موقع "فيلكا إسرائيل" الذي نشر الخطة التي تستهدف تقسيم سوريا وإعادتها إلى "العصور الحجرية" ينشر مقالاً جديداً بعنوان :
بشار الأسد يصيب قادة الوحدة الإسرائيلية "ملاط \ מל"ת" بالإكتئاب
...نص المقال لصحفية إسرائيلية اسمها نتالي بيريتز هارئيل – بار ايلان :
"نير حسون" و "يوآف شتيرن" صحافيا تحقيقات متخصصان بالعمليات الحربية وشريكان في العمل وقلّ ما يعمل كل منهما بمفرده ، وعلى الرغم من انهما لا يشاركان في تغطية اي معارك عسكرية في هذه الفترة إلا إنهما شديدا الانشغال ،
واما السبب فبحسب نير حسون :
" الجيش الاسرائيلي يشارك في الحرب ضد سورية" !!
بالطبع ردة فعلي المتسرعة لم تعجب استاذي الجامعي يوآف شتيرن الذي مارست معه العمل الصحافي لمدة ثلاثة اشهر كانت هي الفترة التي تدربت فيها على يده ، ولاني خبيرة بتقاسيم وجهه ذو الملامح البولندية الجادة أعدت صياغة السؤال على الفور
" اين هي ساحة الحرب ضد سوريا "
شرح لي يوآف بعد ان أعطيته وقود الثقة بان كلامه معي ليس مضيعة للوقت فقال :
هناك حرب نفسية واعلامية تشارك فيها إسرائيل ضد سوريا ، وحدة الحرب النفسية في الجيش الاسرائيلي المعروفة بالاسم لها باسم مركز العمليات النفسية او الوحدة " ملاط " إستعانت بالدكتور يانيف لافيتان
Dr. Yaniv Levitan
للمشاركة في الجهود ضد الرئيس السوري بشار الاسد . دكتور يانيف صديق قديم للصحافيان وهو يساعد الرجلان في كتابة تقرير يفترض بان تنشره هآرتس في اليوم التالي لسقوط النظام السوري للإحتفال مع الرأي العام بالجهود الاسرائيلية التي ادت ، إضافة إلى جهود دول صديقة ، إلى تحقيق حلم اسرائيلي قديم بالتخلص من بشار الاسد وقيام سلطة بديلة يفترض الاسرائيليون انها ستكون موالية للسعوديين مكانه ، وبالتالي موالية للغرب ، يانيف مستعد لاستضافتنا في مكتبه في مقر وحدة الحرب النفسية في الجيش الاسرائيلي المعروفة إختصارا باسم " ملاط "
الاسم الانكليزي
Centre for Consciousness Operations
الاسم العبري
המרכז למבצעי תודעה
الوحدة تشارك في جميع الاعمال الحربية التي يخوضها جيش الدفاع وهي تتبع قياديا لقيادة العمليات في رئاسة الاركان ولكنها إداريا جزء من الاعمال التي تخضع لسلطة مدير جهاز المخابرات " أمان" .
الوحدة " ملاط " كما يعرف الجميع خضعت عام الفين لبعض الترتيبات التي قضت بتحويل عملها من الجيش إلى المراكز البحثية الخاصة التابعة للجامعات الاسرائيلية ولكن في العام 2005 اعاد جهاز امان السيطرة على اعمالها وحصل على موافقة قيادة الاركان لتأمين سبعين عالما متخصصا في علم النفس ممن يتقنون العربية باحتراف ويقود هؤلاء في العادة ضابط إستخبارات يبقى اسمه سريا إلى حين تخليه عن المنصب، وعادة لا تزيد رتبته عن عقيد على ان يكون ممن لهم خبرة عملية في الاستخبارات العملانية ما يعني انه يجب ان يكون من الضباط الذين عملوا لفترة طويلة خلف خطوط الاعداء في الدول العربية .
الوحدة إذا منشغلة في هذه الفترة والتحضيرات للاحتفالات بالنصر على بشار الاسد واسقاط نظامه جارية على قدم وساق منذ اسقطت التظاهرات الجماهيرية نظام حسني مبارك في مصر ، وهي الضربة التي إستوعبتها إسرائيل بمساعدة اميركية من خلال سيطرة الجيش المصري على مقادير الامور وهو الوضع الذي سيتم الحفاظ عليه مهما تغيرت الحكومات والاوضاع المصرية وفقا لترتيب اميركي مصري مشترك.
إذا وبعد تأمين الخاصرة المصرية كان لا بد من إستغلال الفرصة .
هكذا ما إنطلقت الدعوات إلى التظاهر في سوريا (من مكان قد لا تكون الاستخبارات الاميركية او حليفاتها العربيات بعيدة عنه ) حتى ضاعفت " ملاط " عدد العلماء العاملين معها من سبعين إلى مئة وسبعة واربعين عالما واما الزيادة في العدد فلم تكن عشوائية ، فمن إستدعوا للخدمة المؤقت في الوحدة هم اكثر مواطني اسرائيل خبرة بسوريا وبرئيسها وعلى رأسهم القائد السابق لـ.." أمان " الاسطوري عاموس ملكا (عاش في سوريا لسنوات خلال السبعينات وكان يحمل جواز سفر اردني) .
ما الذي تقوم به الوحدة في سوريا ؟
يبتسم يانيف ويشرح قائلا:
لدينا القدرة على الوصول إلى كافة المصادر المخابراتية التي تحصل عليها مختلف فروع الاجهزة والوزارات والهيئات الديبلوماسية الاسرائيلية حول سوريا، كما ان التعاون والتواصل المباشر عبر وسائل اتصالات خاصة مع وحدات عملية تعمل من خلف ساتر امني في سوريا او على حدودها في العراق وفي لبنان او في الاردن ، يعطينا فرصة الحصول على المعلومات الفورية من ساحة المعركة التي تمتد على كافة الاراضي السورية، ويتضمن العمل الذي تقوم به " ملاط " :
إرسال رسائل " الأس ام اس " إلى المواطنين السوريين.
حشد المؤيدين لصفحات الفايس بوك الخاصة بالثورة السورية .
فبركة الاشاعات ونشرها عبر الاعلام العربي والسوري او عبر الاشخاص.
نشر اخبار البروباغندا الموجهة إلى الشعب السوري من منافذ عربية صديقة.
نشر مقالات وتقارير اخبارية مصممة خصيصا لضرب معنويات القيادة السياسية والعسكرية والامنية في سوريا.
واخيرا القسم الاهم والذي يرأسه عاموس ملكا والمتخصص بملاحقة انباء وتصاريح وتحركات الرئيس السوري بشار الاسد واقرب المقربين لديه.
واما هدف هذا القسم فهو التأثير على قرارات الاسد من خلال وسائل الاعلام الدولية والعربية والمحلية (...) ومن خلال الاستفادة من ديبلوماسيين اصدقاء في دمشق يملكون قدرة التواصل المباشر مع شخصيات تصل ارائها إلى الرئيس السوري مثل الصحافيين الكبار أو رؤساء التحرير او حتى مسؤولي الخارجية السورية .
عاموس وفريقه يحرصون على توجيه الاعلام الصديق حول العالم وعلى قدر الامكانيات المتاحة لتوجيه رسائل خاصة يتوقع الخبراء في ملاط ان يكون تأثيرها مباشر على قرارات الاسد .
فعلى سبيل المثال ، جرى نشر مقال قبل ايام في صحيفة لوموند الفرنسية من قبل صحفي صديق لاسرائيل ولكن المقال نفسه وضعت اسطره بعناية في " ملاط " وتحت اشراف عاموس ملكا ، وفي ذلك المقال يتحدث الكاتب المفترض عن الشخصيات المقربة جدا من الاسد بصيغة التساؤل عمن يحكم سوريا ، إستهداف تلك الشخصيات بهذه الصيغة التساؤولية في المقال هدفه النيل من تلك الشخصيات ودفع الاسد إلى التخلي عنها لاثبات عكس ما يقوله المقال في عيون الرأي العام ، ومن الشخصيات التي ذكرها المقال في لوموند
شقيق الاسد الجنرال ماهر وقريبه حافظ مخلوف الذي يعمل في الاقتصاد والاعمال وشقيق الاخير رامي وهو ضابط امن تربى علي يد باسل الاسد الشقيق الراحل للرئيس السوري ، ويقول يانيف بان هذا المقال يملك قدرة تدمير تعادل عشرة اطنان من المتفجرات المحشوة باليورانيوم المنضب ، ولكن مع بشار الاسد كان بلا تأثير !!
ويشرح يانيف فيقول :
في حرب الخليج الاولى كان الرئيس جورج بوش الاب يرفع اصبعه في وجه الشاشة ويقول لصدام حسين بصيغة الامر المباشرة
" اريدك ان ترحل عن الكويت و الآن " وكانت تلك الكلمات كافية لدفع صدام حسين إلى التمسك بالكويت على الرغم من أنه كان في تلك الفترة قد ابلغ وسطاء فرنسيين بانه سيسحب جيشه من الكويت لتفادي حرب مع الاميركيين.
وما كان يتوقعه ملكا هو أن تؤدي جهوده إلى التأثير على قرارات بشار الاسد ودفعه إلى الانهيار نفسيا والتصرف بعصبية بعد دفعه اولا إلى تفتيت عصب القوة التي يحكم بها السيطرة على الاوضاع وهي سمعته الحسنة كمصلح بين السوريين . وفي هذا المجال يشير يانيف إلى مخطط مالكا الهادف إلى إستخدام اصدقاء من الحكام العرب لتسديد النصح الملغوم إلى الاسد للتنازل هنا أو هناك امام التظاهرات، كما إن الحكام العرب انفسهم هم من يأمل ملكا عبر الحكومة الاسرائيلية التي تملك صداقات مع اغلبهم كان يأمل بـ.دفع بعض المسؤولين السوريين السابقين والمقيمين في الخارج لاعلان إنشقاقهم عن النظام اعلاميا.
كيف حاولت الوحدة ملاط شن حرب نفسية على الشعب السوري عامة وعلى الرئيس السوري خاصة ؟
أولا : تسريب خطط العمل إلى المتظاهرين والتي تتصاعد بالتدريج بعد كل تنازل يقدمه الاسد ، فما ان يحصل المتظاهرين على تنازل حتى يصعدوا من تظاهراتهم اكثر وهكذا ايضا التصعيد بالهتاف، من الهتاف بالاصلاح إلى الهتاف لاحقا ضد اسماء مقربة من الرئيس ثم بعد اقالة اولئك المسؤولين او طردهم أو إعتقالهم تبدأ الهتافات المنادية باسقاط النظام بعد ان يكون الرئيس قد جرد نفسه من كل المساعدين الاوفياء والمخلصين.
ثانيا: تكثيف بث الاخبار التحريضية من خلال وسائل إعلامية ذات مصداقية ولا يعرف عنها بانها عدوة للنظام السوري
ثالثا: تسريب نصائح ملغومة ومعلومات مضللة (عن تدخل دولي محتمل او عن تمرد واسع متوقع هنا او هناك في المدن السورية ) من خلال اصدقاء سوريين لديبلوماسيين اجانب يعملون في دمشق هم ايضا (الديبلوماسيين الاجانب) اصدقاء لاسرائيل ، هؤلاء الديبلوماسيون حين يلتقون شخصا يعرفون بانه قد يستطيع ايصال فكرة معينة إلى الأسد مباشرة او بواسطة اي من المقربين منه فانهم يسربون ما تسربه لهم " ملاط " من خلال وسائل اسرائيلية او صديقة خاصة ، ونقل تلك المعلومات او النصائح يسري كما يسري الفايروس في شبكات الانترنت ، صعودا من شخص إلى شخص حتى الانتهاء على طاولة الاسد. وكان يأمل الاسرائيليون من خلال هذا الاسلوب الوصول إلى التكامل مع ما تنشره ملاط في الاعلام العربي والغربي .
رابعا: تكثيف نشر الاخبار التصاعدية عن القتلى والمجازر وتحميل اقرب المقربين من الرئيس السوري المسؤولية عن دم القتلى وذلك لبث الحقد في نفوس الشعب ضد الاسد شخصيا من خلال تحميله وزر اعمال رجاله المقربين وتخويف المسؤولين الامنيين والعسكريين وهم عصب النظام ودفعهم إلى التراخي بحجة الخوف من العقاب الذي سيوجه شخصيا اليهم على يد القضاء الدولي بعد سقوط النظام ، والحديث ايضا عن الفساد ودفع المتظاهرين إلى التركيز على اصهار او اعمام او اخوال او اقارب الرئيس وزوجته (...) ويفخر يانيف بالقول بان عاموس ملكا هو من يقف خلف نشر مقال في صحيفة اميركية تناول ما نشرنا انه بذخ مبالغ به من قبل زوجة الاسد في الثياب .
خامسا: إختراق الشبكات الهاتفية وارسال الرسائل البريدية والاس ام اس إلى المواطنين السوريين
سادسا: إستنباط شعارات وهتافات تنفع في التناغم مع مشاعر المواطنين السوريين
سابعا: وضع خرائط عمل للمتظاهرين المبتدأين عن كيفية تنشيط المجتمع المدني
ثامنا: نشر خرائط للمدن بابنيتها وشوارعها لدفع الشعب السوري إلى التعلم منها كيفية خلق تظاهرات مليونية مفاجأة للنظام.
تاسعا: نشر بيانات معدة سلفا على الانترنت وما على الناشطين السوريين إلا طبعها منزليا وتوزيعها .
ما هي نتائج هذا العمل المستمر منذ الاول من شباط فبراير حتى اليوم يقول الدكتور يانيف لفيتان : نتائج الحملة على الرأي العام السوري رائعة وتجاوب الاعلام العربي معنا أكثر من رائع خاصة واننا حصلنا على دعم غير مباشر من حكام عرب اعطوا كلمة السر لرجالهم في الثقافة والاديان لشن حملة شعواء عربيا على نظام الاسد ولكن الكارثة التي حلت بعمل ملاط تمثلت في فشل ذريع منيت به وسائل الجنرال عاموس ملكا وخططه ضد بشار الاسد !!
ملكا من خلال الاخبار التي ينشرها في الاعلام العالمي والعربي عن الرئيس السوري حاول منذ الاول من فبراير شباط الماضي دراسة اساليبه وتطويرها للحصول على النتيجة المبتغاة ولكنه كما يؤكد يانيف " مصاب هو فريقه بالاحباط الشديد " فبشار الاسد لم يتأثر بكل ما اشعناه عنه وعن المحيطين به وهو لم يقع في الفخ الذي كنا نأمل ان يقع فيه من خلال دفعه إلى التخلي عن اقرب المقربين منه وهو الامر الذي كنا نأمل ان يؤدي في النهاية إلى تحميله هو مسؤولية ما نتهمهم به ، فطرد هذا او ذاك من مساعديه تحت ضغط الاعلام الدولي او تحت ضغط الشارع سيجعل منه في نظر الشعب السوري مسؤولا عن اعمال اولئك المبعدون والدليل المطلوب اعطائه مصداقية في نظر الرأي العام هو التالي :
إذا كان الواقع هو بان الاسد ابعد اولئك الاشخاص تحت الضغط فهذا يعني اولا :
الاقرار بانهم مذنبون .
وثانيا بانه كان راضيا بافعالهم .
الجنرال عاموس ملكا ونقلا عما رواه لنا الدكتور " يانيف لفيتان " لم يفشل في التاثير على الاسد الثابت والهاديء والذي لم يكلف نفسه حتى عناء الظهور علنا لتهدأة المتظاهرين بدا ان ثقته الكبيرة بنفسه إنسحبت على معظم مسؤولي النظام السوري ، فبعد شهر وعشرون يوما من بدء الحروب الشعواء النفسية والاعلامية على سوريا لم يستطع ملكا ومساعديه من السوريين والحكام العرب التأثير ولو على سفير واحد من سفراء سوريا السابقين في الخارج لدفع إلى الانشقاق .\
والحل ؟ نسأل يانيف فيجيب :
الحل هو القبول بالواقع الذي يقول بان علينا مواجهة الاوضاع السورية كما هي مع وجود رئيس نعرف الآن أكثر من أي وقت مضى بان محصن ضد كل انواع التأثيرات النفسية والاعلامية وشخصيته الواثقة سلاح لم نجد حتى اليوم ما يقابله عندنا.
بشار الأسد يصيب قادة الوحدة الإسرائيلية "ملاط \ מל"ת" بالإكتئاب
...نص المقال لصحفية إسرائيلية اسمها نتالي بيريتز هارئيل – بار ايلان :
"نير حسون" و "يوآف شتيرن" صحافيا تحقيقات متخصصان بالعمليات الحربية وشريكان في العمل وقلّ ما يعمل كل منهما بمفرده ، وعلى الرغم من انهما لا يشاركان في تغطية اي معارك عسكرية في هذه الفترة إلا إنهما شديدا الانشغال ،
واما السبب فبحسب نير حسون :
" الجيش الاسرائيلي يشارك في الحرب ضد سورية" !!
بالطبع ردة فعلي المتسرعة لم تعجب استاذي الجامعي يوآف شتيرن الذي مارست معه العمل الصحافي لمدة ثلاثة اشهر كانت هي الفترة التي تدربت فيها على يده ، ولاني خبيرة بتقاسيم وجهه ذو الملامح البولندية الجادة أعدت صياغة السؤال على الفور
" اين هي ساحة الحرب ضد سوريا "
شرح لي يوآف بعد ان أعطيته وقود الثقة بان كلامه معي ليس مضيعة للوقت فقال :
هناك حرب نفسية واعلامية تشارك فيها إسرائيل ضد سوريا ، وحدة الحرب النفسية في الجيش الاسرائيلي المعروفة بالاسم لها باسم مركز العمليات النفسية او الوحدة " ملاط " إستعانت بالدكتور يانيف لافيتان
Dr. Yaniv Levitan
للمشاركة في الجهود ضد الرئيس السوري بشار الاسد . دكتور يانيف صديق قديم للصحافيان وهو يساعد الرجلان في كتابة تقرير يفترض بان تنشره هآرتس في اليوم التالي لسقوط النظام السوري للإحتفال مع الرأي العام بالجهود الاسرائيلية التي ادت ، إضافة إلى جهود دول صديقة ، إلى تحقيق حلم اسرائيلي قديم بالتخلص من بشار الاسد وقيام سلطة بديلة يفترض الاسرائيليون انها ستكون موالية للسعوديين مكانه ، وبالتالي موالية للغرب ، يانيف مستعد لاستضافتنا في مكتبه في مقر وحدة الحرب النفسية في الجيش الاسرائيلي المعروفة إختصارا باسم " ملاط "
الاسم الانكليزي
Centre for Consciousness Operations
الاسم العبري
המרכז למבצעי תודעה
الوحدة تشارك في جميع الاعمال الحربية التي يخوضها جيش الدفاع وهي تتبع قياديا لقيادة العمليات في رئاسة الاركان ولكنها إداريا جزء من الاعمال التي تخضع لسلطة مدير جهاز المخابرات " أمان" .
الوحدة " ملاط " كما يعرف الجميع خضعت عام الفين لبعض الترتيبات التي قضت بتحويل عملها من الجيش إلى المراكز البحثية الخاصة التابعة للجامعات الاسرائيلية ولكن في العام 2005 اعاد جهاز امان السيطرة على اعمالها وحصل على موافقة قيادة الاركان لتأمين سبعين عالما متخصصا في علم النفس ممن يتقنون العربية باحتراف ويقود هؤلاء في العادة ضابط إستخبارات يبقى اسمه سريا إلى حين تخليه عن المنصب، وعادة لا تزيد رتبته عن عقيد على ان يكون ممن لهم خبرة عملية في الاستخبارات العملانية ما يعني انه يجب ان يكون من الضباط الذين عملوا لفترة طويلة خلف خطوط الاعداء في الدول العربية .
الوحدة إذا منشغلة في هذه الفترة والتحضيرات للاحتفالات بالنصر على بشار الاسد واسقاط نظامه جارية على قدم وساق منذ اسقطت التظاهرات الجماهيرية نظام حسني مبارك في مصر ، وهي الضربة التي إستوعبتها إسرائيل بمساعدة اميركية من خلال سيطرة الجيش المصري على مقادير الامور وهو الوضع الذي سيتم الحفاظ عليه مهما تغيرت الحكومات والاوضاع المصرية وفقا لترتيب اميركي مصري مشترك.
إذا وبعد تأمين الخاصرة المصرية كان لا بد من إستغلال الفرصة .
هكذا ما إنطلقت الدعوات إلى التظاهر في سوريا (من مكان قد لا تكون الاستخبارات الاميركية او حليفاتها العربيات بعيدة عنه ) حتى ضاعفت " ملاط " عدد العلماء العاملين معها من سبعين إلى مئة وسبعة واربعين عالما واما الزيادة في العدد فلم تكن عشوائية ، فمن إستدعوا للخدمة المؤقت في الوحدة هم اكثر مواطني اسرائيل خبرة بسوريا وبرئيسها وعلى رأسهم القائد السابق لـ.." أمان " الاسطوري عاموس ملكا (عاش في سوريا لسنوات خلال السبعينات وكان يحمل جواز سفر اردني) .
ما الذي تقوم به الوحدة في سوريا ؟
يبتسم يانيف ويشرح قائلا:
لدينا القدرة على الوصول إلى كافة المصادر المخابراتية التي تحصل عليها مختلف فروع الاجهزة والوزارات والهيئات الديبلوماسية الاسرائيلية حول سوريا، كما ان التعاون والتواصل المباشر عبر وسائل اتصالات خاصة مع وحدات عملية تعمل من خلف ساتر امني في سوريا او على حدودها في العراق وفي لبنان او في الاردن ، يعطينا فرصة الحصول على المعلومات الفورية من ساحة المعركة التي تمتد على كافة الاراضي السورية، ويتضمن العمل الذي تقوم به " ملاط " :
إرسال رسائل " الأس ام اس " إلى المواطنين السوريين.
حشد المؤيدين لصفحات الفايس بوك الخاصة بالثورة السورية .
فبركة الاشاعات ونشرها عبر الاعلام العربي والسوري او عبر الاشخاص.
نشر اخبار البروباغندا الموجهة إلى الشعب السوري من منافذ عربية صديقة.
نشر مقالات وتقارير اخبارية مصممة خصيصا لضرب معنويات القيادة السياسية والعسكرية والامنية في سوريا.
واخيرا القسم الاهم والذي يرأسه عاموس ملكا والمتخصص بملاحقة انباء وتصاريح وتحركات الرئيس السوري بشار الاسد واقرب المقربين لديه.
واما هدف هذا القسم فهو التأثير على قرارات الاسد من خلال وسائل الاعلام الدولية والعربية والمحلية (...) ومن خلال الاستفادة من ديبلوماسيين اصدقاء في دمشق يملكون قدرة التواصل المباشر مع شخصيات تصل ارائها إلى الرئيس السوري مثل الصحافيين الكبار أو رؤساء التحرير او حتى مسؤولي الخارجية السورية .
عاموس وفريقه يحرصون على توجيه الاعلام الصديق حول العالم وعلى قدر الامكانيات المتاحة لتوجيه رسائل خاصة يتوقع الخبراء في ملاط ان يكون تأثيرها مباشر على قرارات الاسد .
فعلى سبيل المثال ، جرى نشر مقال قبل ايام في صحيفة لوموند الفرنسية من قبل صحفي صديق لاسرائيل ولكن المقال نفسه وضعت اسطره بعناية في " ملاط " وتحت اشراف عاموس ملكا ، وفي ذلك المقال يتحدث الكاتب المفترض عن الشخصيات المقربة جدا من الاسد بصيغة التساؤل عمن يحكم سوريا ، إستهداف تلك الشخصيات بهذه الصيغة التساؤولية في المقال هدفه النيل من تلك الشخصيات ودفع الاسد إلى التخلي عنها لاثبات عكس ما يقوله المقال في عيون الرأي العام ، ومن الشخصيات التي ذكرها المقال في لوموند
شقيق الاسد الجنرال ماهر وقريبه حافظ مخلوف الذي يعمل في الاقتصاد والاعمال وشقيق الاخير رامي وهو ضابط امن تربى علي يد باسل الاسد الشقيق الراحل للرئيس السوري ، ويقول يانيف بان هذا المقال يملك قدرة تدمير تعادل عشرة اطنان من المتفجرات المحشوة باليورانيوم المنضب ، ولكن مع بشار الاسد كان بلا تأثير !!
ويشرح يانيف فيقول :
في حرب الخليج الاولى كان الرئيس جورج بوش الاب يرفع اصبعه في وجه الشاشة ويقول لصدام حسين بصيغة الامر المباشرة
" اريدك ان ترحل عن الكويت و الآن " وكانت تلك الكلمات كافية لدفع صدام حسين إلى التمسك بالكويت على الرغم من أنه كان في تلك الفترة قد ابلغ وسطاء فرنسيين بانه سيسحب جيشه من الكويت لتفادي حرب مع الاميركيين.
وما كان يتوقعه ملكا هو أن تؤدي جهوده إلى التأثير على قرارات بشار الاسد ودفعه إلى الانهيار نفسيا والتصرف بعصبية بعد دفعه اولا إلى تفتيت عصب القوة التي يحكم بها السيطرة على الاوضاع وهي سمعته الحسنة كمصلح بين السوريين . وفي هذا المجال يشير يانيف إلى مخطط مالكا الهادف إلى إستخدام اصدقاء من الحكام العرب لتسديد النصح الملغوم إلى الاسد للتنازل هنا أو هناك امام التظاهرات، كما إن الحكام العرب انفسهم هم من يأمل ملكا عبر الحكومة الاسرائيلية التي تملك صداقات مع اغلبهم كان يأمل بـ.دفع بعض المسؤولين السوريين السابقين والمقيمين في الخارج لاعلان إنشقاقهم عن النظام اعلاميا.
كيف حاولت الوحدة ملاط شن حرب نفسية على الشعب السوري عامة وعلى الرئيس السوري خاصة ؟
أولا : تسريب خطط العمل إلى المتظاهرين والتي تتصاعد بالتدريج بعد كل تنازل يقدمه الاسد ، فما ان يحصل المتظاهرين على تنازل حتى يصعدوا من تظاهراتهم اكثر وهكذا ايضا التصعيد بالهتاف، من الهتاف بالاصلاح إلى الهتاف لاحقا ضد اسماء مقربة من الرئيس ثم بعد اقالة اولئك المسؤولين او طردهم أو إعتقالهم تبدأ الهتافات المنادية باسقاط النظام بعد ان يكون الرئيس قد جرد نفسه من كل المساعدين الاوفياء والمخلصين.
ثانيا: تكثيف بث الاخبار التحريضية من خلال وسائل إعلامية ذات مصداقية ولا يعرف عنها بانها عدوة للنظام السوري
ثالثا: تسريب نصائح ملغومة ومعلومات مضللة (عن تدخل دولي محتمل او عن تمرد واسع متوقع هنا او هناك في المدن السورية ) من خلال اصدقاء سوريين لديبلوماسيين اجانب يعملون في دمشق هم ايضا (الديبلوماسيين الاجانب) اصدقاء لاسرائيل ، هؤلاء الديبلوماسيون حين يلتقون شخصا يعرفون بانه قد يستطيع ايصال فكرة معينة إلى الأسد مباشرة او بواسطة اي من المقربين منه فانهم يسربون ما تسربه لهم " ملاط " من خلال وسائل اسرائيلية او صديقة خاصة ، ونقل تلك المعلومات او النصائح يسري كما يسري الفايروس في شبكات الانترنت ، صعودا من شخص إلى شخص حتى الانتهاء على طاولة الاسد. وكان يأمل الاسرائيليون من خلال هذا الاسلوب الوصول إلى التكامل مع ما تنشره ملاط في الاعلام العربي والغربي .
رابعا: تكثيف نشر الاخبار التصاعدية عن القتلى والمجازر وتحميل اقرب المقربين من الرئيس السوري المسؤولية عن دم القتلى وذلك لبث الحقد في نفوس الشعب ضد الاسد شخصيا من خلال تحميله وزر اعمال رجاله المقربين وتخويف المسؤولين الامنيين والعسكريين وهم عصب النظام ودفعهم إلى التراخي بحجة الخوف من العقاب الذي سيوجه شخصيا اليهم على يد القضاء الدولي بعد سقوط النظام ، والحديث ايضا عن الفساد ودفع المتظاهرين إلى التركيز على اصهار او اعمام او اخوال او اقارب الرئيس وزوجته (...) ويفخر يانيف بالقول بان عاموس ملكا هو من يقف خلف نشر مقال في صحيفة اميركية تناول ما نشرنا انه بذخ مبالغ به من قبل زوجة الاسد في الثياب .
خامسا: إختراق الشبكات الهاتفية وارسال الرسائل البريدية والاس ام اس إلى المواطنين السوريين
سادسا: إستنباط شعارات وهتافات تنفع في التناغم مع مشاعر المواطنين السوريين
سابعا: وضع خرائط عمل للمتظاهرين المبتدأين عن كيفية تنشيط المجتمع المدني
ثامنا: نشر خرائط للمدن بابنيتها وشوارعها لدفع الشعب السوري إلى التعلم منها كيفية خلق تظاهرات مليونية مفاجأة للنظام.
تاسعا: نشر بيانات معدة سلفا على الانترنت وما على الناشطين السوريين إلا طبعها منزليا وتوزيعها .
ما هي نتائج هذا العمل المستمر منذ الاول من شباط فبراير حتى اليوم يقول الدكتور يانيف لفيتان : نتائج الحملة على الرأي العام السوري رائعة وتجاوب الاعلام العربي معنا أكثر من رائع خاصة واننا حصلنا على دعم غير مباشر من حكام عرب اعطوا كلمة السر لرجالهم في الثقافة والاديان لشن حملة شعواء عربيا على نظام الاسد ولكن الكارثة التي حلت بعمل ملاط تمثلت في فشل ذريع منيت به وسائل الجنرال عاموس ملكا وخططه ضد بشار الاسد !!
ملكا من خلال الاخبار التي ينشرها في الاعلام العالمي والعربي عن الرئيس السوري حاول منذ الاول من فبراير شباط الماضي دراسة اساليبه وتطويرها للحصول على النتيجة المبتغاة ولكنه كما يؤكد يانيف " مصاب هو فريقه بالاحباط الشديد " فبشار الاسد لم يتأثر بكل ما اشعناه عنه وعن المحيطين به وهو لم يقع في الفخ الذي كنا نأمل ان يقع فيه من خلال دفعه إلى التخلي عن اقرب المقربين منه وهو الامر الذي كنا نأمل ان يؤدي في النهاية إلى تحميله هو مسؤولية ما نتهمهم به ، فطرد هذا او ذاك من مساعديه تحت ضغط الاعلام الدولي او تحت ضغط الشارع سيجعل منه في نظر الشعب السوري مسؤولا عن اعمال اولئك المبعدون والدليل المطلوب اعطائه مصداقية في نظر الرأي العام هو التالي :
إذا كان الواقع هو بان الاسد ابعد اولئك الاشخاص تحت الضغط فهذا يعني اولا :
الاقرار بانهم مذنبون .
وثانيا بانه كان راضيا بافعالهم .
الجنرال عاموس ملكا ونقلا عما رواه لنا الدكتور " يانيف لفيتان " لم يفشل في التاثير على الاسد الثابت والهاديء والذي لم يكلف نفسه حتى عناء الظهور علنا لتهدأة المتظاهرين بدا ان ثقته الكبيرة بنفسه إنسحبت على معظم مسؤولي النظام السوري ، فبعد شهر وعشرون يوما من بدء الحروب الشعواء النفسية والاعلامية على سوريا لم يستطع ملكا ومساعديه من السوريين والحكام العرب التأثير ولو على سفير واحد من سفراء سوريا السابقين في الخارج لدفع إلى الانشقاق .\
والحل ؟ نسأل يانيف فيجيب :
الحل هو القبول بالواقع الذي يقول بان علينا مواجهة الاوضاع السورية كما هي مع وجود رئيس نعرف الآن أكثر من أي وقت مضى بان محصن ضد كل انواع التأثيرات النفسية والاعلامية وشخصيته الواثقة سلاح لم نجد حتى اليوم ما يقابله عندنا.