ثورة بريطانية على الفايسبوك.. أبطالها سوريّون || بقـلم : قاسم ريا
بواسطة شبكة منقول الاخبارية | M.N.N
هكذا انطلقت صفحة ساخرة تطالب بالحرية لبطل سلسلة الأفلام الخرافية والتي تدور حول مدرسة لتعليم السحر في إنكلترا علماً أن بوتر ليس "معتقلاً". فمع وصول الأخبار المتعلقة بالتظاهرات الاحتجاجية في بريطانيا، وقيام الشرطة البريطانية بقمعها بشكل عنيف، انطلقت غزوات على موقع"الفايسبوك" بشكل ساخر، مقلّدة النموذج العربي للثورات من تنسيقيّات وصفحات إخبارية بنكهة سورية ساخرة بامتياز.
أحد الفيديوهات الذي انتشر على موقع "يوتيوب" بعنوان "انشقاق ملازم من الجيش البريطاني.. أول الغيث قطرة " حمل الرسالة الأقوى، فظهر شاب ملثّم، مع العلم البريطاني، ويضع على كتفيه نجوماً بلاستيكية كبيرة، تذكر من يشاهده بفيديو زعمت فيه بعض الفضائيات انشقاق أحد الضباط في الجيش العربي السوري، وجرى تكذيب الفيديو وقتها من قبل الجيش السوري الإلكتروني لما يتضمنه من مغالطات كثيرة.
ويقول الشاب الملثم إنه أسس جيش بريطانيا الحر وانشق معه ( دبابتان ودراجة نارية ولعبة اطفال).
من الفيديوهات، إلى الصور، حيث تداولت صفحة "الثورة البريطانية 2011 " صورة كانت نشرت سابقاً على صفحة الثورة السورية لطفل تعرّض لهجوم كلاب في أحد الأرياف السورية، زاعمة أنّها تعود لطفل تمّ تعذيبه على يد الأمن. وتعرّضت الصورة لموجة انتقادات لاذعة وساخرة على الصفحة البريطانية تؤكد أنه ملفق، ليأتي الرد من إدارة الصفحة:" كلا ليست ملفقة، هذه الأحداث حصلت في بريطانيا، وقام المعارضون السوريون بسرقتها ونسبوها لسوريا.. نحن نقول الحقيقة"، ليأتي الرد بأن الصورة التقطت في أحد أرياف فرنسا بعد تعرض صاحبها لهجوم من كلاب شاردة..
التنسيقيّات الإخبارية كان لها حصّتها أيضاً من الحملة الساخرة، فمن شبكة أخبار لندن LNN إلى شبكة أخبار توتنهام TNN إلى شبكة أخبار تي أن تي TNT، وصل عدد الصفحات الى أكثر من أربعين صفحة مختلفة تمثل مختلف التنسيقيات التابعة للثورة الافتراضية في بريطانيا حملت لواء الدفاع عن حقوق الثوار أو الـ"ريبلز" كما تمت تسميتهم..
صفحة "تنسيقية توتنهام للثورة البريطانية" مثلاً، اختارت صورة بروفايل من فيلم "قلب شجاع" لميل غيبسون. وقد ابتكر أعضاء المجموعة شعارات لـ"الثورة البريطانية المجيدة"، منها "لا هريسة ولا معمول حتى ترجع ليفربول"، أو "لندن حرة حرة إليزابيث طلعي برّا"، وأيضاً "يا وليام يا مندسّ/ تضرب أنت وهالعرس"، و"عالـ heaven رايحين martyrs بالملايين".
في المقابل، انطلقت صفحات أخرى حملت لواء الدفاع عن الملكة والنظام في بريطانيا، كـ"الجيش البريطاني الإلكتروني"، و"شبّيحة لأجل الملكة". ولم يغفل القائمون على الصفحات عن التحضير لإطلاق تسميات على أيام الأسبوع المقبلة، فمن "خميس أحفاد روبن هود"، إلى "جمعة مستر بين" إلى "سبت الأميرة ديانا" إلى أحد "قلب الأسد لكسر حاجز الخوف".
مرة بعد أخرى يثبت الشعب السوري قدرته على التقدم واستلام زمام المبادرة منذ انطلاق الاحداث في سوريا، والتمتع بروح الدعابة ذات الرسائل السياسية الواضحة والمباشرة للداخل والخارج، التي تكشف حقيقة ما يجري من أحداث فيسوريا ولو بشكل كوميدي ساخر.
.