يرن الهاتف...
-من؟!..
-الزمن..
_حقّاً !!! ماذا؟!...
قطار الحنين أعلن موعد سفره
التوجه إلى محطة ........
"انقطع الاتصال"
ساعةٌ تلوَ الأخرى ...
غرقَ الهاتف في بحر الصمت
في البداية لم أكترث..._نخطئ التقدير أحيانا... نتوهم_
لكنَّ ثمةَ إحساسٌ ينبضُ...
مالَ الظلام
تناثرت الحروفُ مع قطراتِ الندى
على شباكِ الزمن خيوط الفجر تبعثُ الروح
تهوى رحلةً على طرقات الأمل
تحاول أن تتشبث بالأحلام على يقين أنها ليست محال
إلى أين أيُّها الزمن ؟!
الحقائب ملّت السفر ....تعبت الروح من الأحلام
لم يعد هناك من شيء يُنتَظر ...
وما زلتُ أترقب رنين الهاتف...
_ 2_
الحنين يثقلُ ذاكرتكَ ... لحظاتٌ منسية تستوقفك ...
فضولٌ يأسركَ لاستراقِ النظرَ إلى ماضٍ .....
ربما رحل ... غاب....ربما أحرقهُ النسيان
نظرةٌ لماضٍ ....لن تخلو من حنين سري
ولو كانت الآهُ دمعةٌ تحرقُ وجنتيك
_3_
لا تسترق النظر يوما ....لا تلتفت خلفاً
ما مضى كما الآت ....
انظر إلى جانبك ...ما رأيتهُ هو نصفُ حقيقتكَ
كن على يقين أنك لن ترى الحقيقة كاملة
مرايا الحياة دائماً على جوانب الأيام
من بين مآسي الأيام فرحةٌ يسرقها أحمق....
الخيالُ وحدهُ قادرٌ على السفر بك ..
_4_
عذرا أيها الزمن ....
لا تهمني الآن تلك الوجهة ....ولا ذاك القطار
كثيرةٌ هي المحطات ....
كنتُ يوماً أترقَّبُ أملاً....
ألبستكَ وهماً جميلاً......وقناعا من زمنٍ آخر..
أما الآن هنيئاً لكَ...خيباتُكَ
أضيئَت الأنوار .....وأُسدِلَت الستائر ...
هاتف الزمن لن يستطيعَ معاودةَ الاتصال ........"الرجاء التّأكد من الرقم "