف حيث يعيشون أياما في الظلام دون أي نور .
* تنكيس الصليب أي قلبه.
* ذبح طفل رضيع وسكب دمائه في كؤوس وشربها .
*استحضار أرواح الشر وممارسة الشعوذة والسحر الأسود .
*اجتمعاعتهم كل 13 يوم من كل شهر وأقل عدد للاجتماعات يكون بين 7-8 أفراد .حيث يبدؤون صلواتهم بصب الدماء على الرأس والجسد مع سماع الموسيقى الصاخبة .
ويقولون في تبرير نبش القبور والمبيت في المقابر بأنها تساعدهم على تقسية قلوبهم ولمعاينة العدم والشعور به والتدريب على ممارسة القتل دون أن تطرف لهم عين وقيل عن تلطيخ اليدين والجسم بالدم بأنها تساعد الشخص على أن يكون عنيفاً لا يأبى الموت ولا يخاف القتل لأنه يعايش الدماء يومياً فكل ذلك يساعد على عدم الخضوع لأيٍ كان .....
أشكالهم :
قصات شعر غريبة , ارتداء الملابس السوداء المطبوع عليها نقوش شيطانية ,تزين بالحلي الفضية ذات الأشكال غير المألوفة والتي تعبر عن أفكارهم , أساور من الجلد الأسود عليها جماجم وهياكل عظمية, سلاسل فضة على الرقبة والخصر, ثقب الأذن واللسان والحاجب والأنف ,التكثير من الوشم وخصوصاً منطقة البطن والكتفين وتجريح اليدين ..
أما بالنسبة للجنس اللطيف فيستخدمون بالإضافة إلى كل ما ذكر,الكحل والظل والمنكير الأسود ,الروج الأحمر أو الأرجواني القاتم بالإضافة إلى البودرة البيضاء .
الكلمات التي يرددونها :
"أيها الشيطان ...... خذ روحي ..... يا غضب الرب .....دنسها بالخطيئة ....وباركها بالنار ......لا بد أن أموت ........ الانتحار ...الانتحار ...الانتحار .........لابد أن أموت ....
الموسيقى عندهم شي أساسي هي وسيلة لتعطيل الحواس ونوع من أنواع التخدير العقلي فهي مزيج من الصخب والضجيج الذي يصم الأذان ويوتر الأعصاب ويثير الغرائز ويميل بالإنسان إلى التخبط والصرع ...
• موسيقاهم:
لقد انفجر ت ثورة الروك أند رول في خمسينيات القرن الماضي كرد فعل الشباب على ما يعرف بالقيم الثابتة بالمجتمع الأمريكي وربما كرد فعل لمن خاب أمله من نتائج الحرب العالمية الثانية ومن هاجس الحرب الباردة .
أتت هذه الموسيقى لتثير العاطفة وتحرك الجسد وتحمس لها الشباب بشكل جنوني وارتبطت بأسماء مغنيين كبار كالملك "ألفيس بريسلي " واعتمدت الآلات النحاسية والكهربائية ولا سيما الغيتار الكهربائي ففي سياق انتشارها لتمرير أفكار شريرة تطورت الى الهارد روك وتفرعاته مثل: بلاك ميتال وهافي ميتال والديث ميتال ثم تلى ذلك إدخال ما يسمى "بالرسائل الخفية " فعند سماعك لإحدى هذه الأغاني بشكل معكوس حيث يوجد فيها رسائل شيطانية تدعو للانحراف الجنسي والعنف والانتحار
وتأتي الخطورة من الضجيج الذي يثير الغرائز الجنية ويتسبب بتوتر عصبي حاد وبتغيب للوعي حيث تستخدم مكبرات الصوت والآلات الطبلة والأبواق ممزوجة مع صرخات حادة
كيف يربون أطفالهم:
بقتل إحساسهم عن طريق شرب المخدرات و المسكرات و عزلهم عن باقي الأطفال و تنمية شعور العنف لديهم حيث يجعلونهم يربون بعض الحيوانات مثل القطط و الكلاب ثم يجبرونهم على قتلها بعد مدة.
رموزهم:
" النجمة الخماسية والصليب المقلوب" و من الصعب ترجمة وتفسير جميع كتابات والرموز السرية التي يستخدمونها لأنها تحتاج إلى سحرة كبار لتفسيرها ...
مقابلة مع احدهم:
بعد جهد جهيد استطعت أن أتكلم مع أحد الأخوة الميتالجية بحلب والذي أفادنا برؤوس أقلام صغيرة, حيث قال :يوجد هنالك خلط بين عبدة الشيطان والميتاليك , صحيح أن الكثير من عبدة الشيطان يتخفون وراء موسيقى الميتال ولكن ليس كل الميتالجية هم عبدة شيطان . فالميتالجية بسورية يحملون أفكار ثورية حيث أننا نريد أن نقوم بثورة ضد كل شيء يكتم الحرية , كحرية الرأي وحرية التعبير وحرية الاعتراض والحرية الفردية رافضين كل العادات والتقاليد التي يضعها المجتمع ليخنق نفسه بها .فكل ما تفعله في هذا المجتمع هو عيب وحرام , فإلى متى سنتخلص من العقول المتحجرة والمتصلبة..... وعلى هذا فلقد قررنا بأن نكون مميزين عن باقي القطيع في المجتمع وبأن يكون لنا طريقة خاصة بالتعبير عن الأشياء ......
و أخيراً و بعد استطلاعنا للرأي تبين لنا , بأن مجتمعنا محصن و نظيف من مثل هذه التيارات و لو أن لدينا ما يشبه بداية الشرارة لكنها لا تعد أكثر من تقليد للشكل دون الجوهر. حيث يشاهد بعض الشبان في دمشق بشارع الحمراء و الصالحية و الشعلان و أمام النوادي و الديسكوتيك أو في حلب بمنطقة العزيزية و السليمانية و الموكامبو مؤخراً, فالقاسم المشترك بين هؤلاء الشبان هي الألبسة السوداء و الجلدية و الشعر الأسود الطويل والحلي و السلاسل و لكن لا نستطيع أن نقول بأن من يتبع مثل هذا الأسلوب هو من أصحاب الأفكار الشريرة أو المرفوضة فا للشباب طريقتهم في لفت الأنظار ....لكن ما نخشاه هي أن تتطور هذه الظاهرة و ينحرف هؤلاء الشبان نحو التقليد الأعمى لمن يسمون أنفسهم بعبدة الشيطان مخالفين بذلك عاداتنا و تقاليدنا وأعراقنا الدينية .......