بقلم أحمد دهان
أدي الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك .. بهذه الكلمات وقف قلم الشهيد عن الكتابة .. فشعور داخلي يراوده , هل يكتب رسالة إلى أمه يطمئنها عن وضعه وعن أحوال البلاد ..
ما هي إلا كلمات كتبها وخطها برسالته ليرسلها إلى تلك الأم الحنون التي انتظر مجيئه منذ فترة طويلة , كتب في مقدمتها ..
أمي الحنون ..
أبلغي عن السلام إلى كل أسرتي .. فالسلام الذي أصبحنا حلم في زمن علت فيه أصوات الذئاب , وأسفرت عن عوائهم فوضى وتخريب .. أمي الحنون .. أكتب إليكم بقلم يكاد أن يجف , والأحرف تتبعثر بين سطر وأخر والكلمات تكاد تنفذ من عقلي وذهني لأننا أصبحنا في خندق الحرب ..
أمي العزيزة .. تعرفين بأنني جئت إلى هنا لأودي واجبي الوطني وأخدم العلم الوطني , لأعمل مع رفاقي وأصدقائي وأبناء بلادي على حماية أمن وسلامة الوطن .. مهمتنا أن نسهر ونعمل ونضحي من أجل سلامة الوطن .. مهمتنا أن نعمل على الحفاظ على أمنه واستقراره .. فالواجب الوطني لا يقيد بحدود ..
أمي الغالية .. لم نفكر لساعة واحدة بأننا سنشهد وفي إحدى المحافظات السورية اندلع للنيران وللفوضى والتخريب التي تقودها مجموعات إرهابية .. فمنذ عشرات السنين ونحن ننعم بالخير الوفير والعطاء الكبير والحب العظيم للوطن ولقائده, ولم نحمل في طياتنا أية مشكلة في هذا القبيل .. لم نفكر ليوم بأننا سنشهد أشخاصاً يطالب ولا يعرفون ما يطالبون به..
لقد قالوا لي أصدقائي إن مجموعات من الأشخاص يتظاهرون سلمياً وهم يحملون المتفجرات ويسيروا في شوارع المدينة.. يطلقونا هتافات ويردد من ورائهم الأطفال والشيوخ لكنهم لا يعرفون شيئاً مما يتحدثون .. فحينما سألت صديقي ماذا تعني لهم الحرية .. أجاب بأن بعض الشبان الذين يتناولون " حب الوش " أقنعوهم بأن الحرية ستسمح لهم بتناوله بالوقت الذي يرغبونه.. والأخر قال له بأن الحرية ستسمح له بحمل الأسلحة متى يشاء .. والأخر يقول بأن الحرية ستسمح له بإشادة بناء وفتح عربات التسوق في الشوارع العامة ...
لا أدري يا أمي ماذا يقولون .. لكنني لا أثق بأولئك الذين يحملون شعارات كبيرة تبثها قناة الجزيرة والعربية والبي بي سي .. فقد سمعت يا أمي بأنهم يريدون تخريب سورية , وسمعت أيضاً بأنهم يحاولون فتح سفارة إسرائيلية بدمشق يكون فيها العملاء ورؤساء المجموعات الإرهابية الذين مثلوا بجثث الأبرياء أعضاء في سلكها الدبلوماسي .. يا أمي لقد ارتفعت حرارة التوتر .. فلم يمضي علينا يوم إلا ونقوم به في حمل جثمان شهيد .. نسافر معه ومشاهد القمع والإرهاب الوحشي ترتسم في مخيلتي .. لا تتوقعي كم هي جرائم بشعة تلك التي ينفذها المتظاهرون سلمياً ..
حينما حملت صديقي على كتف منذ يومين أصابني الفجع والهلع والخوف عليكم وعلى جميع أفراد أسرتي .. أصابتني حالة الإحباط والقلق وبدأ الدموع تنزف حينما تخيلت بأنني قد أسمع ذات يوم خبر استشهاد وقتل أحد أفراد أسرتي على يد هؤلاء الإرهابيين ..
لا أستطيع أن أتحمل مشهد أن أرى أخي أو أختي أو أبي أو حتى أنت يا أمي بمنظر كما رأيه هنا في هذه المدينة التي حمل فيها السلاح والعنفوان .. فمازالت صور المشهد الإرهابي الذي نفذ بأحد أصدقائي يركن بزاوية من مخيلتي , لم أتوقع يوماً بأن أشاهد إنسان يذبح إنسان .. لم أتوقع يوماً أن يجعلوا من سورية هذا المشهد القذر .. لم أشاهد ذلك على الأراضي الفلسطينية ضد أعداءنا إسرائيل , بل كان منظر مؤلم من عربي تجاه عربي .. من سوري تجاه سوري .. هل تمكنوا أعدائنا من زرع الفتنة بهذا الشكل .. أين هي الإنسانية وحقوق الإنسان ..
لا تعتقدي يا أمي بأننا في الجيش نقوم بضرب الناس أو نقصف منازلهم , فهؤلاء كما ربيتني أنت وأبي أخوتي وأقربائي وأصدقائي والشيء الجميل في حياتي .. فمهمتنا في هذه المدينة هي حماية الناس والحفاظ على أمنه واستقرارهم , وهذا ليس كلام التلفزيون السوري أو الإخبارية السورية .. بل هو الواقع الذي نعيشه ويجب أن يسمع كلماتي هذه تلك قنوات الجرائم والإرهاب , الجزيرة والعبرية ومن يقف لجانبها ..
يا أمي إننا هنا في وحدات الجيش نحب أمهاتنا وآبائنا وتراب أرضنا .. إنا هنا نشتاق لنشرب المياه ونأكل الزيتون في منازلنا .. فأشباح المدينة زرعت فينا القلق والخوف على أشجار بلدتنا .. إننا هنا يا أمي نحب سورية ونحزن كثيراً على ما يفعلون بها .. إننا هنا نحترم ونعشق كثير قائد سورية بشار الأسد لأنه الأمل الوحيد لنا لتجديد صورة هذا البلد الذي تلون بالسواد والأحمر .. إننا هنا نحب الإنسان ونقدسه لأنه الغاية المرجوة من هذه الحياة .. لا توجد لجان تعنى بحقوق الإنسان .. فنحن بسورية جميعنا يا أمي نعي ماذا يعني الإنسان لأخيه الإنسان ..
أمي الغالية ..لا أريد أن أطيل برسالتي هذه لكنني أمل أن يصلني دعائك بالخير والاستقرار لهذا البلد , وأردت أن أرسل برسالتي هذه لعلكم قد انشغال بالكم وأن بخير وأمان لكنني قلق على أمر البلاد .. رضاكي يا أمي ورضا والدي ووطني عليًّ .. فأنا بإذن الله عائد إليكم بعد أيام وكلي شوق إلى تلك اللحظات التي أنحني بها لأقبل يداك و تراب بلدي وأشرب من ماء بيتي ومن خبر الفران المجاور لمدرستي فأنا من هذا البلد الذي نشاء وترعرع في ظل أمنه واستقرار الكثيرون ...وقبل السلام أقول بأنه يجب عليًّ أن أودي الأمانة لمن ائتمنني ولا أخن هذا البلد لأنه لم يخني .. والسلاموما أن وصلت الرسالة إلى الأم وهي مشغولة بقراءتها مع أفراد أسرتها إلا وظهر على شاشة التلفزيون .. خبر عاجل .. استشهاد عدد من عناصر الجيش والشرطة في هجوم مسلح لمجموعات إرهابية ... لم تكمل سماع الخبر حتى جاءتها صدمة, لسانها امتنع عن الحديث وحنجرتها بدأت تطقطق من الذعر...إحساس غريب انتابها وقلق مخيف أصابها .. شعرت بكارثة هائلة ستقع على رأسها .. رمت الرسالة جانباً سارعت إلى غرفتها والدموع تنجرف دون توقف .. لم تعلم لماذا حالة البكاء جاءتها .. تنظر إلى أبنائها وكأنها تقرأ شيئاً غريب يحل بأسرتها .. ولم تمضي إلا دقائق حتى طرق الموت بابهم والذعر والخوف سكن قلبهم , فالأم لم تعد تتنفس وعيونها أصبحت معلقة بالسماء , والروح تلاعبها من محيطها .. خوف وذعر وبكاء .. ولم تمضي لحظات حتى ولت النفس والروح إلى باعثها .. وغابت الأم عن الحياة جسدها أما روحها الطاهر فقد بقي ليسمع باقي مفردات القصة ..حينما تأكد أفراد الأسرة بوفاة أمهم سارعوا إلى الهاتف وبدؤوا بمحاولات الاتصال بشقيقهم , لعله بخير ليبلغوه بوفاة أمه .. ولحسن حظهم تمكنوا من الاتصال بأحد أصدقائه الذي يخدم العلم برفقته .. تمكنوا من التحدث مع هذا الشاب الذي يعيش مع أخيهم في أنفاسه وفي مأكله ومشربه .. ولكن ...حينما سألوا عن أخيهم .. تبلكم الصديق وبدأت كلماته تتعثر .. يقول في ذهنه " ماذا أفعل ؟؟ " لم يكن أمامه خيار إلا أن يصارحهم بحقيقة الأمر .. فأفشى لهم بأن أخيهم استشهد في سبيل أمن الوطن واستقراره .. أغلقت الهواتف وسقطت الدموع .. وبدأت الأحزان ... لقد أدركوا بأن قلب الأم دليلها .. فقد فارقت الحياة قبل أن تسمع بخبر استشهاد ولدها .. كانت مشتاقة لكي تضمه بين صدرها .. وتقدم له يدها ليقبلهما .. كانت مشتاقة لكي تطعمه الخبز الساخن وتعطيه الورد والماء ليعيش مجدداً .. لكن .. من خطف هذا الآمال من حلم الأم .. من خطف الإنسان وتدمر الحجر .. من قطع الورود ويبس الماء وأظلم السماء .. يا الله ليس لنا معيل إلا سواك .. ارحمنا في شعبا وبلدنا وقائدنا وأذهب عنا الإرهاب والمؤامرة والفتن .. وأرحم شهدائنا في كل بقاع هذه البلاد ..
أدي الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك .. بهذه الكلمات وقف قلم الشهيد عن الكتابة .. فشعور داخلي يراوده , هل يكتب رسالة إلى أمه يطمئنها عن وضعه وعن أحوال البلاد ..
ما هي إلا كلمات كتبها وخطها برسالته ليرسلها إلى تلك الأم الحنون التي انتظر مجيئه منذ فترة طويلة , كتب في مقدمتها ..
أمي الحنون ..
أبلغي عن السلام إلى كل أسرتي .. فالسلام الذي أصبحنا حلم في زمن علت فيه أصوات الذئاب , وأسفرت عن عوائهم فوضى وتخريب .. أمي الحنون .. أكتب إليكم بقلم يكاد أن يجف , والأحرف تتبعثر بين سطر وأخر والكلمات تكاد تنفذ من عقلي وذهني لأننا أصبحنا في خندق الحرب ..
أمي العزيزة .. تعرفين بأنني جئت إلى هنا لأودي واجبي الوطني وأخدم العلم الوطني , لأعمل مع رفاقي وأصدقائي وأبناء بلادي على حماية أمن وسلامة الوطن .. مهمتنا أن نسهر ونعمل ونضحي من أجل سلامة الوطن .. مهمتنا أن نعمل على الحفاظ على أمنه واستقراره .. فالواجب الوطني لا يقيد بحدود ..
أمي الغالية .. لم نفكر لساعة واحدة بأننا سنشهد وفي إحدى المحافظات السورية اندلع للنيران وللفوضى والتخريب التي تقودها مجموعات إرهابية .. فمنذ عشرات السنين ونحن ننعم بالخير الوفير والعطاء الكبير والحب العظيم للوطن ولقائده, ولم نحمل في طياتنا أية مشكلة في هذا القبيل .. لم نفكر ليوم بأننا سنشهد أشخاصاً يطالب ولا يعرفون ما يطالبون به..
لقد قالوا لي أصدقائي إن مجموعات من الأشخاص يتظاهرون سلمياً وهم يحملون المتفجرات ويسيروا في شوارع المدينة.. يطلقونا هتافات ويردد من ورائهم الأطفال والشيوخ لكنهم لا يعرفون شيئاً مما يتحدثون .. فحينما سألت صديقي ماذا تعني لهم الحرية .. أجاب بأن بعض الشبان الذين يتناولون " حب الوش " أقنعوهم بأن الحرية ستسمح لهم بتناوله بالوقت الذي يرغبونه.. والأخر قال له بأن الحرية ستسمح له بحمل الأسلحة متى يشاء .. والأخر يقول بأن الحرية ستسمح له بإشادة بناء وفتح عربات التسوق في الشوارع العامة ...
لا أدري يا أمي ماذا يقولون .. لكنني لا أثق بأولئك الذين يحملون شعارات كبيرة تبثها قناة الجزيرة والعربية والبي بي سي .. فقد سمعت يا أمي بأنهم يريدون تخريب سورية , وسمعت أيضاً بأنهم يحاولون فتح سفارة إسرائيلية بدمشق يكون فيها العملاء ورؤساء المجموعات الإرهابية الذين مثلوا بجثث الأبرياء أعضاء في سلكها الدبلوماسي .. يا أمي لقد ارتفعت حرارة التوتر .. فلم يمضي علينا يوم إلا ونقوم به في حمل جثمان شهيد .. نسافر معه ومشاهد القمع والإرهاب الوحشي ترتسم في مخيلتي .. لا تتوقعي كم هي جرائم بشعة تلك التي ينفذها المتظاهرون سلمياً ..
حينما حملت صديقي على كتف منذ يومين أصابني الفجع والهلع والخوف عليكم وعلى جميع أفراد أسرتي .. أصابتني حالة الإحباط والقلق وبدأ الدموع تنزف حينما تخيلت بأنني قد أسمع ذات يوم خبر استشهاد وقتل أحد أفراد أسرتي على يد هؤلاء الإرهابيين ..
لا أستطيع أن أتحمل مشهد أن أرى أخي أو أختي أو أبي أو حتى أنت يا أمي بمنظر كما رأيه هنا في هذه المدينة التي حمل فيها السلاح والعنفوان .. فمازالت صور المشهد الإرهابي الذي نفذ بأحد أصدقائي يركن بزاوية من مخيلتي , لم أتوقع يوماً بأن أشاهد إنسان يذبح إنسان .. لم أتوقع يوماً أن يجعلوا من سورية هذا المشهد القذر .. لم أشاهد ذلك على الأراضي الفلسطينية ضد أعداءنا إسرائيل , بل كان منظر مؤلم من عربي تجاه عربي .. من سوري تجاه سوري .. هل تمكنوا أعدائنا من زرع الفتنة بهذا الشكل .. أين هي الإنسانية وحقوق الإنسان ..
لا تعتقدي يا أمي بأننا في الجيش نقوم بضرب الناس أو نقصف منازلهم , فهؤلاء كما ربيتني أنت وأبي أخوتي وأقربائي وأصدقائي والشيء الجميل في حياتي .. فمهمتنا في هذه المدينة هي حماية الناس والحفاظ على أمنه واستقرارهم , وهذا ليس كلام التلفزيون السوري أو الإخبارية السورية .. بل هو الواقع الذي نعيشه ويجب أن يسمع كلماتي هذه تلك قنوات الجرائم والإرهاب , الجزيرة والعبرية ومن يقف لجانبها ..
يا أمي إننا هنا في وحدات الجيش نحب أمهاتنا وآبائنا وتراب أرضنا .. إنا هنا نشتاق لنشرب المياه ونأكل الزيتون في منازلنا .. فأشباح المدينة زرعت فينا القلق والخوف على أشجار بلدتنا .. إننا هنا يا أمي نحب سورية ونحزن كثيراً على ما يفعلون بها .. إننا هنا نحترم ونعشق كثير قائد سورية بشار الأسد لأنه الأمل الوحيد لنا لتجديد صورة هذا البلد الذي تلون بالسواد والأحمر .. إننا هنا نحب الإنسان ونقدسه لأنه الغاية المرجوة من هذه الحياة .. لا توجد لجان تعنى بحقوق الإنسان .. فنحن بسورية جميعنا يا أمي نعي ماذا يعني الإنسان لأخيه الإنسان ..
أمي الغالية ..لا أريد أن أطيل برسالتي هذه لكنني أمل أن يصلني دعائك بالخير والاستقرار لهذا البلد , وأردت أن أرسل برسالتي هذه لعلكم قد انشغال بالكم وأن بخير وأمان لكنني قلق على أمر البلاد .. رضاكي يا أمي ورضا والدي ووطني عليًّ .. فأنا بإذن الله عائد إليكم بعد أيام وكلي شوق إلى تلك اللحظات التي أنحني بها لأقبل يداك و تراب بلدي وأشرب من ماء بيتي ومن خبر الفران المجاور لمدرستي فأنا من هذا البلد الذي نشاء وترعرع في ظل أمنه واستقرار الكثيرون ...وقبل السلام أقول بأنه يجب عليًّ أن أودي الأمانة لمن ائتمنني ولا أخن هذا البلد لأنه لم يخني .. والسلاموما أن وصلت الرسالة إلى الأم وهي مشغولة بقراءتها مع أفراد أسرتها إلا وظهر على شاشة التلفزيون .. خبر عاجل .. استشهاد عدد من عناصر الجيش والشرطة في هجوم مسلح لمجموعات إرهابية ... لم تكمل سماع الخبر حتى جاءتها صدمة, لسانها امتنع عن الحديث وحنجرتها بدأت تطقطق من الذعر...إحساس غريب انتابها وقلق مخيف أصابها .. شعرت بكارثة هائلة ستقع على رأسها .. رمت الرسالة جانباً سارعت إلى غرفتها والدموع تنجرف دون توقف .. لم تعلم لماذا حالة البكاء جاءتها .. تنظر إلى أبنائها وكأنها تقرأ شيئاً غريب يحل بأسرتها .. ولم تمضي إلا دقائق حتى طرق الموت بابهم والذعر والخوف سكن قلبهم , فالأم لم تعد تتنفس وعيونها أصبحت معلقة بالسماء , والروح تلاعبها من محيطها .. خوف وذعر وبكاء .. ولم تمضي لحظات حتى ولت النفس والروح إلى باعثها .. وغابت الأم عن الحياة جسدها أما روحها الطاهر فقد بقي ليسمع باقي مفردات القصة ..حينما تأكد أفراد الأسرة بوفاة أمهم سارعوا إلى الهاتف وبدؤوا بمحاولات الاتصال بشقيقهم , لعله بخير ليبلغوه بوفاة أمه .. ولحسن حظهم تمكنوا من الاتصال بأحد أصدقائه الذي يخدم العلم برفقته .. تمكنوا من التحدث مع هذا الشاب الذي يعيش مع أخيهم في أنفاسه وفي مأكله ومشربه .. ولكن ...حينما سألوا عن أخيهم .. تبلكم الصديق وبدأت كلماته تتعثر .. يقول في ذهنه " ماذا أفعل ؟؟ " لم يكن أمامه خيار إلا أن يصارحهم بحقيقة الأمر .. فأفشى لهم بأن أخيهم استشهد في سبيل أمن الوطن واستقراره .. أغلقت الهواتف وسقطت الدموع .. وبدأت الأحزان ... لقد أدركوا بأن قلب الأم دليلها .. فقد فارقت الحياة قبل أن تسمع بخبر استشهاد ولدها .. كانت مشتاقة لكي تضمه بين صدرها .. وتقدم له يدها ليقبلهما .. كانت مشتاقة لكي تطعمه الخبز الساخن وتعطيه الورد والماء ليعيش مجدداً .. لكن .. من خطف هذا الآمال من حلم الأم .. من خطف الإنسان وتدمر الحجر .. من قطع الورود ويبس الماء وأظلم السماء .. يا الله ليس لنا معيل إلا سواك .. ارحمنا في شعبا وبلدنا وقائدنا وأذهب عنا الإرهاب والمؤامرة والفتن .. وأرحم شهدائنا في كل بقاع هذه البلاد ..