الرئيسية
استمر اتحاد الكرة بهواية " سلخ الكفوف " ، بتوجيهه صفعة جديدة اليوم من خلال النتائج التي خرج بها من المؤتمر الصحفي الذي احتضنه مقر الاتحاد في دمشق لمناقشة قضية استبعاد منتخبنا الوطني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014.
و بدل أن يحفظ الاتحاد ما تبقى من ماء وجهه - على اعتبار أنه موجود أصلاً - بالاستقالة على أقل تقدير ، قرر الاتحاد تشكيلة لجنة من أعضائه أنفسهم ، و مهمة هذه اللجنة التحقيق و محاسبة المقصرين الذين تسببوا بإبعاد منتخبنا من التصفيات.
و تألفت اللجنة من أعضاء اتحاد الكرة : وليد مهيدي – حمدي القادري – أحمد زينو – يعقوب قصاب باشي – و الصحافي أنور الجرادات ، و وفق ما ذكر مصدر مطلع داخل اتحاد الكرة لعكس السير ، فإن أحد أعضاء اتحاد الكرة الموجود داخل هذه اللجنة قال بعد أن وقع فأس الفيفا برأس كرتنا : " ما كان بدنا هالمحترفين من الأساس ، ناقصنا وجعة راس " !.
و بعد أن عاد و فتق بعدم وجود مخالفة تستدعي هذه العقوبة ، و بعد أن أكد استهداف الكرة السورية من قبل الفيفا و الظلم الجائر الذي لطالما تعرضنا له ، اعترف رئيس الاتحاد فاروق سرية أن " تقصير الاتحاد كان في الإجراءات " ، حيث راسل الاتحاد السوري نظيره السويدي ليعطيه تفاصيل عن جورج مراد ، لكن الأخير لم يرسل الرد للتأكيد على نقل اللاعب إلى السجلات السورية ليتم إبلاغ الاتحاد الدولي بذلك !.
و أكد سرية أن الاتحاد ليس جباناً لكي يتهرب ، و لن يلقي باللوم على أحد ، و سيفتح تحقيقاً بخصوص هذه القضية!.
و أوضح سرية أن اتحاد الكرة طلب من نظيره الآسيوي إرسال بطاقة اللاعب التي تم الاعتماد عليها لاحقاً كوثيقة للمشاركة و لم يتابع المراسلات مع الاتحاد السويدي و لم يطلب موافقة الفيفا ، و لم يعد ناقصاً إلا أن يختم كلامه بـ " و ربي يسر " !.
و بشكل غير مباشر ألقى السرية باللائمة على اللاعب بالقول : " محور القضية كان في مخالفة قوانين الفيفا التي تتحدث عن تغير جنسية اللاعب ، فجورج مراد يتمتع بجنسية سويدية في سجلات الفيفا ( كما سبق لعكس السير أن شرح في مقالة سابقة ) وكان يجب عليه نقل الجنسية لكن اللاعب لم يقم بمراسلة الفيفا لينقل جنسيته" !.
و لفت سرية إلى أن معلومات المخالفة قد تكون وصلت للاتحاد الطاجيكي من مصدر سوري معتبراً ذلك خيانة للوطن ، و لا ندري إن كان سرية يرى في تقصير اتحاد الكرة الذي أدى لحرمان المنتخب خيانة للوطن أيضاً.
و استمر سرية بقذف المسؤولية يمنة و يسرة بالقول : " يتوجب على أمانة سر الاتحاد و المنسق الإعلامي للمنتخب متابعة متابعة المراسلات مع الاتحاد الدولي لنقل بطاقة اللاعب من الاتحاد السويدي إلى السوري ، و بكل الأحوال هذه الثغرة لا تستوجب الخسارة ".
و أفاد سرية : " قدمنا اعتراضاً لمحكمة التحكيم الدولية و لن نسكت عن المطالبة بحقنا ، كما كلفنا محاميين دوليين لمتابعة القضية و طلب تأجيل التصفيات إذا كلف الأمر ".
و في تناقض صارخ ، و بعد أن اعترف في معرض حديثه بتقصير اتحاد الكرة ، رد سرية على مطالبة بعض الإعلاميين الحاضرين باستقالة اتحاد الكرة بعد هذا الخطا الفادح قال سرية : " في حال ثبت وجود أي تقصير من أعضاء اتحاد الكرة في موضوع جورج مراد فنحن جاهزون لتقديم استقالاتنا "!.
و يحاول السرية إخلاء ذمة أعضاء اتحاد الكرة حصراً من المسؤولية ، و توجيه أصابع اللوم فقط على أمانة السر و المنسق الإعلامي و لجنة المحترفين و اللاعب ، و كأن أعضاء الاتحاد و رئيسه ليسوا هم المسؤولين على اتخاذ القرارات التنفيذية و مراقبة عمل الجهات سابقة الذكر ، و اعتبر سرية أن " اتحاد الكرة القدم لا يتحمل مسؤولية التقصير ، فالمتابعة من مهام الكوادر وليس أعضاء اتحاد الكرة " ! ، و كأن هذه الكوادر تابعة لاتحاد الكرة المريخي و ليس السوري.
الاتحاد الرياضي يشكل لجنة أخرى !
أكد اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام أن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بحرمان المنتخب السوري من التصفيات المؤهلة لكاس العالم 2014 قرار ظالم بكل المقاييس ، وكان يمكن للفيفا أن " ينبه " الاتحاد السوري لكرة القدم بوجود مخالفة بعد المباراة الأولى في عمان.
و على الرغم مما سبق ، أقر جمعة بوجود تقصير من الاتحاد الكروي بشأن مشاركة اللاعب جورج مراد وكان يمكن لأمانة السر أو الجهاز الإداري للمنتخب الدخول لموقع الاتحاد السويدي لمعرفة مشاركته مع منتخب السوري عام 2005 من عدمها.
و أوضح جمعة أن القيادة الرياضية ستفتح تحقيقاً موسعاً خلال الأيام القادمة و ستحاسب كل مقصر ، و إن ثبت تقصير من الاتحاد الكروي ، فسيتم إقالته ومحاسبته لأن سمعة الوطن فوق الجميع.
وأشار جمعة إلى أن القيادة الرياضية غير راضية عن عمل اتحاد كرة القدم ، فالانسجام مفقود بين الأعضاء ، و قد يكون أحد الأشخاص من داخل الاتحاد هو من أرسل أوراق اللاعب جورج مراد للاتحاد الطاجيكستاني ، و ذلك لتصفية حسابات شخصية ، ووجه جمعة رسالة لجماهير الرياضة السوري بالقول : " ترقبوا قرارات حازمة وحاسمة في الأيام القادمة ".
وقرر مجلس اللجنة الأولمبية السوري برئاسة جمعة تشكيل لجنة للتحقيق مع اتحاد كرة القدم والكادر الفني والإداري وبعض اللاعبين حول ملابسات مشاركة اللاعب جورج مراد مع المنتخب ، على أن تقدم اللجنة نتائج التحقيق في المخالفات المرتكبة ومقترحاتها خلال الـ 48 ساعة القادمة أي الساعة الثانية من ظهر يوم الثلاثاء القادم.
و تتألف اللجنة من ماهر خياطة نائب رئيس اللجنة الأولمبية السورية ، و صلاح رمضان عضو اللجنة الأولمبية و لؤي نعسان عضو اللجنة الأولمبية ، و معتز قوتلي عضو اللجنة الأولمبية ، و إبراهيم أبا زيد نائب أمين سر اللجنة الأولمبية ، على أن تستعين اللجنة بمن تراه مناسباً لإنجاح عملها.
بلغ السيل الزبى
سواء ظلمنا الاتحاد الدولي أم لم يظلمنا ، فالمخالفة موجودة ، و سواء تعامل الاتحاد الدولي مع حالتنا كما تعامل مع حالات سابقة أم لا ، فالتقصير واقع.
اللاعب جورج مراد لعب للمنتخب السويدي الأولمبي أو الشاب أو ... ، و بالتالي هو سويدي الجنسية في سجلات الاتحاد الدولي ، ووجب علينا تصحيح هذه النقطة عند الفيفا و هذا ما لم يفعله اتحادنا.
بعد هذا المؤتمر " الفارغ " ، و بعد أن تباكى اتحاد الكرة على ظلم الفيفا ، و تقاذف الاتهامات كيفا شاء ، بات أمر محاسبة هؤلاء الأشخاص الذين اعتادوا على الاستخفاف بمشاعر الشعب السوري على حد سواء لسنوات طويلة بيد السلطات العليا القادرة على إصدار قرار مباشر بعيد عن اللجان الكروية التي يشكلها اتحاد الكرة على مبدأ " فيك الخصام و أنت الخصم و الحكم " .
و لم يعد الشارع الرياضي السوري يقبل بمجرد استقالة هذا الاتحاد - هذا إن تنازل و استقال - ، بل إن الإقالة و المحاسبة أقل ما يمكن فعله لشفاء جماهير الرياضة من بعض " الجلطات " التي أصابتهم جراء الأسماء " معادة التكرير " ، التي تعاقبت على اتحاد الكرة.
