هناكَ على مفرق مغطى بثلجِ دافئ
أثقلُ النعاسُ جفني الطبيعة
والشمسُ تطفأ سراجها هاربةً مسرعة تسحبُ خيوطها
توارى النهارُ وأسدلَ الليل ُ ستائرهُ على ضفافِ مدينةِ الأشواق
قمري يطلُّ من نافذته موقظاً لهيامِ العشّاق
الغيومُ في فراقٍ ولقاء
و المطرُ حاكُ قصائده على دروبِ أيامي
الريُح حركت مشاعرَ طواها النسيان ومرَّ عليها الزمان بحرقةِ الآه ..
لملمتُ ذكرياتي
وارتديتُ معطفَ الحياة
..سرتُ في شوارعِ الحبِّ مع سكينةِ الليل كسراب ..
أسامرُ وحدتي في أزقةِ المدينة الخالية إلاّ من وقعِ خطواتِ الظلام
أترنمُّ على تلك الممراتِ العشقية بخيالٍ مشتاق
توقفتُ برهةً ..في لحظة انتظار
كانت رائحةُ القهوة ممزوجةً برذاذِ المطر ..
اتكأتُ على شرفةِ داعبتها نسيماتُ ليلٍ عاشق
وبنظرةٍ لم أدرِ اتجاهها ...... لمحتكَ جالساً في ضيافةِ القمر
ترتشفُ قهوتك من بحرِ العذاب
تشعلُ سيجارتك ...في صومعةِ الوحدة
تسحبُ نفساً عميقاً ...تطلقُ همومكَ في فضاءِ النسيان
كمنْ أثقلَ صدرهُ بفواصلِ الحياة
في مسائي القرمزي زارني عطر صمتك
وقفتُ حائرة
ترقبتُّك بحذرٍ صامت ...
تصفحتَ جريدتكَ ..
كان صمتُكَ سيدَ المكان ...لهُ نغمة عذرية هادئة
لم يفصلني عنه سوى نظراتٍ من كبرياء صامت
أيقنت أنك رجلٌ يتقنُ مطاردَة الكلماتِ
ويجيد ُعزفَ موسيقى الصمت
ثمّةَ رجالٌ بصمتهم يبتدعونَ أبجدياتٍ أخرى ...
يبتكرون حروفاً صامتة تعيدُ الحياةَ إلى لغاتِ العالم
يوقعون في غرامهم آلافَ الكلماتِ
في رومنسيةِ هذا الليلِ التشريني أغراني صمتُك بالكتابة
كنت بحاجةٍ إلى أذنٍ عشقي كي أتسللَ إلى صمتِك
أردتُ أن أخطكَ على ورقة شتاءٍ عاطفي ..
أترجم حروف صمتِكَ ...
أكتبُ تاريخَ عشقك...
أقضي على غيرتي الهوجاء
لا طيفَ أنثى في خيالك
سأنام مع أحلامك
قلبي يتربّع على عرشك
وشفتاك تنطقُ حروف اسمي بلحن صمتك
تعيدُ الروحَ إلى جسدي
تتلذذُّ بانقطاعِ أنفاسي ... وبحيرةٍ تنتابُني
أهكذا هي الحياةُ إذنْ ...
نظرةٌ بمحضِ الصّدفة ... توقعني في بحر صمتك
في أقلِّ لحظاِتي تحسُّبا ..تهديني مصادفةً عشقيه
توقدُ نارا ..في شتاء بثلوجِه يتغزل ..
Noooor12
عدل سابقا من قبل nour12 في الخميس أبريل 14, 2011 1:15 am عدل 1 مرات