جلست متكئة على أهاتي
وفي عيني دمع يحرق وجنتي
وقلبي مثقل بحنين ضقت ذرعا به
لم تعد نجوم الليل تطل على نوافذي الهاربة من ظلم السنين
وليس لي قمر ينير أشرعتي في عباب بحر الآمان
وفي سكينة هذا المساء المحمل بنسمات حب من شرفة الأحلام
داعبتني ريح من خلف قضبان الذكريات المنسية
أيقظت في رغبة للقائك
وشوق جارف للبكاء على صدرك
بكيت غربتي ....وغلب الأنين على أملي
حملتني أمواج العليل
لجزر السنونو في موعد الرحيل
جثة هامدة ...روح بلا خليل ..
شراع أحلامي في مرساة جروحي
لم أعد أقدر على المضي في هذا العالم التائه الحزين
ركبت قطارك المنسي من قيود الروح إلى بوح الأنين
ومن فوق عالم الخيال
جفلت بوقع هدوئك في صخب الأيام
كان ثغرك مبتسما ....في ظلمة أشبه بنجمة مضيئة في لحظة ذهول من الحياة
تربعت على كرسي الصمت كملاك حزين
احتضنت قلبي كطفل رضيع
تاهت روحي في أمواج قلبك الدافئ
وتغلغل نسيمك لعروقي من بعد جفاف
غفوت على صدرك كيمامة بيضاء
لاتعرف غير الأمان في سمائك
أتنفس هواءك وتدوب شراييني في أنفاسك
همست إلى قلبي بحروف حبك الخجلى
نطقت بكلمات لا أبجدية لهما ولا زمان
نظرت إلي بعين تبوح بما هو أكثرمن لغات الزمان
ناداني حضنك بحب أجفله لقاء من بعد غيا ب سنين
اليك وبين ذراعيك رمتني أمواج شوقي لحرية لم أعهدها إلا في عينيك
لم أكن أدر حبيبي
أنك في غربتي طير لايعرف كيف يطير
روح لم يسكنها سوى الآه والأنين
قلب أثقلته هموم البعد وغربة في سماء الوجود الخفي
جسد سكنته ذكريات حبنا الضائع في ضباب الغروب الأخير
أضرمت النار في شطآني الباردة
ونار حبك لا يطفئها يم عميق
وفي دمي تنبض همسات روحك التي لا تعرف إلا عبور المستحيل
فجرت ينابيع الحب في عروق جسدي
التي جفت منذ رحيلك في يوم ترخته دروب الضياع في جبال الصمود
لريح النسيان المخيف